آخر الأخبار

التميمي يحاور ادباء وكتاب على منصة ملتقى السلع

راصد الإخباري :  


الطفيلة - من عبدالله الحميدي

حملت الورقة السادسة لمدير التربية والتعليم الاسبق، محمد التميمي عنوان " جيل اليوم والثقافة الوطنية"

وركز على ان الجميع يدرك أن جيل الفتيان والشباب هم الآن نصف الحاضر وهم كل المستقبل

 لكنه يرى ان الناظر إلى تغير الرؤيا لديهم والمفاهيم التي تسيطر عليهم يكاد ينفطر ألما لما آل إليه تفكيرهم وتطلعاتهم بعدا عن ثقافتنا الوطنية وهناك الأمثلة المؤلمة فاغلبهم يتحدث عن بريق لاعبي كرة القدم (مسي رونالدو ) وبعض  أصحاب الاغاني الهابطة في (الرآب) أكثر  مما يعرف عن رموز الوطن الثقافية والفكرية .

وقال ان الجيل يتابع مباريات الدوري الاسباني والانجليزي ولا يتابع ولا يعرف بطولات رجالات الوطن في التصدي العسكري والفكري في فلسطين والكرامة.

ويراهم  بعيدون كل البعد عن الوطن موقعه وحدوده ومدنه وقراه لايحفظون تاريخه واستقلاله ومقارعة الانتداب لايستطع الشاب أن يعدد  محافظاته أو حتى ابطال ضحوا ولا شخصيات اسهمت في بناء الوطن وأصبحت اسماؤهم رمزا للاخلاص والتفان، وتساءل:
اين يكمن الوجع وأين الحل؟

ربما يقول البعض في الاجابة  ان وزارتي الشباب والثقافة تعقد كل عام معسكرات شبابية تطرح فيها ندوات تعالج الموضوع لكن هذا لا يكفي لأنها بسيطة ولا تغطي عشر معشار شباب الوطن ومواضيعها بسيطة ومكررة  
وعد الشاعر ايمن الرواشده الورقة النقاشية السادسة من أروع ما قرأ في الخوض في عباب الثقافة الوطنية..

وقال انها تمثل قناديل على طريق تربية الجيل وتلقيحه بحضارة وطنه وشموخ أمته..

وعبر عن موافقة الكاتب  الرأي بشدة أن هذا الجيل  انسلخ عن مادة حضارته وموروثه الثقافي والتاريخي. وأغرق في ملاحقة الموضة ،وفتح نافذة هواه على مصراعيها فصارت الملاعب أحب إليه من المساجد.. ونجوم الفن أقرب إليه من أمه وأبيه.. 

والأمر جدُّ خطير إن لم يجد يداً حانية وعيناً راقية وقلباً واعياً وعقلاً حصيفاً ..

وشارك في التعقيب على الورقة المثقف احمد الحليسي حين اكد ان  صراع الأجيال و اختلاف الثقافة موجود ما وجد الأنسان،

وقال ان طرح الكاتب  توجيهي للتمييز بين الطيب وغيره، المهم ان لاننسى ان للأجيال الحديثة توجهاتهم، نعزز الايجابي، وننفر من السلبي بأسلوب حسن غير منفر وكما قال سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :ربوا ابناءكم على زمنهم لا على زمنكم.

واستهل مدير الثقافة د. سالم الفقير النقاش وبين  ان صاحب الورقة  قد توقف عند الشباب، وهم عماد الأمة، لكنه بدا غير متفائل، لأن اعتماد الشباب وركونهم إلى الثقافة الغربية أفقد هذا الركن الأساس كثيرا مما يعول عليه، وهو محق فيما ذهب، فالأجدر أن  تكون الثقافة الوطنية هي الأساس في بناء جيل الشباب،

وقد أشار  في الورقة  إلى ذلك إشارة واضحة وصريحة، وقد تحدث عن دور وزارتي الثقافة والشباب وهو دور أساسي ويعول عليه كثيرا... لكن ربما ما يقدم من دعم لهاتين الوزارتين لا يفي بالغرض لتحقيق المنشود.

واستشف الشاعر والاديب عدنان السعودي من الورقة ان الكاتب قد وضع يده على جرح الأمة الثقافي الذي يتمثل بشباب هذه الأمة وانبهارهم بثقافة الغير وابتعادهم عن ثقافتهم الأصيلة ثقافة هذه الامة المختارة ..

وقال انه  يرى أن الحل لهؤلاء الشباب يقوم على المدرسة أولا ودور المسجد في التوعية والإرشاد للكبار ثانيا ثم المؤسسات الأخرى ، حتى يكون الجهد جماعيا قادرا على إحداث التأثير نحو السلوك الايجابي ...

وخلص المثقف هاني البداينه، بعد قراءة ورقة الكاتب التميمي، الى انه تلمّس مفصلا هاما لا يتعلق بالثقافة وحسب، بل بمشكلة الهوية الوطنية بشكل أساسي...

ولفت الى انه أشار إلى اغتراب النشء من الفتية، عن مرتكزات الهوية الوطنية وثوابتها، والتباعد القسري احيانا عن تاريخنا وتراثنا ورموزنا.

وبالتأكيد، فإن هذه المداخلة الرفيعة في الرؤية والتشكيل، تدعو للإهتمام بإعادة الشباب نحو السكة التي تحفظ الهوية الوطنية وتعزز حضورها لديهم....

وفي قراءتها للورقة. قالت الاديبة والمثقفة عروبه الشمايله، ان من الاهمية بمكان منح الشباب منحا من اجل  التبادل الثقافي، ممّا يساعدهم على تكوين معرفة لديهم تساعدهم على تشكيل الهوية الوطنية لديهم.

وطالبت باهمية تغيير آلية طرح الدورات المتكررة وطرح دورات أكثر صقلا لمواهبهم مثل صناعة افلام، محتوى ثقافي، إذاعة وتلفزيون ونهاية كل دورة يتم تكلفيهم بصناعة محتوى وطني ثقافي بالمجال الذي تم تدريبهم من خلاله. 

واكدت مديرة الثقافة في الكرك، الشمايله، ضرورة تحويل  المعسكرات الشبابية  لفكرة " مسار " من منطقة لمنطقة بحيث تكون  مسارات تاريخية يتم من خلالها استعراض الحقبات الزمنية التي مرّ بها الأردن.

وفي الحوار قال المؤرخ محمد النعانعه، ان الناظر الى عنوان ورقة بحثك القيمة يجزم بانك خضت عباب البحر وغصت في احشائه فالدر كامن، وبحثت عن اهم مصدر من مصادر قوة الاَمة وعنوان عزتها وكرامتها وهم الشباب امل المستقبل وصانعي ثقافته حَماة الحمى ودرعه الحصين.

ولا يتوقع من شاب في بداية عمرهم ان يكون تفكيرهم ومداركهم وخبراتهم كمن هو اكبر سنا واكثرخبرة وعلما لكن تدريجيا يأخذوا دورهم في بناء الامة وتقدمها حضاريا واجتماعيا واقتصاديا وصناعيا وسياسيا وثقافيا.

وطالب ان على  الادباء والامهات اعداد هؤلاء الجيل لما هم اهل لحمله الام مدرسة اذا اعددتها   اعددت شعبا طيب الاعراق  
وان على الحكومات  ومنظمات المجتمع المدنيه والمسؤولين تدريب واعداد وصقل مهارات الشباب وتطوير قدراتهم العقلية والبدنية والابداعيه لكي نجعل منهم العلماء وقادة المستقبل..

 واكد مشاركة الاغلبية لما انطوت عليه الورقة  بأن ما ال اليه الشباب من تردي في كافة المجالات من  تقليد اعمى للغرب سببه غياب دور الاهل ودور منظمات المجتمع كافة لهم ورعايتهم والاخذ بايديهم وترك الباب متوحا على مصراعيه لوسائل الاتصالات الحديثة ووسائل  التواصل الاجتماعية والثقافات الغربية المنحلة بدون حسيب ولا رقيبَ

َواكد اهمية  اعداد البرامج والخطط للنهوض بهم والاخذ بايديهم للمساهمة في رفعة الوطن

 وفي مداخلته قال الاكاديمي د. صقر الصقور ان الحديث عن  الشباب والنشئ و تربيتهم و دورهم .. ومحاولة تشخيص الالم و كتابة الدواء ..  نتذكر قوله تعالى "وَ لَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ" ...صدق الله العظيم
فهو ..التربوي الهادئ .. و الاداري الحازم .. والمجرب المخضرم .. والخبير المتميز ..

اما الشاعر بكر المزايده، فاشار الى حقيقةً أثارة نقطةً جوهريةً في أن الجيل الجديد هو المؤثر الحقيقي في الثقافة العربية والعالمية ولكن كما تفضلتَ هذا الجيل بحاجة الى توعية وصقل افكاره  فالمعسكرات والندوات لوحدها لن تترك ذلك الاثر في افكاره وثقافته التي أثرت فيه التكنولوجيا الرقمية تأثيرا كبيرا وسيطرت على معظم افكاره وثقافته فطبيعة هذه التكنولوجيا متسارعة ومتطورة بشكل كبير جدا لا يستطيع احد ان يواكب تطورها وحتى العقل البشري باعتقادي غير قادر على احتواء كل هذه التكنولوجيا والتطورات الرقمية فيصبح حيرانا من أين يبدأ وأين ينتهي؟ فلا بد- كما اشرت - ان يكون الاهتمام بالأجيال افضل وايجاد الحلول والبدائل للنهوض بفكره وثقافته.جنبا الى جنب مع هذه التطورات. 

ويعتبر الشاعر محمد الشروش أنّ التجربة والخبرة العلميّة والتعليمة والإدارية تركت أثرها الواضح البيّن فيما تضمنتة الورقة النقاشية المقدمة في الورقة

وقال انها ورقة أفادت الجميع فيما تضمنته من آراء وطروحات تضيءُ مساحات واسعة على الثقافة والمثقفين                                                                                   
 واشار التربوي صالح الحجاج الى تركيز الإسلام على أهمية الشباب ودورهم الهام في بناءالمجتمع ويقع على عاتقهم التغيير في جميع النواحي   - وقال ان دورهم فعلاً تغير  في الوقت الحاضر بسبب الثورة التكنولوجية وما رافقها من متغيرات متسارعة.   
 ووافقه الرأي حول شعوره المؤلم عن تغير دور الشباب والتغني بأسماء ممثلين ولاعبين من الغرب والابتعاد عن ثقافتهم الدينية والوطنية وأنهم يتابعوا ويعرفوا اندية غربية وفنانين من الغرب أكثر من معرفتهم عن رموز إسلامية ووطنية.

   واعتبر ان ما تقوم به بعض الوزارات لا يحقق ما نتمنى، ولابد من تكاتف كافة الجهود للمساهمة في إعادة الشباب اخذ دورهم في بناء المجتمع
وفي وقت لفت فيه د. محمد سليمان السعودي، رئيس مجمع اللغة العربية، الى ان ما يلزمنا هو  خطة شاملة عملية من أهل الخبرة..فقد اكد رئيس مجلس مؤسسة اعمار الطفيلة د. غازي المرايات ان ما أشارت له الورقة  هو جزء يسير من إشكاليات الثقافه المنتشره بعمق لدى جيل الشباب

وقال بانها  ثقافه من نتائج العولمه، وللأسف الشديد تحول الجيل إلى مجموعات من المهووسين بفرق ونجوم الكره العالميه إضافة إلى أن ثقافة الاستهلاك قد تعمقت الى الحد الذي انخفضت قيمة العمل إلى أدنى المستويات لدى فئات واسعه من الشباب وهو ألأمر الذي يفسر وجود مليون عامل وافد بينما المعطلين عن العمل (البطاله) من ألأردنيين حوالي نصف مليون...

ويعتقد أن أهم مشاكلنا في البلاد تعود في جوهرها إلى أسباب ثقافيه وللأسف ما نزال على مستوى مؤسسات الدوله ندور حول أنفسنا وعلى الهامش....

لذلك يرى بأننا بحاجه لثوره ثقافيه بيضاء يقودها مثل هؤلاء المثقفين، الذين لا تاخذهم في الحق لومة لائم..

وفي الحوارات على منصة الملتقى لفت النقابي الاردني المهندس علي المصري ان ورقة العمل قصيرة ومعبرة وتصف واقع الحال المؤسف غير أن عزاءنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير في وفي امتي حتى تقوم الساعة نعم هنالك عتب وأسف على رؤى وتطلعات الجيل الجديد ولكن الخير فيهم ونبقى على أمل أن يكون جيل الشباب هو جيل الخلاص الناهض بالأمة وثقافتها نحو المجد والتمكين بإذن الله

وقال ان صراع الأجيال يظل  ظاهرة طبيعية على مر العصور فكلاً يريد فرض ثقافته على الآخر واليوم وبسبب الحال المؤسف الذي تعيشه أمتنا العربية والإسلامية فأجد ان جيل الشباب يجد لنفسه العذر بالعتاب على الجيل الذي سبقه ويطمح أن يورث لابنائه مستقبلاً  سعيدا

 وتعقيبا على الورقة السادسة ...قال الاعلامي الاردني، د. عبدالمهدي القطامين اظن وليس كل الظن اثم ان الجيل تم اختطافه بفعل تغلغل العولمة واذرعها في فضاءات  الوطن...وتعرض هذا الجيل لاستلاب ثقافي بدون قصد او وعي منه ..وقد ساهمت التربية والتعليم ...التربية الاسرية والتعليم المدرسي في عدم توجيه بوصلة الجيل نحو الموروث الفكري والثقافي

 واضاف ان وسائل الاعلام بكافة اشكالها ساهمت هي الاخرى بالقضاء على ما سلم في سريرة الجيل من نزوع للخير والمعرفة ....هل الوضع سوداوي نعم لكن كوة الاصلاح ما زالت ممكنة وهي مسألة تحتاج الى تضافر كل مؤسسات التوجيه ....

 وبعد قراءة نص الورقة اكدت  د. حنان الخريسات، رئيسة الاتحاد النسائي.  بأنه ما من شك ان الشباب أكثر الفئات استهدافاً عند الحديث عن الاختراق الثقافي والفكري والبعد عن الهوية الوطنية وهم بحاجة الى رعايتهم من الجانب الثقافي، وإيلاء الثقافة التي يحتاجون اليها من أجل تمكينهم من حمل رسالتهم المستقبلية وخاصة  في زمن التحولات”  لتحصينهم والحفاظ عليهم  ...

وزادت ان الشباب الأردني بين تعزيز الهوية الوطنية ومواجهة التحديات ..ومخرجات الجامعات من الطلبة الخريجين والاخرين ممن يعملون في مبادراتهم  التعليمية تعطي انطباعا مهما بشيوع فوضى الافكار بينهم ...

ولعل الشاعر المعطاء، صاحب النوارس، جاء ليختم الحوار بكلماته الدافئة، فقال انها إضاءة جميلة من خبير تربوي كبير  يلم بقضايا جيل الشباب خاصة انه قضى سنوات عمره بينهم..

ويرى أن هناك العديد من الإشكالات  التي أنتجت مثل هذا الفكر لدى الجيل.. خاصة حينما عجزت المؤسسات التي تعنى بالتربية والشباب والثقافة من جذب الشباب لبرامجها خاصة أن الكثير من هذه البرامج تفرض على الشباب ولا تنبع من احتياجاتهم أو رغباتهم.. الوصفات المعلبة لا تسمن ولا تغني من جوع