آخر الأخبار

النكتة ليست طفيلية ، والجميد مش كركي !

راصد الإخباري :  




بقلم الدكتور سالم الفقير  

كمجتمع أردني يهمنا كثيرا الاهتمام بموروثنا الثقافي؛ لأنه يحمل بين جنباته الكثير من القيم والمفاهيم التي شكَّلت لبنة أساسية في تأسيس الدولة الأردنية، والتي ركن إليها الكثير من أبناء الدولة، وكأي دولة في العالم تكون الأضواء أكثر تركيزا على العواصم والمدن الكبيرة، وهذا شيء طبيعي ومتقبَّل لدى العديد.
ولأن الدولة الأردنية أقامت بنيانها على الإنسان، شكل الإنسان فيها بعدا ثقافيا وسياسيا واجتماعيا، فكانت الأولويات تتدرَّج شيئا فشيئا، حيث التعليم والصحة، وكان للتكنولوجيا وتطورها الدور الكبير في تغيير كثير من المنظومات الثقافية، وعندها تكفلت وزارة الثقافة الأردنية على سبيل المثال بالحفاظ على اللبنات الثقافية الوطنية كبناء لا بد من الاهتمام به والحفاظ عليه.
في الجنوب كما هو في باقي محافظات المملكة أصبح الإنسان بحاجة إلى ما ينعم به أبناء المدن الكبرى ، بل إن توجيهات القيادة الحكيمة تركت مساحة كبيرة للشباب أن يكونوا شيئا في وطن يمَثِّل لهم الحضن الدافئ؛ فكانت الجامعات العتبة التي ولج من خلالها أبناء الجنوب إلى مواكبة أقرانهم، والانفتاح على العالم بصورة كبيرة، وقيود قليلة، محافظين على كثير من ثقافة الآباء والأجداد، حتى وإن لسعتهم تعاليم الحضارة. 
في الطفيلة والكرك كحالة على ما نمر به التصقت في الآونة الأخيرة، النكتة الطفيلية، والجميد الكركي! التصقت كعلامة فارقة، ندركها نحن، ويدركها من كان له بنا موطئ صداقة أو نسب، وتلك جزئية لا تتجزأ من تاريخ الإنسان والمكان، ونحن إذ نقف اليوم على أعتاب المئوية الثانية لتأسيس الدولة الأردنية يُحمِّلنا التاريخ وِزْر الذين سطروا أمجاده، وخضبوا بدمائهم ثرى الوطن، وفي موروث البُدَاة "البِل تلوم الحاضر"!! فعلى الحاضر أن يعيد قراءة التاريخ من جديد، وعلى الحاضر أن يُمهِّد لهذا الجيل طريقا يكون فيه شيئا في الحياة؛ لأجل الوطن. 
نعم، النكتة طفيلية ؛ لأنها الوسيط بين الذات وما يختلج في الصدر!! والجميد كركي ؛ لأن هذا الذي أردتم ! أما نحن فلتتركوا لنا مساحة من العطاء، فلدينا الكثير، وما في جُعْبتنا ليس دونه خرط القَتَاد! فالأوطان ليست دُعابة، أو أمعاء خاوية.

 

#الصورة_لإطويل_إشهاق