آخر الأخبار

كتاب جديد ل عبدالرزاق

راصد الإخباري :  



أصدرت د. نبيهة عبد الرازق كتابها الجديد بعنوان "الاستيطان الإسرائيلي- تقويض لحقّ تقرير المصير للشعب الفلسطيني - ١٩٦٧-٢٠٢٠" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمّان، بطبعته الأولى عام 2021. يتناول الكتاب قضية الاستيطان الإسرائيلي وتأثيره المدمر على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

في أربعة فصول، يستعرض الكتاب أبعاد الاستيطان الإسرائيلي منذ عام 1967 حتى عام 2020، ويحلل تأثيراته العميقة من منظور استعماري إحلالي. يبدأ الفصل الأول بالإطار المفاهيمي النظري، حيث تناقش د. نبيهة عبد الرازق الأسس الاستعمارية الغربية التي بدأت مع رحلات كولومبوس الاستكشافية ومرورًا بالنهضة والثورة الصناعية، وصولًا إلى عصر الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية. توضح عبد الرازق أن الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي كان استعمارًا إحلاليًا مباشرًا يهدف إلى استغلال الأرض دون ساكنها، من أجل إحلال المهاجر اليهودي محل الفلسطيني صاحب الحق الشرعي للأرض.

الفصل الثاني، بعنوان "دوافع الاستيطان الإسرائيلي والمراحل الاستيطانية في فلسطين"، يسلط الضوء على أهمية الاستيطان الإسرائيلي للحركة الصهيونية في قيام الدولة اليهودية. توضح عبد الرازق أن الصهيونية اعتمدت على السياسية الميكافيلية التي تقول بأن الغاية تبرر الوسيلة، حيث أعطت أولوية قصوى لتحقيق الهدف السياسي المتمثل بإقامة دولة "إسرائيل" وتوسيع حدودها الاستعمارية باستخدام كافة المبررات والادعاءات التاريخية والدينية المبنية على أبعاد سياسية استعمارية إحلالية توسعية.

في الفصل الثالث، تناقش عبد الرازق قوانين الأمن التي سنتها إسرائيل بعد قيامها والتي استمدتها بشكل مباشر من قوانين حكومة الانتداب البريطاني، والتي كانت تهدف إلى التمهيد لطرد الفلسطينيين من أرضهم. جاء عنوان هذا الفصل "الاستيطان الإسرائيلي وأثره على حقّ تقرير المصير للشعب الفلسطيني"، حيث تستعرض الكاتبة أمثلة على أشكال الظلم الموروثة في الحركة الصهيونية وسياستها تجاه الفلسطينيين، مثل قانون العودة الذي يمنح حق العودة لأي يهودي من أي مكان في العالم ويرغب في العودة إلى فلسطين، مانحًا إياه الجنسية الإسرائيلية وحقوق المواطنة الإسرائيلية بشكل فوري وتلقائي.

الفصل الرابع والأخير يسلط الضوء على الاستيطان الإسرائيلي بوصفه "الثقب الأسود الصهيوني" الذي يبتلع الأرض الفلسطينية لصالح الحركة والدولة الصهيونيتين، كما وصفه الدكتور أسعد عبد الرحمن. توضح عبد الرازق أن الهدف من هذا التفتيت الممنهج للأراضي الفلسطينية هو الحيلولة دون الحفاظ على التواصل الجغرافي الذي يمكّن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته. 

في خاتمة الكتاب، تشير عبد الرازق إلى أن الاستيطان الإسرائيلي ليس مجرد تعدٍ على الأرض الفلسطينية، بل هو جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى تقسيم الأرض الفلسطينية وخلق بؤر استيطانية تعزل الشعب الفلسطيني في كانتونات وتمنعه من تحقيق استقلاله الجغرافي والسياسي.

كتاب "الاستيطان الإسرائيلي - تقويض لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني - ١٩٦٧-٢٠٢٠" للدكتورة نبيهة عبد الرازق، الذي جاء في 223 صفحة، يكشف بوضوح عن انزواء وإفلاس الفكرة الصهيونية وفشل السياسات الحالية للحكومة الإسرائيلية في تجسيد مبادئ المشروع الصهيوني الذي وضع قواعده تيودور هرتسل في كتابه "الدولة اليهودية"، والذي يتعارض تمامًا مع واقع الدولة الحالية.