في خطوة تهدف إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل داخل المجتمع، نظم النادي الأرثوذكسي مساء الثلاثاء ندوة بعنوان "السردية لمواجهة خطاب الكراهية"، بمشاركة مجموعة من الصحفيين والمختصين في الشأن العام. جاءت هذه الندوة كجزء من جهود النادي لتسليط الضوء على المخاطر الناجمة عن خطاب الكراهية وآثاره السلبية، والدعوة إلى تفعيل القوانين التي تحظر التحريض على الكراهية والعنف.
أهداف الندوة ومضامينها
ركزت الندوة على عدة محاور أبرزها:
تعزيز قيم الوئام المجتمعي: أكدت الندوة على أهمية ترسيخ ثقافة الحوار والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع.
التوعية بخطورة خطاب الكراهية: تم تسليط الضوء على الآثار السلبية لانتشار هذا الخطاب، لا سيما على النسيج الاجتماعي.
الدعوة لتطبيق القوانين: شدد المشاركون على ضرورة إنفاذ التشريعات التي تجرم التحريض على الكراهية والعنف، وخاصة في الفضاء الإلكتروني.
مداخلات المشاركين
أدارت الندوة الصحفية رلى السماعين، رئيسة لجنة النشرة في النادي، والتي افتتحت الجلسة بكلمة أكدت فيها على أهمية توضيح المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بخطاب الكراهية، مشيرة إلى أن الفارق بين حرية التعبير والإساءة قد يكون مثار جدل في كثير من الأحيان، خصوصًا على منصات التواصل الاجتماعي. وأوضحت السماعين أن هذه المنصات أصبحت بيئة خصبة لانتشار خطاب الكراهية، حيث يساهم كثيرون، عن غير قصد، في تعزيز التحزب والعنصرية.
الجانب السياسي
تحدث الصحفي والنائب السابق حمادة الفراعنة عن البعد السياسي لخطاب الكراهية، مشيرًا إلى دور الصراعات الإقليمية، خاصة الصراع العربي الإسرائيلي، في تأجيج هذا النوع من الخطاب. وأوضح كيف أن شعارات مثل "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" استُخدمت لتبرير تهميش الحقوق الأساسية للمواطنين في الدول المجاورة لفلسطين، مثل الأردن ولبنان وسوريا ومصر.
الجانب الاجتماعي
من جهته، تناول الصحفي محمد الملكاوي، رئيس وحدة ثقافة السلام في الشرق الأوسط، البعد الاجتماعي لخطاب الكراهية، مركّزًا على الدور السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي في نشر هذا الخطاب. وأشار إلى غياب الرقابة الفعالة على المحتوى الرقمي، مما يسهم في انتشار الرسائل التي تحرض على الكراهية. وأكد الملكاوي على أهمية إيجاد آليات قانونية ورقابية للحد من هذه الظاهرة، مع مراعاة حماية حرية التعبير.
الجانب الإعلامي
أما الصحفي والنائب السابق نبيل غيشان، فقد ركز في مداخلته على البعد الإعلامي لخطاب الكراهية، مشددًا على دور وسائل الإعلام في التصدي لهذا الخطاب وتعزيز قيم الحوار. وأكد على أن تطبيق قانون الجرائم الإلكترونية يعد أداة فعالة لتنظيم المحتوى الرقمي وحماية المجتمع من الانقسامات.
حضور مميز وتفاعل إيجابي
شهدت الندوة حضورًا مميزًا من شخصيات بارزة، من بينهم رئيس النادي الأرثوذكسي ميشيل الصايغ، وأمين سر النادي الدكتور رجائي نفاع، إلى جانب عدد من أعضاء الهيئة الإدارية وأعضاء النادي. كما حضر الندوة نخبة من الصحفيين والمهتمين بالشأن العام، ما أضفى أجواءً من الحوار البناء والتفاعل الإيجابي.
في ختام الندوة، شكرت ديانا صابات، عضوة لجنة النشرة في النادي، جميع المشاركين والحضور، مشددة على أهمية استمرار هذه الحوارات في مواجهة خطاب الكراهية وتعزيز السلم المجتمعي.