آخر الأخبار

حوارات السلع الثقافية ورقة عمل عن ايقاعات المكان

راصد الإخباري :  

الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي

بدأ ملتقى السلع الثقافي مناقشة ورقة العمل الاولى، ضمن الندوة الرابعة.   

وحيا رئيس الملتقى، سمو الاميرة سميه الحسن، لافتتاحها اعمال الندوة، بكلمة، وصفها بالشاملة.    

وتناول اعضاء الملتقى، الورقة الاولى للباحث محمد النعانعه، بالتحليل، التي جاء في مضمونها ان اهمية المكان تبرز في حياة الانسان انه الوعاء الذي يحتضنه من مولده الى مماته، يبني فيها  آماله وتطلعاته، فقد كان السبق للمكان عندما امر الله سبحانه وتعالى انشاء الكون فقد خلق  الارض قبل  الانسان وذلللها وهيأها كما هيأ الكون كله له بوصفه المكان الآمن لحياة الانسان، فالعلاقة حميمة بين المكان والانسان، وفق ما جاء في الورقة

وفيها ان  المكان يقرا في الادب على انه حقيقة جغرافية لمجرد ورود اسماء الامكنة في الشعر او السرد ومن المؤكد ان استحقاق الامكنة في الادب مهما بدت واقعية يظل رمزيا ولا يصح الاستدلال بها على  حقيقة مادية المكان.   
 
وقال ان المكان في النص الادبي كيان مختلف عن الجغرافيا الماديه، هناك اعتبارات البعد الانساني عند الاديب واسطرته للمكان من خلال ذاتيته، لا من خلال واقعية المكان، ومن هنا فحضور اسم المكان في النص الادبي هو حضور رمزي لا يقاس عليه كشاهد على المكان، فالادب رؤية الاديب تجاه الناس والكون والحياة اي ان الادب مرآة مبدعه، فالادب ليس مؤرخا او جغرافيا، وانما الادب قارئ للحياة من منظوره الفني، وهذا يثبت ان الاديب الحق ليس معنيا بالتسجيل والتوثيق بل التعانق الفني مع محيطها لغايات فنيه او ذاتيه
وجاء بشواهد من ان المكانِ في رواية نجيب محفوظ زقاق المدق اكبر حضورا ومنزلة في الادب منه في الواقع، حين قدم صورة رمزية مجازية عن المكان للايحاء  باصالة المكان وليس من اجل التوثيق.    
ويرى ان الاديب يمكنه توظيف المكان في بعض الروايات لتأثيث المكان بوصفه انماط حياة، مع ذلك تظل رمزية المكان، والكاتب يؤسس الى مكان فيه حيويه وليس الىوصف السطحي للمكان.    
وقد يتجاوز المكان الحدود الجغرافية والوصف ولم يعد مساحات، وفراغات، ولا نسب رياضية بل يتعداها الى الخيال والفعل حتى تصبح الهوية ذاتها صورة من صور التكرار .  
 
لذلك فان للادب امكنة تختلف عن الامكنة الجغرافية المادية - وفق النعانعه - وانه مجرد اصطلاح دال على وجود وهذا الوجود قد يكون بشر، بيوت، معالم مدن خرب صحاري عش، موقع الكتروني حيوان... ومن وراء ذلك هناك افكار ومشاعر واحاسيس ورؤي تتوالد، وهذا ما يترسخ في اعماق الاديب لتملاء وجدانه، ويفيظ بها قلمه، لذا فإن مفهوم المكان في الادب لا يفهم من خلال الوصف المادي فحسب، انمافي العلاقة الجدلية بين الانسان والمكان (الاديب والمكان) وفي العلاقة الحادة بين الذات الادبية وعلاقتها في المكان.  
 
ويؤكد ان الفضاء الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي اصبحت امكنة وهمية خيالية لا يوجد فيها موقع حقيقي وانما مكان افتراضي يجمع فيه اناس من مختلف الثقافات كتاب و ادباء و ومثقفين واناس عاديين لديهم الرغبه بالمشاركة ..
 بدون ما تراهم  تدور فيه الاحداث الادبية مثل ( كتاب ظرفاء الفيس بوك) للاديبة ساميه بكري، ويمكن ان يكون المكان قرية من الخيال مثل (بيت الديب) للروائي عزة قمحاوي حيث تخيل العش مكان دارت فيه ومن خلاله احداث الرواية
وفي تعليقات الادباء والكتاب، وفق مشرفة الندوة د. لبنى الحجاج، مديرة التربية والتعليم، قالت انها تمتعت بالجدية، والدقة والمتابعة الحثيثة، للمناقشات والحوارات، اذ بعد ان حيا الاديب الشاعر ايمن الرواشده. النعانعه، تحية عربية هاشمية قال ان ذلك لروعة البحث الأدبي الذي أضأتَ به سطور الأدب من خلال كُوَى النور التي تطل على الأمكنة في الأدب وأثرها في حميمية العلاقة بين الأديب والمكان.. 
 
وقال ان  المكان في الأدب كما أسلفتَ ليس صورةً مشابهةً كما هي في كتب الأطلس وجامعة الخرائط الطبيعية..  ولا تحدّهُ حدود جغرافية.. إلا أنه إشارة جميلة لتلك العلاقة بين المكان والأديب فهو محضن إبداعه وعشقه .. لذلك يظهر جليّاً في ثنايا وجدانه المكتوب .. 
 
فالشاعر على سبيل المثال يخفض أقواماً ويرفع آخرين.. ويمجّدُ أمكنةً ويُرْغِمُ أخرى ..وذلك تبعاً لعين هواه وموضع قلبه.. فالمكان في الأدب ليس صورةً حقيقيةً للواقع..  وإن كان يؤثر فيه تأثيراً كبيراً .. 
 
مرةً أخرى أجدتَ في طرحكَ فتقبل وافر احترامي، وتحية بالمسك لسعادة الأستاذ غازي العمريين على هذه التظاهرة الجميلة..  والتحية موصولة لصاحبة السمو المجيد أميرتنا المبجلة سمية بنت الحسن على لطف الرعاية وجميل اللقاء.
ووصف مدير الثقافة في الطفيلة، د. سالم الفقير، إن ما أشار إليه الكاتب هو أهمية المكان في الأدب ولا سيما الأمثلة المطروحة من مثل؛ تجربة نجيب محفوظ، وهذا يقود إلى ما يعرف بأنسنة المكان.
 وقال انها إضاءة جميلة 
واعتبر الشاعر بكر المزايده، ان النعانعه.  وقفت على معظم مفاصل علاقة المكان في الأدب وفي علاقة الذات الأدبية والمكان ووهمية الأمكنة الإلكترونية.  
 
 وكانت رؤية إيجابية، من وجهة نظر الاديب احمد الحليسي، لتاثير المكان على الإنسان ونفسيته، بل على طبيعة الانتاج الأدبي، ففي مكان ما برز شعراء كبار ومكان آخر برز  كثير من كتاب الرواية والأدب النثري،
وهي في عين النقابي المهندس علي المصري، بعد ان  قراها  مرتين لجمال ما وجد فيها من وصف دقيق لعلاقة المكان بالأدب قال انه يشاطره الرأي بأن الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل أصبحت أمكنة وهمية يلتقي فيها الأدباء ويثرون الثقافة الوطنية بكل ما هو جميل ورائع ولعل هذا الملتقى مكان جميل بين ثناياه تجد الأدب والأدباء 
 
ووصفها الاديب د. عاطف العيايده، انها ورقة مميزة تحمل بين طياتها كنوزا من المعارف والثقافات والمتعلقات الأدبية الرفيعة المستوى.  
 
وخاطب الشاعر عدنان السعودي، الباحث النعانعه بالقول "لقد أجدت فيما ذهبت إليه في تشخيص العلاقة بين الأدب والمكان .. فهي علاقة متينة كعلاقة الروح بالجسد، إذ لا رؤية ولا مشاعر من غير مكان يضم ويلم الأحباب والعاشقين .... 
أرضا وإنسانا .. 
  أقبل ذا الجدار وذا الجدار ..
 وما حب الديار شغفن قلبي  ولكن حب من سكن الديار ومن هنا فإنها علاقة جد وطيدة بين التراب والنفس البشرية بصورة خاصة" ....   
ويجده اديب الملتقى هاني البداينه بحث محكم رفيع،تناول اختلاف صورة المكان في الأدب عنها في البعد الجغرافي، وأظهر ارتباطا وثيقا له بالنص الأدبي، واستشهد بنماذج أدبية تظهر على وجه دقيق، تميز هذه العلاقة وارتباطها بالابداع بكل أشكاله...   
وتلفت مشرفة الندوة، د. الحجاج، لما ابدته مديرة ثقافة الكرك الاديبة عروبه الشمايله. حيال الورقة، اذ قالت "نعم صدقت" إنَّ المكان الذي يتواجد فيه المرء يصبح جزءا منه ويعبّر عنه ويتكيف فيه.. ثمَّ إنّك إن غيّرت مكانك تشعر بالاغتراب وتودُّ أن تعود إلى المكان الذي الفته واعتدت عليه
في يومنا هذا وفي ظل فايروس كورونا تقول ان   الأمكنة باتت متداخله في عالم التواصل الاجتماعي، إذ صرنا ترقب الناس وتتواصل معهم في مختلف أماكنهم دون أن تغيّر مكانك وتختلط بمكانهم ودون أن تشعر بطعم الاغتراب
وفي تعليقه قال الشاعر والاكاديمي، د. صقر الصقور، هي ورقة اوجز فيها واوفى، و من جميل ما فيها ابتداؤه بامر الله الذي خلق المكان .. ثم محاولة التمييز بين المكان والجغرافيا .. و هو الخلط الذي يقع فيه اكثر المثقفين .. 
 
وفي قراءتها للورقة قالت الاديبة د. حنان الخريسات، جميل ان مفهوم المكان في الادب لا يفهم من خلال الوصف المادي فحسب، انمافي العلاقة الجدلية بين الانسان والمكان (الاديب والمكان) وفي العلاقة الحادة بين الذات الادبية وعلاقتها في المكان. هذه العلاقة ابدع بها ادباء وشعراء فلسطين وخاصة بعد النكبة كفوا ان يصبحوا اطفالا رغم صغر سنهم وبقيت الصور والمأساة في مخيلتهم واصبح للمكان والارض مساحة في   
ولفتت د. الحجاج الى تعليق رئيس الجامعة. د. محمد الحوراني، وقالت انه يمثل طاقة هائلة، للدفع باتجاه تنمية المحافظة وابنائها، اذ قال ان الجامعة و الاذاعة في خدمة الملتقى و خدمة اخوتنا في المحافظة الهاشمية و الوطن الحبيب   
و قال ان ذلك عهدا لا رجعة فيه ان تكون منكم و اليكم، و ان تكون شجرة باسقة تنمو كل يوم باذن ربها 
و ثمن للباحث النعانعه ورقته التي وصفعا بالعلمية الرصينة و خصوصا انها جاءت بعد افتتاح صاحبة السمو الملكي حيث اضفت سموها على  الملتقى نكهة الهاشميين الاطهار 
وقال د. محمد السعودي، رئيس مجمع اللغة العربية، "والمكان في بعده النفسي له أسراره في الأدب؛ فقد يكون المكان جميلا واسعا، ويراه المبدع قبيحا ضيقا، أو العكس.."   
وعدها الشاعر محمد الشروش  إطلالة رائعة ذات أثرٍ طيّبٍ ورؤية عميقة، وتحليل رائع . وما احتوته من معانٍ وتحليلات يبعثُ الأملَ بأنّ للأدبِ والأدباء مكانةً مهما تغيّرت الأماكن وتبدّلت الأزمانُ.