عمان – عقد منتدى الفكر العربي بالتعاون مع مركز "مجتمع" للدراسات الثقافية والتاريخية المؤتمر الفكري السنوي الأول تحت عنوان "نقد السرديات في التأليف التاريخي العربي" خلال الفترة من 15 إلى 17 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بمشاركة نخبة من المفكرين والمؤرخين والباحثين العرب.
ناقش المؤتمر السرديات التاريخية العربية، موضحاً نقاط القوة والضعف فيها، وطرح وجهات نظر جديدة تهدف إلى إعادة قراءة التراث العربي والإسلامي. وأكد المشاركون أهمية نقد السرديات للكشف عن التحيزات والتفسيرات الخاطئة التي شابت العديد من الروايات التاريخية، وتقديم منظور أكثر دقة وشمولية.
د.عدنان بدران، المستشار الأعلى لجامعة البترا، أشار خلال الجلسة الأولى إلى ضرورة الإلمام بالتاريخ والجغرافيا العربية لفهم الحقائق المغيبة. بينما أكد د.الصادق الفقيه، الأمين العام للمنتدى، أهمية السرديات في تشكيل الذاكرة الجماعية، داعياً إلى دراسة النماذج التاريخية من منظور نقدي.
د.باسم الجمل، المدير التنفيذي لمركز مجتمع، تناول أهمية إعادة قراءة النصوص التاريخية بعيداً عن التأثيرات اللاهوتية للاستشراق الأوروبي، فيما أوضح د.نبيل عبد الفتاح من مركز الأهرام، مخاطر "فوضى السرديات" وأهمية النقد العقلاني.
كما قدم د.عبد الإله بلقزيز، أستاذ الفلسفة، مقاربة تحليلية لتفكيك السرديات، مشيراً إلى أنها تحمل رسائل مقصودة تسعى للتأثير في المتلقي. من جانبه، تناول د.يوسف أبو عواد تأثير الخيال في تشكيل السرديات وأهدافها في استمالة الجمهور.
د.عبد المجيد الشرفي، المتخصص في الفكر الإسلامي، أكد أهمية المزج بين المكتشفات الأثرية والنصوص المكتوبة لفهم أعمق للتاريخ. بينما ركز د.عبد الإله ملحم على تفكيك السرديات التوراتية، مشيراً إلى أهمية تحرير التاريخ العربي من الروايات الإسرائيلية.
اختتم المؤتمر بتوصيات تدعو إلى منهجية نقدية شاملة تعيد تقييم السرديات التاريخية، وتؤسس لرؤية أكثر موضوعية تستجيب لتحديات العصر، مع التأكيد على أهمية البحث الأكاديمي في إعادة كتابة التاريخ العربي بروح جديدة.