آخر الأخبار

استعدادا للندوة ١٩ منصة السلع تختار عنوانا لافتا حول الكتابة والمجتمعات

راصد الإخباري :  

المغرب - راصد
كتب عبدالله الحميدي

كتب الادباء امينه الجمجومي، ورشيدة العسري من المغرب، وهشام القواسمه، ود.حنان الخريسات، عما يجول في الخاطر من شعر ونثر

ولعلنا في ملتقى السلع، نتطلع الى الندوة (١٩) التي ستكون مطلع تموز عن الكاتب والكتابة، والاثر المجتمعي

فنشرت الجمجومي ما اعتبرته من أروع ما قرات
وفيه،  يقول أحدهم عن أبيه :
كان أبي إذا دخل غرفتي , و وجد المصباح مضاءً 
وأنا خارجها قال لي : لم لا تطفئه ولم كل هذا الهدر في الكهرباء ؟؟؟

إذا دخل الخلاء ووجد الصنبور يقطر ماءً قال  بعلو صوته لم لا تُحكم غلقه قبل خروجك ولم كل هذا الهدر في المياه؟؟؟

دائما ما ينتقدني ويتهمني بالسلبية !!!

يعاتب على الصغيرة والكبيرة !!!

حتى وهو على فراش المرض !!!

إلى أن جاء يوم وجدت وظيفة .

اليوم الذي طالما انتظرته.

اليوم سأجري المقابلة الشخصية الأولى في حياتي للحصول على وظيفة مرموقة في إحدى الشركات الكبرى. 

وإن تم قبولي فسأترك هذا البيت إلى غير رجعة وسأرتاح من أبي وتوبيخه الدائم لي. 

استيقظت في الصباح الباكر ولبست أجمل الثياب وتعطرت وهممت بالخروج فإذا بيدٍ تربّت على كتفي عند الباب. 

التفت فوجدت أبي مبتسمًا رغم ذبول عينيه وظهور أعراض المرض جلية على وجهه....

 وناولني بعض النقود وقال لي أريدك أن تكون إيجابيا واثقا من نفسك ولا تهتز أمام أي سؤال. 

تقبلت النصيحة على مضض وابتسمت وأنا أتأفّف من داخلي، حتى في هذه اللحظات لا يكف عن النصائح وكأنه يتعمد تعكير مزاجي في أسعد لحظات حياتي.

خرجت من البيت مسرعًا واستأجرت سيارة أجرة وتوجهت إلى الشركة.

وما أن وصلت ودخلت من بوابة الشركة حتى تعجبت كل العجب !!!

فلم يكن هناك حراس عند الباب ولا موظف استقبال سوى لوحات إرشادية تقود إلى مكان المقابلة.

وبمجرد أن دخلت من الباب لاحظت أن مقبض الباب قد خرج من مكانه وأصبح عرضة للكسر إن اصطدم به أحد. 

فتذكرت نصيحة أبي لي عند خروجي من المنزل بأن أكون إيجابيا، فقمت على الفور برد مقبض الباب إلى مكانه وأحكمته جيدا.

ثم تتبعت اللوحات الإرشادية ومررت بحديقة الشركة فوجدت الممرات غارقة بالمياه التي كانت تطفو من أحد الأحواض الذي امتلأ بالماء الى آخره. وقد بدا أن البستاني قد انشغل عنه. فتذكرت تعنيف أبي لي على هدر المياه فقمت بسحب خرطوم المياه من الحوض الممتلئ ووضعته في حوض آخر مع تقليل ضخ الصنبور حتى لا يمتلئ بسرعة إلى حين عودة البستاني.

ثم دخلت مبنى الشركة متتبعا اللوحات وخلال صعودي على الدرج لاحظت الكم الهائل من مصابيح الإنارة المضاءة ونحن في وضح النهار فقمت لا إراديا بإطفائها خوفا من صراخ أبي الذي كان يصدح في أذني أينما ذهبت. 

إلى أن وصلت إلى الدور العلوي ففوجئت بالعدد الكبير من المتقدمين لهذه الوظيفة .

قمت بتسجيل اسمي في قائمة المتقدمين وجلست انتظر دوري وأنا أتمعن في وجوه الحاضرين وملابسهم لدرجة جعلتني أشعر بالدونية من ملابسي وهيئتي أمام ما رأيته. والبعض يتباهى بشهاداته الحاصل عليها من الجامعات الأمريكية.

ثم لاحظت أن كل من يدخل المقابلة لا يلبث إلا أن يخرج في أقل من دقيقة. 

فقلت في نفسي إن كان هؤلاء بأناقتهم وشهاداتهم قد رُفضوا فهل سأقبل أنا ؟؟!!

فهممت بالانسحاب والخروج من هذه المنافسة الخاسرة بكرامتي قبل أن يقال لي نعتذر منك.

وبالفعل انتفضت من مكاني وهممت بالخروج فإذا بالموظف ينادي على اسمي للدخول. 

فقلت لا مناص سأدخل وأمري إلى الله. 

دخلت غرفة المقابلة وجلست على الكرسي في مقابل ثلاثة أشخاص نظروا إليّ وابتسموا ابتسامة عريضة ثم قال أحدهم متى تحب أن تتسلّم الوظيفة ؟؟؟!!!

فذهلت لوهلة وظننت أنهم يسخرون مني أو أنه أحد أسئلة المقابلة ووراء هذا السؤال ما وراءه.

فتذكرت نصيحة أبي لي عند خروجي من المنزل بألا أهتز وأن أكون واثقا من نفسي.

فأجبتهم بكل ثقة: بعد أن أجتاز الاختبار بنجاح إن شاء الله.

فقال آخر لقد نجحت في الامتحان وانتهى الأمر.

فقلت ولكن أحدا منكم لم يسألني سؤالا واحدا !!! 

فقال الثالث نحن ندرك جيدا أنه من خلال طرح الأسئلة فقط لن نستطيع تقييم مهارات أي من المتقدمين. 

ولذا قررنا أن يكون تقييمنا للشخص عمليا ...

فصممنا مجموعة اختبارات عملية تكشف لنا سلوك المتقدم ومدى الإيجابية التي يتمتع بها ومدى حرصه على مقدرات الشركة، فكنت أنت الشخص الوحيد الذي سعى لإصلاح كل عيب تعمدنا وضعه في طريق كل متقدم، وقد تم توثيق ذلك من خلال كاميرات مراقبة وضعت في كل أروقة الشركة.

يقول صاحبي ...

حينها فقط اختفت كل الوجوه أمام عيني ونسيت الوظيفة والمقابلة وكل شيء...

ولم أعد أرى إلا صورة_أبي !!!

ذلك الباب الكبير الذي ظاهره القسوة ولكن باطنه الرحمة والمودة والحب والحنان والطمأنينة.

شعرت برغبة جامحة في العودة إلى البيت والانكفاء لتقبيل يديه وقدميه. 

عند باب الدار رايت اقاربي و الجيران مجتمعين۔ينظرون الي نظرات ياس و عطف۔۔فهمت كل شيىء۔۔وصلت متاخرا۔۔فات الاوان۔۔۔

اشتقت إلى سماع صوته و نغمة صراخه تطرب أذني. 

لماذا لم أر أبي من قبل؟؟؟

كيف عميت عيناي عنه ؟؟؟

عن العطاء بلا مقابل ...
عن الحنان بلا حدود ...
عن الإجابة بلا سؤال ...
عن النصيحة بلا استشارة ...

ولرشيدة العسري، التي تتربع على عرش الهايكو، همساتها مع الليل، وهي ترسم الجفون، وترقب نوم القمر فتقول

آخر الليل
أرسم جفونك
فتلتهب المجرات
حول خاصرة الغياب

آخر الليل
فوق قلاع قلب 
آيلة للسقوط
أرسم جفونك
 برماد شوق
وفحم رصاصة 
صوبتها يوما نحوي
وأنت راحل

آخر الليل
من هذا الظلام الدامس
أرسم جفونك
ليتكحل الشوق
بعد حداد دام ليالٍ مقمرة

أرسم جفونك
في آخر ليلة مقمرة
والكحل في عينيك
هالة حول النور
كي لا ينطفئ

آخر الليل
أرسم جفونك
دامع
زجاج النافذة

آخر الليل
ينام القمر 
خلف عينيك السوداوين
وأنا أرسم جفونك
بريشة الشوق
الساقطة من أجنحة الغياب
ذات لقاء

وللشاعر النبيل هشام القواسمه تقاطعاته مع النفس،التي جالت قي السفر والعصافير، وبيادر الحلم، فقال

إلى من يسافرُ كلَّ صباحٍ
ويُنبت حلماً لسادنةِ الروحِ
يوقظ فيّ العصافير .. 
ينقلني حبةً حبةً 
ويعيد خطاي التي دمدمت كل هذا الكلام 
والقهوة وبيادر الحلم
وألمح فيها عيوني
 سفينة نوحي بيادر حلمي  فنجان قهوتنا في الصباح.. وأمي

ولعل الشاعرة د.حنان الخريسات ، بدات توجيه استلتها لفنجان قهوتها فقالت

 فنجان قهوتي ..
يا سري الجميل ..
 وانت المقصود بكل الكلام
لا يخذلني  ..
ارتشفه ..
على رصيف مظلم
يتذوقه قلب مثقوب 
يرتشف الحلم والأمل
حلم ،،
اكتبه في فنجاني
وارسمه في خواطري
ستبقى سري الجميل ..
ونبضي المستحيل..

ونشر د.محمد العقاد، ما  يرويه فضيلة الشيخ "علي الطنطاوي" رحمه الله وطيب ثراه :
‏رأيتُ ابنتي البارحة تأخذ قليلاً من الفاصوليا والأرز .. ثم وضعتْها في صينية نحاس وأضافت إليها الباذنجان والخيار وحبّات من المشمش ..
‏و همَّتْ خارجةً .. فسألتُها : لمنْ هذا ؟
‏فقالت: إنه للحارس .. فقد أمرتْني جدّتي بذلك ...
‏فقلتُ: أحضري بعض الصحون، وضعي كل حاجة في صحن .. ورتّبي الصينية .. وأضيفي كأسَ ماء ومعهم الملعقة والسكين ...
‏ففعلتْ ذلك ثم ذهبتْ..
‏وعند عوْدتها سألتْني: لمَ فعلتُ ذلك ؟!
‏فقلت: إنَّ الطعامَ صدقةٌ "بالمال" .. أما الترتيب فهو صدقةٌ "بالعاطفة" ..
‏والأولُ يملأ البطنَ .. والثاني يملأ القلبَ ..
‏فالأول يُشعِرُ الحارسَ أنه متسولٌ أرسلْنا له بقايا الأكل ..
‏أما الثاني فيُشعره أنه صديقٌ قريب أو ضيفٌ كريم ..
‏وهناك فرق كبير بين عطاء المال وعطاء الروح ..
‏وهذا أعظم عند الله وعند المعوزين ...
‏فليكنْ إحسانُكم ملفوفاً بكرَمٍ ومحبة .. لا بذلٍّ ومهانة.

وتحت عنوان جمهورية فنلندة
والمثل المعروف، "حينما تكون في
 روما، إفعل كما يفعل أهل روما" كتبت
 د.سلمى زكي الناشف

كان علي في اليوم الثاني التوجه إلى المطار صباحاً للانتقال إلى مدينة روفانيمي وهي في شمال فنلندة في منطقة الدائرة القطبية الشمالية، وعلى خط عرض 7 ´33 °66 من خط الاستواء إلى الشمال، وعلى خط طول 51 ´50 °25 من خط جرينتش وإلى الشرق، وهي المكان الرسمي لبابا نويل، وفعلا فقد توجهت إليه، وصعدت إلى الطائرة التي كانت آتية من روفانيمي، ولا أستطيع وصف البرد الذي اكتنفني عند دخولها، بالرغم من لبسي الشتوي المكثف، بما فيه معطف الصوف الثقيل، وحاولت التأقلم، ولكنني بقيت أرتجف من شدة البرد، فقد جاءت من منطقة درجات الحرارة فيها اقل من الصفر بكثير، وقبل إقلاع الطائرة تم رشها كاملة من الخارج بمادة سائلة لزجة لمنع التجمد، ومن ثم أقلعت بنا الطائرة، وكان طيرانها متذبذبـًا جدًا في البداية ولكنها استقرت فيما بعد، ووصلنا روفانيمي بعد ساعة ونصف تقريباً وكلي شوق لرؤية هذا المكان الذي طالما ارتبط بالأساطير في أذهاننا ونحن أطفال، وفوجئت بنماذج غزلان الرنة في اول دخولنا قاعة الحقائب موضوعة بشكل جميل جداً، أشبع شيئاً بسيطًا من فضولي.
خرجت من قاعة الحقائب متجهة نحو المخرج لأجد صبية فنلندية روفانيمية جميلة تحمل لوحة كتب عليها إسمي بأناقة تامة، وعرّفتها بنفسي وتعانقنا، وصحبتها إلى حيث تنتظر سيارتها، واستقلينا السيارة، ومررنا بطريق جميعها ثلجيّة بيضاء، لا يظهر منها شئ، وأوصلتني إلى الفندق، الذي ذهلت من جمال منظره من الخارج، الثلج يغطي كل شئ، وهناك المصابيح الصغيرة المضاء بألوان مبهجة وجميلة تنعكس إضاءتها على الثلج، ومررنا قبل وصولنا إلى أحد المراكز الشرائية، تبضعت منه لإقامتي.

*من كتابي "رحلاتي حول العالم كإبن بطوطة"

وللكاتبة المتميزة نسرين الطويل ، اكثر من مقال، منها  الكاتب ضمير هذا العصر ، تقول فيه

لم تغب شمس المعرفة كثيراً وقد نكون الآن في مرحلة الغروب، وقبل أن تأفل شمس الثقافة يجب علينا أن نضع بعض النصائح لأنفسنا والمحيط حتى تشرق الشمس من جديد. في هذه الآونة لم يغب الكاتب العربي بالشكل الصحيح ولكن هناك من يدعي الكتابة والمعرفة مع وجود هذا العالم الافتراضي المتزاحم بمشاهير التفاهة والنسخ واللصق، وحتى مشاهير الخطابة لمن ادعى المعرفة في العلوم الدينية والطبية والتجميل وما إلى ذلك. المثقف الأديب  هو حبر الأمة وهو من صنع ثورات فرنسا ودحر المستعمر الانجليزي من مصر ووثق أمجاد الأمم وحضارتها، والروائي من رسم ملامح الحارة المصرية مثل نجيب محفوظ ،والشاعر من وقف جندياً في الصف الأول من المعركة وصار شهيداً مثل عبد الرحيم محمود والأدباء هم من أسس الوحدة بين الشعوب مثل رابطة (ابوللو) و(رابطة ادباء المهجر)، ومن هنا نستطيع القول بأننا نحن الأدباء الأنجم التي تسطع في سماء الأمة، فيجب علينا أن نحمل هذه الفضاءات على محمل الجد.
ولعلنا نرى اليوم الأدباء في معزل عن الثقافة وقد تركوا المنصات لمن لا يستحقها، والبعض منهم مستهلك لدرجة قد لا يكون غيره في الساحة الأدبية، ومما نتعجب منه اليوم ظهور أنصاف المثقفين حسب ادعاءهم وقد زادوا من غرابة المشهد الثقافي بتمايلهم وبدمج الفن المعاصر والراقص على هذه الأماسي التي نفر منها جيل الشباب المقبل على الآداب والمتعطش لمواكبة الصالونات القديمة أمثال صالون (مي زيادة والعقاد). وفي منظور آخر دعونا نتطرق للمحاضرات الأدبية والعلمية والدينية لأولئك الذين أخذوا من الكتب ولم يذكروا أصحابها كمراجع قد يستفيد منه المشاهد والمتابع وقد يسحرون الناس بكلامهم المعسول دون أن يتأكدوا من المعلومة الصحيحة وعن غير علمٍ نافع، وهذه الفئة من الآفات التي تسيطر على العقل وتسحره بكلام مغلوط وقد اعتمد صاحبها على عدد المشاهدات والانتشار بين الناس لمكاسب دنيوية دون الحرص على الإفك الذي ارتكبه بين الناس وجعل هذا العلم وهو من دون علم مادة للتضليل الخاطئ مدى الحياة. وفي معرض حديثي سوف أتطرق للسرقات الأدبية والعلمية وقد أصبحت متاحة لتوفر وسائل الاتصال وعدم السعي لأجلها كما كان ذلك في سالف الزمان، أيام كانت المكتبات والكل يسعى لعمل الابحاث، وقد أصبحت السرقة الأدبية في وضح النهار مع وجود تقنية النسخ واللصق ودون أن يقرأ السارق ماذا سرق أو يعرف ما المقصود من هذا الكلام المسروق، وآخر قد يسرق معلومات من كتاب علمي ويبدأ بعمل محاضرات دون أن يذكر اسم المؤلف ولمن تعود هذه الأفكار. أخيراً، ولجميع هؤلاء أود أن أقول بأن العلم فريضة والعالم مؤتمن على علمه والأديب يتحمل وزر أدبه إذا استخدمه في غير خُلقه، والمثقف يجب أن يضع ثمرة جهده للناس بأسلوب الحكماء دون أن يتعالى عليهم وأن يكون ودودا فيهم، لا يملك مثقال ذرة من كَبر، حتى يكون قول الله فيه: 
((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات))