آخر الأخبار

منصة السلع تفرد ركنا للغة العربية في يومها

راصد الإخباري :  


الاردن - من عبدالله الحميدي

خصص ملتقى السلع الثقافي ركنا واسعا للحديث عن اللغة العربية في يومها العالمي

وكتب اعضاء على منصة السلع مقالات وقصائد شعرية تناولت لغة الضاد التي جاء القرٱن الكريم بها تشريفا وتعظيما.

وفي ذلك نشر الاكاديمي الاردني د.محمد خير الحوراني تحت عنوان "حرب اللغات .. الصراع بين العربية والعبرية" 
 مقالا جاء فيه
 
وافق اليوم الإثنين ذكرى سعيدة تأتي في ظروف كئيبة وعصيبة تتمثل بحلول اليوم العالمي للغة العربية الذي يمر في خضم الصراع في أرض فلسطين مع العدو الغاصب والغاشم الذي يحاربنا في العديد من الجبهات.

قبل أيام فقط هدد رئيس وزراء الكيان الصهيوني النتن ياهو بشن (الحرب الشاملة) وهو أمر في الواقع تقوم به إسرائيل منذ عقود ضد الأمة العربية الغافلة والمغيبة فعدونا يشن علينا (حرب مياه) وحرب التعطيش بتلويث المياه الجوفية في قطاع غزة وسرقة مياه نهر الأردن ونهر الليطاني.

أما (الحرب الديمغرافية) فمعالمها واضحة منذ التغريبة والتهجيرة الفلسطينية زمن نكبة ٤٨ ومحاولة العدو تكرار ذلك في نكبة ٢٣ الهادفة لتهجير المهجرين إلى صحراء سيناء. وقد يطول بنا المقال لو حاولنا حصر أنواع الحرب الشاملة التي يشنها عدونا ضدنا من خلال الحرب الاقتصادية والحرب الإعلامية والحرب النفسية وأخيرا وليس آخرا (الحرب اللغوية).
 
في عام ٢٠١٨م وقف النتن ياهو داخل الكنيست الإسرائيلي وهو في قمة السعادة بعد إقرار مشروع قانون الدولة القومية والذي هو أشبه بدستور جديد للكيان الصهيوني يركز على (تهويد الدولة) وأنها كيان خالص وخاص لليهود فقط.
وكان من كوارث ذلك القانون القومي اليهودي المحاربة الصريحة وبالعبري الفصيح ضد اللغة العربية فقد نص مشروع القانون على أن اللغة العبرية اليهودية ستكون هي اللغة القومية الوحيدة الرسمية في إسرائيل وأنه بناءً على ذلك يجب الحد من استخدام وتداول اللغة العربية.
وفي الواقع ومنذ عام ٢٠٠٨م وجد تيار قوي في داخل وزارة التعليم الإسرائيلية كان يدفع باتجاه إخراج تعليم اللغة العربية من مناهج التدريس الإجبارية في المدارس العبرية ومن المحتمل مع وصول اليمين الصهيوني المتطرف بقيادة النتن ياهو أن يعاد طرح هذه الفكرة مرة أخرى.
وأيضا جاء في المقال المنقول ان بعض المتشددين الصهاينة يطالبون بشدة منع المدرسين العرب من تدريس اللغة العربية وقصر ذلك على المعلمين الصهاينة وذلك من باب تبني هؤلاء المتشددين للمقولة المشهورة لمالكوم إكس (فقط الأغبياء هم من يتركون عدوهم يعلم أبناءهم).
 
وفيما يتعلق بوسائل الإعلام مثل قنوات التلفزيون الرسمي الإسرائيلي والقنوات الفضائية وبالرغم من أنها تحتوي على بعض البرامج ونشرات الأخبار المقدمة باللغة العربية والتي هي أصلا موجهة للدعاية الصهيونية أو تقديم الأخبار من وجهة النظر الإسرائيلية إلا أن نسبة هذه البرامج الناطقة باللغة العربية أخذت تتقلص.
فمثلا القناة الإسرائيلية (آس ٢٤ نيوز) تبث عشرة برامج باللغة الإنجليزية و ١٤ برنامجا باللغة الفرنسية في حين البرامج الناطقة باللغة العربية ( ينبغي التنبيه أنه حتى عام ٢٠١٨م كانت اللغة العربية لغة رسمية في إسرائيل) هي ستة برامج فقط الوضع أسوء بكثير في القنوات التلفزيونية العامة مثل القناة الإسرائيلية الأولى.
تقهقر اللغة العربية في إسرائيل وتراجعها للمرتبة الثالثة بدلا من الثانية نجده كذلك في عدد الكتب المنشورة في الكيان الصهيوني ففي عام ٢٠٢١م تم نشر رقم ضخم من الكتب باللغة العبرية بلغ ٦٥٩٨ كتابا في حين نشر باللغة الإنجليزية ٣٣٤ كتابا بينما للأسف لم ينشر باللغة العربية إلا ١٦٠ كتابا فقط وذلك وفق إحصائيات المكتبة الوطنية الإسرائيلية.
 
الحرب المسعورة الصهيونية لمحو الذاكرة العربية من خلال تهميش اللغة العربية وصلت إلى (لغة الشوارع) وأقصد بذلك تحويل أسماء الشوارع والمناطق والبلدات من اللغة العربية إلى اللغة العبرية فمنذ عام ٢٠٠٩م أمرت وزارة المواصلات الإسرائيلية بشطب أسماء البلدات والمدن العربية عن اللوحات واللافتات المنصوبة في الطرق العامة.
وفي الواقع هذه الحرب اللغوية الشوارعية ليست حديثة فمنذ عام ١٩٥٢م سعت لجنة التسميات في حكومة الكيان الصهيوني الأثيم إلى تهويد و (عبرنة) الدولة من خلال إطلاق الأسماء العبرية بدل الأسماء العربية في المئات والآلاف من المواقع الجغرافية والتاريخية وما زال مشروع تهويد الشوارع الفلسطينية مستمرا ففي عام ٢٠١٥م صادقت بلدية القدس على تسمية الشوارع في البلدة القديمة والقدس الشرقة بأسماء عبرية ذات دلالات توراتية.
وبحكم أن شرائح واسعة من المجتمع الصهيوني من المتشددين أو من المستوطنين تعتبر اللغة العربي هي (لغة العدو) لهذا يقودهم تطرفهم لعدم استحمال مشاهدة اللافتات واللوحات الإرشادية في الشوارع وهي مكتوبة باللغة العربية لذا يقومون بطمسها بالأصباغ بينما البلديات الحكومية تتعمد التأخير في صيانة وتجديد لوحات الشوارع التالفة والمكتوبة باللغة العربية.
 
العربية تعلم العبرية قواعد الكلام !!
 
ما سبق سرده قد يصيب الواحد منا بالغصة لأنه يوحي بأن عبارة (الأرض بتتكلم عربي) ليس لها وجود في أرض فلسطين وهذا قد يعني أنه في هذه الجولة من الصراع ربما استطاعت اللغة العبرية أن توقع بعض الخسائر باللغة العربية في حرب اللغات تلك.
ولكننا هنا نغفل أمرا مهما وهو البعد (الجغرافي) والسياق (التاريخي) للصراع والتنافس بين اللغة العربية واللغة العبرية فواقع الحال في أرض فلسطين (المحتلة) هو بمشيئة الله وضع مؤقت سوف يزول يوما ما وعسى أن يكون قريبا كما أن اللغة العبرية ليس لها أي هيمنة على الإطلاق خارج جغرافيا حدود فلسطين السليبة حتى وإن كان صهاينة العرب في تزايد هذه الأيام وللأسف بعضهم بدأ يفاخر أنه يتحدث ويغني باللغة العبرية ويغرد (عفوا أقصد ينهق) ويكتب بالحروف العبرية.
صفحات التاريخ وخرائط الجغرافيا كلها تثبت أن اللغة العربية كان لها دوما (الكلمة) العليا مع اللغة العبرية ففي تاريخنا العربي القديم نجد أن الشعراء اليهود من مثل السموأل وكعب الأشراف كانت قصائدهم بلسان عربي فصيح، بل حتى التوراة في جزيرة العرب كانت تكتب باللغة العربية فالخليفة العادل عمر بن الخطاب أخذ صفحات من التوراة من أحد اليهود بالمدينة وأحضرها للنبي صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه والقصة مشهورة في غضب النبي عليه السلام من هذا الأمر.
 
من المشهور وصف اللغة العبرية اليهودية بأنها لغة ميتة لأنها كانت لغة مندثرة لا تستخدم في الكتابة أو في الحديث في الحياة العامة وإنما كانت فقط تستخدم في أداء الشعائر الدينية التوراتية وذلك حتى منتصف القرن التاسع عشر مع تنامي الفكرة الخبيثة الصهيونية الهادفة لإعادة اليهود إلى أرض فلسطين.
وبالعودة للتاريخ نجد أن اللغة العبرية تلاشت وأهملت بعد السبي البابلي لليهود في عام ٥٨٦ قبل الميلاد وبعد عودة اليهود إلى فلسطين زمن الملك قورش أصبحت اللغة الآرامية هي اللغة التي يتحدثون بها وهي اللغة التي كتب بها التلمود ولهذا تسمى اللغة القانونية لليهود.
ونظرا لتعرض اليهود عبر التاريخ للاحتلال الروماني والمقدوني والفارسي لذا تعددت اللغات التي يتحدث بها اليهود فقد كانت اللغة الآرامية في العراق والشام واللغة اليونانية في مصر واللغة اللاتينية في شمال إفريقيا وأوروبا بينما كان اليهود الذين عاشوا في المدينة واليمن يتحدثون اللغة العربية.
تشير الدراسات التاريخية إلى أنه في القرن الثاني الهجري ومع اتساع الرقعة (الجغرافية) للخلافة الإسلامية فإن 90% من يهود العالم كانوا يعيشون تحت مضلة الإسلام

وللشاعر والكاتب الاردني ا.د. خليل الرفوع المقيم في الشارقة، عميدا للادب العربي في الجامعة القاسمية، مقال تحت عنوان، العربية لغة الشعر والفنون، قال فيه

اليوم الثامن عشر من كانون الأول هو يوم الاحتفاء التاريخي باللغة العربية، فهو اليوم الذي قررت فيه الجمعية العامة في الأمم المتحدة عام ١٩٧٣ بأن تكون العربية لغة رسمية إضافة إلى لغات خمس قد أقرت من قبلُ، إنه احتفاء بتاريخ العربية وتخليد لها، وهي التي استوعبت كل العلوم الإنسانية والعلمية، وما كانت إلا لغة الإبداع والعلم والبيان والجمال، وفي هذا العام اتخذ شعار (العربية لغة الشعر والفنون) ليكون وسما معرفيا يشف عن مكنونها وقدرتها على الحفاظ على صيرورة ما تختزله من شعر وفنون عبر العصور بدءا من بدايات تشكلها ومرورا في حقب حضارية، وأخرى منكفئة حتى يومنا هذا.
هي الذكرى الخمسون لإعلان العربية لغة رسمية عالمية، وما كانت هذه الذكرى إلا استمرارا لمكانة العربية في قدرتها على البقاء والتطور والإحياء والتجديد في ذاتيتها الحية الرصينة المتنامية، واستيعابها ضروبا من المعارف تأليفا وترجمة وتألقا دلاليا، وفي الحديث عن شعريتها وفنونها يشار إلى جماليات العربية واتخاذ الشعراء والمبدعين في الفنون كافة العربية لغة استعارية انزياحية تعبر عن عقولهم ومشاعرهم ومواقفهم ورؤاهم مما جعلها لغة ذاتية إنسانية عالمية فائقة الدلالة، وفي هذا المضمار التعبيري ليس بدٌّ من الإشارة إلى أنها كانت لغة الشعر والخطابة والوصايا والحكم قبل الإسلام حينما استند العقل العربي إلى التعبير عن مشاعره ورصد الأدوات الحضارية والبدوية معًا، فكان إذْ ذاك مؤسسا للسان العربي والشعر والفنون، وحينما تنزل القرآن الكريم زادها قدرا وبهاء ورقيا وجمالا، فأن يتحدت الله بلسان عربي مبين كان فتحا معرفيا لأهلها ولمن دخل في رواقها من الأعاجم الذين أبدعوا بها حضارة تجلت في عصر تأسيس الحضارة العربية الإسلامية في صدر الإسلام وما تبعه من عصور، لقد نقل القرآن الكريم باللسان العربي كثيرًا من محاورات الله عز وجل مع الأنبياء وغيرهم، وخطابات الأنبياء والأمم  على الرغم من أنها لم تكن لغتهم، وكان ذلك تكريما للعربية وقد توج ذلك بتسمية إحدى السور بالشعراء وذكرَ مفرداتِ الشعر والشعراء في ست آيات بينات، وقد بقيت من بعد ذلك عصية على التلاشي حتى في أقسى العصور ظلاما اكتنف أهلها.
كانت وما زالت لغة الشعر وهو الفن الأكثر رمزية واستعارة وإيحاء، وفي الفنون الأخرى من مقامات ورسائل وقصص ورواياتٍ وإبداع مسرحي وأغان ورسومات وخطوط وحكايات وأدب ساخر ونقوش وغير ذلكم من الوسائط التفاعلية ، فهي ثرية بمفرداتها وأصواتها ومعانيها وموسيقاها وصورها الفنية وأساليبها الجمالية، هي العربية التي بقيت حية لم تنكسر ولن تموت فقد تكفل الله بحفظها؛ لأنها لسان كتاب الله والدين والعبادات والشعائر، وهي كذلك هوية وتاريخ وكرامة وبيان وجمال وخلود، زادها اللهُ وأهلهَا عزة وسلاما.

اما الكاتبة الجزائرية مريم عرجون، فكتبت تحت عنوان لغة الضاد أسطورة الخلود،

يَرتحلُ في الكِيَان طَيرُ المَعَانِي، فنعب صحة القول منه كاللهب، ويُرشق في القلب حروف تتساقط فوق الكتاب من ورائها العجب، فنرتديها جمالا من لسان عربي يتصبب، ذلك البعث لذي لب، وهذا دَمُنا أزكى نسب، وكل لسان بعد شعوب الضاد ما إلا لسان أعجم، وروائع حسنها الأنساب أمم العرب، أمم فاهت بالضاد سُطر بالذهب، وليس في ذلك من عجب، حرف سألوا التاريخ عنه، وسألوا ذاكرة الأرض عن ثرانا، وما اِستوى في أفقها إلا تاريخ العرب، تاريخا متصلا بأبي البشرية كلها، وتحت منصة اللغة ربٌ علم آدم الأسماء كلها، وفى كل دَلالَة من دلائل العلا توهجت ورفّت الشفتان خلف اللسان، فأسكتت الطائر الرنّام في حضور الطرب، بَوّاقٌ على الأفاق تمضى فلا بَدِيعها يبلى، ولا لسانها يضَجر.
لُغَـةُ العُروبــةِ الساميّة، وأم اللغات للحميرية، وبابلية، وآرامية، وعبرية، وحبشية، فلا شك أنها هي الفكر، وهى الهوية، حيث ربطت ماضيا، حاضرا ومستقبلا، ومثلت خصائص أمة سايرت عبر التاريخ لشخصيتها العربية، وحملت رسالة الإنسانية بمفاهيمها، وأفكارها، واستطاعت في عصورها الزاهرة أن تستوعب تراث الأمم القديمة، من الإغريق، والسريان والفرس، وغيرهم، وتمكنت أن تكون حضارة إنسانية واسعة نواتها العرب الأسطوانة العربية الممجدة، لثقافتهم وحضارتهم التي استنسخت نفسها انتقالا من أمة إلى أمة عبر الزمن، وخطها الرُواةٌ على الكتب، وساهمت في إثراء التراث ألعربي في مجالات الحياة المختلفة، وتربعت على لغة العلم، السياسة، العمل، التجارة، الفلسفة التشريع، المنطق، الأدب، التصوف، والفن، أحدثت في مسمع اللغات صدى يَكِيل اللسان عن وصفها فتعاظمت مبنية للآخر المجهول.
عربية تبوَّأتْ عرْش اللغات، فكانت معجزة الله الكبرى في كتابه المجيد، ومن عظيم قدرته، ارتضاها أداة ينادى بها جبريل في المَرْقَى مَرَاقِيْهَا، لوحيه المنزل على أكرم رسله محمد بن عبد الله- صلى الله عليه وسلم، فكانت الحرف الخالد، وكاتبة الكتاب الذي حباه واصطفاه الله جل وعلا، فهي عنده كاللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ، فوقَ السُّحب تشمخ عـزةً، حيث تبوأت فوق عرشه مقعدها، لغة لبست ثوب الإعجاز للأمة المسلمة في قرآنها الذي اعْتَلَى الذروة، حملت الإسلام وما انبثق عنه من حضارات، وثقافات على تعدد الدول، وتنائي الديار، واختلاف الأقطار، لغة وحدت العرب قديماً، وبها يتوحدون اليوم، واستعربت شعوبا ارتضت الإسلام دينًا لها، وابتلعت لغاتهم، تركوا لغة إلى أخرى، وارتضوا بالعربية لسانا، وهجروا ديناً إلى دين، وآثرت لغة القرآن.
أمة البيان، أمة الوَسَط، جالت حولها الأجرام حافية من عدنان نور، ومن قحطان، واليوم الثناء ضئيلُ، متى تستعيد من عزها ما مضى لتبقى مسطورة في كل لب، لأن الله ما اجْتَبَاها فينا هَبَاءً، فسلاما على لغة الضم، والتنوين الذي يجلس على أطباق الثرى المشهود، سلاما على النحو، والأدب، والروايات، والبلاغة، والخيال المسرود، وسلاما على لغة رفع الله لواها، وأخذ لها العهد أن ترث الخلود.


وتحت عنوان الحسناء، كتب الشاعر بكر المزايدة قصيدته بالمناسبة

أقامَ  الدهرُ  ميلادَ   المعالي
بضادي يوم حطّتْ في الرّحالِ
عليها من تجلِّي الوحي نورٌ
وآياتٌ    مسلّمةُ    الكمالِ
يطوفُ بها الجمالُ رُؤًى ويسعى
شرودَ الوجدِ منطلقَ الخيالِ
ومُحرِمةً   تُلبّيكِ    الليالي
ففي عينيكِ محراب الجلالِ
مُخضّبةٌ    بأخدارٍ   زفافاً
يطارحُها الحياءُ من الدّلالِ
ولابسةُ  المحاسنِ  زاهياتٍ
توسْوِسُ بالهوى صدرَ الهِلالِ
تجوبُ الكونَ مثل الغيمِ سحّاً
وتفدي الأرض من أسْرِ الرمالِ
وغنّى الروضُ نشوانا طروباً
ولفَّ الزهرَ احضانُ  الظِّلالِ
يَبيتُ  النورُ  يغسلُ   مقلتيها
وبالأنوارِ مُغتَسَلُ  الجمالِ
حَوتْ من كلّ أطيابٍ دِناناً
مِزاجُ الشهدِ في عَذْبِ الزُّلالِ
فأشعارٌ   مدبّجةُ   القوافي
وزاهي الحرفِ من شَفَةِ المقالِ
وإحساسٌ يراودُ كل روحٍ
تبوحُ به النفوسُ على النوالِ
أيا روْضًا  تفجَّرَ  بالمعاني 
ففاحَ العطرُ من عَبَق الخِلالِ
و يا غيْثًا يفيضُ بكلّ حينٍ
على الدنيا رِواءً في الطِّلالِ 
فّسِرُّ السِّحرِ فيكِ بلا جوابٍ
يَجولُ لظاهُ في خلَدِ السُّؤالِ
لكِ الأرواحُ   نُهديها  فداءً
ودونكِ كلَّ مَجْدٍ في النِّضالِ
إذا ما ماتَ في الأقوام حرفٌ
مَشوا ذُلّاً  على دَربِ الزوالِ
فمَنْ يبغي المَكارمَ والمعالي
أقامَ الضادَ مسنونَ النِّصالِ

و بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، كتبت الشاعرة ريما البرغوثي قصيدة تحت عنوان حرف الدر جاء فيها

عرّجْ على الطّهرِ واحضنْ طيبَ أنفاسي
واستلـهـم الدرَّ من مكنــونِ إحـسـاسـي

واصـنـعْ لمعـصـمِـكَ المـرمــوقِ أسـورةً
من لؤلؤ الحرفِ واروَ الطيبَ من كاسي

انسـجْ لجـيــدِكَ حـرفــًـا يســتـوي دررًا
من عطريَ الفــذِّ ضمــّخْ وجـــهَ كـراسِ

من أحـرفــي الغـُّـرِ منـظـومٌ ... ومنتثرٌ
يعلــوهـمــا الذّكـْرُ يُهدي النـّور للنــّـاسِ

في آيهِ السّحـرُ يجلو الضيقَ في سَحَرٍ
يَخـِـرُّ من وقـعـــِهِ الجلمــودُ والقــاسي

يفــوحُ تبـيـــانـــُــهُ ريـحــًــا معـطـــرةً
روضٌ يـعــجُّ بعـطـــرِ .... الوردِ والآسِ

إنـّي أنـــا الزّهــرُ والأقــلامُ تَـنـثـرُنــي
سـحــرًا شذيـًّـا يُغذّي الكـونَ إينـاسي

إنـّي أنـا الضـادُ والأمـجـــادُ شـاهــدةٌ
حرفـي تلألأَ مثــلَ الجوهـــرِ المـاســي

عـرّجْ على نبـعــيَ الرّقــراقِ مُتّشِـحــًـا
سـيـفَ اليـراعِ وكــنْ للمدنــفِ الآسـي

واعـزفْ على الشّعْـرِ ألحانــًا مموسقـةً
وأطـربِ الجـمـعَ من صحـبٍ وجُلاّسِ

إن هُنـْتُ يومــًــا فمنكـم أشتكـي ألمـًا
يــا قـادةَ الحـرفِ أيـنَ اليـومَ حُرّاسي

أيـنَ الغيــارى وأحفادي الألى انتفضوا
لمّـا ادّعـى الغــربُ تعجيـزي وإفلاسي

أحفــادَ يعــربَ عـودوا عـن ضلالتِـكـم
إنــّي أنــــا الكـنـــزُ والقــرآنُ نبـراسـي

دع عنــك مجـدًا أيـا من بِتَّ تُبغضني
(اقعـدْ ثكلتُـكَ وابـقَ الطاعمَ الكاسي)

 يــا سـادةَ القـولِ حرفي باتَ يؤلمُني
قرعـتُ من زمـنٍ نـاقــوسَ أجـراسي

وكنـتُ في عالــمِ الأفــلاكِ سـابـحـــةً
عودي على الدّهرِ طودٌ في الورى راسي
 
واليـومَ هنـتـُـم فهـانـت جُلُّ أروقـتـي
أسلمتمونـي...  تبعـتـُـم كيـدَ وَسواسِ

أطعـتـُمُ الذُّلَّ ... والأنـذالُ مــا فتـئــوا
يدعـونَ للهجــرِ شأنَ المُغرضِ الخاسي

أنــا العـزيــزةُ ليسَ الذلُّ مـن شِـيـَمـي
فلتـنـصبـوا في دروبِ العــزِّ أقواسـي

وإنٍَ حـرفــي لـَقـدّيــسٌ بصـومـعـتــي
فلـتُـرجـعـونـي لعـهــدٍ صانَ أقـداسـي

عـيــدٌ أنـــا لسـتُ كالأعيــادِ زخـرفــةً
رفـيـــفُ نـورٍ تـراءى عــبـــرَ قـُدّاسـي

أمٌّ أنـــا اليــومَ ..... لا بـِـرٌّ يُدَفـِّئـُنــي
كفـى عقوقًا...  أعيدوا دفءَ أقباسي

تاقت شموعي بكهفِ الهجرِ جذوتَكم
فأشـعـلـوهــا... وردّوا روحَ أنفــاسـي

اما الاديبة حنان النمر فكتبت

 ١٨ ديسمبر يصادف اليوم العالمي للغة العربية  لغة القرآن 
يطلق عليها: لغة الضاد ،وهي تعتبر اللغة الوحيدة في العالم التي يوجد بها حرف الضاد " ض " وهو ما يميزها عن بقية اللغات في هذا العالم ، كما يعتبر العرب من بين أفصح من نطقوا أحرف الضاد بشكل صحيح منذ القدم فكما هو معروف حرف الضاد من بين أصعب الحروف من حيث النطق خاصة لمتعلمي لغة القرآن الجدد....

 من روائع و جمال اللغة العربية 
-طرقتُ البابَ حتى كلّ مَتْني      وحين كلّ مَتْني كلّمَتْني
فقالت يا إسماعيل صْبرًا        فقُلت يا أَسْمَا عِيلَ صَبْري

-قال:
النّساءُ هُنَّ الدّوَاهِي و الدّوَا هُنَّ       لاَ طَيْبَ للعيْشِ بِلا هُنَّ و البَلَا هُنَّ
قالت:
و الرّجالُ هُمُ المَرْهَم و المُرُّ هُم     لا طيْبَ للعيْش بلا هُم و البَلَا هُم
 
-أَلَمٌ أَلَمَّ ألَمْ أُلِمَّ بِدائِه     إِنْ آنَ آنٌ آنَ آنُ أوانِه (بمعنى: وجع أحاط بي لم أعلم بمرض/إذا توجع المريض حان وقت شفائه)

-سئل أحدهم: من أَسْعَدُ الناسِ ؟ قال: من أَسْعَدَ الناسَ 

- قبورنا تُبْنَى و مَا تُبْنَا     يا ليتنا تُبْنا قبل أن تُبْنَى 

-كلما أردت أن أكتب عن أمي أدركت بأنني أمي