آخر الأخبار

الحليسي يؤرخ للثقافة من على منصة ملتقى السلع

راصد الإخباري :  

الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي

من رحم الأحداث الكبرى والمعاناة تتولد ثقافات متعددة , لتشمل  كل مناحي الحياة
هكذا بدا التربوي الاديب احمد الحليسي ورقة العمل السادسة. ضمن ندوة ملتقى السلع الثالثة
وقال في الورقة التي اشرف على متابعتها الاديب هاني البداينه.  ان ذلك ينعكس على الناس في أفعالهم وأقوالهم , بل إن كثيرا من الأدب شعرا أو نثرا خرج من رحم هذه المعاناة
واورد في الورقة امثلة منها  ان أدب الخوارج ظهر في زمن تردت فيه الحالة السياسية والعسكرية , ورثاء البصرة عند ابن الرومي ظهر في زمن ثورة الزنج الذين أحرقوا البصرة وعاثوا فيها فسادا , ورثاء الممالك والمدن ظهر في الأندلس بعد سقوط الممالك والمدن وخلد ذلك أبو البقاء الرندي في قصيدته المشهورة  " لكل شيء إذا ما تم نقصان ....... فلا يغر بطيب العيش إنسان" .
واشار في الورقة الى ان  الكوارث و الأوبئة تترك تأثيرات كثيرة على حياة الناس و اللغة , فظاهرة اللطم والبكاء على سيدنا الحسين رضي الله عنه مستمرة من وقتها إلا الآن , فترى التأثير في السلوك وفي اللغة . وأكثر المتأثرين بالمعاناة اللغة حيث تزداد ثراء , فتظهر عندنا أمواج من المفردات والأنماط اللغوية الجديدة يخلدها الدهر
,ومن ذلك قول سيدنا أبو عبيدة لسيدنا عمر رضي الله عنهما في طاعون عمواس : أفرار من قدر الله ؟ فقال سيدنا عمر: نفر من قدر الله إلى قدر الله وأستمر هذا القول إلى يومنا هذا وأصبح كلاما يحتذى به . وفي عصرنا الحاضر وجدنا مفردات جديدة وأنماط لغوية بسبب وباء كورونا , فمن المفردات الموجودة في اللغة لكنها لا تستعمل إلا بسبب الوباء مثل : جائحة , وباء, كوفيد-19 , حظر , حظر جزئي ,حظر شامل , تباعد اجتماعي , تباعد إنساني , حجر صحي  , حجر منزلي , همة وطن ..... الخ .
وقال اننا لا ننسى المقالات والأشعار والأدب النثري التي قيلت في هذا الوباء وستقال مستقبلا حيث دخل هذا الوباء وتبعاته التاريخ من أوسع أبوابه  . وبالملخص نجد تأثيرا في ثقافات الناس ؛ تأثيرات دينية واجتماعية واقتصادية و صحبة و عسكرية , وحتى السياسة لم تسلم من ذلك 
ولفت البداينه ان التعليقات جاءت اضافة نوعية للورقة التي قال ازها شحنة مركزة في اىثقافة. بداها مدير الثقافة د. سالم الفقير الذي اشار الى ان في كل ورقة من الأوراق السابقة نجد أن الزملاء قد تنالوا الحديث من زاوية معينة تختلف من شخص لآخر، وهذا ما أعطى تنوعا في تلاقح الأفكار، وإن كانت تلتقي في الإطار العام لها، وهو الثقافة الوطنية.
لكنه اضاف ان الأستاذ أحمد الحليسي تناول الموضوع بصورة مختلفة نوعا ما، تتمثل في ظهور مفردات جديدة تتواءم مع الحالة الثقافية السائدة، وهذا رأي سديد ولا مناص منه، كما أشار إلى ظهور أو لنقل انصياع الأدب ليتناسب مع الظرف الراهن، وقد أخذ الأستاذ الحليسي جائحة كورونا مثالا على ما يذهب إليه، وهذا أيضا ما عايشه المتلقي في الفترة الأخيرة، ولا سيما أننا أصبحنا نقرأ القصائد والقصص والمقالات التي تحاكي ما نحن فيه، وأقصد هنا جائحة كورونا، حتى أن وزارة الثقافة سعت إلى هذا الأمر من خلال إطلاق مسابقة حملت عنوان "كل مر سيمر" لتترك المجال للكتاب بترك يومياتهم خلال الجائحة.
أوافقك الرأي على أن المعاناة والمواقف العصيبة التي نزلت بالأمم أرشدتها إلى نقاط ضعفها وأصلحت أحوالها، ذلك اكده الشاعر ايمن الرواسده في تعليقه الذي قال فيه، وقامت من بعد هوان.. فصح فيها قول الشاعر : مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ .. والأمة العربية مرت بحوادث محّصتها.. وحفظت لها إرثها ودوّنتْ تاريخها بحروفٍ من نور.
ولرئيس الملتقى الصحفي غازي العمريين. تعليقه على ورقة الزميل الحليسي قال فيه ان الورقة على قصرها، تحمل معان نابهة، خاصة فيما يستجد من عادات وتقاليد وفنون ثقافية حين الازمات
واضاف انها  بيئة يبدو انها عالمية، اذ تظهر في الشدائد والانكسارات، النكتة وروح الفكاهة. والاشعار غير المالوفة، ومفردات الازمة، التي لم تكن شائعة
هكذا تتجدد اللغات. وتنتفض العادات، وكما المجددون، على راس كل قرن، فكذا هي الثقافة التي تتنسم رياح التغيير في الجوائح والعاديات. والحادثات
 وللشاعر محمد الشروش راي في ورقة معلمه. الذي قال انه تعلم من التربوي أحمد الحليسي الكثير في مجال اللغةِ والأدبِ موضحا ان ما أشار إليهِ قديكون في قادمِ الأيامِ باباً من أبوابِ الدراساتِ الأدبيةِ وموضوعاً لإهلِ النّقدِ الأدبي يؤسّسُ لإدبِ الجوائحِ والأوبئة في الأدب العربي الحديث ويستقي من الأدب العربي القديم وهو ماأشرتَ إليه أستاذَنا مع الإشارةِ الى إختلاف الواقع السياسي والإجتماعي والثقافي بين القديمِ والحديث وتباين الظروف بين العصور قديمها وحديثها وتغيّر المكانِ والزّمان والشّخوص
وقال لكَ الشكر على ماأتحفتنا به من رؤى وأفكار وشكري الدائم لك على ماتنتقي من روائعِ الأدبِ العربي على هذه الصفحة وهذه المجوعة المقدّرة .
وعلق الباحث محمد النعانعه على ما جاء في الورقة وقال. لقد تناولت الورقة النقاشية جملة من المفاهيم والمصطلحات الجديدة القديمة وكل مصطلح منها يحتاج الي ساعات في تعريفه وبيان اسبابه ومسبباته والتعامل معه والغوص في اعماق دلالاته  ومراميه...
وبين ان اللغه العربية مطواعة لكل جديد وحديث، يصهره في بوتقة الثقافة العلماء والادباء وحملة اقلام اللغة الافذاذ فتصبح الامة حية بحياة لغتها وادبائها وَمثقفيها وعلمائها و،... يقال ان لكل زمان دولة ورجال يعيدون صياغةالماضي بعطر الحاضر ببقوالب جديدة تتماشى وركب التكنولوجيا وعلوم تقنية المعلومات وسرعة انتشار المعلومات والاخبار والأحداث.
وقال ان  علينا جمع المثقفين ان نختار ما يناسبنا من هذه المصطلحات وترك الغث منها...
ولمشرف الحوار الاديب هاني البداينه مداخلة قال فيها ان الكاتب  لامس بمداخلته الرائقة بعضاً من المتغيرات في قواعد الثقافة وشروطها وقدرة اللغة العربية على استيعاب هذه المتغيرات في المفردات وفي التراكيب.
لقد أشار الزميل  إلى استجابة سريعة من الأدباء والشعراء والمثقفين، في الولوج إلى التغيّرات التي طرأت على مفاصل الحياة ومناحيها، والتكيف معها، فضلا عن التأكيد على أن الثقافة تتأثر في كل الأحوال بالحياة ليخرج الأدب وهو يحمل هموم الناس وقضاياهم ومشاعرهم....
 واشاد المستشار في وزارة السياحة الاديب هاني البداينه بمحتوى الورقة، وقال ان الكاتب  لامس بمداخلته الرائقة بعضاً من المتغيرات في قواعد الثقافة وشروطها وقدرة اللغة العربية على استيعاب هذه المتغيرات في المفردات وفي التراكيب.
ولفت  الى الورقة وما فيها من  استجابة سريعة من الأدباء والشعراء والمثقفين، في الولوج إلى التغيّرات التي طرأت على مفاصل الحياة ومناحيها، والتكيف معها، فضلا عن التأكيد على أن الثقافة تتأثر في كل الأحوال بالحياة ليخرج الأدب وهو يحمل هموم الناس وقضاياهم ومشاعرهم...
وثمن النقابي الاردني المهندس علي المصري لرئيس الملتقى الصحفي غازي العمريين دوره في اتاحة  الفرصة لهذا الحراك الثقافي ان ياخذ مداه، وقال ان ورقة الاديب الحليسي كانت  مختصرة ومقتضبة اشارت لتاثر  اللغة العربية بالأحداث التاريخية لتكون شاهداً عليها واللغة العربية لم تبخل بالمفردات لمواكبة اختراعات ومصطلحات العصر الحديث فهي غنية وزاخرة تصف الأشياء على الوجه الأكمل وتجود بالمفردات مع كل مناسبة كما ذكر الكاتب في عصر كورونا وما رافق ذلك من أشعار ونصوص ستخلد الحدث لمستقبل الأيام ومع قراءتي للورقة عدة مرات كأنني أجد اللغة تعاتب أبنائها فاستذكرت قصيدة، في هذا المجال
والمح التربوي محمد التميمي في تعليقه الى  ان الكاتب  أجاد بالورقة فترى كل حرف وكلمة قد وزنت ذهبا وجواهر وأنها وقعت في مكانها وقد تحدث  ان كثيرا من الأدب  والشعر والنثر قد ولد من رحم المعناة  وتحدث عن ادب الخوارج وزرقاء البصرة عند ابن الرومي في ثورة الزنج  ثم عرج بنا على واقعنا الحاضر في "عصر الكورونا" والمفردات الجديدة التي دخلت من حظر وحجر وتباعد...  لهذا مزج الأديب الحليسي بين الماضي والحاضر                               من جانبه اشاد العضو في المجموعة التربوي صالح الحجاد باركان الورقة وقال انه يتفق مع الكاتب  بأن الأحداث " الكوارث طبيعية أو البشرية " التي تواجه اي مجتمع تولد ثقافات متعددة، وتنعكس على جميع نواحي حياتهم ولكنها تتفق غالبتها على مواجهتها                              
كما اشار للعرض التاريخي الرائع في مختلف الجوانب وكانت الأمثلة صادقة عن ادب الخوارج، وثورة الرنج ، وخروج المسلمين من الأندلس، وكل هذه الاحداث التاريخية أثرت في الكثير من جوانب الحياة وظهر ذلك جليا في الأدب .
وقال ان الأحداث التاريخية لها أثر إيجابي كبير في اللغة وظهور مفردات جديدة عربية،    وعلق الشاعر بكر المزايده في اشارته الى  ان هذه الورقة اكدت  على  أثر اللغة العربية في الثقافة كمعظم سابقاتها من الأوراق البحثية والتي نوقشت من خلال هذا الملتقى الثقافي المميز فبدون اللغة لن يكون لأي امة حضارة او ثقافة او تاريخ وخاصة لغتنا العربية التى هي لغة القرآن الكريم. وباللغة يخلِّد التاريخ كل حدث لكل أمة ولاشك في ان تخلدَّ اللغة جائحة كورونا شعرا ونثراً او بأي غرض من اغراض الثقافة  - والتي اشرتم لها في ورقتكم البحثية - فلولا  اللغة والثقافة العربية الاسلامية مثلا لم نعرف عن طاعون عمواس في خلافة عمر بن الخطاب  رضي الله عنه سنة 18هـ.
لذلك سيكتب التاريخ عن جائحة كورونا وسيكون لها كبير الأثر في الثقافات العربية والعالمية 
وللاكاديمي البارز د. صقر الصقور تعقيب اشار فيه الى تتبع الكاتب  الحليسي تطور اللغات تاريخيا تبعا للاحوال والاحداث .. بمعلومات قيمة .. وتتبع ثاقب 
واعتبرها الشاعر عدنان السعودي،  مكثفة لعدد من الإشارات للحالة الثقافية التي يعيشها الوطن وتعيشها الأمة بصورة عامة ...
وشاركت مديرة الثقافة في محافظة الكرك عروبه الشمايله ، في حوارات حيال الورقة وقالت ان هذا الكلام حقيقي، فنحن لا ننفصل عمّا يدور حولنا.. فترآنا نتأثر به ويؤثر بنا قولا أو فعلا  وجيلا بعد جيل
وبينت إن الجهد المبذول في ترسيخ كل الأفكار التي تراودنا لجعل مسيرة الثقافة ممتدة جيلا بعد جيل لفعل حقيقي
 وافاض الشاعر د. غازي الربيحات بقصيدة طويلة تحدثت عن اللغة العربية في يومها العالمي، وعدد مآثرها واهميتها. باعتبارها لغة القرآن