آخر الأخبار
راصد الإخباري :
عمّان، 4 كانون الأول – عقد منتدى الفكر العربي بالتعاون مع المعهد العربي لدراسات الأمن ندوة موسعة حول "الأمن القومي العربي-الإقليمي: الأمن البحري نموذجًا"، حيث ناقش أكاديميون وخبراء عسكريون ومحللون سياسيون التحديات الأمنية الراهنة في الشرق الأوسط، مع التركيز على الأبعاد البحرية.
مداخلات ومحاور الجلسة الأولى
افتتح الدكتور الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، الجلسة الأولى مشيرًا إلى أن الأمن القومي العربي يواجه تحديات كبيرة نتيجة تشابك الأزمات الإقليمية مع الديناميكيات الدولية المتغيرة. وأكد على أهمية إعادة النظر في العلاقات العربية لتطوير سياسات تعزز المصالح المشتركة في مواجهة التحديات الراهنة.
من جانبه، تحدث اللواء الركن المتقاعد محمد فرغل عن الأوضاع الجيوسياسية وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي، مشددًا على أن المشروع الصهيوني يشكل تهديدًا خطيرًا لأمن المنطقة. كما دعا إلى تطوير مشروع عربي نهضوي يعتمد على العقول والخبرات العربية لتحقيق التنمية المستدامة وتجاوز حالة التمزق التي تعاني منها المنطقة.
وسلط الدكتور عصام ملكاوي الضوء على أهمية بناء نظام أمني إقليمي متماسك يرتكز على إدراك التهديدات الداخلية والخارجية، وتطوير استراتيجيات قادرة على مواجهتها. وأوضح أن غياب نظام أمني عربي موحد يزيد من هشاشة الأمن القومي.
وفي سياق متصل، تناول الدكتور محمد المصالحة التداخل الكبير بين البيئات العربية والإقليمية والدولية، مؤكدًا أن التغيرات الخارجية تؤثر بشكل مباشر على استقرار المنطقة. كما شدد على ضرورة الالتزام بالقوانين الدولية والعمل على تعزيز دور المنظمات الإقليمية لتحقيق الاستقرار والسلم.
مداخلات ومحاور الجلسة الثانية
أدار الجلسة الثانية المهندس سعيد المصري، الذي أشار إلى أن انحدار الهيمنة الغربية أدى إلى فراغ سياسي عالمي، ما ساهم في تصاعد الفوضى والصراعات الإقليمية. وأكد أن المنطقة بحاجة إلى استراتيجيات أمنية فعّالة تواكب التغيرات الجيوسياسية.
بدوره، تناول الدكتور أيمن خليل الجهود المبذولة لتعزيز الأمن البحري في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى دور المعهد العربي لدراسات الأمن في تأسيس مجموعة الأمن البحري. وأوضح أن الأمن البحري يعد عنصرًا أساسيًا لبناء نظام أمني إقليمي متكامل، مع التأكيد على أن غياب التكامل العربي يُعيق تحقيق هذا الهدف.
وسلط العميد الركن البحري المتقاعد فاضل كاسب الضوء على الأهمية الاستراتيجية للمنطقة البحرية في الشرق الأوسط من النواحي الجغرافية والاقتصادية والعسكرية. وأشار إلى ضرورة تطوير استراتيجية بحرية شاملة للتعامل مع التهديدات الناشئة والاستفادة من الفرص المتاحة من خلال تعزيز التعاون الإقليمي.
أما العقيد الركن أيمن سالم نعيمات، فتناول الدور الحيوي لميناء العقبة والقوة البحرية والزوارق الملكية في حماية الأمن البحري الأردني. واستعرض خطط تحديث الإمكانيات البحرية الأردنية، بما في ذلك المشاركة في قوات التحالف البحري، للتصدي للتحديات المتزايدة.
خاتمة وتوصيات
اختتمت الندوة بنقاش موسع بين الحضور والمتحدثين، تناول القضايا المطروحة وسبل معالجتها. وشدد المشاركون على ضرورة تعزيز التعاون العربي لتطوير سياسات واستراتيجيات أمنية فعّالة تُعزز من استقرار المنطقة وتواجه التهديدات المتزايدة.
الندوة جاءت لتؤكد أن الأمن البحري ليس مجرد نموذج فرعي، بل هو محور رئيسي في أي استراتيجية تسعى لحماية الأمن القومي العربي والإقليمي في ظل التحولات الدولية المتسارعة.
