آخر الأخبار

منصة السلع تودع الندوة ١٩ باتجاه مؤتمرها العربي

راصد الإخباري :  

الاردن - راصد
من عبدالله الحميدي

انتهت الندوة (١٩)  لملتقى السلع الثقافي، بعد نشر ورقة الاديب ا.محمد التميمي

وهنا عودة بنا لننقل عيون الادب مما جرى تناوله على المنصة، وفيها ما نشره الادباء هيفاء راتب، وريما البرغوثي، والدكتور محمد العقاد، 

 ففي الورقة الاخيرة (١٤) للاديب ا.محمد التميمي، جاء نصها كما يلي

بداية اقدم التحية لراعي الندوة ١٩ في ملتقى السلع الثقافي 
معالي الأستاذ الدكتور  *صلاح جرار الأكرم*
على رعايته هذه الندوة في نزل النتمة السياحي .. 

اذ ان  كثيرا من المفكرين والأدباء وضعوا تعريفا للكاتب ومن يطلق عليه هذا الاسم هل هو كاتب المقال او الفكرة في عمود في صحيفة ام هو مؤلف كتاب يضع بين دفتيه أفكاره  وتوجهاته... وخلط البعض بين الكاتب والصحفي  والشاعر.
ومدى تأثير كل منهم في توجيه القراء الى فكر معين او أسلوب او إتجاه 
ومما لا شك فيه ان للكاتب أيا كان التأثير  الكبير على القراء فمنهم من يستنهض الهمم للنهوض بالمجتمعات البشرية علما وثقافة ورقيا  ومنهم من دعى الى مقاومة الأفكار البالية في ثقافات المجتمع ومنهم من قاوم المحتل في كتاباته....لهذا فإن 
الكاتب هو انسان وهبه الله القدرة على التعبير عن أفكاره وعواطفه وآرائه بطريقة واضحة وجميلة في آن واحد ، ولكل كاتب أهدافه وطريقته واسلوبه في التعبير، وتتضح أهمية الكاتب في المجتمع من خلال ما يطرحه من أفكار تساعد على تغيير نظرة الانسان لمعتقد ما ولنفسه ولوطنه ولمبادئه، وتنير له الطريق وترشده إلى سواء السبيل، وحتى يحصل الكاتب على دور مميزا في المجتمع  لابد أن يقدم شيئاً مميزاً
 فالكاتب الحقيقي هو من يجيد التعبير الواضح والجميل في آن واحد عن أفكاره وعواطفه، وعن زمانه، وعن مكانه ، وعن ورؤيته للحياة والعالم، ويمتلك حساسية مرهفة قادرة على تحويل الكلمات المألوفة إلى كلمات تبعث على التفكير، أو يلهب العاطفة والشعور
وهنا يقول الكاتب العربي *صاحب الرببعي* :
 الكتابة رسالة إنسانية ومسؤولية تضع الكاتب وجهاً لوجه مع ضميره أولاً ومن ثم مع المجتمع المتلقي لأفكاره وآراءه فإن كانت أفكاراً إنسانية أسهمت في رفع مستوى الوعي الاجتماعي، وإن كانت أفكاراً شريرة عمدت لنخر منظومة الوعي الاجتماعي... لأن الأفكار تعني في محصلتها النهائية تربية المجتمع وفقاً لنهج محدد، فالأفكار الفاشية أسهمت في تخريب منظومة الوعي الإنساني وعطلت منظومة الأعراف والقيم الاجتماعية الداعية للعدالة والسلام والمحبة بين البشر مقابل إحياء قيم الكراهية والحقد والتعالي على الشعوب.
إذاً مهمة الكاتب ليست إطلاق بالونات فكرية وآراء غير مسؤولة بحجة حرية الرأي، فالرأي  الحق يجب أن يكون مسؤولاً... فالتحريض على العنف والكراهية والحقد ضد الآخرين لايمت بصلة لحرية الرأي وأنما هو مساهمة واعية في شحن النفوس بالحقد والكراهية وطمس لمفاهيم المحبة والسلام ومن ثم تهيئة الأجواء لإثارة الفتنة وإغراق المجتمع في بحر من الدماء....
...يعتقد (توفيق الحكيم)"أن مهمة الكاتب هي تربية الرأي.... وكل كاتب لايثير في الناس رأياً أو فكراً أو مغزى يدفعهم إلى التطور أو النهوض أو السمو على أنفسهم ولايحرك فيهم غير المشاعر السطحية العابثة ولايقر فيهم غير الاطمئنان الرخيص ولا يوحي إليهم إلا بالاحساس المبتذل ولايمنهحم غير الراحة الفارغة ولايغمرهم إلا في التسلية والملذات السخيفة التي لاتكون فيهم شخصية ولاتثقف فيهم ذهناً ولا تربي فيهم رأياً: لهو كاتب يقضي على نمو الشعب وتطوره
إن الكاتب الذي لايعي مهامه ورسالته ليس كاتباً ومنتجاً للأفكار وأنما منضداً لها ودجال يعرض قلمه برسم الإيجار للسلطات والأحزاب.... ليروج لأفكارها وتوجهاتها لقاء المال والجاه
... إن المهام والرسالة الإنسانية للكاتب ليست لائحة مدون فيها البنود والتوجهات الإنسانية يمكن أن يحفظها ويخط نهجه عليها. إنها سعي متواصل منه للوصول إلى مستوى ثقافي عالي، يرتقي من خلالها بوعيه لمراتب أعلى تمكنه من قراءة بنود مهامه وتفاصيل رسالته الإنسانية
...تقول الكاتبة  *روضة علي* :
إذا أردت أن تكتب جيداً اقرأ كثيراً، هذا ما قالوه دائما عن كيفية إتقان الكتابة، عانيت كثيراً لأكتب أول موضوع لي ولا زلت أعاني حتى أنتج أي موضوع، وكأنني أعصر نفسي مئة مرة حتى اُخرجَ بعض الكلمات، وكأنني في آلة ضغط حتى أنتج بعض الأفكار، وكأن الزمن تلاشي من فرط التفكير في كيفية صياغة العبارات، وبعد كل هذا لا تنتج إلا القليل ولعله أيضاً يرضيك
.... وذكرت الكاتبة البحرينية *دلال عبد الله*
 وأكدت  على أن الكاتب جزء من هذا النسيج، يجب أن يختبر عادات وثقافات مجتمعه، ويتأثر بها، وينقل خصوصيتها للقارئ، الذي بدوره سيتعرّف عليها من خلال نصوصه، وقالت: «قراءة الكتب تقرب بين الثقافات والشعوب، ويكاد يكون كل كتاب هو رحلة إلى بلاد وعوالم جديدة، ومهمة الكاتب في بحثه وقراءاته أن يستفيد من العوالم التي تفتحها أمامه، ويحول التفاصيل، التي يتلقاها إلى جماليات جديدة، تخدم أعماله الأدبية.
ختاما اقدم التحية للزملاء والزميلات الأكارم ممن تسمح ظروفهم بالإطلاع على ورقتي

وفي ما ينشره في ملتقى السلع، للاديب د. محمد العقاد،  كان المقال الذي حمل عنوان  "المجهول" ..., وفيه

الذي لم يحصل علي دكتوراه واجاز دكتوراه ل طه حسين
الشيخ الشريف علام سلامة ...
أحد رموز مصر فى الفكر و الأدب و الثقافة و أحد كبار علماء اللغة العربية ، هو الذى ناقش د.طه حسين فى الدكتوراه و كان يصحح أخطاء أحمد شوقى و حافظ إبراهيم اللغوية ...
الشيخ علام سلامة ابن أشراف قرية العقال البحرى مركز البدارى محافظة أسيوط ، ولد سنة ١٨٧٧م و تعلم بكتاب قريته و انتقل للقاهرة و أكمل تعليمه الأزهرى و تخرج فى مدرسة دار العلوم التى كانت نواة لكلية دار العلوم ، تخصص فى تدريس الأدب العربى المقارن و الأدب الأندلسى .
هو أحد نوابغ مصر و عظمائها و من أنجب من أنجبت مصر ، أستاذ الأدب العربى بمدرسة دار العلوم و صاحب كتاب معراج البيان الذى كان يتم تدريسه بكلية دار العلوم حتى وقت قريب ، منحه الملك فؤاد الأول نيشان النيل العظيم سنة ١٩٢٥م و هذا النيشان تغير اسمه حاليا إلى قلادة النيل العظمى أو وشاح النيل .
انتدبته الجامعة الأهلية أولى جامعات مصر سنة 1908م لمناقشة رسالة دكتوراه الأستاذ طه حسين تحت إشراف السلطان حسين كامل سلطان مصر و هى أول دكتوراه يتقدم بها مصرى و يتم مناقشتها فى جامعة مصرية و كانت فى أدب أبى العلاء المعرى .
يقول د.طه حسين : عجبت لمن ليست له دكتوراه و يمتحننى فى الدكتوراه و لكن يزول عجبى عندما لا أجد من يمنح أستاذى علام سلامة دكتوراه ، و يقول : كاد أستاذى علام سلامة يبتلعنى غير أنى كنت عسير الهضم ،،، و هكذا شهد له د.طه حسين بأستاذيته ، كتب عنه د.طه حسين فى كتابيه : من بعيد ، الأيام .
عندما ترجم شاعر النيل رواية Les Miserables البؤساء تأليف فيكتور هوجو أرسل نسخة منها للأستاذ علام سلامة كتب فى مقدمتها : إلى أستاذنا الشيخ علام سلامة نسأل الله منه السلامة ... المخلص حافظ ، رد عليه الشيخ بأن عنوان الكتاب يحوى خطأ لغويا ، إن البؤساء جمع بئيس و هو الإنسان الذى لا تعرف الإبتسامة طريقها إلى شفتيه أبدا ، و قد يكون غنيا ، و هذا لم يقصده هوجو المؤلف و الصواب أن يكون العنوان : البائسون .
كتب أمير الشعراء قصيدة أهداها للشيخ علام و قال فيها :
وقى الأرض شر مقاديره ،،، لطيف السماء و رحمانها
و نجى الكنانة من فتنة ،،، تهددت النيل نيرانها
رد عليه الأستاذ علام قائلا بالنص : يا شوقى لا يصح أن نصف مقادير الله بأنها شريرة حتى و لو أصابتنا بكرب ، و الرأى عندى أن تكتب هكذا :
وقى الأرض شرا مقاديره ،،، لطيف السماء و رحمانها
و نجى الكنانة من فتنة ،،، تهددت النيل نيرانها
و هكذا حافظ الأستاذ على الوزن و القافية و لم يعبث بالمعنى و لكنه داعب أوتار النحو و صحح خطأ أمير الشعراء ...
عالم اللغة العربية الكبير الأستاذ علام سلامة فى أغسطس 1937م عن ستين عاما .
المصادر :
موسوعة 1000 شخصية مصرية تأليف لمعى المطيعى

 وتحت عنوان "الادب المشرقي واثره في الادب الاندلسي نشرت الاديبة السورية هيفاء راتب التالي

أقام العرب في ربوع الأندلس نحوًا من ثمانية قرون؛ فقد دخلوها سنة ٧١٠ م، وأسسوا حكم الوُلاة فيها؛ ثم تتابعت دولهم حتى سقوط آخرها، دولة بَني الأحمر سنة ١٤٩٢م. 

لقد انطلق العرب من الشرق نحو الأندلس، حاملين خصائصهم وإرثهم؛ فعرفوا أرضًا جديدة ومجتمعًا جديدًا وحياة جديدة تختلف تمام الاختلاف عن الظروف التي كانت للمشارقة؛ فنتج عن ذلك أن تأثّروا بهذه الحياة الجديدة وبيئتها وأثّروا فيها؛ فتكونت للأدب الأندلسي خصائص مستمَدّة منها، ساعدت ظروفُ العصر على تبلوُرها واستتبابها.

ولعل هذا التأثر والتأثير لم يحدث دفعة واحدة، بل جاء بعد عدة مراحل من الترقّب والمُحاكاة، من الطرفين المشرقي والأندلسي؛ وانطلاقًا من هذه البيئة الجغرافية والبشرية، نشأ الأدب العربي الأندلسي، بعد أن مرَّ بثلاث مراحل: مرحلة تقليد المشارقة، مرحلة التجديد مع سيطرة التقليد، ومرحلة التجديد التي تحرر فيها أدباء الأندلس من أهل الشرق تحررًا تامًّا ليبدعوا فيها أدبًا خاصًّا بهم ونابعًا من حياتهم وبيئتهم.

ولعلّنا في هذا المقال سنركّز على المرحلة الأولى من مراحل الأدب العربي الأندلسي، ألا وهي مرحلة التقليد التي ظهر جليًّا فيها أثر الأدب المشرقي في الأدب الأندلسي.

 مظاهر أثر الأدب المشرقي في الأدب الأندلسي
انتقل المشرقيون إلى الأندلس حاملين معهم ثقافتهم وبيئتهم ولغتهم ومعانيهم، والتقوا هناك ببيئة جديدة وطبيعة خلّابة؛ فكان لا بُدّ من حدوث ذلك التلاقُح بين الأدبَين، ومن ظهور الأدب الأندلسي بخصائص مشرقية؛ ذلك أن الأندلسي اكتسب شخصية مميزة جمعت بين الملامح المشرقية بعروبتها الأصيلة، إلى جانب ملامحها الأندلسية التي ارتسمت من الموطن الجديد... وكما كانت الشخصية الأندلسية مزيجًا من النمطين: المشرقي والأندلسي، كذلك نشأ الأدب الأندلسي هجينًا بين الاثنين؛ فجاء الشعر تعبيرًا عن جمال البيئة الأندلسية وروعة طبيعتها، مطعَّمًا بتأثيرات جمالية وفنية مشرقية؛ فقد تتبّع الأندلسيون آثار المَشارقة، واقتفَوا أثرهم في الإتقان والتفنُّن والبلاغة.

وبرز أثر الأدب المشرقي في الأدب الأندلسي في فنون الشعر بشكل خاص؛ فقد نظم الأندلسيون شعرهم في الأغراض التقليدية، كالغزل والزهد والتصوّف والمدح.

ومن الريميات، للشاعرة العربية ريم البرغوثي، وبعنوان قصائدُ الرّيشِ نشرتها كما يلي

ألقـاكَ تشدو باللغـاتِ جميعِهـا
وتبعثرَتْ فوقَ السطورِ حروفي

وتعانقُ الأفكارَ حـولَ مراكبـي
وعلى بحـورِكَ يُستطابُ نزيفي

وأرى البلاغةَ في عيونِكَ شعلةً
وأنـا أجـودُ بحرفـيَ المألـوفِ

يـا سالبـًا منّي الكلامَ ووهجـَهُ
ماذا فعلـتَ بتالـدي وطريفي؟

ما زلـتَ فـوقَ نوافذي متألـّقـًا
وتذوبُ فيـكَ مواجدي وطيوفي

تُشجيكَ من فيضِ التلوّعِ همسةٌ
نـاجـتْ ظلامَ فـؤاديَ الملهـوفِ

غنّيتَنـي ... لحـنــًا تورّدَ خــدُّهُ
فتزلزلَتْ عنـدَ الغنــاءِ سقوفي

زارتـكَ يـا غِرّيـدُ بعضُ ملامحي
لتقيـمَ من بعدِ السّقوطِ وقوفي

يا مالكَ الألحـانِ هذي شرفتـي
أهديكَها ...فلْتَحفظَنْ معروفـي

وزّعْ لحونـَكَ في تفاصيلِ المدى
وانفضْ غبـارَ بهائيَ المكسـوفِ

سطـّرْ بأقـلام التـلـوُّعِ ...قصـةً
تروي جـنـونَ مُعذَّبٍ مشغــوفِ

واسردْ على أنـّاتِ قلـبِ مُجَـرَّحٍ
قصصًا نمَتْ من بوحيَ المكتوفِ

لَمْلَمْتَ في الرّيشات ِألفَ قصيدةٍ
وأنـا... اكتفيتُ بريشيَ المنتوفِ

فاصدحْ قصيـدًا...لا تُراقُ دمـاؤُهُ
واعصرْهُ رشفًا من نبيذِ قطوفـي

واختـمْ رسائلَكَ... التي أنهكتـَهـا
برحـيـلِ لحـنٍ نـــاءَ بالمعـزوفِ