آخر الأخبار

الورقة الثالثة لملتقى السلع للشاعر الرواشده

راصد الإخباري :  

الطفيلة - كتب عبدالله الحميدي

واصل ملتق السلع الثقافي، عرض اوراق نقاشية عن الثقافة، ضمن اعمال الندوة الثالثة
وحملت الورقة التي اعدها الشاعر والاديب ايمن الرواشدة تعريفات لغوية للثقافة، التي كانت محور ندوة الملتقى الثاىثة، التي افتتحها الوزير ورئيس الديوان الملكي السابق د. جواد العناني

وقال في الورقة انه وقبل الخوض في جوهر الموضوع  لابد من وقفة  على المعاني المشرقة للثقافة.. فقد  عرّف المعجم الوسيط الثقافة على أنها : " العلوم، والمعارف، والفنون التي يُطلب الحذق فيها " .

 وعرّفها بعضهم على أنها :ما نتذكره عندما ننسى كل شيء!”.  أما ما يتعلق بالثقافة الوطنية أو ثقافة الوطن الواحد فهي عند (ابراهيم حنفي)  المكون الرئيسي لمزاج أي شعب يستمد منها تصوراته للعالم وبواعثه على السلوك، تظهر سماتها في الأفراد وفي الشعوب على حد سواء، في الوعي الفردي والوعي الاجتماعي والتاريخي ".

وقال مدير التربية السابق الاستاذ محمد التميمي، الذي اشرف على نقاشات الملتقى للورقة ويذهب، انها تضمنت كذلك تعريف (عبد الرحمن منيف) الذي  قال  أن الثقافة الوطنية هي "محصلة لمجموعة من الروافد والتعبيرات المتظافرة والمتفاعلة والتي تؤدي في النتيجة إلى خلق ملامح وأشكال هي وحدها التي تعبر عن هموم وطموحات شعب معين في مرحلة تاريخية معينة" ،
 واشارت الورقة وفي غمزةٍ لاذعة يرى (نيلسون مانديلا) أنه : "لا يوجد بلد يمكن أن تتطور حقا ما لم يتم تثقيف مواطنيها"..
ويتفق الكاتب معهم على أن الثقافة الوطنية هي، مجموعة القيم والأفكار والمعتقدات والعادات والمعارف التي تشكّل كيان الأمة،  وخصوصيتها وتفرّدها..فهي نتاج فِكر الأمة..

 وبما أن الثقافة الوطنية بمفهومها العام عملية تفكير جماعية.. فإنها تدخل في صلب المعتقدات والقيم والتعبيرات التي هي محصّلة ما هو موجود في المجتمع فعلاً، فهي نتاج للواقع الذي يعيشه هذا المجتمع، وهي حقيقة اجتماعية معاشة ومشاهدة. 
أما عن مزاوجة الثقافة الوطنية بين الماضي والحاضر فذلك أمرٌ منوط بثبات القيم واحترام قدسية المبادئ والمعارف..
    فيرى البعض أن هنالك فجوة ما بين ماضي الحياة التي عاشت لقرون في ظل المعتقدات والتقاليد البدائية وبين تقنية الحاضر وانفتاح الآفاق وعولمة المعارف والعلوم.
    فالصراع بين الأجيال ( بحسب د.فاطمة الصايغ )موجود في كل مجتمعات العالم، ولكنه في مجتمعنا يكتسب قوة طاغية ونفوذا قويا وسلطة أكبر، بحكم الظروف المجتمعية السائدة والعادات الاجتماعية الموغلة في القدم، والمستمدة من القيم الدينية والقبلية، كقيم الطاعة والولاء واحترام الكبير والمسن، وولي الأمر وصاحب السلطة.
ويعتقد كذلك ان القيم السالفة الذكر وإن كانت في ظاهرها جميلة إلا أنها مع تقدم السنين أخذت طابع العبودية والإمّعة والتسليم بقول من قال ( حط راسك بين الروس ، وقول يا قطّاع الروس ) وقول ( الموت مع الجماعة رحمة )..
   ويرى المشرف التميمي في الورقة  ان صراع الأجيال متعدد الجوانب، فالجيل القديم يريد أن يخطط لمستقبل الجيل الجديد بطريقته؛ يخطط لتعليمه ولثقافته، وللنظم الاجتماعية التي سوف تحكم حياته ومستقبله، بل وحتى طرائق تفكيره وإبداعه.
والجيل الجديد يؤمن بمقولة ( لن أعيش في جلباب أبي ).. لأنه يرى أن منظومة القيم يجب أن تتطور مع شكل الحياة الجديد ..
   والوطن في المحصّلة هو الضحية في هذا الصراع الطويل..  
      لذا فإنه من الواجب أن نقف في موضوع الثقافة الوطنية في خندق الوطن ونستمسك بالعروة الوثقى من القيم النبيلة التي مصدرها الدين الحنيف ونستجلي بآفاق عقولنا أحسن المعارف والعلوم التي تنمّي الوطن وتعرج به إلى مدارج الفخار والنهضة والرقي..
وترى الورقة ان  من مظاهر عزة الأمة (بحسب علي الشربجي) : افتخارها بتراثها، واعتزازها بمبادئها، وتمسكها بأصول حضارتها، وألوان ثقافتها، واستقلالها عن التبعية الذليلة لغيرها، مما يجعل ماضيها حاضرا في حياتها وتراثها ، هاديا في سلوكها، يرشدها في تلمس الخير في مستقبل أيامها، ويعصمها من الذوبان في مفرزات غيرها
ويتفق الكاتب هاني البداينة  مع ما جاء في الورقة  من تعريفٍ للثقافة، وزاد، أن الثقافة هي ظرف الحياة وفيه تجمع شواهد الحضارة ومنجزاتها....
وذهب معه في ما أشار إليه من أن تقادم السنين، يجب أن لا يمحو أثر أهلنا؛ ثمرات حياتهم وتراكمات تعبهم، وأن علينا واجبا مقدسا يتلخص في استيعاب هذا الموروث الثقافي العام، وفق شروط الحداثة....
ويرى د. سالم الفقير في  البداية تتبع الثقافة بمفاهيمها المتعددة يعطي انطباعا أن الثقافة لا تقف عند مفهوم واحد، وأن كل واحد منا يعطي مفهوما يتفق وينسجم مع ما يذهب إليه.
وقال أما قضية صراع الأجيال التي أشار إليها الأخ أيمن فهي باعتقاده محور الحديث في جزئية الثقافة الوطنية، إذ كل جيل يريد أن يكون جواد السبق من نصيبه، وأنه من يركن إليه في إيجاد أفق معرفي جديد.
وفي النهاية اشار الى ان   الأمر يظل منوطا بكل مكون من مكونات المجتمع، ويعني بذلك الأفراد، حيث ان لكل منا نظارته، ولكل منا رأيه.
وتساءل د. عبد المهدي القطامين، هل من الضرورة ان يكون هذا الصراع بين الاجيال والثقافي، ام ان ذلك مرحلة من المراحل التي تصب ختاما لصالح الثقافة كسلوك وفكر ونهج حياة ...
ويعتقد في مداخلته ان التغيير الثقافي يحتاج الى فترات زمنية طويلة ليكتمل وان مقولة قتل الاب في منهجيات الابداع هي مقولة مجافية للحقيقة وان السير جنبا الى جنب مع الاب هو الحل المناسب لتطور الفكر والابداع كأحد روافد الثقافة ...
وقال ان ما طرحه الاديب ايمن يحتاج الى مزيد من البحث والاستقصاء لتأكيد حيثيات الصراع ومالاته مع تأكيده على جهوده الطيبة التي بذلت في اعداد هذه الورقة ضمن مرجعية علمية متينة
وعلق ا. احمد الحليسي قائلا ان  الثقافة الوطنية هي الحضن الذي يعيش فيه المجتمع بكل مكوناته، وينعكس ذلك على تاريخه واقتصاده وسياسته ولغته، بل تشمل كل مناحي الحياة، وثقافتنا لا تنفصل كثيرا عن الإقليم الذي نعيش فيه، وللثقافة الوطنية ارتباطات قومية وعالمية                                                                                                                                                          واضاف الكاتب البداينة ان الوطن لكي لا يكون  ضحية الصراع الفكري بين طرفي الجيل، فعليهما، ألّا يتخندقا خلف الفكرة، وأن يتسع القلب والعقل، لشروط البدء بالإندماج، كي تبقى ثقافتنا وعاء حضارتنا، جديدها وقديمها..
وعرجت د. حنان خريسات على ورقة الشاعر  أيمن الرواشدة وقالت نعم حسبما ذكر فالثقافة محصلة لمجموعة من الروافد ...   ومن المهم ان نعرف ان لكل مجتمع محلي او وطني له ثقافته المتميزة والخاصة والتي تنسجم وتؤثر وتتأثر بثقافات المجتمعات الاخرى في اطار من الوطنية الشاملة
 لذا فإن ثقافتنا الوطنية هي محصلة عدد غير محدود من الثقافات، - اضافت الخريسات- وقالت، أي انها تجمع بين الوحدة والتنوع وهنا يكم ثراؤها وقدرتها على النمو واحداث التغيير ، كما أن الثقافة الشعبية والوانها المختلفة جزء مهم هذه الثقافة وبغيرها لا يمكن ان تزدهر ثقافتنا الوطنية وفي كل القطر العربي الكبير ..
وترى ان من الجميل ايضا أن يساهم الاعلام في دعم هذه الملتقيات فهو يحمل رسالة للمجتمع ويؤثر في تشكيل ثقافته ويقع على عاتقه مجهودا كبيرا اذ يعكس انماطا مختلفة من التفكير والقيم والسلوك والوان التذوق الأدبي في المحافظة ودوره على درجة من الخطورة في ظل انهيار منظومة القيم الاخلاقية التي حتما ستؤثر على الثقافة الوطنية .وثمن رئيس تجمع النقابات المهنية. نقيب المهندسين الزراعببن، المهندس علي المصري، ما جاء في الورقة وقال انها  ركزت على عدة تعاريف للثقافة والثقافة الوطنية من وجه نظر عدة كتاب ونتفق مع الكاتب بأن الثقافة الوطنية نتاج فكر الأمة
أما الثقافة بين الماضي والحاضر واسترشاده بالدكتورة فاطمة ابو محفوظ فإن الصراع بين الاجيال - والكلام للمهندس المصري - موجود في كل المجتمعات بل أن هنالك صراعات بين الجيل الواحد جيل الشباب الذي يرى أهمية المحافظة على الثقافة الوطنية والقومية الموروثة والمنقولة من الآباء والاجداد باعتبارها موروث عريق ورصين يحمل الماضي المجيد والمشرق وبين جيل يرى أن الحداثة ومواكبة العولمة أمر لا مفر منه وان التغني بأمجاد الماضي لا يتناسب وطموحاتهم مجاراة العالم الذي أصبح قرية صغيرة وصغيرة جداً.
واشار الى  أن هنالك فريق من الجيل القديم يريد عنوة زرع القيم الثقافية الموروثة باعتبارها موروث أصيل يحمل معاني الانفة والعزة والسمو وهو الكنز الثمين الذي ينبغي تورثيه للأجيال في حين يرى فريق آخر بأن ما نراه اليوم لم نكن نعرفه بالأمس والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول ربوا أبنائكم لزمن ليس كزمانكم أو كما قال صلى الله عليه وسلم
وفي خضم هذا الصراع تتارجح الثقافة الوطنية بين مدافع مؤكد انبثاقها من الثقافة القومية العربية الإسلامية وبين مشكك في قدرتها مواجه ثقافات العالم التي تمتلك جميع سبل الانتشار والهيمنة وبالتالي التعايش مع الوضع العالمي الجديد.
أخيراً ومهما تزاحمت الأفكار فإن ما ذكره الكاتب الشاعر أيمن الرواشدة عن علي الشربجي أن من مظاهر عزة الأمة افتخارها بتراثها واعتزازها بمبادئها ما يجعل ماضيها حاضراً في حياتها
اما الشاعر والاديب بكر المزايده. فقال ان جهود جميلة من الاستاذ  أيمن الرواشدة ان  عرض في ورقته   تعريفات الثقافة بحد ذاتها  والثقافة العربية والوطنية  بشكل عام  واقتراح بعض المبادئ و الاساسيات التي يمكن من خلالها بناء لبنة ثقافية وطنية وعربية من خلال التمسك بالمباديء النبيلة والمنبثقة عن ديننا الحنيف.
ولكن تعريجا على ما سبق، ومن وجهة نظره قال أنه لا يمكن وضع تعريف ثابت وشامل للثقافة فقد يختلف تعريف الثقافة  وعلى مرِّ العصور والازمنة  وحسب تغيُّر أحوال الناس. ولو رجعنا إلى أقدم التعاريف للثقافة والتي عرّفها ابن خلدون لوجدنا ذلك حيث  أنه عرف الثقافة على أنها ":آداب الناس في أحوالهم في المعاش كالعمران والصنائع والفنون والدراية في مجالات الحياة اليومية في حين تتشكل آداب الناس بالتعليم والاكتساب وإعمار الفكر" .
وخلص الشاعر المزايده الى  إنّ عملية اكتساب الثقافة هي عملية مستمرة فقد يكتسب الفرد الكثير من المفاهيم الثقافية  ومن عدّة مصادر كالآباء، أو الأقارب، أو المدرسة، أو التقاليد الدينية  في التنشأة الأولى من العمر وبعد أن يتقدم في المرحلة العمرية الناضحة يكون قد اكتسب عدداً من المفاهيم من خلال التنشئة الاجتماعيّة وتفاعل الفرد مع مجتمعه وكل ذلك يعتمد على وعي الفرد في كيفية اكتساب الثقافة عن طريق ملاحظة تصرفات الآخرين و التعرّف على ثقافات أخرى واكتسابها.  
وكتب مدير التربية السابق في بصيرا صالح الحجاج، مثمنا ما جاء في الورقة  النقاشية والتي يطل من خلالها الكاتب باستعراض اهم المفردات الوطنية الموثقة واتفق معك حول الخلاصة في تعريف الثقافة.   وقال،                                                                     الثقافة لا بد أن تكون نابعة من افكار مجموعة لتكوين رأي عام حولها وتتفق الاراء حول المعتقدات والقيم .

                               الثقافة الوطنية نتاج موقف أو مجموعة من المواقف يشعر فيها الأفراد قد يكون لمواجهة خطر اصاب الامة أو اصاب بقعة جغرافية بحد ذاتها.   

                                          اما المزاوجة فمن الماضي نتعلم الحاضر ونخطط للمستقبل وغالبا ما تكون العوده إلى الدين كما حصل في الازمة الأخيرة (جانحة كورونا) حيث تم العوده إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة وأقوال بعض السلف الصالح وتذكر أحداث كما حصل في طاعون (عمواس) وان الظروف هي التي تملي علينا بالعودة إلى الماضي واقتباس ما هو جميل.
                                              قد لا اتفق معك في كلمة القيم السالفة لان القيم هي دائما سامية،  ولكن ما ذكرته عبارة عن عادت بالية عفى عليها الزمن. أمثلة ذلك (حط راسك بين الروس، وقول ياقطاع الروس) وقول (الموت مع الجماعة رحمة) "عادات وليست قيم" .
الجيل الجديد ضرب عرض الحائط كل هو في نظر الجيل السابق أو الحالي مميز ويجب الإلتزام به وعلى رأي الجيل الحالي يجب عدم التمسك بالقيم والعادات الموجودة ويجب التحرر والتخلص منها. 
                                 الوطن ثابت وليس ضحية كلما واجهنا مشكلة نلتف حول الوطن ويزداد الانتماء  والتمسك به والهتاف له.  
                                                              واتفق معك في العبارة الأخيرة والتي تدعو فيها إلى العودة المبادئ و القيم النبيلة