آخر الأخبار

المكان اساس النص ورقة رابعة لملتقى السلع

راصد الإخباري :  

الطفيلة - من عبدالله الحميدي

وزخرت الورقة الرابعة لندوة الملتقى، برعاية سمو الاميرة سميه الحسن، بنماذج متعددة

اذ طاف الكاتب الاديب هاني البداينه. على ايقاعات المكان واثرها الملموس، في شخوص الادبا،
وقال ان المكان  يرتبط بالأدب ارتباطا وثيقا ويتشكّل وفق طرائق الإبداع المتعددة، ليكون وعاءً يحتضن النص، وغلافا لمفرداته.

وبالطبع، فإنه لا يمكن لشاعر ولا لقاص ولا راوٍ، أن ينفصل عن المكان إذا ما أراد لنصه التميز.

 فإنه لا يمكن لأحد ذلك، حيث تبرز دلالات المكان في طليعة مقومات نجاح النص بل ومن أساساته التي يبنى عليها العمل الأدبي بشكل عام.

 تحمل الأمكنة في النص الأدبي  نغما خاصا وإيقاعا مختلفا. لقد بقي توظيف المكان في القصيدة والرواية والقصة، عصب التميز وعموده الأساس، حيث اختط المبدعون رسم علاقة النص بالمكان كجزء أساسي من تكوين العمل الأدبي.

ولعل شعراء العصر الجاهلي هم أول من أسّس لارتباط المكان بالقصيدة، اذ اوضح في الورقة ان الوقوف على الطلل، مقدمة المعلقات وأساس بنائها، فيما يتوالى وصف الشخوص والفخر والمديح وبقية أغراض القصيدة تباعا. على مر العصور الأدبية.

ويرى ان النص لم يختف من  المكان. لقد بقي ارتباطهما وثيقا ولقد حمل المكان واجب بناء النص وتقويمه وواجب احتضان الصورة الإبداعية فيه.

وقال ان الامر في الأدب الحديث لم يكن  مختلفا. لقد وجدنا المكان في الرواية والقصيدة  امتدادا مهما لشروط الإشتباك الأدبي، سواء بارتباط النص شوقا أو اغترابا أو قلقا.

وجاء فيها إن سعي ملتقى السلع الثقافي، صدر ندوته الرابعة، نحو طرح المكان وتوثيق إيقاعاته في الأدب، هو ابتدار مهني محترف يوثق للعلاقة المتينة التي تربط النص بالمكان، ولعل في أوراق الزميلات والزملاء التي ستقتحم خصوصية هذه العلاقة، نماذج رفيعة ترصد تأطير النصوص بالمكان في الادب على وجه عام؛ جمالياته وقلقه وشجنه وذكرياته.

واستهل مشرف الورقة الشاعر محمد العجارمة، ترتيب الاوصاع. بالتاكيد على نوعية المحتوي، والدقة من قبل اعضاء الملتقى في التعاطي مع ما فيها من معلومات، وقال ان التعليق الاول كان للشاعر ايمن الرواشده. الذي قال للكاتب البداينه " مرةً أخرى تشعل ليل الأماني بقنديل تفاصيلك الراقية..

ووصفه بمن  يجلد بسيفه الأحلام في العيون لتستيقظ من بين جفنيها الهمم..

وقال ان المكان  لا يزال يحتل صدارة التميز في الأدب..  بل ويفرض تميزه على الصور الفنية في الأدب..  إنه ليس بمنأىً عن مسقط رأس الأديب وملتقى آماله وآلامه.. 

وعلق مشرف الورقة بالقول، رؤية رائعة تطرقت لها ورقة الكاتب والتقاطة مهمة لعلاقة المكان بالأدب حيث نرى أن المكان يشكل القاعدة الأساسية التي ينطلق منها النص الأدبي والإطار البهي الحاضن للوحة الأدبية او فلنقل بشكل أدق هو ألوان تلك اللوحة

ولفت النقابي المهندس علي المصري لاهنية استحضار المكان وعلى مر العصور لارتباطه ارتباطا وثيقاً بالنص نعم تميز الشعراء بالعصر الجاهلي بالوقوف على الطلل وبدأ المعلقات بوصف المكان
 ويعتقد الباحث محمد النعانعه أن جزء من. من اثر  ايقاع المكان في الادب انه  يزينه ويعطيه الصورة الفنية التى يستحق كما اشرت

وما هذه الصور الفنية  الغنية بالاحاسيس والمشاعر الا بعض ما جاد به الشاعر مصطفى وهبي التل الذي ربط فيها بين  المكان والزمان  والشخوص  وتسائل عما اصاب الامه في قصيدته : 

يا أخت " رم " وكيف " رم " وكيف حال " بني عطية " وتلاع وادي اليتم ضاحكة وتربته غنية
وسفوح (شيحان) الأغن بكل يانعة سخية
وقال الاديب احمد الحليسي، انه من خلال هذه الورقة أشار الكاتب  إلى ارتباط المكان بالأدب وانواعة، ويخرج ادباء اثروا في مجتمعهم بل اثروا في العالم كله. 

كما صور الشاعر بكر المزايده اعداد الورقة بالرائع، وقال ان الكاتب أمسك بعصا السحرِ والجمالِ وضربتَ بها الكلمات، فرمّم عظامَ  المكان وكساه من لحمِ الحياة والشاعرية وبث فيه من روحِ الألفةِ حتى غدا إنسانا تجري فيه دم الحياة..

وتغنى الشاعر محمد الشروش، بزمالة صاحب الورقة في الجامعة  الأردنيةِ التي نحفظُها وتحفظُنا في كلِّ أركانِها.

ووصف  ماجادت به طبائعُ الكاتب  الأدبيّةُ بالرائع  وأنتَ تقرأُ النّصوصَ الأدبيّةَ شعراً ونثراً قراءةَ المتمكّنِ من مداخِلِها وبواعثِها ومازالَ مدرَجُ الفراهيديّ سيّدَ الحروفِ وفارسَها حينَ كانَ الأدبُ مشاغِباً جميلاً في كلِّ الجهاتِ، حين كانت الجامعةُ الأردنيّةُ مكانَنا الجميلَ. 
   و أدهشت الورقة الشاعر د. عاطف العيايده، بإغراقات كلماتها، التي قال انها في عمق المضامين الأدبية التي تناولت صدارة المكان في السياق الفني، ورقة مثمرة محملة بالسحر الكلماتي، ومثقلة بالإبداع اللغوي.

ونظر الاعلامي الاردني د. عبدالمهدي القطامين، الى الصورة كلها فقال انها ورقة محكمة قدمها المثقف النبيه العسكري ابن الشهيد  ...وتساءل، هل المكان صنيعة الاديب ام ان الاديب صنيعة المكان وللاجابة نعود افى علي ابن الجهم في العصر العباسي كان يسكن الصحراء الموغلة في دهشتها ومسافاتها العطشى فكتب مادحا للوالي انذاك

انت كالكلب في حفظك الود وكالتيس في قراع الخطوب ...
تعجب منه الوالي فامر بان ينتقل الى بغداد وهناك كتب قصيدته الاشهر 
عيون المهى بين الرصافة والجسر 
جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري 
اذن المكان يصنع والاديب والشاعر يصنع ..

وفي تعليقه قال مدير ثقافة الطفيلة د. سالم الفقير ان الكاتب اجاد في علاقة النص بالمكان والحديث عنه، نعم، لا يمكن الانفصال عن المكان تحت أي ظرف كان، وهذا ما قاد إلى أنسنة المكان. 

واعتبره التربوي صالح الحجاج  مقدمة رائعة تؤكد على أهمية العمل الأدبي بأنواعه تنبع من الارتباط الوثيق بالمكان، 

   ومهما اختلفت العصور التاريخية فإن المكان هو العمود الفقري للعمل الأدبي. وقال ان  عرض الموضوع جرى باسلوب تاريخي رائع ومعلومات قيمة دون الخوض في التفاصيل المملة.

وختم الشاعر عدنان السعودي الحوارات والتعليقاتبالاشارة الى ان إطلالات الكاتب لطالما تبعث في النفس الارتياح؛ وهو يتحدث عن الشعر والشعراء والأطلال؛

 فالإنسان في حياته ما هو إلا مجاميع تاريخية لا بد من مكان يلفها.. فترتبط فيه.... ولذلك قيل منذ زمن بعيد الجغرافيا مسرح التاريخ...

 وألكاتب  كما يرى، بهذا الفيض الأدبي يمثل مسرحا تتشابك فيه الكلمات والتعابير لغة ذات فصاحة وبلاغة؛ لتخرج لنا مسرحية أدبية ماتعة....