آخر الأخبار

جرار والرواشده والعقاد يكتبون على منصة السلع عن غزة وانعكاساتها

راصد الإخباري :  


الاردن - كتب عبدالله الحميدي

سجلت منصة السلع الثقافية مزيدا من التفاعلات حيال ما يجري من حرب ضد غزة.

وكتب الادباء عليها شعرا ونثرا، كان من بينها ما سجله الوزير السابق، في الاردن  د.صلاح جرار،  والاعلامي الروائي رمضان الرواشده، والاديب الكاتب د.محمد العقاد 

فقد كتب الوزير صلاح جرار عن القيم المشتركة بين أمريكا والكيان المحتلّ ما نصه

   في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الدفاع الإسرائيلي يو آف غالانت مع جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي يوم ( ١٤ ) من الشهر الماضي، صرّح غالانت بأنّ وقوف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إسرائيل يعود إلى القيم المشتركة بين البلدين.
   وفي رأيي أنّ هذا التصريح لا يقلّ أهميّة عن تصريح الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتزوغ قبل ذلك بأسبوع بأنّ الإسرائيليين في حربهم ضدّ غزة يحاولون إنقاذ الحضارة الغربية. والتصريحان كلاهما يؤكدان انتماء الكيان الصهيوني المحتلّ لمكان غير المكان الذي جاءوا إليه محتلّين وإلى ثقافة نشأوا عليها في بلدانهم الأصلية التي جاؤوا منها.
   إنّ تأكيد غالانت بأنّ القيم الصهيونية هي قيم مشتركة مع القيم الغربيّة يدعو كلّ من يسمعه إلى التساؤل: إذا كانت القيم التي تنتمون إليها تختلف عن قيم المحيط الذي نزلتم فيه، ولا يوجد بينكم وبين السكّان الذين يقيمون في المحيط العربي أيّ قيم مشتركة أفليس ذلك يعدّ اعترافاً صريحاً وواضحاً منكم بأنّكم لا تنتمون إلى هذا المكان وليس لكم به أي صلة.
   إنّ تصريحات المسؤولين الإسرئيليين حول اختلاف قيمهم عن قيم المحيط العربي وعن اختلاف ثقافتهم (وما سمّوه حضارتهم) عن ثقافة المحيط العربي، ومناداتهم بالدفاع عن القيم الخاصّة بهم والثقافة الخاصّة بهم التي تختلف عن القيم والثقافة العربية التي ينتمي إليها أهالي البلدان التي تحيط بهم، إنّما هي دعوةٌ إلى صراعٍ ثقافي أداته الحروب والصواريخ والدبابات والطائرات.   
   وما دام الصهاينة الطارئون على هذه المنطقة العربيّة مندفعين نحو صراع القيم والثقافات مع العرب باستخدام القوّة المسلّحة فإنّ المنطق يسفّه أحلامهم، لأنّه من المستحيل مواجهة القيم والثقافات بالأسلحة مهما بلغت من القوّة والقدرة على البطش. ومن جهة ثانية فإنّ من غير المنطقي ولا الممكن لعصابة طارئة محتلّة لا تشكّل شعباً موحّد الأصول والانتماء أن تنتصر قيمها وثقافتها على قيم شعب أصيل وعريقٍ ينتمي إلى محيط عربيّ واسع وموحّد في ثقافته وقيمه وتاريخه ومعتقداته ولغته.
   إنّ إلحاح المسؤولين الإسرئيليين على فكرة اختلافهم ثقافياً وقيميّاً وحضاريّاً عن الفلسطينيين وعن العرب الذين يحيطون بهم لا يؤكّد فقط غربتهم في فلسطين وعدم ملاءمة هذه الأرض لهم، بل يؤكّد كذلك استحالة التعايش بين الصهاينة والفلسطينيين بسبب الفجوة الواسعة بين قيم الطرفين والتناقض الواسع بين الثقافتين.
   وما دام المسؤولون الصهاينة بسوّغون جرائمهم ضدّ الشعب الفلسطيني وحروبهم المتتابعة ضدّ غزّة تارة وضد لبنان تارة ثانية وضدّ سوريا تارة ثالثة وضدّ مصر والأردنّ تارات أخرى بادعائهم أنهم الدولة الوحيدة الديمقراطية في المنطقة وأنهم يدافعون بذلك عن القيم والثقافة والحضارة الغربية، فما الذي يمنعهم من العودة إلى البلدان التي يمكنهم أن ينعموا فيها بديمقراطيتهم وثقافتهم وحضارتهم وقيمهم؟!
   وأشير في نهاية هذا المقال إلى أنّ يو آف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي الذي يدافع- كما يقول- عن القيم المشتركة مع الغرب، هو بولندي الأصل، من أبوين بولنديين وأنّ أبويه هاجرا إلى فلسطين سنة ١٩٤٨ وليس له أي علاقة بفلسطين لا ثقافياً ولا قيمياً ولا لون بشرة ولا عقديّاً ولا لغويّاً بأيّ وجه من الوجوه.

وكتب الاعلامي والروائي العربي رمضان الرواشده، تحت عنوان سقوط الاقنعة، مقالا جاء فيه

 هل كنّا بحاجة إلى كلّ هذا العدوان الصهيونيّ الوحشيّ، على الشعب الفلسطينيّ، في غزّة، والضفّة الفلسطينيّة، وما خلفه من شهداء وجرحى ودمار وتهجير للسكّان، لتسقط الأقنعة، عن أدعياء ما يسمّى، "الليبراليّة" الغربيّة، الّتي تقيس بمقياسين، وتتعامل مع قضايانا العربيّة بمكيال غير الّذي تتعامل به مع عدوّنا الصهيونيّ؟

تصوّروا، أنّ فرنسا "الديمقراطيّة جدّاً!!!" ووارثة شعار الثورة الفرنسيّة " حرّية، إخاء، مساواة"، تمنع المظاهرات المؤيّدة للفلسطينيّين، والمندّدة بالعدوان الهمجيّ الصهيونيّ، وتمنع رفع العلم الفلسطينيّ باعتباره شكلاً من أشكال "معادة السامية".

تصوّروا، أنّ ألمانيا، الّتي يحكمها الحزب الديمقراطيّ الاجتماعيّ، المحسوب على اليسار الأوروبّيّ، تمنع كلّ أشكال التضامن مع الشعب الفلسطينيّ، وتمنع حتّى المفكّرين اليهود "غير الصهاينة" المتضامنين مع قضيّة فلسطين من التعبير العلنيّ لآرائهم السياسيّة.
أمّا في بريطانيا، فقد زعمت وزيرة الداخليّة، ذات الأصل "الهنديّ"، قبل استقالتها، بأنّ أيّ تظاهرات مؤيّدة للشعب الفلسطينيّ، تعتبر شكلاً من أشكال العنصريّة والكراهية.
في أمريكا، الداعم الأوّل والرئيسيّ، للحرب العدوانيّة على غزّة، لا بل، هي من تقود مجلس الحرب، انتشرت مقولة أنّ كلّ من هم مع القضيّة الفلسطينيّة "معادون للساميّة".
في أوروبا (الديمقراطيّة جدّاً…!!)، مسموح حرق القرآن الكريم، بحجّة حرّيّة التعبير والرأي، ولكن غير المسموح به التضامن مع شعب يتعرّض للإبادة الجماعيّة، والتهجير من أرضه وأرض آبائه وأجداده منذ آلاف السنين.
هذا بعض من كل ..!!
إنّها ازدواجيّة المعايير والكيل بمكيالين تجاه قضايانا العربيّة، ما دمنا في حالة من الضعف والهوان والذلّ، ولا نستطيع (اقرأها ممنوعون)، حتّى، من استخدام مقوّمات القوّة الاقتصاديّة والماليّة العربيّة، لوضع قضيّتنا على الطاولة.
السؤال:
ما موقف منظمات حقوق المرأة والإنسان ، الدفاع عن الحرّيّات الصحفيّة و"بعض" الأحزاب الأردنيّة، الّتي تتحصل على تمويل ماليّ، لنشاطاتها لتمكين المرأة والشباب والصحفيّين من المنظّمات الحكوميّة الفرنسيّة والألمانيّة والهولنديّة وغيرها، بعد كلّ هذا الانحياز للعدوان الصهيونيّ الغاشم على شعب دولة فلسطين؟
وأبلغ الكلام، ما قاله الشاعر العربيّ الفلسطينيّ محمود درويش:
(سقط القناعُ عن القناع عن القناع، سقط القناع
فإمّا أن تكون أو لا تكون
سقط القناعُ.)

وفي مقاله أوهام شرق أوسطية كتب الاديب العربي د.محمد العقاد


 نتنياهو "الجديد"
في لحظة من لحظات أوهامه وأحلامه تجرأ بنيامين نتنياهو رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي أن يقف ويتحدث أمام الجمعة العامة للأمم المتحدة في دورتها التى سبقت، بأسابيع قليلة "هجوم طوفان الأقصى" الفلسطيني الكاسح على خطوط الدفاع الإسرائيلية ومستعمرات ما يعرف بـ "غلاف غزة" ، ممسكا في يده وملوحاً بـ "خريطة" قال أنها "للشرق الأوسط الجديد"، وفق ما لديه من مخططات وتأكيدات من الأطراف المعنية. وقبل أن يتجرأ في عرض هذه الخريطة ، التى تكشف حدود "إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل" التى هى في القلب من مشروع ذلك الشرق الأوسط الجديد الذى يبشر به، كان قد أعلن "سنخلق الشرق الأوسط الجديد، وسنقوم بتصفية القضية الفلسطينية نهائياً وإزالتها من الأجندة".
وعندما شنت إسرائيل ، بأوامر من نتنياهو ومشاركة أمريكية "حرب الإبادة" ضد الشعب الفلسطيني ، والتى أعطوها اسم "السيوف الحديدية" لم تكن كل تلك الجرائم التى ارتكبت ضد المدنيين ، والتى جرى توصيفها بأنها "حرب ضد الإنسانية"، مجرد حرب انتقامية من هجوم "طوفان الأقصى" الذى وصفه ضابط المخابرات الأمريكية الشهير "سكوت ريتر"، الذى سبق أن عمل في منصب مفتش الأمم المتحدة المكلف بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية خلال الأعوام من 1991- 1998 بأنه "يعد أنجح غارة عسكرية في هذا القرن"، ولم تكن تلك الحرب "الإجرامية" مجرد البحث عن "ورقة توت" لستر الانكسار الذى حدث للهيبة وللمكانة الإسرائيلية، وما تمثله إسرائيل من "رمزية لأعلى مستويات التفوق والتسلط الغربي (الأمريكي والأوروبي) ، ولكنها كانت ومازالت بالأساس حرباً من أجل الحيلولة دون إفشال حلم هذا "الشرق أوسط الجديد" الذى رسم نتنياهو معالم خريطته .
هذا المشروع لم ينشأ من فراغ ، كانت له مرتكزاته وكانت له أهدافه ، التى مازالت تمثل حلماً لتيار اليمين التوراتي الإسرائيلي الذى يحكم إسرائيل الآن ، منذ أن نجح في إقرار مشروع "قانون القومية" من الكنيست عام 2018 ، وهو المشروع الذى أكد على أن "كل فلسطين من النهر إلى البحر" هى "أرض خالصة للشعب اليهودي دون أي منازعة من أي شعب آخر". كان صدور هذا القانون من الكنيست (البرلمان) الذى اعتبروه "قانوناً دستورياً" لا يمكن التراجع عنه، يعني أن اليمين الإسرائيلي الذى يحكم ، والذى أعطى كل الأولوية لبناء المستوطنات بكثافة في الضفة الغربية ، بدأ يفكر جدياً في تنفيذ ما أسموه بـ "سياسة الترانسفير" ، أى التهجير القسري للشعب الفلسطيني من الضفة الغربية على وجه التحديد . مشروعات التهجير الإسرائيلية كثيرة، وأبرزها بالطبع ما يعرف بـ "مشروع أيلاند" لصاحبه في الاحتياط الجنرال "غيورا أيلاند"، ويرتكز على فكرة مبادلة أراضي مع مصر لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة إلى سيناء ، بعد أن يكون قد تم التخلص نهائيا من أهالي الضفة الغربية بتهجيرهم قسرياً إلى "أوطان بديلة" كي تصبح كل فلسطين ملكية خالصة لليهود .
وجاء هجوم "طوفان الأقصى" ليجدد عند نتنياهو أفكار ومخططات التهجير القسري للفلسطينيين ، واتخاذ هذا الهجوم "تكئة" أو "مبرراً" لتنفيذ هذه المخططات وتفريغ قطاع غزة من شعبه الفلسطيني، وجعل هدف "تفريغ قطاع غزة من شعبه" هدفاً محورياً للعدوان العسكري الإسرائيلي بمواصفاته التى شاهدها العالم كله، نظراً لما يمثله هدف السيطرة على قطاع غزة وضمه إلى كيان الاحتلال من ضرورة مركزية لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذى يريده نتنياهو.
أما الهدف الثاني لهذا المشروع الذى يكمل مشروع ضم قطاع غزة والضفة الغربية إلى كيان الاحتلال فهو فرض إسرائيل "قوة إقليمية عظمى مهيمنة" على إقليم الشرق الأوسط كله، وفي القلب منه تلك المساحات الواسعة التى تضمنتها خريطة نتنياهو التى تتسع لتشمل سيناء وأجزاء واسعة من لبنان وسوريا وغرب العراق والكويت وشمال السعودية والأردن ، باعتبار أن إلحاق هذه المساحات الشاسعة من أراضي الدول العربية هى مرتكز فرض السيطرة الإسرائيلية على الشرق الأوسط كله .
عندما تجرأ نتنياهو ولوّح بخريطته تلك من على منبر الأمم المتحدة ، وكأنه يملك وحده سلطة التشريع الدولى، كان يعيش ما يمكن تسميته بـ "لحظة النشوة الخادعة" ، التى صورت له أنه بات في مقدوره أن يحقق كل الأحلام في مشروع واحد تضمنته تلك الخريطة .
هذا الإدراك الزائف كانت له مرتكزاته التى جعلت نتنياهو يصل إلى قناعاته بذلك "الشرق الأوسط الجديد" كما تضمنته تلك الخريطة.
- أول تلك المرتكزات هى نجاحات اختراقات إسرائيل للعديد من الدول العربية وانخراطها في ما سمى بعملية "السلام الإبراهيمي" التى رعاها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وجاء الرئيس الأمريكي الحالى جو بايدن ليجاهد من أجل استكمالها خاصة مع المملكة العربية السعودية .
- ثانى هذه المرتكزات المشروع الضخم الذى جرى التوقيع عليه على هامش قمة الدول العشرين الأخيرة (نيودلهي – ٢٠٢٣/٩/٩) وحمل اسم "الممر الاقتصادي" الذى من المقرر أن يربط آسيا ابتداء من الهند مع أوروبا عبر خطوط ملاحية بحرية وسكك حديدية عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، بحيث تكون إسرائيل هى "محور هذا المشروع الهائل" الذى خلق قناعات أكيدة عند نتنياهو أن إسرائيل أضحت مرتكز الترابط بين آسيا والعرب وأوروبا .
- ثالث هذه المرتكزات مشروع خط أنابيب النفط المقترح بين الإمارات والسعودية إلى ميناء عسقلان الإسرائيلي الذى يبعد عن قطاع غزة بـ ٢٥كم فقط .
- رابع هذه المرتكزات ما يسمى بـ "قناة بن جوريون" التى تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط ابتداء من ميناء إيلات الإسرائيلي على خليج العقبة ومنه إلى ميناء عسقلان .
هنا بالتحديد تتكشف مدى ضرورة تفريغ قطاع غزة وضمه لإسرائيل، باعتبار القطاع يمثل امتداداً طبيعياً لميناءي حيفا وعسقلان حيث ستقام المشروعات الجديدة، إضافة إلى أطماع إسرائيل في ثروة الغاز الهائلة الكامنة في المنطقة الاقتصادية على امتداد شواطئ قطاع غزة وتقدر بحوالي 2 تريليون متر مكعب من الغاز .
وجاء هجوم "طوفان الأقصى" وما أحدثه من انكسار في المكانة الإسرائيلية وتعرية أكذوبة أن إسرائيل هى "القوة الإقليمية العظمى" القادرة على السيطرة والهيمنة وفعل ما تريد، وجاء من بعده فشل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة وعجزها عن تحقيق أى "انتصار استراتيجي" باعتراف كبار قادة الكيان وحلفائه من الأمريكيين والأوروبيين بفضل بطولات المقاومة، والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، وإسقاطه كل رهانات أن الحرب الدامية ستجبر الشعب على أن يقف في وجه المقاومة ويقبل بالاستسلام .
لم يحدث انكسار فلسطيني، بل ما يحدث هو انتصار ومع هذا الانتصار لن تسقط وتتمزق فقط خريطة نتنياهو ، بل باتت إسرائيل أمام واقع فلسطيني وعربي وعالمي جديد يؤكد أن القضية الفلسطينية غير قابلة للتصفية وأن إسرائيل عاجزة عن الانتصار .!