الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي
في افياء متابعة سمو الاميرة سمية بنت الحسن.، نواصل استعراض اوراق العمل، صمن الندوة الرابعة
وجاءت الورقة الثانية للدكتور عاطف العيايده، لترسم معالم واسعة، لايقاعات المكان. في ثتايا الادب
وقالت مشرفة الحوارات، الشاعرة آيه الحراحشه، ان الورقة اكتنزت كثيرا من المعلومات. التي تدلل على اهمية تلك الايقاعات
واورد فيها د. العيايده إنَّ المكانَ من أكثرِ العناصرِ أهمّيّةً في تشكيلِ جماليّةِ النّصِّ الأدبيِّ؛ لأنَّ مؤلّفَ النّصِ الأدبيّ ارتبطَ بهِ ارتباطًا وثيقًا منذُ ولادتِهِ الأولى، ومرورهِ بالمراحلِ النّمائيّة المتلاحقةِ، حتّى بلوغِه سنَّ القوامةِ واشتدادِ عودِهِ؛
ويضيف فؤها ان المكانَ حاضرًا في أدبِ الأدباءِ بشكلٍ لافتٍ بكلِّ صورهِ الجغرافيّة والفيزيائيّة والواقعيّة والرّوحيّة والخياليّة، فلا يمكنُ الانفصالُ عنهُ أو اعتبارُه خارجًا عن المتنِ الأدبيِّ العامِّ للنَّصِّ الأدبيّ الإبداعيّ بكافّةِ أنواعِهِ.
كما أنَّ له دورًا رئيسًا في تحديدِ اتّجاهِ الرّؤيةِ الأدبيّةِ للمؤلّفِ؛ إذْ على أرضهِ تشكّلتْ معالمُ الشّخصيّةِ الإنسانيّةِ، وارتسمتْ خطوطُ البداياتِ الأولى للتّجربةِ الأدبيّةِ، في اشارته الى ان أهمّيّة المكان تكمن في اعتبارِهِ السّاحةَ الّتي تتوالى عليها الأحداثُ والمجرياتُ الّتي يمارسُها الشّخوصُ؛ فينتجَ عنْ تلكَ الممارسةِ صراعٌ نفسيّ يتقدّمُ بالأحداثِ نحو الأمام، ولا غرابةَ فيْ أن نجدَ المكانَ بفضاءاتِهِ الممتدّةِ ذا عمقٍ ارتباطيٍّ بالنّصِّ الأدبيِّ، فلا حدودَ تحدّهُ ولا نقاطَ نهاياتٍ ينتهيْ عندَها فيضطرُّ الأديبُ إلى الاكتفاءِ بالبحثِ والوقوفِ، فما من نصٍّ أدبيٍّ إلّا ونجدُ فيهِ إشاراتٍ للمكانِ ومسمّياتٍ معلنةً ومظاهرَ جماليّةً مصوّرةً بدقّةٍ متناهيةٍ،
فعلى سبيلِ استعراضِ اهمّيّةِ المكانِ في النّصِّ الأدبيِّ كانَ الشّعراءُ الجاهليّونَ في مقدّمةِ من اعتنَوا بالمكانِ حينَ قدّموا لوحاتِهم الشّعريّةِ الخالدةِ إلى يومِنا هذا في العصر الجاهليّ، حتى إنّ الشاعر الجاهلي مسكون بالطلل في حله وترحاله.
ليضيف الى ان المقدّمةُ الطَّلليّةُ ما هي إلّا صورةٌ واضحةٌ لاعتنائهم بالأمكنة الّتي مثّلتْ مواطنَهم، وبداياتِ دخولِهم في بناءِ العلاقاتِ الإنسانيّةِ داخلَ المجتمعِ الّذي عاشوا فيه، وتعلّموا على أرضِهِ تقاليدَ المجتمعِ وقيمَه وعاداتِهِ؛ حتّى أصبَحتْ الأمكنةُ فيما بعد رموزًا دالّةً على انطلاقِ مسيرتِهم الشّعريّة من خلالِ تصويرِ معاناتِهم من هجرِ المحبوبةِ عن أماكنِ سكناها، وترحالِهم الطّويلِ في البحثِ عنْ مواطنِ إقامتِها الجديدةِ، أو تصويرِ أحداثِ الحروبِ في ساحاتِ الوغى دفاعًا عن الأمكنةِ وبذلِ الأرواحِ في سبيلِ استردادِها من الأعداء، وفرضِ السّيادة بينَ القبائلِ المتناثرةِ في عرضِ الصّحراء الّتي هي المكانُ الأرحبُ، وما كلُّ ذلكَ إلّا استحضارٌ للتّجربةِ الشّعريّةِ الّتي صارَ المكانُ حاضِنتَها.
ولفت الى انه مَعَ تَقَدُّمِ الزّمَنِ صارَ للمكانِ أبعادٌ جديدةٌ مختلفةٌ باختلافِ البيئةِ والتّقاليدِ والأعرافِ عن الأبعادِ التّقليديّة الّتي ألفها الشّاعر في القديم، وهذا يحيلنا في المحصّلةِ الأخيرةِ إلى اعتبارِ العلاقةِ بين الشّاعرِ والمكانِ علاقةً تلازميّةً حميميّة تخضعُ للتّجربةِ الشّعريّة الّتي يمرُّ بها الشّاعرُ؛ ليكونَ المكانُ فيها حاضرًا ومألوفًا لديهِ، وله خاصيّةٌ مميّزةٌ، ونصيبٌ وافرٌ من الاهتمامِ يجعلُ حضورَهُ طاغيًا في المنجزِ الشّعريّ للشّاعرِ.
وقال ان اتّخاذُ المكانِ هذه الأهمّيّة الكبيرة في شعر الشّعراءِ ما هو إلّا دليلٌ جليٌّ على الارتباطِ النّفسيّ به، والتّوحّد الذّاتيّ معه؛ بحيثُ أصبحَ حضوره جوهريًّا على أرضِ النّصِّ الشّعريّ كما هو في واقعِ الحياةِ، ويفسّرُ هذا الارتباطَ ما نجدهُ من تفاعلٍ واضحٍ معَ عنصرِ المكانِ في كثيرٍ من القصائدِ حينَ نقلّبُ صفحاتِ الشّعر.
وللمكانِ وفقَ المفهومِ العامِّ دلالاتٌ متعدّدةٌ، يقول الاديب د. العيايده ان منها ما هو طبيعيٌّ جغرافيٌّ أو ماديٌّ أو اجتماعيٌّ أو تاريخيٌّ أو ثقافيٌّ، وهذا الثّراءُ الدّلاليُّ يعتمدُ على التّوظيفِ النّصِّيْ للمكانِ من قبلِ الشّعراءِ، فكلُّ شاعرٍ له رؤاه الخاصة في التّوظيفِ النّصّيِّ للمكانِ من قبلِ الشّعراء، وكلُّ شاعرٍ له أسلوبهُ في وصفِ تجلِّياتِ المكانِ وإضفاء الرّمزيّة عليها، وإلباسِهِ زيًّا من الرّمزيّةِ، وذلك انطلاقا من استيعابهم لتعددية المدلولات للدال الواحد في ميدان الأدب الذي يخترق هذا القانون، فيجعل للدال إمكانية تعدد مدلولاته، وهو ما عبر عنه الأسلوبيون بمصطلح (الاتساع).
وللبيئةِ المكانيّة أهمّيّة في اكتسابِ السّماتِ الشّخصيّةِ للإنسانِ وللشّاعرِ بشكلٍ خاصٍّ، اذ يرى ان تفاعلُهُ مع المكانِ يتركُ عنده أثرًا إيجابيًّا أو سلبيًّا؛ فينعكس ذلك على رؤيتِهِ الشّعريّةِ وتوجّهِ مسارِهِ الإبداعيّ، والشّاعر الأردني مصطفى وهبي التلّ شأنُه شأنُ الشّعراء الآخرينَ لم ينظر للمكانِ على أنّهُ حيّزٌ جغرافيٌّ فارغٌ من الرّوحِ والإحساسِ، بل نظر إليهِ نظرةً استشرافيّةً، وفهم حقيقتَهُ، واستطاع الوصولَ إليهِ شعريًّا وإنْ لم تقعْ عليه أقدامه، فبثّ إليهِ همومه ومعاناته، وحقّق بالتّفاعلِ معه رؤاه الشّعريّة، وتكيّف معهُ وأحال إليهِ توجّهاتِه الفكريّة؛ باعتبارِهِ مسرحًا للقضايا الإنسانيّة على مرّ الأزمانِ، هاربا إليهِ في ساعاتِ الضّيقِ، ومستبشرًا به في لحظاتِ الإقبالِ على الحياةِ؛ ومن هنا لم يتركهُ معزولًا عن حياتِه وممارساتِه اليوميّة؛ ليصبحَ المكانُ بالنّسبة له على وجهِ الخصوص المُلْتَجَأَ الّذي يجد فيه الرّاحة والاستقرار والحماية.
وبين في الورقة وفق المشرفة آيه الحراحشه، ان إعادةُ إنتاجِ المكانِ الشّعريّ تتطلّبُ من الشّاعرِ أنْ يكونَ مُدْرِكًا للحدودِ الواقعيّة قبلَ الانتقالِ لرسمِ هذه الحدودِ خياليًّا، وهذه الصّناعةُ الفنّيّةُ للمكانِ تعتمدُ على قدرةِ إنتاجِ الدّلالاتِ الجديدةِ للمكانِ، بالاتّكاءِ على التّصويرِ الفنّيِّ والرّسمِ البلاغيّ، وهنا تبرزُ الملامحُ الجديدةُ الّتي أضافَها الشّاعرُ، وهيَّأَها لإبرازِ صورة المكانِ بحلّتِهِ الجديدة؛ لتتغيّرَ دلالةُ المكانِ من مجرّدِ أنّهُ يعني بدء تدوين التّاريخ الإنسانيّ، والارتباط الجذريّ بفعل الكينونة لأداء الطّقوس اليوميّة للعيش، وللوجود، ولفهم الحقائق الصّغيرة لبناء الرّوح، وللتّراكيب المعقّدة والخفيّة لصياغة المشروع الإنسانيّ ضمن الأفعال المبهمة إلى دلالاتٍ أكثرَ رحابةً تفتَحُ على أفقٍ واسعٍ يحتاجُ إلى وقوفٍ، واستعادة للمعاني والمضامينِ الدّلاليّة.
ويقول ان المكانُ الأوّل الّذي يشهدُ فيه الشّاعرُ بداياتِ طفولتِه الأولى، يعد الأكثرَ حضورًا في قاموسِهِ الشّعريّ؛ وذلكَ أنّهُ أحدُ أبرزِ المكوّناتِ اللاشعوريّةِ الثّاويةِ في عقلِ الشّاعر، بوصفِهِ المكان الأثير لدى النّفسِ، ومن هنا نلمحُ التّفاعلَ معَ بنيةِ هذا المكانَ أكثرَ انفعالًا واستدعاءً من الأمكنةِ الأخرى في المنجزِ الشّعريّ العامّ للشّاعرِ.
ولفت الى ان علاقةُ الشّاعرِ بالمكانِ ساعدت على أنسنتِهِ والإحساسِ بهِ، وبناءِ حالةٍ من الارتباطِ العاطفيّ معهُ، واللجوء له كملاذٍ في أوقاتِ الخوفِ والقلقِ والاضطرابِ، والتّواؤم معه ومناجاتِه بلغةٍ حواريّةٍ أقربَ ما تكونُ لمناجاةِ العاشقِ لمعشوقتِهِ، بالإضافةِ إلى الانفتاحِ عليهِ ورفضِ بقائهِ منغلقًا على العالمِ من حولِه؛ لذا لا يفترُ لسانُ الشّاعرُ عن أنْ يكرّرَ ألفاظًا بعينِها قد تكونُ أسماء أو أماكن أو ما شابه ذلكَ؛ ولدلالةٍ نفسيّةٍ شعوريّةٍ يكونُ التّكرارُ بؤرةَ تلكَ الدّلالةِ النّفسيّةِ الشّعوريّة، أو قد يكونُ مركزَ ثقلِها.
ويرى انه ومن خلالِ تتبّعِه لكثيرٍ من الشّعراءِ المعاصرينَ وجدُ أنّهُم قد أفادوا من التّجارب الشّعريّة للشّعراء القدماء، فمنهم من استمرّ على نهجِهم في هيكلة القصيدة شكلًا ومضمونًا معَ الاختلافِ في الرّؤى والمواضيعِ المطروقة؛ لاختلافِ الزّمانِ والمكانِ والأجواء المؤثّرة في صقلِ شخصيّةِ الشّاعر، ومن الشّعراء المعاصرين من خرجَ على نمطيّةِ القصيدة المتّبعة، فاستدار بعجلةِ التّقدّم إلى اتّجاهاتٍ أخرى، معَ المحافظة على الأصالةِ والرّيادة الأولى الّتي لا يمكنُ إنكارُها بأيّةٍ حالٍ من الأحوالِ.
وفي ظلّ هذه التّغيّرات المتتابعة في ميدانِ الشّعر قال ان المكانُ ظل حجرَ الأساسِ في إشادةِ البناءِ الشّعريّ التّامّ، وعليهِ ارتفعتْ أعمدةُ التّجاربِ الشّعريّة للشّعراءِ الّذين وهبوا كثيرًا من الأمكنةِ قداسةً، فلمْ يكتفُوْا بذكرِها جغرافيًّا ووصفِها تاريخيًّا، بلْ أسبغُوا عليها كثيرًا من العلاماتِ المميّزةِ لها عن غيرِها من الأماكنِ الأخرى المتكرّرةِ في أشعارِهِم، والمهيمنةِ على كثيرٍ من قصائدِهِم الشّعريّةِ، وهذه الأماكنُ المرصودةُ في غالبِها أماكنُ واقعيّةٌ مشاهدةٌ بالعينِ، لازمُوها لسنواتٍ من حياتِهم، وعاشُوا فيها مراحلَ من تكوّنِ ثقافاتِهم وتنميةِ أفكارِهم؛ لذلك نجد أن المنهج الذي اقترحه التحليل السيميائي يمكنه الوصول إلى نظام التحكم في البيئتين السطحية والعميقة للنص الشعري بمعالجة موضوع المكان.
وَممّا لا شكَّ فيهِ أنَّ لكلِّ إنسانٍ مكانًا خاصًّا يمنحُه الإحساسَ بالانتماءِ والوجودِ ويوقظُ شعورَ الحنينِ في نفسِهِ كلّما داخلهُ شعورٌ بالاغترابِ والمفارقةِ، ويعودُ الاندماجُ بالمكانِ الواقعيّ الخاصِّ إلى أسبابٍ متعدّدة، منها ما هو عائدٌ إلى التّنشئةِ الأُولى من حياةِ الإنسانِ (ولادةً وطفولةً وذكريات)، ومنها ما متعلّقٌ بتجربةٍ عاطفيّةٍ أو اجتماعيّةٍ أو نفسيّةٍ أو غيرِ ذلك، كأنْ يكونَ المكانُ منزلًا للمحبوبةِ، أو وطنًا استُبِيْحَ من قبلِ العدوّ وشُرِّدَ أهلُهُ، أو مكانًا له دلالتُهُ الدّينيّة في النّفوسِ، كالمساجد والأماكن الدينية مثلا.
واكد ان المكانُ شكل لدى الشّعراءِ عنصرًا من عناصرِ تشكيلِ القصيدةِ الحديثةِ، ونالَ نصيبًا وافرًا من الذيوعِ في قصائدِهم، وصارَ اتّصالُهم بالمكانِ في كافّةِ أشكالِهِ سمةً لافتةً للنّظرِ وتستدعي الوقوفَ عليها ودراستها، وتندرجُ تحتَ هذا العنوانِ الأماكنُ الّتي يأوي إليها الشّعراء باحثينَ عن الطّمأنينةِ والصّفاءِ، والهدوء والسّكينةِ كالبيتِ الصّغيرِ الّذي يعيشُ فيهِ، أو البيت الكبيرِ وهو الوطنُ الّذي يمنح النّفس الطُّمأنينة والحماية، إلا أنَّ الوطن عامٌّ والبيت خاصٌّ، والوطن موطن الألفة والانتماء الّذي يمثّل حالة الارتباط البدئي المشيمي برحم الأرض (الأمّ)، ويرتبط بهناءة الطّفولة وصبابات الصِّبا
المشرفة الشاعرة آيه الحراحشه قالت ان رئيس الديوان النلكي والوزير السابق د. جواد العناني استهل الحوارات بالثناء على حديث سمو الاميرة سميه الحسن، الذي وصفه بالذكي ومن القلب اطلقته صاحبة السمو الملكي، وانعم بها من انسانة رائعة بكل ما في الكلمة من معنى.
وقال الباحث محمد النعانعه في تعليقه انه جهد مميز وحركة دؤوبة اعطت للملتقى حيوية وديناميكية جعلته يسابق اقرانه جرأة في الادارة والطرح وحبا واخلاصا في العمل النشط لاعظائه وعملا مميزا في اختيار الضيوف الكرام الذين زادوا النقاء زهوا واللقاء ادبا وعلما نافعا
ووصفها الاستاذ احمد الحليسي بالمتميزة في تناول هذا الموضوع، حيث أشارت وربطت بين المكان والانسان لإخراج ادب متميز
والشاعر ايمن الرواشده، قال ان ما ذهب إليه الدكتور عاطف في أن المكان يشكّلُ السمات الشخصية للإنسان أو الشاعر فيزيد ارتباطه وحميميته.. فيظهر واضحاً في أدبه.. أمعنتَ النظر في المحيط الجغرافي والبيئة الأدبية ووقفتَ مع الذين وقفوا على الأطلال فأمتعتنا..
وبعد قراءة رئيس الملتقى الصحفي غازي العمريين للورقة قال انه وجدها احكمت بالعلم والقراءآت المستفيضة
ويرى ان مواقع وايقاعات المكان، حين جالت خبرات، ومعارف، على الحقب والازمنة، فجاءت باحصاء لتلك المواقف ونظرات الادباء والشعراء لمتلازمة القول والفعل، المكان والانسان
وثمن جهد الكاتب وقال وقد تعمقت في ما كتبت. في ورقة سجلت رقما رفيعا في معالجة مقاصد الندوة الرابعة، التي تتابعها حتى النهاية. اميرة هاشمية، قدمت لنا بوحا من خاطرها، مكن الجميع من متابعة الندوة، لايامها القادمة
وفي تخليله قال الشاعر بكر المزايده، ان هذه الورقة النقاشية والتي ألّفَ فيها بين المكان والذات الشعرية ووظف من خلالها العلاقة الجمالية والخيالية بين المكان والشاعر كنعصر أساس في تكوين القصيدة، ولفت الانظار على تغير النظرة المكانية باختلاف العادات والعصور
وكتبت د. حنان الخريسات تقول، كل انسان حين تختلج في نفسه المشاعر والحنين يكتب عن الوطن والاطلال بشفافية نصوص سردية او شعرية بتجرد ومن ترك ارثا ادبيا ممن سبقوا تجردوا من الأهواء و المنافع و المطامع ، فكانوا صادقين مع أنفسهم و مع الوطن فتجلى المكان وتشابك في علاقاتهم المحورية وفي تعبيرات النفس .
وعدها الضابط المتقاعد، الاديب هاني البداينه. ورقة عمل شاملة، أحاطت وفق تشكيل سليم بعلاقة المكان بجمالية النص، وقدمت لنا هذه العلاقة محكومة ًبشروط الإبداع والجمال.
الورقة بحث مهم في سياق علاقة المكان العميقة بالشعر والنثر، وتؤسس لبحث مهم في هذا السياق....
واطلق الشاعر محمد الشروش، وصفا للورقة قال فيه "لقد أجدتَ وأبدعتَ في هذه الدراسةِ أو البحث أو الورقة النٌقاشيةَ أو ورقة العمل.
وبارك مدير الثقافة د. سالم الفقير هذا الجهد الكبير في البحث والدرس، وقال انها ورقة بحثية بحق، وجهد واضح في الحديث عن الأمكنة...
فينا وصفها الشاعر هشام القواسمه. بالدراسة الرائعة للمكان الذي يعد من أهم مكونات التجربة الشعرية والادببة بشكل عام.. منذ الوقوف على الأطلال وحتى يومنا هذا بقي المكان يحمل ذات السمات بحضوره الطاغي
ويؤكد النقابي، المهندس علي المصري، قائلا، فعلاً ان المكان ذو تأثير بالغ بجمالية النص والشعر قديماً وحديثاً وقد كان البحث محكماً شاملاً ماتعاً
اما مديرة ثقافة الكرك عضو النلتقى عروبه الشمايله، فتقول في الحديث عن المكان والإشارة إليه، دائما تبرز هوية الشخص ببعدها الاجتماعي والثقافي وحالته النفسيّة وانطباعاته، في الحديث عن المكان تظهر تصورات الانسان المادية وغير المادية مثل البعد ،القرب والصلة بين المجتمع والظروف المحيطة به، وفي الشعر، تجد البيت الشعريّ مطمئن ب طمأنينة المكان الذي يصفه ويتغنى به.. ونلمس ذلك دائما في الأبيات الشعريّة التي تتغنى بالوطن.
لقد كانت ورقة العمل رائعة بروعة كاتبها وسخاء ابداعه، وفق الباحث محمد النعانعه. الذي زاد بالقول فهي تعبر عن المكان وعلاقته بالنص الادبي شعرا وسردا مؤسسا لعلاقة حميمة بين الاديب والمكان يربطهما الموضوع والزمان والشخوص
ان ارتباط الشاعر بالمكان يحدد مضمون النص و طريق التعبير
لقد كان التوفيق حليفك في شمول الورقة لجوانب الابداع والجمال وكأنك تجعل للمكان روحا وحيوية
اما الاديب والاعلامي اللامع في الثغر الباسم، د عبدالمهدي القطامين. فقال معتذرا "شغلتني عنكم الكثير من الدروب المفضية او غير المفضية" الى رغيف هارب ومع ذلك قرأت كل ما كتبتم اوراقا وتعليقات وكلها تنحاز الى وجع الثقافة وروحها ونبضها
وقال ان الورقتين القيمتين ورقة الباحث النعانعه والدكتور عاطف اضاءتا طبائع المكان في النص الادبي واشارتا الى ان المكان المؤنسن لم يكن ذاك الموقع الجغرافي المجرد وانما تلك الروح الباحثة عن الانسان مواجعه واماله والمه ...
وذاك, وفق د. القطامين. يعيدنا الى علاقة حميمية بين الشاعر وفرسه وناقته في الشعر الجاهلي وما بعده في صدر الاسلام وحتى في الدولة العباسية ...المكان الانسان والناقة او الفرس الصديقة كانتا اشهارا لوجد ترقبه ولملمه الكاتب وهو يبحث عن عشق ضائع تائه .