اذ ازدانت اركان المنصة بالمقالات وفيها كتب الوزير الاردني د.صلاح جرار مقالات، اخترنا منها اللغة في المواجهة، ولشاعرة البادية نجاح الهواوشة مقطوعة شعرية عابقة بالعطور، ومقال لابنة البتراء الاديبة اسماء الطويسي، وٱخر للاديبة حنان نمر
اما بنت البادية، الشاعرة نجاح الهواوشة فكتبت قصيدة، تعاتب فيها طيب الملامح والاوصاف وتقول
، يازين رد السلامِ
عا قلبٍ عيا ينامِ
والفكر يمطر غمامِ
والمشاعر مرتويه.
بديت بنظم القصايد
ورديت بطبع العوايد
جميله مابه زوايد
يامرحب بالغشمريه.
يا مزونك غيث العوافي
زينت السهره بقوافي
والخافق صابه ارجافي
ياهيلي ردوا عليا.
ياليل جيب الفرايد
مرحب يالشاعر القايد
يازوله طوق السعايد
والمعاني مكتفيه.
ياحروفك نغم العتابه
غنيت الشعر بربابه
نجمن وشهبه لهابه
ياشوقي غني دحيه.
كمل بالبدع امراري
اعزف لك موالٍ جاري
من فكرك يهطل امطاري
ياليلي زانت سهريه.
السهره سهرة شعاري
لاغنوا طاروق بناري
معزوف وحرفه اعياري
مرحب ياذوق ابدويه
كما كتبت الاديبة اسماء الطويسي، ملخصا لكتاب، فيه اروع الحكم، وقالت
الفت ممرضة استرالية كتاب بعنوان (أكثر خمسة أشياء نندم عليها عندما نكبر) و كان ملخص مضمون الكتاب :
أنه تم سؤال العديد من كبار السن قبل وفاتهم عن أبرز الأشياء التى ندموا على فعلها أو عدم فعلها لو عادوا إلى سن الشباب و كان من الملاحظ وجود خمس رغبات اشترك فى ذكرها معظم
كبار السن و هى :
أولًا :
تمنيت لو كانت لدىّ الشجاعة لأعيش لنفسى ولا أعيش الحياة التى يتوقعها أو يريدها منى الآخرون .
فقد عبّر معظمهم عن ندمه على إرضاء الغير (كرؤسائهم فى العمل) أو الظهور بمظهر يُرضى المجتمع أو من يعيشون حولهم .
ثانياً :
تمنيت لو أننى خصصت وقتًا أطول لعائلتى و أصدقائى بدلًا من إضاعة العمر كله فى روتين العمل المجهد .
ثالثاً :
تمنيت لو كانت لدىّ الشجاعة لأعبّر عن مشاعرى بصراحة و وضوح .
فالكثيرون كتموا مشاعرهم لأسباب مثل تجنّب مصادمة الآخرين أو التضحية لأجل أناس لا يستحقون .
رابعاً :
تمنيت لو بقيت على اتصال مع أصدقائى القدامى أو تجديد صداقتى معهم .
فالأصدقاء القدامى يختلفون عن بقية الأصدقاء كوننا نشعر معهم بالسعادة و نسترجع معهم ذكريات الطفولة الجميلة ، لكننا للأسف نبتعد عنهم فى مرحلة العمل و بناء العائلة حتى نفقدهم نهائياً أو نسمع بوفاتهم فجأة .
و أخيراً :
تمنيت لو أننى أدركت مبكراً المعنى الحقيقى للسعادة .
فمعظمنا لا يدرك إلا متأخراً أن السعادة كانت حالة ذهنية لا ترتبط بالمال أو المنصب أو الشهرة .
إن السعادة كانت اختياراً يمكن نيله بجهد أقل و تكلفة أبسط و لكننا نبقى متمسكين بالأفكار التقليدية واهمية تحقيقها .
كثيراً ما يشكوا الأفراد خاصة كبار السن من قلة العلاقات الاجتماعية والعائلية، التي باتت مواضيع التواصل الاجتماعي السبب في قطيعتها، حيث بات الجميع يعيش في واقع افتراضي يرى أقاربه من خلال كاميرا الهاتف مستغنياً عن الزيارة التي ينتظرها الجد والدة والأبويين، كما بات الجميع حتى في الاجتماعات العائلية منشغلاً بشاشته الصغيرة عن عائلته الكبيرة، لذلك يجب نقاش هذه الموضوعات ووضع حد لهذا الاستخدام الخاطئ.
وفي اكثر من مادة عن الثقافة كتبت الاديبة النمر،
للثقافة الكثير من التعريفات العامة، ففي اللغة تعريفها هو أنها كلمة مشتقة من فعل ثلاثي هو ” ثقف " ومعناه إستواء الاعوجاج، وهى أيضاً عملية تثقيفية للعقل البشري، كما أنها اكتساب الذكاء والفطنة والمهارة بالأشياء والتثقف بمعنى الكلام، أما تعريف الثقافة إصطلاحياً فتعَرف بأنها المجموعة الكاملة من القيم والعقائد والقواعد التي يتفق على إتباعها أفراد مجتمع ما ويطبقونها.
كما أنها تعَرف بأنها معارف ومعاني يتم فهمها من خلال جماعة من الناس ويتفقون عليها من خلال نظام مشترك، ويحافظون عليها من التغيير، وهى الوسيلة التي تعمل على تجميع أفراد الشعب من خلال معتقدات سياسية
تتميز الثقافة بالكثير من المميزات والخصائص التي منها أنها مكتسب إنساني يستطيع الإنسان أن يحصل عليه من خلال بيئته الفكرية التي يتواجد بها.
يستطيع الإنسان أن يحصل على ثقافته، لأنه جزء من المجتمع، لأن الحياة الإجتماعية لا تقوم بدون أساس من العلاقات المتبادلة بين الناس.
تتكون الثقافة من مجموعات صغيرة تعمل على ترابطها وانتشارها، ومنها إستخدام تعبيرات خاصة تتميز بها جماعة ما، أيضاً اللغة المشتركة بينهم، وهذه الجماعات من الناس تعمل معاً في الحفاظ على تلك الثقافة.
تميز الثقافة بأنها سريعة الانتقال، حيث تستطيع أن تنتقل عبر الأجيال في الزمن القديم أو الحديث، وذلك من خلال الأسرة
الثقافة تعتمد على عدة مصادر مهمة لكي تتكون منها ما يلي :
اللغات : تعد مصدر أول وأساسي لمصادر الثقافات بصفة عامة.
حيث نجد أن كل شعوب العالم قد استخدمت اللغة الخاصة بها.
واعتمدت عليها بشكل مباشر لنقل الثقافة الخاصة بها إلى شعوب أخرى مختلفة.
الأفكار الإنسانية : والمقصود بها كل المعارف التي تؤدي إلى تكوين ثقافة إنسانية.
وهي التي قد ساهمت بشكل كبير في أن تتميز شعوب عن شعوب أخرى.
فكل شعب يحرص على بناء الأفكار الثقافية الخاصة به والتي تجعله مختلف عن بقية الشعوب.
وفي عنوانه، اللغة في المواجهة، كتب الوزير الاسبق د.صلاح جرار يقول
في العدوان الصهيوني الوحشي على غزّة والضفّة الغربيّة تؤدّي اللغة دوراً فاعلاً سواءً في مناصرة المعتدين أو في مجابهتهم والتصدّي لهم، وليس المقصود بانخراط اللغة في هذه المجابهة أن يتصدّى الإعلاميّون والمثقفون والسياسيّون للعدوّ بألوان من الشتم والسّباب، فهذا النوع من التصدّي مهما كان مقذعاً لا جدوى منه، وهو ممّا يصحّ فيه القول: أوسعتهم شتماً وفازوا بالإبل.
إلاّ أنّ من يتأمّل اللغة التي يستخدمها العدوّ الصهيوني في حربه على غزّة والضفّة الغربيّة والدول العربيّة والعقل العربي والروح المعنوية العربيّة، واللغة التي تستخدمها المقاومة ومؤيّدوها، يجد أنّ ثمّة صوراً متنوّعة من توظيف اللغة يلجأ إليها الطرفان في هذه المواجهة، وهي صورٌ يتوخّى كلّ طرف أن يكون لها تأثيرها البالغ في المتلقين سواءً أكانوا من المؤيّدين أم من الأعداء والخصوم.
إنّ الأثر الذي يسعى إليه الصهاينة من استخدام هذه الصور اللغوية هو الأثر النفسيّ، واللغة في هذه الحال، هي سلاحٌ فاعلٌ في الحرب النفسيّة، وتعتمد هذه الحرب آليات لغوية نفسية، منها: آلية التلاعب اللغوي أو اللعب باللغة وهي آلية مخادعة ومراوغة تنطلي على البسطاء وغير المتمكنين من اللغة وحيلها ودلالاتها القريبة والبعيدة، كما تنطلي على بعض السياسيّين الذين يحكمون على الكلام من ظاهره فقط، ومن أمثلة ذلك تصريحات المسؤولين الأميركيين التي يقولون فيها إنّ الإدارة الأميركية لا تقبل باحتلال إسرائيلي طويل الأمد لقطاع غزّة، فالذي يقرأ هذا التصريح من بسطاء الناس وضعفاء سياسيّيهم يحكم من الوهلة الأولى أن الإدارة الأميركيّة تعارض الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزّة، لكنّهم قلّما ينتبهون إلى أنّ هذا التصريح يبطن موافقة أميركية على قيام الإسرائيليين باحتلال غزّة لمدّة قصيرة، ويترك تحديد مدة الطول والقصر للجانب الإسرائيلي.
ومن أمثلة ذلك أيضاً ما يطرق مسامعنا يومياً من الدعوات التي يطلقها المسؤولون الغربيّون والصهاينة إلى عدم التصعيد في الحرب الجارية وعدم توسيع ما يسمّونه رقعة الصراع، وهي دعوات يتوهم السامع لها أنّها ذات نوايا طيبة تنشد السلام والهدوء، لكنّها في الحقيقة دعوات تبطن الرغبة في استمرار استفراد الجيش الصهيوني والدول الداعمة له بالفلسطينيين قتلاً وأسراً وتجويعاً وتعطيشاً وتهجيراً وإبادة دون تدخل أحد لوقف ذلك.
وثاني الآليات اللغويّة النفسيّة التي يستخدمها الصهاينة في حربهم النفسيّة هي استعمال مفردات استعلائية، نحو قولهم: تمّ تحييد المهاجم، وكأنّه عثرة بسيطة لا قيمة لها في طريقهم وتمت إزالتها، وقولهم: تمت إزالة التهديد، بعد قصفهم لمجموعة من الشباب، وتهديدهم بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، وتحويل بيروت إلى غزّة أخرى، أي تسوية بيوتها بالأرض، وقولهم: قضينا على المهاجم، وغير ذلك كثير مما يهدف المسؤولون الصهاينة من خلاله إلى بعث الطمأنينة في نفوس الإسرائيليين، وبعث اليأس في نفوس الفلسطينيين ومؤيديهم والتظاهر بأنهم لديهم اليد العليا على عدوّهم وأن لهم اليد الطولى التي تستطيع الوصول إلى أي شخص في أي مكان.
وهاتان الآليتان تتماشيان مع طبع الكذب الذي درج عليه الإسرائيليون والذي اكتشفه العربُ متأخّرين، ولكن ليس بعد فوات الأوان، فما زال أمام العرب فرصة لمراجعة كلّ الأكاذيب الصهيونية والغربية التي انطلت عليهم منذ بداية الاحتلال الصهيوني المدبّر عالمياً لفلسطين. وما زال الإسرائيليون طوال مدّة عدوانهم الحالي الوحشي على غزّة والضفّة الغربيّة يتدثّرون بالكذب ويتفنّنون فيه في مثل ادّعائهم أنّهم أتمّوا تفكيك كتائب المقاومة في غزّة، وأنّهم بقصفهم للمستشفيات والمدارس وأماكن النزوح يقصفون قيادات للمقاومة، وكذلك بعدم اعترافهم بخسائر جيشهم في العمليات العسكرية والتهوين منها بأساليب لغوية لا تحصى، مقابل المبالغة في خسائر أعدائهم.
أمّا المقاومة فإنها إلى جانب إدراكها لصور اللعب باللغة التي يمارسها الصهاينة والقيام بتفنيدها وبيان فسادها وكذبها، فإنّ لها تعبيراتها اللغوية ذات الوقع النفسي العميق، ومن ذلك عبارة: فأرديناهم قتلى، وعبارة: ندكّ مستوطنات العدوّ، وعبارة: دحر الاحتلال وهي عبارات لها وظائف نفسيّة مؤثّرة منها القدرة على التعبير عن التشفّي بالعدوّ، فعبارة أرديناهم تعني أوردناهم الردى أي الهلاك، وهي ذات معنى أبلغ من قتلناهم أو أوقعناهم قتلى، وكذلك الفعل (ندكّ) أشدّ وقعاً من الفعل نقصف، ومن وظائف هذه الاستخدامات التعبير عن القوّة والتمكّن من التحكم بسلاح المواجهة، وفي ذلك إهانة وإذلال للعدوّ وتهوين من شأنه، وتعبير عن الثقة بالنفس.
ولأنّ الاحتلال الصهيوني لا يمتلك سلاح (الحقّ) باحتلال الأراضي والسيطرة عليها، فإنّه يقوم بنشر الأكاذيب واستخدام أسلحة التهويل والمبالغة والتلاعب باللغة، لتعويض ما ينقصه من حقٍ في احتلال أرض غيره، بينما تتميّز اللغة التي تستخدمها المقاومة بالصدق والاعتدال وقوة التأثير، لكون أصحابها أهل حقٍّ أوّلاً، ولكونهم ثانياً متمكنين من اللغة العربيّة الأمّ ودلالات مفرداتها ودقة استخداماتها ومفاتيح تفعيل أثرها ووقعها في المتلقّين.