آخر الأخبار

منصة السلع توثق لكتابات الرواسدة والجمجومي والحطاب والمحرابي

راصد الإخباري :  


الاردن - راصد
كتب عبدالله الحميدي


كتبت الشاعرة اليمنية عائشة المحرابي بين اوراق منصة السلع، قصيدة عن الحب، وكتبت امينة الجمجومي، بعضا من سير الحب القديمة لجميل بثينة،

فيما كتبت الاديبة والمؤرخة صفاء الحطاب عن العاصمة عمان، وجاءت كتابة الروائي العربي رمضان الرواشدة، مقالا عن غزة وشجونها، يؤكد ان العزة والنصر هما لله ولرسوله وللمؤمنين، في غزة المحاصرة من العرب واليهود، 

 "طائر الفينيق"… الفلسطيني، مقال للروائي العربي رمضان الرواشدة، كتب فيه 

بعد أكثر من (٣٠) ألف شهيد، و (٧٠) ألف جريح ومفقود، ودمار هائل طال مئات آلاف المنازل في غزّة، لم نلمس أيّ هزّة أو ملامح لهزيمة الشعب الفلسطينيّ المقاوم والمصمّم على الوصول إلى حقوقه الوطنيّة المشروعة، وبناء استقلاله الوطنيّ، وحقّه في تقرير مصيره، على أرضه وأرض أجداده.
لم تستطع الآلة العسكريّة الصهيونيّة، بقوّتها، وجبروتها، وتحالفاتها الدوليّة، ووقوف الإعلام الغربيّ مع رواياتها المفبركة وأكاذيبها، من النيل من عزيمة شعب قاسى، منذ أكثر من مئة عام، من العدوان على حقوقه، وقتل أبناء شعبه وتهجير الملايين منهم.
راهن الكثيرون أنّ العدوان الصهيونيّ، بعد عمليّة المقاومة الفلسطينيّة في السابع من أكتوبر، سيخلق نكبة جديدة شبيهة بتلك الّتي حدثت العام ١٩٤٨، وأنّ غالبيّة الشعب الفلسطينيّ، في غزة، ستهجر أرضها، ولن تصمد، ولكنّ ما جرى ويجري منذ ذلك التاريخ أثبت للعالم أجمع، وأوّلهم العرب، أن الفلسطينيّين متشبّثون بحقّهم بالبقاء على أرض الآباء والأجداد، أرض الدولة القادمة.
فشلت الآلة العسكريّة الصهيونيّة في دفع الملايين للهجرة من أرضهم ؛ فالفكرة الّتي قامت عليها "إسرائيل"، والمخطّط الّذي سعت وتسعى كلّ الحكومات اليمينيّة واليساريّة الصهيونيّة، على حدّ سواء، لتطبيقه، هو تهجير الفلسطينيّين لخلق ما يسمّى "يهوديّة الدولة"، وهو المخطّط القديم الحديث، والّذي انتعش منذ إعلان الرئيس الأمريكيّ السابق دونالد ترامب عن " صفقة القرن"، والّتي تمّ البناء عليها بقانون " يهوديّة الدولة" الّتي اتّفقت عليه الأطراف كلّها في دولة الكيان الصهيونيّة المحتلّ.
إنّ الفلسطينيّين يكتبون، بصمودهم، ومقاومتهم، وسعيهم لإفشال المخطّط الصهيونيّ وتعاطف العالم معهم "سفر تكوين" جديد، سيخرجون منه أقوى وأقوى بكثير ممّا يعتقد المرتجفون، أو من في قلوبهم مرض.
ومثل أسطورة "طائر الفينيق"، الّذي نهض من الرماد، فإنّ الشعب الفلسطينيّ سينهض من جديد ليعيد تكوين قواه الشعبية والوطنية ومواصلة نضاله حتّى الوصول إلى حقّه في تقرير مصيره على أرض دولته الفلسطينيّة المحتلّة من قبل الصهاينة.

وفي قصة من أشهر عشرة قصص للحب عند العرب، نقلت الاديبة المغربية امينة الجمجومي، ما روي عن جميل وبثينة الاتي

حدثت قصة حبّ  "جميل وبثينة" في العهد الأموي ، حيث يُحكى أن جميل رأى بثينة وهو يرعى إبل أهله ، وجاءت بثينة بإبل لها لترد بها الماء ، فنفرت إبل جميل ، فسبها ، ولم تسكت بثينة وإنما ردت عليه وسبته هي أيضاً !! ، وبدلاً من أن يغضب أعجب بها !! ، واستملح سبابها فأحبها وأحبته ، وكانت هذه قصة لقائهما أول مرة ، ويقول جميل في ذلك الموقف :

وأول ما قاد المودة بيننا ..
بوادي بغيض يا بثين سباب ..

فقلنا لها قولاً فجاءت بمثله ..
لكل كلام يا بثين جواب ..

ويحكى أن جميل كان حلو القسمات ، حسن الخلقة ، طويل القامة ، كريم النفس ، باسلاً وشاعراً من عشاق العرب ، افتتن "ببثينة" وهي من فتيات قومه ، حتى أصبح يُلقب بـ "جميل بثينة" وخطبها ، ولكن أهلها منعوه عنها ، وزوجوها من فتى آخر ، فأنطلق ينظم الشعر فيها ، ومن شعره عنها : ،

أُصلي فأبكي في الصَّلاةِ لذكرها ..
ليَ الوَيْلُ مما يكتُب الملِكانِ ..

ضَمنت لها ألَّا أهيمُ بغيْرها ..
وثِقت مِني بغيرِ ضِمانِ ..

وأخذا يلتقيا سراً حتى بعد زواجها ، فجمع له قومها جمعاً ليأخذوه إذا أتاها خفية ، فحذَّرته بثينة فاستخفى ، وقال :

فلو أن الغادون بثينة كلهم ..
غياري وكل حارب مزمع قتلي ..

لحاولتها إما نهاراً مجاهراً ..
وإما سرى ليلٍ ولو قطعت رجلي ..

وأخذ جميل يهجو قوم بثينة في شعره ، فاشتكوا عليه "مروان بن الحكم" وهو يومئذ "عامل المدينة" ، فنذر ليقطعن لسانه ، فخرج جميل من البلاد هائماً ، ثم نزل إلى مصر وافداً على "عبد العزيز بن مروان" والذي أكرمه وأمر له بمنزل ، ويحكي لنا "سهل بن سعد الساعدي" عن جميل قبل وفاته قائلاً : "دخلنا على جميل أنا ورجل من أصحابي ، وما يخيل لي إلا أن الموت يشتد عليه ، فقال لي جميل : "يا بن سعد ، ما تقول في رجل لم يزنِ قط ، ولم يشرب الخمر قط ، ولم يقتل نفساً حراماً قط ، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ؟؟
فقلت : أظنه والله قد نجا ، ولكن من هذا الرجل ؟
قال جميل : "أنا هو"
قلت : "والله ما سلمت يا جميل وأنت منذ عشرين سنة تتغزل ببثينة !!"
فقال لي : "إني في آخر يوم من أيام الدنيا ، وأول يوم من أيام الآخرة ، فلا نالتني شفاعة محمد "صلى الله عليه وسلم" يوم القيامة إن كنت "وضعت يدي عليها لريبة" قط" -أي أنه لم يمسها ولم يضع يده عليها طوال تلك السنين- !!! ، فما قمنا حتى مات ، وجاءت وفاة جميل -رحمه الله- عام ٨٢ هـ - ٧٠١ م.

ومما قاله في حبه لبثينة :

يَموتُ الهَوى مِنّي إِذا ما لقيتُها ..
وَيَحيا إِذا فارَقتُها فيعودُ ..

يَقولونَ جاهِد يا جَميلُ بغزوةٍ ..
وَأَيَّ جِهادٍ غَيرُهُنَّ أُريدُ ..

لِكُلِّ حَديثٍ بَينَهُنَّ بشاشةٍ ..
وَكُلُّ قَتيلٍ عِندَهُنَّ شهيدُ ..

 وتحت عنوان عمان العاصمة الملهمة، كتبت الاديبة  صفاء الحطاب
ما يلي :

عمان مدينة مسكونة بإرث من مروا بها عبر الزمن، في حجارتها كلام، وفي أعمدتها حكايات، وفي شوارعها حنين، تربض قلعتها الشامخة على جبل مطل على قلبها النابض، على مدرجها ومتحفها وسبيل حورياتها، وعلى العابرين في دروبها، تبحث بينهم عمن يمكنه التواصل مع مكنوناتها، لتبوح له بأسرارها وقصصها، تناجي مبدعيها وكتابها بصمت، وتغازل شعراءها بخلود جمالها، تستنطق فيهم جمالا إبداعيا كامنا، ليتدفق قصائد وقصصا مكتوبة.

تعاقبت على عمان عدة حضارات عبر الزمن لوفرة الماء وأسباب الحياة فيها، واستقرت فيها جماعات كثيرة من بلاد مختلفة وقوميات متعددة، نتج عن ذلك تنوع فكري وثقافي متجذر في ذاكرة المكان والزمان، ولطالما ألهمت عمان خيال الشعراء؛ فجادت قرائحهم بقصائد سجلها التاريخ بأحرف من نور، وتجسدت عمان فتاة جميلة في كلماتهم منذ القديم وصولا إلى العصر الحديث؛ فقال الشاعر الأردني الكبير ابن فلسطين حيدر محمود مختزلا عصورا من مجد محبوبته عمان:

 أرخت عمان جدائلها فوق الكتفين

فاهتز المجد 
وقبلها بين العينين

بارك يا مجد
 منازلها والأحبابا

وازرع بالورد
 مداخلها بابا بابا

وعبر الشاعر الأردني ابن البلقاء عليّ الفاعوري في ترويدة  لعمان بعث فيها عبق وعراقة المدينة المختزنة بكلمات قليلة فقال:

هنا عمان والظل الظليل 

هنا الأحباب
 والزمن الجميل

هنا عمرٌ 
من الصفصاف غنى

فأورق في
 المداخل زنجبيل

شكلت عمان حالة خاصة من تلاقي الإبداع والمبدعين من مختلف البلدان المجاورة بحكم موقعها في قلب منطقة مشتعلة بالحراك السياسي والصراعات والحروب وما يصاحب ذلك عادة من حراك مجتمعي وفكري، فكانت عمان بكل مكوناتها وأطيافها نموذجا فتيا لنشأة مجتمع ثقافي برعاية الملك المؤسس عبدالله الأول ودعمه المباشر للحراك الثقافي والفكري آنذاك، ويمكننا القول بأنه كان حراكا نخبويا في بداياته، جمع كتابا أفذاذا من الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق ومصر والسعودية ومختلف دول الجوار؛ في تفاعل أدى إلى تشكل نواة هيئات ثقافية مهمة؛ كان لها أكبر الأثر في المشهد الثقافي العماني العام، كرابطة الكتاب الأردنيين، التي تأسست رديفا للاهتمام الحكومي والرسمي بالثقافة والمثقفين، ، فنجد عمان مثلا حاضرة في ذاكرة ووجدان  الكاتب السعودي الروائي المبدع عبد الرحمن منيف الذي ولد في عمان في ثلاثينيات القرن الماضي لأب نجدي وأم عراقية مما يعكس التنوع الاجتماعي الكبير في عمان آنذاك، وقد خلد منيف عمان التي تسكن وجدانه مكانيا وإنسانيا في كتاب "سيرة مدينة – عمان في الأربعينات”، قدم فيها عمان المكان بكل مكوناته، والإنسان العماني بعلاقاته واهتماماته وطقوس أفراحه وأحزانه، أي أنه تواصل مع المدينة واشتبك مع نسيجها، وتشكلت لديه ذاكرة فردية جمعية تجعله كاتبا أردنيا عمانيا بشكل ما.

وقد قامت مدينة عمان معماريا على السفوح المطلة على وسط البلد منذ بدايات القرن الماضي، بتصاميم تحاكي نمط البناء العثماني، وبحجارة وبلاط من فلسطين ولبنان، وبأيدي عاملة من عمان والمناطق المحيطة بها، فتعالت البيوت العمانية مشكلة فسيفساء جمالية عريقة ومتفردة، تحاكي التنوع الثقافي والفكري لقاطنيها،

واستمر هذا التنوع حتى يومنا هذا، وبقيت أحياء عمان القديمة نابضة بالثقافة والفكر والاهتمام بالكتاب والمبدعين، حيث تشغل معظم تلك البيوت العمانية العريقة حاليا هيئات ومؤسسات ثقافية مهمة تعمل بلا كلل على دعم الإبداع، وتوظيف قدرات المبدعين من كتاب وفنانين ومثقفين ومؤثرين في الارتقاء بالمجتمع وتشكيل ذائقته؛ بما يتناسب مع الحركة الثقافية العربية والعالمية، وقد يجد الباحث في عمان عن مواقع الهيئات الثقافية وجهته بشكل لافت في منطقة اللويبدة وجبل عمان، مثل دارة الفنون التي تشغل مجموعة من المباني العمانية العريقة، وبيت يعيش، والهيئة الملكية للأفلام، وبعض المتاحف العامة والخاصة، ومقرات لهيئات فكرية وثقافية كثيرة، وغيرها من أماكن الحراك الثقافي العماني. 

تعاقبت أجيال وأجيال من المثقفين والأدباء والكتاب على مدينة عمان منذ نشأتها، وأسهم النسيج المتنوع من سكان المدينة في تشكيل مشهد ثقافي متفرد، وقاعدة فكرية منفتحة على الآخر، وكان افتتاح دور السينما والمقاهي في وسط البلد منذ نشأة المدينة فرصة لتكريس ذلك الانفتاح، من خلال عرض أفلام عالمية صامتة، وغيرها من الأفلام الهندية والمصرية، واستقبال المقاهي لجيل من الشباب الباحث عن ذاته وهويته وحدود ارتباطه بالمكان، فكان العماني هو من انصهر في تلك البوتقة، في ظل شح وسائل الاتصال والتواصل مع العالم الخارجي، ولمعت أسماء من جيل المؤسسين الكبار من أمثال مصطفى وهبي التل (عرار) وتيسير السبول وحيدر محمود وإبراهيم العجلوني وغيرهم من رواد فترة النشأة، ثم تسلم مشعل النور كتاب وأدباء ومفكرين لمعت أسماؤهم في أرجاء الوطن العربي والعالم بفضل التقدم التكنولوجي وسهولة التواصل، ونافسوا على أهم الجوائز في مجالات الأدب والفنون كافة، من مثل الروائي إبراهيم نصرالله والأديبة سميحة خريس والمؤرخة الدكتورة هند أبو الشعر، والشاعر موسى حوامدة والشاعر علي الفاعوري والشاعر جريس سماوي والشاعر محمد جمال عمرو والروائي جلال البرجس وغيرهم من نجوم أردنية لمعت في سماء عمان والوطن العربي.

وما يميز مدينة عمان حاليا عن غيرها من المحافظات الأردنية هو إقامة فعاليات ثقافية كثيرة ومتنوعة في أوقات زمنية متقاربة، وتبني جهات وهيئات عمانية خاصة حراكا ثقافيا نشطا في إقامة الأمسيات الشعرية والندوات الحوارية وحفلات إشهار الروايات والكتب الجديدة إلى جانب فعاليات الجهات الثقافية الرسمية كوزارة الثقافة، وقد يكون ذلك أمرا محمودا، ويلبي حاجة الكتاب الشباب في التواصل والاندماج مع مجتمع الفكر والأدب، إلا أنه وفي الوقت ذاته، قد يكون من جهة أخرى نشاطا مرهقا ومشتتا للمهتمين، قد يؤدي لعزوف معظمهم عن الحضور، في ظل غياب التنسيق بين تلك الجهات وتضارب مواعيد تلك الفعاليات

أو تكرارها، أو عدم قدرتها على إضافة قيمة نوعية للحضور.

وتبقى فعالية إقامة معرض الكتاب السنوي في العاصمة عمان هي الفعالية الكبرى التي تفخر بها المدينة، وملتقى أفئدة الكتاب والأدباء والشعراء والمهتمين، والمكان الذي تستضيف فيه عمان كل الأردنيين والعرب، وتمارس فيه عشقها للتنوع والإبداع والثقافة والتنوير، وتقدم نفسها بما يليق بها، وبكتابها عبر الأجيال.

 ذكرى حب، عنوان قصيدة للشاعرة اليمنية
عائشة المحرابي، كتبت فيها

على ضوءِ قناديلِ الحنين
تنهضُ الذكرياتُ من أسرّتــِها

هنا مشينا ..
هنا وشوشنا الزهر
عن سرِ حبــِنا 
فتشابكتْ أيدينا 
في حديثٍ لا يُملْ
نؤثثُ دهشةً من نور ٍ
هل فاتَ الوقتُ؟!

وسعادتي معك يا كلَّ العمر 
مشغولٌ أنا بإنقاذِ  لحظاتــِنا 
أدوّنــُها 
ناراً تحرقُني وتحترقُ
أحاول إغواءَ وحدتي 
برسمِ تفاصيلكْ 
ابتسامتكْ 
أناملكْ
وهمسٌ دافئٌ يتغلغلُ في
 اعماقي
وشعر تطايرَ مثلُ اللهب
 يشعلُني ولا يشتعلُ.
وأنا أتعلقُ بتلابيبِ الماضي 

وبجدار مدرسةٍ
كنا يوما خلفه تلاميذَ صغار 
نلهو بكتابةِ أحلامـِنا
نرسمُ كوخاً ووروداً
نرسمُ سوراً
من لهفتــِنا يسقطُ هنا
ويستقيمُ هناك
نعلّقُ فيه أمانينا
ذكرياتــِنا
وضحكاتنا تنسابُ شلالاً من مرح 
تغمرُ عمري بهجةً
وتطالبني بفاتورةِ الانتظارِ

ولحنِ الوفاءْ
يا كلَّ العمر 
لم يعد بعدك  عمر