عرض الدكتور محمد سلمان المعايعة - أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية. ورقة عمل بعنوان الشعراء المبدعون لا يموتون.. أعمالهم الفنية تخلدهم
وفي ورقته الرابعة عرض لمسيرة النجم الشاعر المرحوم حبيب الزيودي، ضمن ندوة ملتقى السلع السابعة
وتاليا نص الورقة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( جالسوا الكبراء، وسائلوا العلماء، وخالطوا الحكماء) حديث صحيح رواه الطبراني.
فيسعدني سعادة غامرة أن أكون من بين هذه الكوكبة من العلماء الكبار، والأدباء والحكماء ، العظماء في القدر والمستوى الثقافي والحضاري وبيوت الخبرة الناضجة عمالقة الفكر والأدب والذين تفضلوا بمكارمهم الجزيلة للحديت عن أحد رموز الثقافة والفنون والشعر والتراث، قامة فنيه وطنية عريقة تعتبر وعاء إمتلاء علماً وفقهاً ومرجعاً في الأدب والشعر والتراث
في الأردن، وذلك لإبراز مناقب فقيد الأدب والثقافة المرحوم الشاعر حبيب الزيودي الذي خلدته أعماله الفنية متنوعة الحلقات الثقافية في الشعر والأدب
فالمرحوم الزيودي نعرفه من أعماله الفنيه الكثيرة متنوعه الأهداف، كشاعر معاصرا وأديباً وكاتباً ومؤلفاً..
ومن باب البرّ به نقول يجب أن تخلد إنجازات المثقفين وتذكر وتعظم لهؤلاء الشعراء العظام أمثال الشاعر المرحوم حبيب الزيودي فقد جاءت مبادرة جامعة الطفيلة التقنية ممثلة برئيسها عطوفة الأستاذ الدكتور محمد الحوراني--القامة الوطنية الثقافية التي تكبر وتتمدد منصات الفكر والمعرفة والإبداع والإصلاح بوجوده عليها، وتزهو وتزهر به مواقع المسؤولية--- لعقد هذه الندوة الفكرية ضمن نشاطات الجامعة وبمشاركة فاعلة ومتميزة من الأدباء والمثقفين والكتاب وأهل الفكر إسهاما من أدباء هذا الفن والثقافة في إحياء وتجذير الثقافة الأردنية والتأشير بالقلم الذهبي على إرث أحد الرموز الثقافيه التي تركت إرثاً حضارياً استوطن في نفوس أبنائنا بأن هناك كنوز من كنوز الأدب كاكنوز البحر المتعددة والمتنوعة في قيمتها وفوائدها تمثلت في إنتاج وأعمال المرحوم حبيب الزيودي الذي عمل وأبدع في الشعر ونظم الشعر لمعظم المناسبات الوطنية وأنجز وأحسن الأداء للنهوض بالثقافة سواء أكان ذلك في الشعر أو الكتابة التي تصور وتنقل القضايا الاجتماعية الساخنه، والأرث والعادات والتقاليد في المجتمع العربي فكانت ابداعته مميزة بين الشعراء والأدباء في ميادين الإبداع والابتكار الأدبي والذي أصبح سمة من سمات العصر الحديث فيما يتعلق بالتراث الفكري والحضاري.
ومن هذا المنطلق فأننا نقول بأن هناك جوانب مشرقه في جميع الأعمال الفنية والثقافية للمرحوم الزيودي لا نستطيع الإحاطة بجوانبها كاملة لكثرتها وجمالها الثقافي والحضاري ولكن سأتحدث عن أهمية هذه الأعمال التي أظهرت الهوية الوطنية كنافذة مشرقة في الثقافة الأردنية فنقول في هذا المجال أن الثقافة هي أساس المجتمع المتحضر والشعب الذي لا يمتلك ثقافة فهو شعب يتيم فكريًا..
لذلك لا أحد ينكر بأن أي حضارة من الحضارات لها الكثير من الإشعاعات الثقافية والأدبية ميزتها عن غيرها ، كما أن لكل شعب من شعوب العالم تراث فكري وحضاري خاص يتغنى به ، وكل مجتمع له ثقافته التي تعكس شخصيته وهويته ، لذلك فقد حرصت جميع دول العالم على كتابة تاريخها الفكري والحضاري ووثقت ذلك في أذهن أجيالها الناشئة ، وصياغة ذلك بشكل وثيقة يحملها كل مواطن مفتخرا بها ومعتبرها أنها هويته وبطاقة تعريفية لتعريف الآخرين ببلاده وحضارته وتراثه وتطوره ومساهمته في بناء القدرات الإنسانية.
ومن هنا جاء دور الأدب والفن والشعر والبحث الذي هو حالة ثقافية تعبر عن المخزون الثقافي لأي أمة من الأمم، فكل أمة لها فن يميزها عن غيرها من الأمم، ونحن في وطننا الأردني الحبيب لنا أيضاً تراثنا الثقافي الخاص بنا، خطهُ الرواد الأوائل في الشعر أو الكتابة المعبرة ذات الدلالات العميقة في ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية ، ميزنا عن غيرنا وأضفى علينا جمالاً ليس له نظير في أي مكان في العالم، مما جعل الآخرين مسحورين بهذا الكم الهائل من الجمال ، باعتبار أن الأدب والشعر عندنا يُعد من أهم وأبرز الفنون على الاطلاق لأنه اداة تعبيرية عظيمة تعبر عن الأفكار المختلفة التي تجول في خاطر الشاعر أو الفنان مما يجعل لها تأثير بليغ وكبير على كل من يراها ويتفاعل معها بصريا أو ذهنياً ومعبرة عن بعض الأحداث التي عاشها الفنان أو الشاعر ، لذلك فقد جاءت هذه المبادرات من جامعة الطفيلة التقنية وبمشاركة فاعلة من ملتقى السلع الثقافي لتأكد على هذه المفاهيم والمعاني التراثية والحضارية من خلال إظهار أعمال الفن والشعر للمبدعين التي ترجمها الشاعر المبدع الزيودي بلغات معينة في اشعاره الوطنية والقومية المتنوعة في معانيها ومضمونها ونقلها بطريقة تعبيرية مستوحاة من تعابيره الداخلية العميقة من خلال الظروف التي مر بها والتي ترجمت مشاهد معينة أو مواقف معينة نقلها بصورة فنية تعبر عما يدور في داخله من مشاعر وأحاسيس . وقد لوحظ ذلك من خلال فحوى الكتابات للشاعر الزيودي التي تركز على الهم الوطني والقضايا الوطنية التي تلامس حياة الناس وتبحث عن الحلول..... فهناك منسوب مرتفع من الروحانيات يظهر لدى الفنانيين أو الشعراء ومنهم فارسنا الزيودي، فيها إضاءات كاشفة تحليلة في تصوير المشاهد التي تأثروا بها الفنانيين أو الشعراء انعكست في الجماليات الإبداعية في نقل الواقع المعاش لواقعنا العربي فجاءت قصائد الزيودي الشعرية تجسيداً لهذا الغرض، وتحاكي هذا الواقع من خلال هذا الوعاء اللغوي فائق الدقه التي تميزت بها أعمال الشاعر الزيودي الذى جمع المشهد الثقافي في قالب واحد يُمكن تسميته بالأرث الحضاري والثقافي لهوية الوطن الحبيب الأردن بحجمة وثقله على الخارطة السياسية والدولية المستمدة من قيادته الهاشمية الرشيدة.
وقد كان في أعمال الشاعر المرحوم حبيب الزيودي رسائل تربوية وثقافية مهمة في غرس القيم التراثية والمحافظة عليها لتبقى وجهاً حضارياً للوطن تحمل هويته وإنجازات رجالاته الوطنية من المبدعين في تطوير الثقافة للأرتقاء بسلم التنمية والنهضة والتحديث لتظل شمس الوطن مشرقة عالية بأداء مفكريها أمثال الشاعر الزيودي، وأطباء الأمه عادةً هُم مفكريها الذين لديهم القدرة على تشخيص أوجاعها من خلال نقلها بواسطة الشعر أو الكتابة النقدية التي ميزت أعمال الشاعر الزيودي ، ولأهمية هذة الأعمال للمرحوم جاء اقامة مثل هذه الندوة الفكرية لتكريم الرواد الأوائل على جهودهم من خلال التعبير عن أهمية إنجازاتهم الفنية في بناء وعي مجتمعي ، حيث طرح الشاعر الكبير الزيودي العديد من الأعمال الشعرية ذات البعد التربوي والثقافي والاجتماعي والوطني والقومي ، التي تهدف إلى حشد المجتمع حول القضايا القومية الوطنية الكبرى المتعلقة بالوطن خاصة في أوقات الأزمات، مما يجعلهُ فناً مهما كونه يعتبر وسيلة من وسائل المقاومة ضد المحتلين كما يحدث فى فلسطين حيث تقام الندوات والمؤتمرات لنظم الأشعار من أجل التعريف بجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل....
كما عبرت هذه الأعمال الفنية بما تحملة من بلاغة وصياغة في الشعر في التصوير بأن هناك خلل إجتماعي معين بحاجة إلى إصلاح وعلاج ولفتت الإنتباه إلى ان هناك حقوق للإنسان تتنتهك من قبل قوى ظالمة. وقد عبرت بعض أعماله عن ثقافة المقاومة التي لا بد من زرعها في نفوس أبنائنا والارتقاء بها لكي تشكل عندهم جدار صد ضد المؤامرات التي تحاك ضد أوطاننا وتعيد إلى الأذهان بأن هناك حقوق ومقدسات مغتصبة لشعوبنا . كما أظهرت الكتابات الأدبية للمرحوم حبيب الزيودي التي جسدها في الأعمال الكتابية أو الأشعار عن بعض الانحرافات السلوكية التي تتعارض مع القيم الاجتماعية والعادات والتقاليد نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية وكيف تصدى لها الفكر الثقافي الأصيل في معالجتها من خلال مطاردة فلولها المتحصنة ثقافيّا وإعلاميّا، في الفِكْر والأدبِ والقيمِ والفنون والمعارف وغيرها..
نعم فالمثقفين المبدعين أمثال المرحوم الشاعر حبيب الزيودي، يعتبروا وعاء حافظاً وواقياً للثقافة ودرع متين، حملوا الثقافة والفنون والتراث على أكتافهم وطافوا بها بين الثقافات وغذوها وطعموها بما هو جديد لتواكب لغة العصر والحداثة ، خوفاً من اندثارها نتيجة موجات الغزو الفكري والثقافي الذي أصاب بعض الجوانب الثقافية في قيمنا وعاداتنا وثوابتنا الدينية.فكانت أعمال هؤلاء الشعراء والمثقفين والكتاب بمثابة أمن فكري وثقافي ومصدات للمحافظة على الترات الحضاري والثقافي لأبنائنا وجعلهم يتمسكون بهذا الأرث العريق الذي يعبر عن هويتهم وهوية الوطن.... وفي الختام وكوني أحد المحظوظين الذين تشرفوا بالمشاركة في فعاليات وأنشطة هذا اللقاء لإحياء ذكرى لفارس من فرسان الأدب والشعر والتراث الثقافي المرحوم حبيب الزيودي، فأود أن أسجل بكل فخر واعتزاز للقائمين على ادارة هذا اللقاء من الاعجاب والتقدير العميق لما له من أهمية في الإشارة لما أظهرته الأعمال الفنية الثقافية الناقدة منها، ومن إبداعات لشاعر الزيودي في تصوير لكثير من المشاهد الإنسانية والمعاناه لأهلنا نتيجة الظروف التي فرضت عليهم في بلادهم
ونقول لكم بأن طيب الثمار جاءت من جودة البذار، فهذا النجاح والإبداع جاء من الكفاءة المهنية والأخلاقية والإنسانية لفرسان هذه الاحتفالية في إختيار موضوع هذا اللقاء الثقافي الرائع ، فعملكم يُعد بمثابة أيقونات فنية مميزة أظفت على عملكم طابع خاص يتمثل بروح الإنتماء للمحافظة على الترات الحضاري والثقافي لبلدنا
ومن خلال تعظيم دور الأدباء والكتاب والشعراء الذين رسموا بأقلامهم الذهبية لوحات فنية من الشعر عالية القدر أظهرت المستوى الثقافي والمهني والاحترافي العالي لهؤلاء الرواد الأوائل أمثال الشاعر المرحوم الزيودي الذي يتستحق الذكر لجليل أعماله في تجذير ثقافة التميز من أشعاره مساهمة منه لرسم لوحة المفاتيح الثقافية لدخول لعالم الفضاء المعرفي باعتبار أن الثقافة هي أحد مقومات التقدم والازدهار، فبالعلم والعمل والأخلاق تتقدم الأمم ،
لذلك فإن المرحوم يستحق أن تكون أعمالة من أحد العناوين لكل مناسبة فنية وأدبية وثقافية للاقتداء بهذا الإنجاز الثقافي العظيم له، الذي دوماُ كان حاضرا يتغنى بأمجاد الوطن ويرصد كل مناسباته ليقدم له الأجمل من الأشعار والكتابات بما يليق بكرامة هذا الوطن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة.وأخيرا نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويتجاوز عن ذنوبه ويجعل الجنة بفردوسها ونعيمها مأوه..... والسلام عليكم ورحمة الله وبركات
وعملت الحوارات التي دارت على المنصة من تعزيز الربط بين الشاعر وارثه الثقافي، وبين انحيازه للارض والانسان. بصورة جليه
فكان اول من عىق د. محمد سليمان السعودي رئيس مجمع اللغة العربية الذي عبر عن تقديره للورقة، وما حملته من رؤى وقال انها أظهرت الجانب التربوي والاحتفاء بالقيم الوطنية والقومية للشاعر الزيودي، لأن ما حققه شاعرنا كان دفقة إبداع خلاقة على مستوى حركة الشعر في بلاد الشام..
وفي اول تعليق له على الورقة قال الاكاديمي الشاعر د. خليل الرفوع كان في ورقته أفكار كثيرة تدور حول دور الشاعر حبيب الزيودي في نشر الوعي الوطني والهم القومي، وهذا صحيح لما للشعر من أهمية في التعبير عن وجدان الأمة، إن احتفاءنا بشعر حبيب لما له من قيمة في التعبير عن الهوية الوطنية واللهجة الأردنية بشعرية سلسة رقراقة،
وقال انه كان من أكثر الشعراء المعاصرين تعبيرا عن أهله حزنا وفرحا؛ ففي الأردن رجال كما له مواقف في ذاكرة الأمة لم تُمحَ.
وعدها الاديب احمد الحليسي ورقة متميزة، وذلك من خلال إبراز دور الشاعر الراحل في توجهه الوطني والقومي من خلال اشعاره، وتوجيهه التربوي للأجيال، ونقده للسلوكيات الدخيلة على مجتمعنا.
وحيا رئيس الجامعة د. محمد الحوراني، ما جاء في ورقة د. المعايعه وقال صدقت و الله فالشعراء المبدعون لا يموتون و انما يرحلون الى الخلود
فكم من شاعر و مبدع مات مهمشا معدما - وفق د. الحوراني - فكانت اشعاره و كلماته كأنها عرائس من شموع ما ان يلقى وجه ربه الا و دبت فيها الحياة و كأنها كما في الأساطير لا تنمو الا بدماء صاحبها و لا تقتات الا على روحه الراحلة.
واشار الى ان الله ميز الانسان عن جميع مخلوقاته بالفكر و الفكر هو محراك التغيير و التقدم و الابداع في حياة الأمم و الفكر هو ما يحفظ لصاحبه الخلود في حياة الناس و لعمرك هذا هو الميراث و هذه هي الثروة الحقيقية للأمم و الافراد.
و قال ان حبيب ترك تراثا و ترك فكرا مرتبطا بالأرض و ترك نارا كانت تتلظى بين احشائه كما ظهرت في قصيدته "يا ظبي حوران" و لربما عانى ما يعانيه المبدعون من حسد اهل ذات المصنعة.
و خيم بالقول "ليهنئك يا حبيب" و انت في خير جوار انك تجد التكريم من جامعة و ادباء و باحثين و اساتذة جامعات و تلك الثلة الفريدة من الأدباء و المفكرين و التربويين في ملتقى السلع الثقافي، أناس لا يربطهم بك الا حب الوطن.
وقدم الشكر للاديب و الباحث و المفكر الدكتور محمد المعايعة و هي مناسبة لشكر الأخوين الكريمين الاستاذين الفاضلين الدكتور خليل الرفوع و الدكتور إبراهيم الياسين في ورقتيهما الرائعين و اللتان لم أمتلك الجرأة على الخوض في مواضيع متخصصة في النقد الأدبي و لكن ازجي اليها كل الشكر على المشاركة النبيلة و اهنئهما على هذا التحليل الرائع الذي لا يتقنه الا متخصص.
ووصفها د. ابراهيم الياسين بالقيمة وقال انها ركزت على الكشف عن المضامين الفكرية والثقافية والوطنية والقومية والتربوية والتراثية في شعر حبيب الزيوي، وهذا جزء مهم من دور الشعر ومهمة الشعراء، فهم رسل يحملون فكرا ينقلونه للأجيال القادمة بطريقتهم التي تختلف من شاعر لآخر.
ويتفق مع الكاتب بأن الأعمال الإبداعية تخلد أصحابها وأن النقد والتعدد القرائي لتلك الأعمال يحييها ويحيي ذكر منتجيها وهذا ما قاله المتنبي شاعر العربية الأكبر يوماً عن قصيدته:
أنام ملء جفوني عن شواردها... ويسهر الخلق جراها ويختصم
واكد ان الزيودي خلد اسمه في سماء الشعر العربي بشكل عام والشعر الأردني بشكل خاص بأعماله الفنية الغزيرة، التي خضبها بحناء تراب الوطن، وصبغها بألوان القيم الأردنية النبيلة، وعطرها بالزعتر والشيح والقيصوم، وجملها بفسيفساء مدهشة من سجايا الأردنيين وخلالهم الأصيلة، وبث فيها دروسا في الانتماء والوفاء والعطاء والمواطنة والتربية والعروبة والأصالة..
واثنى مرة أخرى على هذا السبر العميق لنصوص الزيودي الإبداعية ، واستخراج كنورها الفكرية والمعنوية. دمت بود... إبراهيم الياسين
وعدها د. سلامة ابو غريب عميد كلية الآداب في تقنية الطفيلة، ورقة معبرة عن مضمونها الذي يؤمن بأن الأمم لا تعيش دون روح الفكر والإبداع الذي يزرعه فيها مبدعوها من المفكرين في حقول الأدب والنقد والعلم ..
وقد عبر أستاذنا بأدق العبارات الرصينة عن تجربة حبيب الزيودي في حفظ تراث الوطن، وفق ما قال د. ابو غريب، وهذا أمر يشكل همّا لدى الشاعر الزيودي ...
وقال ان هذه الورقة حصلت فكرة أن الأدب يحمل رسالة هادفة وهما وطنيا وهذا الهدف يكمن في بلدانيات حبيب وآماله وهمومه وذلك واضح من عنوانات قصائده ودواوينه.
واستهل د. خليل الرفوع استاذ الادب في مؤته تعليقه بالقول " يقول علماؤنا البلاغيون" ( الكلام على الكلام صعب)
تعقيباتكم ومداخلاتكم كانت غيثا في تفاصيل الورقة، وأعلم أن حبيب الزيودي شاعر أثبت حضوره بالشعر الذي يحمل فكرا ولغة وصورا وإيقاعا وخيوطا ذهبية تكحل قصائده فتغري النقاد بمحاورته،
وقال إنه شاعر أردني بكل ما تحمل الكلمة من قلق ومعاناة واحتراق ووجع وبهجة وفرح وفروسية، لم يكن غارقا في إقليمية الموقف بل كانت رؤيته تتسع باتساع الشعر نفسه، هكذا هو الشعر وجدان وعقل وثقافة وفكر ووطن وأمة وإنسانية وروح تسري في ذلك كله
ما نريده من الشعر - وفق ما اشار د. الرفوع - أن يجعلنا نتذوق جمال الكلمة وبهاء الصوت
وفي تعليقه اثنى التربوي محمد التميمي على كاتب الورقة وقال "الأديب والمثقف والسياسي" جمع المجد من أطرافه
وخاصة عنوان الورقة "الشعراء المبدعون لا يموتون" أعمالهم تخلدهم
مزج الأستاذ الدكتور... بين العظماء في التاريخ والشعراء والسياسيون والحكماء في بوتقة حلوة التي خلدتهم
وتغنى الباحث محمد النعانعه بالامجاد، وقال ان من ترك خلفه ارثا ثقافيا وعلميا وادبيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وكل شيءيخدم البشرية سيذكره الباحثون عن المعلومةوتخلده بطون الكتب واقلام اعلامها والسنة طلابها مشكلا مخزونا من المعارف التي تجسد ثقافة الوطن والامة ويعتبر مصدرا من مصادر ثقافتها الحية
ان حبيب ترك للوطن ارثا شعريا ادبيا مفعما بعذوبة موسيقاه وحلاوة كلماته ورقتها على القلب وجزالة مضمونها سيذكره الاردنيون والعرب حيا لم يمت
لقد كان شعره مدرسة للاجيال القادمة في الثقافة والادب والتغني بالوطن ومنجزاته وقيادته الحكيمة
لقد كان حنونا رغم صعوبة الحياة وصديقا رغم كثرة الوشاة والحاسدين وكان شهما رغم كثرة الانتهازين الوصوليين لقد كان متألما لما الت اليه الامه والوطن منبها تارة واضعا الاصبع على الجروح خوفا والما هكذا وصفه العديد من اصدقائه بعد وفاته المفاجئه رحمه الله رحمة واسعة ورحم رجالات الوطن المخلصين
وثمن مدير ثقافة الطفيلة. د. سالم الفقير، ما تضمنته الورقة وقال شكرا كثيرا للدكتور محمد المعايعة على هذه الورقة وهذه التقدمة.
استهلال جميل، وتناول للموضوع بصورة تضع المتلقي أمام الإطار العام لتجربة حبيب الشعرية.
أتمنى للجميع التوفيق والسداد بعون الله تعالى.