من الطبيعة إلى الأسواق العالمية: تعظيم الفائدة من النباتات الطبية والعطرية الأردنية
راصد الإخباري -
م.ز فداء الروابدة
يتميز الأردن بالتنوع النباتي الواسع خاصة النباتات الطبية والعطرية والتي تُعدّ من الموارد الطبيعية المهمة، حيث يساعد تنوّع التضاريس والمناخ في توفر بيئة مناسبة لنمو أنواع عديدة منها سواء كانت برية أو مزروعة. ويشير الوضع الراهن للنباتات الطبية والعطرية في الأردن لوجود تقريباً حوالي 2500 نوع نباتي، منها أكثر من 485 نوعاً طبياً وعطرياً وتقع نسبة كبيرة من هذه الأنواع في المناطق الجبلية، والبادية الشمالية والجنوبية، والسهول الشرقية.
من اهم أوليات العمل في هذا المجال هو فتح آفاق الأسواق العالمية أمامها واستخدامها محوراً مهماً للتنمية الاقتصادية والبيئية والإجتماعية في الأردن، خاصة في ظل التنوع البيئي والمناخي الذي يتمتع به كون لها أهمية كبيرة في الإستخدامات سواء طبية حيث تدخل في تركيب الأدوية والعلاجات الشعبية، أو استخدامات تجميلية فيستخرج منها الزيوت العطرية التي تدخل في هذة الصناعة، أو اقتصادية فهي تُشكّل مصدر دخل من خلال الزراعة أو التصدير أو الصناعات القائمة عليها بالإضافة الى أهميتها البيئية فهي تسهم في الحفاظ على التنوّع الحيوي، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة وتزرع على مدار العام في كافة مناطق المملكة اذا ما توفرت الظروف المناسبة للصنف كما تعتبر مصدر دخل لكثير من العلائلات وتوفر فرص عمل ضمن الإمكانات المتاحة.
ومن أبرز النباتات الطبية والعطرية في الأردن على سبيل المثال لا الحصر نبات الزعتــر، النعنع، الميرمية، القيصوم البابونج الحنظل،الجعدة،الحلبة، الخزامى،يانسون ،شومر ،الشيح ،الحرمل وغيرها الكثير الكثير والتي فوائدها الاقتصادية لا تحصى فتستخدم على المستوى المحلي في الطب الشعبي، والعلاج الطبيعي البسيط، وتحضير الأعشاب الطبية والشاي وزاد الطلب عليها في الفترة الأخيرة من قبل مراكز الطب البديل وشركات الأغذية الصحية. وتصديرياً يبلغ حجم سوق النباتات الطبية والعطرية عالمياً أكثر من 120 مليار دولار سنوياً (تقديرات 2024) ورغم توفر الإمكانات ،يشارك الأردن بشكل محدود في هذا السوق (< 0.5%) ومن ابرز الاسواق المستهدفة له أسواق الخليج وأوروبا والولايات المتحدة الامريكية.
ومثل أي زراعة على مستوى الدول العربية والعالمية لا تخلو هذة الزراعة من معوقات أو تحديات حالية من أهمها الزراعة العشوائية والرعي والجمع الجائر مما يهدد التنوع البيولوجي وتدهور الغطاء النباتي، ضعف المعرفة الفنية لدى المزارعين حول طرق الزراعة والحصاد والتجفيف الحديثة،وقلة الإستثمار في الصناعات التحويلية (مثل الزيوت، المستخلصات، والكبسولات) وأهمها ضعف العلامة التجارية الوطنية في هذا المجال.
ولتعظيم الفائدة من النباتات الطبية والعطرية يجب العمل على الإستثمار في الزراعة المنظمة بتسهيل إجراءات الإستثمار في الصناعات التحويلية الخاصة بهذة المنتجات بدعم إنشاء مصانع لإستخلاص زيوت أساسية تدخل في الصناعات المختلفة ، ودعم إنشاء وحدات لتجفيف وتعبئة الأعشاب حسب المعايير الدولية بأن يكون المنتج عضوي أو حاصل على شهادة الجودة الأردنية مع توفير مختبرات معتمدة دولياً لفحص الجودة والفعالية مع محاولة توحيد العلامة التجارية وفتح آفاق ودعم المشاركة في المعارض الدولة.
والأهم مما ذكر سابقا للتوسع في هذة الزراعة الهامة ، العمل على تخصيص أراضٍ في مناطق المملكة المختلفة المناسبة لزراعة النباتات الطبية والعطرية في بيئتها الطبيعية،كما يجب العمل على توفير شتلات محسنة للمزارعين مدعماً بالتدريب الفني والإرشاد الزراعي والدعم المالي إن توفر ذلك. ولا يجب إغفال دور البحث والتطوير في الجامعات والمراكز البحثية لدراسة التراكيب العلمية للنباتات واستخداماتها خاصة الطبية.
في الخلاصة:
بخطوة ايجابية تم الموافقة على الأسباب الموجبة لمشروع نظام معدل لنظام النباتات الطبية لسنة 2025 في قرارات مجلس الوزراء في شهر آب 2025 حيث تُشكّل النباتات الطبية والعطرية ثروة طبيعية واقتصادية هامة في الأردن، يمكن تعظيم الإستفادة منها بتكامل الجهود العلمية والفنية والإقتصادية لتصبح رافعة تنموية تساهم في الإقتصاد الوطني، وتحمي البيئة، وتُعزز الهوية الصحية والثقافية للأردن.
# دعم المزارع الأردني واجب وطني يفوق كل الواجبات لأنه الذراع الرئيسي للأمن الغذائي#







