آخر الأخبار

نص سردي للرواشدة يصف برمزية واقع الامة

راصد الإخباري :  

الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي
حاور اعضاء منبر السلع الثقافي. الشاعر ايمن الرواشده، في قصته   "حجر الأساس"  

وحملت القصة، نصا يحكي مشهدا لا يغيب عن ارجاء الوطن العربي، من تمثيل المسؤول على الناس وتاليا النص، 

   اكتمل الحضور.. وجلس الناس في مقاعدهم..  الدقائق تمر سراعاً .. والعيون متعلّقةٌ بالباب.. عَلَتْ همهماتُ التأفّف وزفرات التذمّر.. وضاقت المقاعد بأصحابها .. هدّد البعض بالانسحاب.. وتهامس آخرون في طرف القاعة .. كثُر التلفّتُ والضجيج.. 

     وبعد مرور ساعةٍ ونصف صوّب الجميع أنظارهم تُجاه الباب.. دخل رجلٌ متأنّقاً ومن أمامه وخلفه عددٌ من الرجال يفسحون له الطريق.. ابتسم للحضور وجلس في الصف الأول.. هدأ الجميع وكأن على رؤوسهم الطير .. تبخّرت الهمهمات .. وسكن الغضب. وبدأ الحفل.. ألقى الضيفُ  كلمته التي تعجُّ بالأخطاء النحوية واللغوية.. صفق الجميع لهُ طويلاً ..

       وبعد الحفل تزاحم الحضور ليحظوا بصورةٍ مع الضيف..  اعتذر لبعضهم وامتنع عن بعضهم وحال الحرّاسُ بينه وبين الباقين..  ثم غادر مستعجلاً في سيارته السوداء المُظلّلة .. وتفرّق الحضور كأنهم حُمُرٌ مُستنفِرة فرّتْ من قَسورة ..  التفت أحد الحاضرين إلى رجلٍ يجلس بجانبه.. قال : أفهمتَ شيئاً؟ 
قال الرجل وهو يُخفي جهله : سنعرف الليلة من النشرة الإخبارية. 

وفي تمام الساعة الثامنة أطلّت المذيعة الجميلة بثوبها اللاثوبي وذكرتْ أنَّ فخامة الضيف قد وضع اليوم حجر الأساس لسجنٍ جديدٍ يخدم أبناء المنطقة..

وشهد النص حوارا وتعليقات، طال بعضها رئيس الملتقى الذي نشر النص، دون آخر سطرين، كان فيهنا، سر  القصة

فقد اشار د. سالم الفقير، الى ان الشاعر الرواشده، هو صاحب كلمة جميلة، ومفتتح سردي جميل... 

ويعيد للاذهان، الشاعر محمد الشروش،  فنُّ القصة القصيرة أو الأقصوصة، باعتباره فنٌّ جميلٌ يختصرُ مسافاتِ الإبداع في لغةٍ جميلةٍ ورسائلَ مؤثرة تصلُ من أقصرِ الطرقِ وأوضحِها لتلامسَِ القلبَ والعقلَ معاً

القصة .. الخاطرة  جميلة .. وفق الاكاديمي الشاعر، د. صقر الصقور، قال انها  اوصلت الرسالة ببراعة واختصار .. واقتدار .. وان كان لها بقية .. كما يرى صديقي الاديب الحبيب د عبد المهدي .. فانا ارى ان تكون هذه خاتمتها .. و كفى .. 

وفي وقت يوافق فيه الاديب احمد الحليسي، ويتفق مع الشاعر ايمن الرواشده. فيما ذهب اليه،  حيا د. عاطف العيايده لصاحب النص الجميل، هذه القصة التي قال انها  تحاكي حالة استفزازية نشاهدها كل يوم.

ولا يخال العضو محمد النعانعه النص  الاصورة واقعية  تنطبق على ما يحدث في زمن الحاجة الينا في الانتخابات  فقد يكثر الضيوف وتغص الطرقات بهم ويلتف حولهم لفيف من المحبين والمغرضين والمروجين واخوان الشياطين  واصحاب المصالح  والاجندات من يلمعون الضيف   ويجعلون منه   صانعا للبطولات. 

وهي مقاربة ذكية لدى الاديب هاني البداينه، لما يحدث في العالم المتأخر، تحمل اسقاطات لاذعة ولا تعيبها المباشرة....

وتعتقد كثيرا د. حنان الخريسات، انالفراغ الذي يتركه المثقفون . يملؤه الحمقى وهو ما دفع بالجهلة ان يتقدموا  الصفوف ويملكوا زمام الأمور  ، وقد ذكر رسولنا صلى الله عليه وسلم أنّه "سيأتي على الناس سنوات خدّاعات يُصدّق فيها الكاذب ويُكّذب فيها الصادق ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوّن فيها الامين وينطق فيها الرويبضة. قِيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال: الرجل التافه يتكلم في امر العامة "   في زمن يسود فيه الرويبضة يطغى النفاق ومن اشدّ الصور فزعاً في زمن هؤلاء هو اقدام من لا علم له وليس له معرفة بالكتاب والسنة على الجرأة بالفتيا  والحديث  وما اكثرهم في مناسباتنا واحتفالاتنا العامة .. صورة مؤلمة للواقع المعاصر جميل منك ان سلطت الضوء عليها. 

ولعل شهادة الشاعر بكر المزايده، فيه مجروحة، حين قال. فأنت الشاعر والأديب الفذ الذي لا ترهقه المفردات، وتفرُّ من خجلٍ أمامه الكلمات. اوجزتَ فأبلغت صديقي فهذه حال الكثيرين. 

.هذه القصة القصيرة، كما يحسبها الاعلامي د. عبدالمهدي القطامين، حملت في ثناياها قضية كبرى ...قضية البناء والهدم وسيادة نظرية القطيع والمرياع ...جمهور مصفق وهو لا يعلم وسيد لا يملك من الفهم شيئا لكن خلفه وامامه الحرس يعطون المشهد لزوميات تزيين الحكاية السوداء ...النص رغم استخدامه اللغة العادية بعيدا عن الكناية والتورية كان مشبعا بالدلالات ....وهنا يخالف الكاتب السائد ...ابني مدرسة تهدم سجنا ...هنا السيد يبني سجنا ليهدم مدرسة ......


وفي تعليق يفيض رضى، قالت د. لبنى الحجاج، أيا أيمن.. ألا تعتق الكلمات التي فرضت عليها الرق؟.. تكثيف لا يخلو من الرشاقة وايحاء رمزي لا تجانبه الواقعية، سرد نامّ، سيميائية تشد الذهن..

حقق النص أهم سمات القصة القصيرة  الحديثة رهبة النص وصدمة القارئ.. وما أجمل ذاك البتر..وان كان طارئا.. حذف يوحي بالابداع وإن كان مؤلما تركنا على مفترق... دمت سيد الكلمات..

 قصة جميلة من وجهة نظر التربوي محمد التميمي، وذات معان موغلة في الرمزية.... وهذا حال المسؤولين أصحاب القرار الزائرين في أي مكان... وتزاحم المستقبلين.  وربما كلمات فارغة المعنى
                                                                                                                                دوما متألق، هكذا بدا التربوي صالح الحجاج تعليقه، وقال انه عرض قصة واقعية جميلة، موجزة  وفيها رمزية ومن خلال استعراض النص نجد ان حال الجمهور دوماً محترم وصابر ، ويهدد بالخروج ولكنه لم يخرج ويحترم الضيف مهما كان موقعه والكثير من المسؤولين لا يحترم الوقت وبالتالي لا يحترم الحضور ، وبعض الحضور يطلب التصوير معه، وهناك مراوغة في طرح ما يمكن أن يقدمه المسؤول، وما عساهم ان يقدموا غير السجون. تمنيت أن لا تكتمل القصة لان الكارثه في السطر الأخير.


وختم الحوارات الشاعر هشام القواسمه بالقول "ابا البراء الحاضر في القلب دائما والساكن فيه. ما زلت تلامس الجرح وتنطق بالواقع بمجازات المبدع المتوحد مع الهم الجمعي.. سأبقى أردد معك: (ما أتعس الشعراء ليس لهم سوى وطنٍ حزين)