آخر الأخبار

د. الرفوع في حوار حول الوطن وصورة المواطنة على منصة السلع

راصد الإخباري :  

الطفيلة - من عبدالله الحميدي
كتب استاذ الادب العربي في مؤته د. خليل الرفوع سيمفونية عشق لوطن اردتي نتشابه فيه وفاء وتضحيات. 

وفي مقالة على منصة السلع. قال الاكاديمى د. الرفوع، هو ذلك الأردن كما ينبغي أن يغنيه الشعراء رَوْحٌ وريحان وجنة نعيم. 

** وتاليا المقال

بعيدا عن صولجان السياسة وأخاديد جمرها الذي يضيء للمتنور سراديب الحياة وقد تلهب نيرانها وجوه التائهين ، ألفيتني أقف على جملة لدولة السيد سمير الرفاعي في ثنايا مقالة تلم مضامين وطنيةً تحت لافتات تستحق التأمل والقراءة الفكرية في زمن تقطعت على مشاجبه أمشاج القبلية وأواصر العشائرية فتنزاح قليلا ثم  تطل برأسها الذي يبدو كأنه رؤوس الشياطين في أيام الانتخابات فنوغل في التعبير مناكفةً لعشائر أخرى لا تقل عنا صخبا وتوترا وطخطخةً وفحفحة.

أعود إلى عبارة معكوسة في علم البلاغة ولا إخالها وردت مورد المقال إلا رواحًا وليس بكورا، إذ يقول دولته ” من أجل الأردن الذي يشبهنا” ولو وضعت هذه العبارة على كل صخور العربية وجواهر البلاغة لقيل العكس هو الصحيح، نعم في علم النقد يكون المشبه به أقوى من المشبه وأشد أثرا وتوهجا وتصويرًا، فالأصل أننا جزء من وطن تعاهدنا على عشقة، فهو الأعلى والأبهى والأنقى والأحلى وليس له منا إلا البر والتضحية والوفاء فالأصل البلاغي أن نقول : 
 إننا نشبه الأردن ، ولعل أكثرنا إخلاصا في الوجد شهداؤنا الذين ملأوا شقوقه أرجوانا وزرقته شهبا ولنا أن نشبههم ونشبه وطنا بحجم قلوب أمهاتنا وليس ببعض الورد المملوء شوكا وقتادا ثم يُحتطب حينما يذبل ويصفرّ فتعصف به الريح في يوم عقيم أو تأكله مشافر الإبل أو تجترّه الأنعام، هو ذلك الأردن كما ينبغي أن يغنيه الشعراء رَوْحٌ وريحان وجنة نعيم وإن كان من تشبيه، فالورد يشبهه كذلك لأن فيه شيئا منه مع الاعتذار للشاعر حيدر محمود .

لقد طوفتَ في مضامين أردنية خالصة، وقد صدحتَ ذات ألقٍ متجدد أنك عاشق لهذا الأردن الذي يطوق المعصمين بأوردة القلب؛ فالهوية أردنية كالهوى حينما يكتبنا في مغازل الشَّعر كسمرةِ وجوهنا وحمرة اللظى واشتعال الرؤوس شيبا فاقعًا بياضُه وانتماؤه، 

كلنا أبناء حراثي الأرض، مزروعين سنابل خضرا، وحُورًا طوالا وزيتوتا معمَّرا كي نشبه وطنا يغمس أرواحنا فيه بردا وسلاما، ولكن الحراثين أفضَوا إلى ما أفضوا إليه وبقي الانتساب عند أكثرنا إلى الحراثة شعارا وحسب لأننا لم نعد كآبائنا .

في كلماتك بوح سياسي إصلاحي تنويري في زمن قبليتنا، وفيه دعوة جامعة لوحدة وطنية تستند إلى تاريخ وجغرافية يشكلان وطنا يعلو فوق كل عصبية قبلية أو نزعة جهوية بعدما تأقلمنا في زوايا مظلمة وقد وقع القول والفعل حتى على جامعاتنا التي غذيت بلَبانِ العشائرية ولم تُفطمْ بعدُ ، إنها غصة الوطني الذي يريده وطنا أردنيًّا خالص النقاء والبهاء ، 

إنه وطن نحلُم به معًا يضمنا في كل حين، ولا فرق بيننا إلا بالعمل والتضحية والفداء والصدق والوفاء، ولا أدري هل الديمقراطية بانتخاباتنا تشوه عشائريتنا، أم أن هذه العشائرية فتكتْ بكل أسباب الديمقراطية وصورها.

* تعقيبات وتعليقات

ووجد اعضاء الملتقى في المقال مادة دسمة للحوار والتعليق، بداها الشاعر بكر المزايده الذي قال "نعم اننا نشبه الوطن وليس العكس" .هذ الوطن الذي ارتوى من دماء ابائنا واجدادنا . وأرجو الله عندما أزور مقابر الأوطان ان لا أرى قبرا إليك. 

والاديب احمد الحليسي الذي اعجبه رفعة وجودة المقال. اشار الى ان الكاتب  ابرز الجوانب السياسية والعشائرية، وهل العشائر ية عبء على السياسة والديمقراطية، نحن نحب عشائرنا ولكنها أصبحت عبئا ثقيلا على السياسة وأخواتها وحتى على القضاء وعلى شرع الله،

وقال ان  الأمة المتقدمة تؤمن بالإنجاز والتميز ليأخذ كل صاحب حق حقه، ليتطور البلد ولا يشعر المواطن بالغبن واضاعة الحقوق، 

واثنى الشاعر خليل الخوالده على الكاتب والناقد والشاعر د. الرفوع، وقال ان من أبسط حقوق هذا الوطن علينا أن نكتمل فيه لا ان نظن انه يكتمل بنا بل انها أدنى شمائل الوطن (انا فيه نكتملُ) التشبيه جائر بحجم اي وطن فكيف اذا تعلق ذلك بهذا الوطن الذي صغرت مساحته لكنها كقلب الام تحب حبا يعجز عن احتوائه كل الوجود....

واضاف ان هذا الأردن وليس لاحد  ان يقول انه يشبهه بل هو يشبه الأردن (ولعل في ذلك ظلما _احيانا_اذا ما أخذنا بالحالات الفردية)..

اما العشائرية فهي سيف ذو حدين...
لكنني ارى انها موجودة ولا تؤثر على الديمقراطية لان الديمقراطية غير موجودة بلباسها الحر القشيب... فهي برواز لمضمون مفرغ من كل معانيه...
وهذا ليس لاجل تفنيد ذلك ولكن التدليل عليه ممكن بنقطتين

الأولى: قال ان نظام القوائم قتل الديمقراطية وظلم للمرشحين

والثاني : ان الصوت الواحد لا يمكن أن ينتج عنه مجلسا قويا... ولعل ذلك من أسباب اضفاء صفة العشائرية عليه. 

واثنى التربوي محمد التميمي على النص وقال انه  مقال رائع جدا للدكتور والأديب خليل الرفوع يحوي جمع المجد فيه من اطرافه "إنك عاشق لهذا الاردن الذي يطوق المعصمين باوردة القلب "

وفي نص سيال بالذائقة الادبية قال الناقد والاديب د. ابراهيم الياسين مخاطبا الكاتب، مساؤك ولاء وعشق لوطن الشهداء، الذين يشبهونه إخلاصا ونقاء ومسكا، نعم إنهم الوطن؛ لأنهم كانوا بحجمه في التضحية والبر والوفاء

 وقال ان علينا  أن نكون مثلهم أو أن نشبههم في ذلك، أو في جزء منه على أقل تقدير، بعيدا عن أي فلسفة، أو مذهب، أو انتساب لشعارات مخاتلة، علينا أن نشبههم في عقيدتهم، التي آمنوا بها ولم يحيدوا عنها أبدا وهي عشق تراب الوطن والموت فيه ولأجله...

وقال  بوركت أستاذي الحبيب أبا المثنى على هذه المقالة، التي صيغت بلغة البلاغي المتمرس، والأديب البارع، والناقد الحصيف، و الأكاديمي المتميز، والوطني العاشق... نعم لابد أن نشبه وطننا، وأن نحاكي الشهداء في شبههم له وعشقهم لذرات ترابه الطهور، وأن نسير على خطى الأجداد والآباء في بناء الوطن حراثة وزراعة وغرسا وحصدا، بعيدا عن مصالحنا الذاتية والنفعية. لله در الوطن ما أعذبه!

قلت فاحسنت القول، جاءت في اطار تعقيب رئيس جامعة الطفيلة د. محمد الحوراني، الذي اشار الى مخاطبة الكاتب والاكاديمي د الرفوع  فينا ضمائرنا و ذلك الاردن الجميل المغروس عشقا في كل خلية تنبض في الحياة فينا. 

وتساءل رئيس الجامعة كم نحن بحاجة ان نشبه هذا الوطن الجميل؟ . 
نعم هو الأصل و نحن الطارئون  عليه و هو يمثل قيما  ضاربة في التاريخ. 

وبدا الشاعر ايمن الرواشده تعليقه بالقول " لا فُضَّ فوكَ دكتور خليل الرفوع على ما أفضتَ فيه من واقع الوطن بين التنازع العشائري والهوى النفسي المُفضي إلى ديموقراطيةٍ صمّاء لا تُسمِنُ ولا تُغني من جوع .. 

وقال ان الوطن أعظم من أن يكون شَبَهاً لنا .. فنحن وأن طاولنا النجوم وعرجنا معارج الأفلاك لا نساوي مُدَّ نصيفِهِ .. ما نحن إلا زخّاتٌ من شُهُبٍ تفنى في فضاءاته الفسيحة..  نموت نموت ويبقى الوطن.. 

واشار لابداع د. الرفوع،  أيّما إبداع..  ورسم لنا الوطن بصورةٍ تعجز كل أعين الدنيا أن تراه كما يراه المُحبّون الطيبون ...

وفي نظرته للمقال ابدى الوزير والبرلماني الاردني د راتب السعود رايه بالتاكيد على اجادة الكاتب الفذ د. الرفوع كعادته، برسمه صورة للوطن الذي نحب،، وتبقى  العشائرية هي درعنا في غياب حياة حزبية حقيقية، اخترعوا لها زورا وبهتانًا وزارة اسموها الشؤون السياسية والبرلمانية، وهم يعرفون استحالة نجاح هذه التجربة في وطننا لاسباب سياسية وديموغرافية علماً بأن عدد المنتسبين للاحزاب الاردنية ال ٤٨ أقل من عدد سكان اي قرية في الطفيلة.
  ويورد الباحث محمد النعانعه في تعليقه ان الارض خلقت قبل الانسان ومن ثم وجد الانسان عاش وترعرع على هذا الثرى فحبنا لارضنا ومستقرنا لا يساويه ولا ياغاليه شيء وقالوا قديما الارض والعرض ما عندهن لعبه وان اتفقنا او اختلفنا 
   وعده د. غازي المرايات. رئيس مؤسسة اعمار الطفيلة مقال سياسي باءمتياز موشح بلغة الأدب الرفيعه التي يمتاز بها قلم الماتب  السيال كالشلال وقال  كلنا أبناء عشائر حتى في الغرب يكتب في الهويه الشخصيه اسم الشخص مقرونا بإسم عشيرته أو قبيلته ولكن المواطنه توحد الجميع في بوتقة الوطن للجميع ولفت الى ان ليس المشكل في العشيره بل إنه في العصبيه العشائرية البغيضه. 

التي تكبل المجتمع وتعيق انطلاقه نحو التقدم والحضاره

وتنهي الحوارات القاصة مريم عنانزه. لتخاطب الكاتب د الرفوع بالقول في سطور تنشر فيضا من مشاعر أصيلة، تفوح بكلمات بهية تلامس الشعور، فنرى أسرار السلع ممجدة في أسطورة حرفك... 

وقالت انه وصف وبوح لافت يستحق التأمل، نبض حامل للمجد إخلاصا وحبا وعشقا...  من أجل وطن نشبهه، نعم من أجل وطن تعاهدنا على عشقه وحبه، وله واجب الوفاء والانتماء والولاء علينا... صرخات طُوِفت في هذا الوجد الذي صدح بحرفك لهذا الوطن بلونك وهويتك وانتمائك... ذائقة سامقة بلغة أديبة بليغة... فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة...

وفي التعليق قالت لربما أن العشائرية لا تتعدى فكرة المغالبة والفوز في تشجيع ابن العشيرة، ثم تنتهي بانتهاء مبررات وجودها؛ ليعود من كان يحتفل بالأمس بالفوز إلى السعي لإسقاط المجلس غدا... وعي غير واضح، فهل لهذه العشائر مشاعر وهمية بأن تقنع ابن العشيرة نفسه بها؟ أم هو عجز فردي، ويعوض عنه بنجاح جمعي حتى يقال: (عيلة واصلة)؟

وختمت بالقول انها و من خلال رؤيتها المتواضعة ترى أن الانتخابات فتكت بالعشيرة، وربما السبب في ذلك عائد لضعف برامج التنمية في المحافظات، فعند غياب الهوية الجامعة؛ تستفحل الهويات الفرعية...

كلماتك تشي بعمق المعنى و العشق الطاهر ليفتح باب التأويل... دام حرفك مختزنا في ذاكرة الكلمة الصائبة...