الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي
حاور اعضاء ملتقىى السلع الثقافي الشاعر علي ميرزا محمود لما حملته القصيدة "لك الله" من معان عروبية. جليلة.
وكتب الشاعر العربي ميرزا القصيدة على منصة السلع، التي صار عضوا فيها. قبل اقل من شهر،، وجعلها باكورة نتاجاته التي سينثرها للحوار على المنصة.
▪وتاليا القصيدة:
لك الله ياقلبي إذا تتألَّمُ
وانتَ تَرى قومي وكيفَ تَشَرْذَموا
عِدانا على رأسِ السَّرابيتِ تاجُهُمْ
وباقي رؤسُ النَّاسِ في الحَيطِ تُرْطَمُ
قتيلٌ وسَفَّاحٌ وأشلا تَناثَرَتْ
على شُرُفاتِ البيتِ والبيتُ مُظْلِمُ
تَسارَقَهُ صَفٌ من القومِ قادَةٌ
وهَرْدَمَهُ غِرٌ من القَومِ مُجرِمُ
فحامَ غُرابُ البَيْنِ فَوْقَ رُكامِهِ
وعَشَّشَ فيهِ البُومُ والبومُ أَعْجَمُ
ألىٰ لَيْتَ قَومي بَـيْـنَ حُــرٍ وحاكِمٍ
كَمَا بَـيْنَ وجْهِ الارضِ والماءِ بُـرْعُمُ
تمنيتُ لو أنَّ السَلالِمَ تَرْتَقي
وقَومي على رأسِ المَعالمِ مَعْلَمُ
ولكن ارانا في يَدِ النَّاسِ لُعبَةً
تَقاذَفُنا مِنْ ذَا الى ذاكَ مُسْلِمُ
فَمِنهُمْ كأنَّ اللهَ في دارِ ملكِهِلك
ومِنهُمْ يُرائي النّاسَ ،، واللهُ يَعلَمُ
لك الحَقُّ ياقلبي اذا جاسَكَ الأَسىٰ
ورانَ عليكَ الحزنُ فالوَضْعُ مُؤْلِمُ
فَما كـانَ يوماً ما يدورُ بِخالِدي
بأنّي ارى ارضي أراضينَ تُقْسَمُ
وما كان يوماً ما يجولُ بخاطري
بأني أرىٰ اهلي وكيفَ تَقَسَّموا
وكان اول من علق الاديب احمد الحليسي الذي قال ان الشاعر علي مشغول بعروبته وقوميته، يحمل الهم ويجود بشعر جميل ورائع، يتحدث بما نفكر فيه،
وتعتبره الشاعرة والاديبة د. حنان خريسات نص جميل ومؤلم يصور واقعنا الضعيف وكأن نبينا الكريم والذي وضعنا على خارطة الأمم والحضارات الكبرى يرى ما آلت اليه حالنا في هذه المرحلة
وقالت ان اوطاننا وعقيدتنا وحضارتنا وارضنا ومياهنا هي نهب للآخرين بسبب فرقتنا والخلافات التي طغت على حساب مصلحتنا وهذا فتح شهية الآخرين بأن يقضموا ما لذ وطاب لهم من ارض وثروات وكل شيء هو رهن المصادرة
وتأمل ان يرجع العرب الى وحدتهم ومهابتهم حتى لا يكونوا القصعة التي تتوارد عليها
اما الشاعر خليل الخوالده. فقال انه توصيف جميل لحال غير جميل... أمة تقضمها الفرقة وترفع اعلام الدول من حولها وعلمها لا يرفع.. يتحد الناس وأمتنا تتشرذم وتتقسم...
ما أصعب ان يكون الجيران مقسمين..
(باني ارى اهلي جوار ا مقسما)...
وقال انه نص رائع يغصُّ بالألم على حال الأمة وبالامنيات ان تقوم كما كانت بين الأمم وان تتحد وان تصلح حالها..
وفي تعقيبه قال الشاعر ايمن الرواشده مخاطبا شاعرنا العروبي الكبير..
لك عِرْقٌ يتغذّى من الألم.. ويتجشّم عناءَ التشرذم في الوطن الذي كانت تجوبهُ غمامةُ الرشيد .. ثم أصبح لا يتٔسعُ لغمامةٍ تُبرِقُ فوق أرض وتُرعِدُ في أخرى وتسُحُّ دمعَها في حدودٍ أُخَر..
وقال "للهِ قلبُكَ المفطور وليس يملكُ في حشرجة العروبة غيرَ التأوّهِ ..
وطن تشابكت فيه الحدود وتشابهت فيه البنود" ..
وختم قائلا، وما يخفق غير قلوبنا..
أوجعَنا حرفُكَ النقيّ ..
أمسيت على وَجْد.. عسى أن نستفيقَ على وَعْد..
وفي الاطلر قال التربوي محمد التميمي، انها قصيدة تحوي كلمات جميلة وكلمات معبرة للشاعر الكبير
علي ميرزا محمود
فيها يضع اصبعه على الوجع والوهن الذي أصاب الأمه
" لك الله يا قلبي اذا تتألم"
وقال ان جواب سؤاله كان من رجل عربي أصيل بسبب تشرذم الأمة .. ويتمنى في موضع أخر ان ترتقي الأمة
وهذا هو ضمير كل شاب عربي مرهف الإحساس
ويعدها شاعر الملتقى محمد العجارمه. قصيدة شجية على البحر الطويل والذي كتب عليه فحول شعراء العرب تصور حال الأمة وتعاتب مترفيها، دام هذا الألق الشعري الكبير
وفي تعليقه اشار د. حسام الطراونه الى ان الشعراء هم رسل اصلاح
وشاعرنا وضع يده على جروح عده تحتاج الى علاج ،،،
وقال اننا كلنا نعاني وشاعرنا واحد منا ،،،
وستبقى جروحنا تنزف،،، ومأساتنا قائمه ،،،
وكتب الناقد د. سلامة ابو غريب. عميد كلية الآداب في الطفيلة التقنية انطباعاته، عن النص الشعري وقال جاء في رسالة الحنين إلى الأوطان للجاحظ قول أحد الصالحين ما أعطي الإنسان شيئاً رضي عنه كرضاه عن وطنه؛
وقال لذا نجد دعائنا يبدا بالتضرّع إلى مولاه الخالق من شدة ما ألمّ بوطنه، وهنا يعني الوطن الأمة بشكل عام، فقد آلم الشاعر وضعها المتشرذم والمنقسم على بعضه بين أمم الأرض، وهنا يذكّرنا الشاعر بقول الشاعر الجاهلي لقيط بن معمر الإيادي إذ قال :
يا دار عمرة من محتلها الجرعا هاجت لي الهمّ والأحزان والوجعا
وعند مطالعة النصين يجد د. ابو غريب ان الروابط والوشائج القومية بارزة في كلا النصين، فالتشابه بين حالي الأمة قديماً وحديثاً شديد، والألم هو الألم والحسرة هي الحسرة، فلم يجد الشاعر إلا أداة التمني وهيهات أن تستجاب الأمنيات،
ولفت الى ان الشاعر اجاد في تصوير تشرذم الأمة، فهي كالكرة تتقاذفها الأمم، بعد أن كانت في رأس سلم المجد.
وعلق المشرف الاعلى للملتقى الوزير والبرلماني والاكاديمي د. راتب السعود بالثناء على الشاعر وقال أجدت في وصفك
وحللت احوال الأمة التي كبت اكثر من مرة، ولكنها سرعان ما نهضت،،
ولكن اطمئن يا اخي فلا نفق دون ضوء في آخرة،
شرف لهذا الملتقى المتميز ان تكون ايها الشاعر الفذ احد اعضاءه، حفظك المولى ورعاك لهذا الملتقى المتميز
ووصفها النقابي المهندس علي المصري، انها قصيدة جميلة ورائعة تصف حال الأمة المؤسف
وقال ان عزاءنا أن هذه الأمة تمرض ولا تموت غداً ستزول هذه الغمة عن هذه الأمة وستعود لتقود العالم نحو العدل والإخاء وغداً لناظره قريب
.
ويراه د. ابراهيم الياسين الناقد والاكاديمي في جامعة الطفيلة نص شعري يفيض ألما وحزنا وأسى على ما آلت إليه أمتنا العربية المجيدة في هذا الزمن الغريب من ترد وضعف وهوان وذلة وتشرذم وانقسام وتفكك، يوجع قلب كل حر عربي أصيل يغار على أمته، يحس بأوجاعها، ويتألم لحالها التي انقلبت رأسا على عقب.
وقال ان الشاعر استهل نصه بنداء المعنويات (يا قلبي) و هذا ما يزيد الوجع والمعاناة. إذ إنّ قلبه يتألم بحرقة شديدة، وقد (جاسه الأسى، وران عليه الحزن )؛ بسبب ما وصلت إليه الأمة العربية من حالة التشرذم والانقسام والفرقة والهوان؛ إذ صارت (الأرض أراضين)، وأصبح الأهل (جوارا مقسما) ما جعلهم لعبة بيد الآخرين، تتقاذفها هنا وهناك، مسلوبة الإرادة تائهة ضعيفة بلا وجود أو كيان(صرنا لعبة بيد الناس...
تتقاذفنا من ذا إلى ذاك). فنعق غراب البين وزعق البوم معلنا حالة الدمار والهلاك والظلام، الذي انتشر في بلادنا بسبب جرائم القتل وسفك الدماء وانتهاك الحرمات.
واكد ان ما كان لدى الشاعر أمام هذه الحالة المتردية للواقع العربي المظلم إلا أن يلجأ للتمني، الذي يشير إلى حلم شبه مستحيل بولادة فجر جديد لهذه الأمة؛ لتفيق من سباتها العميق، وتبحث عن ذاتها كي تعيد بناءها من جديد؛ لترتقي سلالم المجد، ومعارج العز، وتحقق الوحدة، والقوة (تمنيت لو أن السلام ترتقي وقومي على رأس المعالم معلم) وقد تساوي فيهم الحر والحاكم. وقد عبر الشاعر عن هذا الوجع بلغة واضحة مباشرة وإيقاع حزين يتمثل بالميم المضمومة في نهاية كل بيت شعري تحمل ذلك الألم.
وهي من وجهة نظر الشاعر د. هشام القواسمه. بكائية على ما نعاني من أوضاع تدمي القلوب وتصير فينا مشاعر الأسى والحزن..
وانهى بالقول لله درك من شاعر مجيد.
لكننا سنبقى نغني للأمل ونزرعه في نفوس الناس.. فهذه الأمة تنام لكنها لا تموت.. سلم يراعك شاعرنا
وتعده د. لبنى الحجاج. مديرة التربية في الطفيلةطقس جنائزي وأسى يتجدد، قلوب فاقدة وما زالت...... الأندلس، فلسطين وأرواحنا، حالة من التشرذم حتى النخاع، كيف السبيل إلى التوحد وأولاد ذات القرية كلٍّ يحتمي بقلعة من التفرقة بذات الفكر :فكر القرية...
.
وفي تعليقه قال د.ابراهبم الياسين ان هذا هو الأمل الذي نتطلع إليه رغم احتباس النور (سوف نخرج حتما من قماقمنا... وسوف نكسر قيد الذل في الوطن)، وقد فقدت جذوة الأمل في نصك السابق (لك الله يا قلبي)، وتوقدت الجذوة في هذا النص....
وتمني الباحث محمد النعانعه الرفعة للامة. والاعتدال من كبوتها
وقال انه يشاطره الهم لان الوضع مؤلم
دمت شاعرا قطريا عربيا نبضك امة عربية واحدة
وثمن مدير الثقافة د. سالم الفقير للشاعر علي هذه الروح الطيبة...
وقال ان ما يميز أبناء العربية هو هذه الروح الجميلة التي تتدفق رغم الألم ورغم ما يكدر صفوها، والخير عند أهل الخير ديدن النجباء...
دمت أخا محبا وضيفا أميرا إذا أقبل، وشاعرا إذا أدبر.
وتساءلت القاصة مريم العنانزه في استعجاب. وقالت من أين يُبتدأ الحديث ومن أين تُصاغ الحكاية... من الذكرى أم من الشجن... على دم العروبة الذي احتقن... وحِمى الديار من طواغيت الفتن... سنعانق التراب فالمجد فيها مختزن...
وقالت هي حبنا المزروع في قلوبنا كالروح تحتضن... هذي بلادي بهاؤها يسمو رغم كل الفتن....
همّ وألم يشغل فكر الشاعر، فيصور هذا الواقع المبكي، غصّة على حال الأمة... وجع وجروح نازفة لمآسي قائمة... فيشغلنا الترقب وتنهشنا الدهشة، داعين المولى انجلاء العتمة...
ثم قالت مبدع وحرفك ممتع رغم ألمه، ليطيب لنا هذا البوح المنساب في هذا الوصف، فيرتقي إلى الرفعة والسمو؛ لهذا الوعي الأصيل، تراتيل تعزف على وتر الشعر حروف رسمت متوهجة المعنى متوقدة الحس، كل مر سيمر بإذن الله بالرجاء والدعاء والأمل...
وفي تعريفها للشعر قالت شاعرة الملتقى نبيله القطاطشه الشعر الحقيقي هو الذي يبكي لحال الأمة إذا أظلم ليلها وادلهمت بها الخطوب ، وهذه القصيدة لوحة تعكس حال أمتنا ، كل التقدير للشاعر الملتزم بقضايا أمته
ويطل الشاعر د. عاطف العيايده على القصيدة فيراها تنوح على حال الأمة المتردي، وتبحث لها عن بصيص امل بعدما حلت بها النكسات في عقر دارها.
وقال ان الشاعر علي ميرزا ابدع في انتزاع الكلمات والتعبير عما يجول بخاطره وبخاطرنا.
ولعل الشاعر بكر المزايده يجدها اكثر من ذلك. فهي باعتقاده كلمات فيها لوعة ومرارة مما تلاقيه الأمة العربية والإسلامية وقد تقسمت آحادا. وتخطفتها مخالب الذل والهوان. أبدعت ايها العروبي.
لكن عميد الاجب العربي في مؤته د. خليل الرفوع فقد قال أخي أيها العربي الأبي، إن قلوبنا لموجوعة، وإن البوم تكاثر، والأغرار تناسلوا، وتحت كل حجر أفعى تتلوى بالسم الزعاف، وقد تطاول هذا العتم وكأن الليل أليلُ، ولا يشبه عشياتنا هذه إلا نهايات ملوك الطوائف وبدايات القرن العشرين،
وقال اننا نرقب الآمال بلا يأس ولا ندري هل سنرى الوحدة والنصر فالإيمان بهما نقش على جدارية القلب.
وفي نظرة ثاقبة. يرى الشاعر مشهور المزايده ان من يمعن النظر في قصيدة الشاعر ميرزا يشعر أن وراء كلمات الشاعر المزيد من اللفتات التي تدعونا إلى مواصلة التأمل عبر إشارات وومضات تنقلنا من لوحة إلى أخرى.
وربما يكون في التركيز على استخدام أفعال الأمر التي جاءت في مطلع معظم الأبيات دعوة من الشاعر وطلبا ورجاء - وفق ما قال- بأن يكون دورهم أكثر إيجابية وكأنه يحملهم شيئا من انكسارات الأمة وهوانها بحيث صار دورهم مهمشا وأقل تأثيرا.
وربما - كما يعتقد - بكون الشاعر قد اطلع على تجارب شعرية هنا وهناك ويربدنا ان نبذل جهدنا بالنهوض بها وإعادة الشعر إلى أدواره الإصلاحية وأدواره المجتمعية كي نرقى بالأمة ونعيدها إلى سابق عهدها.
وللشاعر محمد الشروش، نكهة في التعليق. اذ يقول ان شاعرَنا
وأخانا وابن عروبتنا العزيز
طبتم وطابت أوقاتكم
قلتها من قبلُ وأعيدها
وتجمعُنا إذا اختلفت ديارٌ
ولكن كلّنا في الهمِّ شرقُ
وقال يعجبني أن نعودَ الى البحر الطويل وأوزانه بكل زحافاته وعلله وقوافيه وأن نعيد للذاكرة جمال المعلّقات ورونقها وتسابقنا صغاراً لحفظها والبحث عن كتاب الزوزني في رفوف المكتبة
وقال اننا امة الحرف. فلن تنال منا الامم. ولا بد لليل ان ينجلي، مهما طال الزمان.