آخر الأخبار

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

الدروبي يشارك في احتفال أمانة العاصمة

راصد الإخباري :  


محاضرة "العربية لغة الشعر والفنون" في مكتبات أمانة العاصمة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
شارك عن المجمع عضوه العامل الأستاذ الدكتور سمير الدروبي في احتفال أمانة العاصمة  بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية بمحاضرة جاء فيها:
"حددت منظمة اليونيسكو موضوع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بأنه "العربية لغة الشعر والفنون" لعام 2023م، ولذا فإن حديثنا في هذا اليوم مخصص لموضوع الشعر العربي، وما له من مكانة في التراث العربي، وما له من دور في التواصل الثقافي مع بقية شعوب العالم ولغاته وآدابه.
ونعلم أن اللغة مجرد أصوات وحروف، وألفاظ وتراكيب، يعبر بها الناس عن حاجاتهم، ولكن العربية في منظور العرب والمسلمين هي هويتهم الدينية والحضارية، وهي اللغة الخالدة التي جعلها الله وعاء حافظاً لقرآنه الكريم، ويتكلم بهذه اللغة أربعمئة مليون من العرب، ومليار ونصف من المسلمين في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى كونها إحدى اللغات الرسمية في الأمم المتحدة منذ نصف قرن من الزمان.
وقد احتفل العرب بالشعر والشعراء احتفالاً عظيماً قبل مجيء الإسلام، إذ كانت القبائل العربية تقيم الأفراح إذا نبغ شاعر من أبنائها، لما له من دور عظيم في تخليد وقائعهم، وتسجيل انتصاراتهم، والدفاع عن أنسابهم وأعراضهم، ولذا قالوا بأن الشعر ديوان العرب لما تضمنه من تاريخهم وحروبهم، وعلومهم ومعارفهم وأخبارهم، وبلغ تقديرهم لفن الشعر أن الجاحظ قد جعله مقصوراً على أمة العرب.
وحينما بعث الله نبيه بالهدى، وأنزل عليه القرآن الذي بهر العرب بأسلوبه وبيانه، وقوة إيقاعه، حتى أسر نفوسهم، قال بعضهم: إن محمداً شاعر، وذلك لشدة تأثير الشعر في نفوسهم، يضاف إلى ذلك الأهمية الدينية للشعر الجاهلي والإسلامي؛ إذ هو الأساس الذي تقوم عليه دراسة الإعجاز القرآني، ومعرفة غريب القرآن وتفسير آياته.
وبدأ شعراء الدعوة الإسلامية كحسان بن ثابت، وعبدالله بن رواحة وغيرهما بالرد على شعراء المشركين الذين يهاجمون الإسلام، ودعوة نبيه محمد عليه السلام، ودعا النبي لحسان بن ثابت، وجعل له منبراً في مسجده ينشد فيه شعره الذي يذب فيه عن الدعوة الإسلامية.
وحظي الشعراء باهتمام سيدنا عمر بن الخطاب الذي كان واسع المحفوظ من الشعر، وأمر عامله أبا موسى الأشعري، بأن يأمر من قبله من المسلمين بتعلم الشعر، وسار على نهج عمر بن الخطاب جل خلفاء الإسلام من الأمويين والعباسيين والأيوبيين وغيرهم في مختلف العصور وحتى يومنا هذا.
تناول الشعراء العرب مختلف الموضوعات الإنسانية والحضارية والفلسفية، والحربية والوصفية والوجدانية وغيرها من الموضوعات في أشعارهم، وتركوا كماً وافراً من التراث الشعري الذي أصبح أدباً إنسانياً خالداً أثر في فن الشعر عند الفرس والترك، والكرد والإسبان، وفي الآداب الأوروبية الحديثة، وآداب الشعوب الإسلامية، وبخاصة بعد أن ترجمت كثير من روائعه ودواوينه إلى لغات الشعوب الإسلامية، واللغات الأوروبية، وآخرها ديوان المتنبي الذي عكف أحد المستشرقين الطليان على ترجمته إلى اللاتينية مدة عشرين عاماً، وكان المستشرق الفرنسي بلاشير قد نوه إلى عظمة شعر المتنبي وخلوده في محاضرة له في جامعة الجزائر في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي قائلاً: لو كان المتنبي في أمة غير العرب لجعلوا منه أعظم من دانتي وشكسبير، وجوته وملتون، وغيرهم من الشعراء العالميين".