آخر الأخبار

قامات ادبية تصنع حراكا على منصة السلع الثقافية

راصد الإخباري :  

الاردن - راصد
من عبدالله الحميدي

ركزت منصة السلع على ما دار في الندوة (١٨) التي رعاها الوزير الاردني سميح المعايطة

واستظل حراكها المستمر تحت ظلال عيد الام، التي اخذت حيزا واسعا في انتاجات الادباء  شعرا كان ام نثرا

وفي مقالته خوف في عيد الأم كتب الشاعر نجيب كيالي

بمناسبة عيد الأم أطبع قبلةً على جميع أيادي الأمهات، وأقول لهن: كلَّ عام وأنتن بخير. أُمّ.. أُمّ يا سلام، كلمة فيها عشٌّ لعصافير الحنان، فيها ربيعٌ يفتح ذراعيه. 
ولكنْ.. مع فرحي بالمناسبة أنا خائف يا عزيزاتي الأمهات، أو خائفٌ جداً، ففي أكثر بقاع العالم، ولا سيما في أوربا وأمريكا تفوح روائح ثقافةٍ معادية للأسرة، كأنَّ هناك مقصَّاً خفياً يريد التخلصَ من هذا العش الدافئ! كأنَّ ما يجري للطبيعة من تعريةٍ ظالمة لأشجارها يجري مثيلُه للإنسان في المجال الاجتماعي، فَيُراد تعريتُه من أمه، وأبيه، وزوجته، وأطفاله!
يرى علماءُ النفس أنَّ أعظم مشكلة للكائن البشري تكمن في أنه كائنٌ وحيد مرتجف في قرارة وجوده، ووحدته تلك دفعته للاحتماء بالمقدَّس وغيرِه، ولا خلاصَ له بغير الحب، وفي رأيي أنَّ الأسرة المبنية بِلَبِنَاتِ المحبة، هي سفينةُ نجاته، لكنها باتت مهددة! 
في البناء الذي أسكنه في إحدى الدول الغربية خمسَ عشرة شقة، أربعٌ منها فيها أُسَر صغيرة، وإحدى عشرة شقة أخرى يعيش فيها رجل منفرد أو امرأة منفردة! قلبي يتوجع من أجلهم، ويسألني: لماذا؟
أبوابُ الشُّقق وأنا أصعد الدرج أراها حزينةً من الخارج، كأنها مطلية بالدمع، من خلف الأبواب قلما تسمع صوت طفل أو طفلة، بينما يتوفر بكثرة عواءُ الكلاب بكل الأنغام التي نعرفها، والتي لا تخطر على بال! بعضها ضخم جداً، وله زمجرة كالأسود! تلك الكلاب أخذت مكانَ الأطفال، وصارت بديلاً للزوج أو الزوجة. أسرة (كلبو بشرية)، كما وصفها أحدهم ساخراً، وأنا لستُ مع السخرية بل مع الرثاء والعطف، والمحبة، ومحاولةِ فَهْم الظاهرة!
أما سببُ خوفي الذي أشرتُ إليه في البداية فهو أن الموجة وصلت إلينا، وبدأت تتغلغل في الأجيال الشابة، بعضُ هؤلاء من الشابات والشبان صار يرى الأسرة دَقَّة قديمة، وحالةً كلاسيكية يعلوها الصدأ..!
وهناك من أخذ يربي الكلاب.. أي قريباً ستختفي من القاموس: كلمات: ماما، بابا، أخي، عمي، عمتي!
الأم التي كانت تَخيط جراحنا لم يعد لها لزوم!
الأب الذي كان يحملنا على ظهره، ويأكل الطعامَ البائت، بينما يدفع نحونا بالطعام الطازج لم يعد له لزوم.
كلمة: روح يا ابني الله يرضى عليك.. الله ينوِّر طريقك لم يعد لها لزوم!
لندع موضوع العجز المادي عن الزواج، هذا شأن آخر.
لندع بعضَ المشاكل التي تظهر أحياناً في حياة الأُسَر، ونكفَّ عن تضخيمها.
نحن هنا أمام عمود من أعمدة الوجود تتجه نحوه المعاول! وخطرُ الانقراض الذي بدأ يدقُّ ناقوسه في هذا البلد أو ذاك نتيجةَ قلةِ الإنجاب جعلَ بعضَ المفكرين في الغرب ينتبهون للقضية، لكنَّ أصواتَهم خافتة وسط موجات الإعلام الصاخبة!
عزيزاتي الأمهات
أعزائي الرجال
نحن مع التقدم، نصفق له، ونبوسُ يده ورجله، ونتعطَّر بروائح شاربه عندما يكون في خدمة الإنسان، لكنَّ المسألة هنا ليست من صاحب السعادة التقدم- كما أرى- لكنها من صاحب العظمة والسطوة والشيطنة عصر الاستهلاك، ومن خلفه قطار العولمة المجنون(١).
تتطاير من حولي أسئلة في الهواء تبحث عن أجوبتها:
إبعادُ الإنسان عن الأسرة والزواج ألن يجعله زَبوناً في سوق البدائل الجنسية كالدمى العجيبة الغريبة، والأدوات الأخرى التي تدر الأرباح على صانعيها الأكارم؟
إبعادُ الإنسان عن الأسرة والزواج ألن يجعله مستهلكاً للأغذية المصنَّعة بدلَ أن يصنع طعامه في بيته؟
إبعادُه عن الأسرة ألن يجعله مندفعاً للبحث عن عزاء مما يضاعف الإقبالَ على بيع السجائر والخمور والمخدرات التي تجري من تحتها ساقيةُ ذهب نحو خزائن المال؟
وأخيراً.. أليس في إبعاده عن الأسرة تضييقٌ لوجوده من (أنا) تتفاعل مع (نحن) إلى (أنا) مدفونة في أناها! أليس في ذلك اجتثاثٌ له وإنباتٌ لإنسانٍ آخرَ في موضعه، يكون هشاً ضعيفاً يتبع بوصلةَ الأسواق والبضائع، وله جِلدٌ لا من خلايا البشر، وإنما من الإعلانات التجارية؟
لنفكر في هذه الأسئلة، وفي غيرها ونحن في بيوتنا التي لم تعد بيوتاً، وإنما نوعاً من المنافي الصغيرة.
         
(١) منذ مطلع الألفية الثالثة هناك تركيز كبير جداً في وسائل الإعلام على كل ما هو جسد أو يتصل به مع تغييب شبه كامل لكل مايتصل بالعقل والروح والعواطف. إنه طغيان التفاهة وانتصارها كما قال آلان دونو في كتابه: نظام التفاهة.


 المرأة المناضلة 
في الأدب العربي, كانت الورقة الاخيرة للديب حسن ناجي، في الندوة (١٨) التي رعاها الاستاذ الاعلامي والكاتب. الوزير سميح المعايطة، وفيها
 
سمعت شهيداً يقول : كلما نظرت إلى السماء رأيت وجه أمي تدعو لي بزغرودة ، وقال شهيد آخر وأنا أرى أختي وهي تحمل صورتي وتقبلها بدمعها ، والثالث قال أنا رأيت زوجتي وحولها أطفالنا تحكي لهم قصة استشهادي ، وبعد أن استمعت إلى هذا الكلام قلت عندما يستشهد المناضل تبقى صورته في الأذهان وهذا حقه ، لكننا ننسى صورة الأم والأخت والزوجة ، فالأولى أعطته دعاءها وصبرها ، والثانية منحته قبلتها ودمعتها ، والثالثة كانت امتداداً لنضاله ، فحاولت أن أبحث عن هذه الصور فرأيتها في قصص وروايات كثيرة منها ما تم إنتاجه تلفزيونياً أو سينمائياً أو مطبوعاً ، واخترت نموذجين في قصتين للكاتبة نجلاء حسون ، القصة الأولى جنين وراء القضبان من مجموعتها ثوب وردي  ، والقصة الثانية الدرس الأول من مجموعتها القصصية الموت الأنيق، فعرفت أن الأديب العربي لم ينس أن يخلّد هذه النماذج التي نفتخر بها وهي التي شاركت الشهيد حضوراً إنسانياً ، عندها ارتحت قليلاً وقلت جميل أن أقدم لكم صورتين من نضال المرأة العربية في الأدب العربي الأولى حول الأم ، والثانية حول الزوجة والحبيبة ، وسأحاول أن أقدم بانوراما حركية للأحداث في القصتين لأن مهمتي ليست دراسة النص الإبداعي للكاتبة بل عرض صورة المرأة المناضلة ودورها في القصتين كما أرادتها الكاتبة.
قصة الدرس الأول تبدأ باستشهاد الأب ، وتبقى الأم مع  ولديها نضال و أحمد تعلمهم حب الله وحب الوطن ، يكبر الطفلان في مدرسة الأم مع منهاج حب الوطن ودروس البطولة والشهادة ، تدعمهم الأم وتقف معهم على صدق نيتهم وهي متأكدة أنهم سيحصلون على العلامة الكاملة في مدرستها فهي تقول في إحدى منولوجاتها في القصة قدري أن أكون أماً فلسطينية ألد الشهداء ، وهنا تقف معها الكاتبة لتصف لنا نبض الأمومة فيها عند وداع ابنها نضال والذي شاهدته يرتب أمور شهادته ، كان نضال ينظر إليها مبتسما ، ابتسامة رأتها مختلفة ، أخذت تنظر إلى طوله وملامحه ،كأنها تراه لأول مرة ، إنها أمٌ فمن يلومها ، وقد حرصت نجلاء على أن تتابع نبض الأمومة إضافة إلى نبض الأم المناضلة من أجل وطنها فلسطين ، انحنى نضال يقبّل يدها، ثم جبينها، فرفعت نظراتها إليه ، حدّقت في عينيه وقالت: ستفعلها  الليلة  يا نضال ، أليس كذلك؟؟ ضمته إلى صدرها ثم افلتته من بين ذراعيها وقبلته في جبينه وتجمدت شفتاها فوق ذاك الجبين الندي وقالت الله معك .
هذه الصورة الأولى لشهادة ابنها نضال ، وأخذت الأم تنتظر دور أحمد الذي بقي وحده في الغرفة ، كانت تشاهده وهو يُعدّ حزاماً ناسفاً ، إنه يشبه حزام أخيه نضال ، اقتربت من ابنها أحمد وقالت سألبسه قبلك ربما احتاجه ، وضع أحمد الحزام على وسط أمه بعد أن رفعت ثوبها ، وأخذ يدلها على الزر الذي يضغط عليه الاستشهادي  في اللحظة المناسبة ، في ذات اللحظة كانت في الخارج أصوات سيارات وطرق عنيف على الباب ، ودخول مجموعة من الصهاينة أطلقوا النار على ابنها أحمد ، انحنت قليلاً على جسده وقبلته وقالت له أنا جاهزة ، فاستقبلني مع أخيك ، مدت يدها على الزر فانفجر الحزام الناسف بالجميع ، وهكذا زارت أم نضال زوجها وابنيها .  
قصة جنين وراء القضبان تحكي قصة أحلام العروس الأرملة فقد تزوجت قبل ستة أشهر من محمود ذلك الفتى الذي قاوم المعتدين حين جاؤوا لهدم بيته ومنعهم من الهدم ، وصرخ في وجوههم صرخة أيقظت حناجر شباب الحارة الذين صرخوا معه مثل سيمفونية صمود وتصدّي ، ألقوا عليهم قنابل فالتقط إحداها وأعادها إليهم فباشر جندي آخر وأطلق عليه النار فاستشهد فهجمت أحلام على الجندي فقيدوها ، و أفاقت وإذ هي في السجن . جالت بنظرها داخل الزنزانة ، انتقت جداراً ، رسمت عليه نافذة ، أخذت تُشرق منها شمس حريتها ، وقفت أمامها ، ملأت صدرها شهيقاً ، عرفت أنها حامل ، خافت على حملها ، وحين عرفن المجندات بحملها بدأت السخرية منها ، وزاد من ألمها أن إحدى المجندات قالت لها لن تلدي فلسطينياً إرهابياً بل يهودياً يقتلكم  ، هذه الجملة أوجعتها وخافت على حملها أكثر ، اختنقت أحلام من كلامها ، وقفت أمامها بكل شموخها وكبريائها ، لطمتها على وجهها لطمة أخرجت معها كل قهرها ، أوقعتها على الأرض ، ركلتها بقدمها صارخة ، سنعيش أحراراً ، أو نموت شهداء ، وفتحت باب الزنزانة .

ونقل رئيس جامعة الطفيلة السابق د.محمد الحوراني، مقالة بعنوان حفل اعتزال اوبرا ، جاء فيه ما يلي

نقلت الكثير من القنوات الفضائية العالمية حفل اعتزال النجمة الإعلامية العالمية ( أوبرا وينفري )
أقيم حفل تكريم هذه الموهوبة السمراء والتي تعد من أيقونات الإعلام الأميركي لربع قرن من النجومية المستحقة..
 ولكن لم يكن حفل الاعتزال تكريماً من الجمهور والإعلام لمشوارها المهني الباهر..
لم يكن هذا السبب الأصيل هو السبب لتكريمها..
كان الحفل في إستاد رياضي بشيكاغو  وحين أعتلت المنصة النجمة أوبرا في وسط الملعب  أعلنت مذيعة الحفل للجمهور أن خمسة وستين ألفاً من البشر قد كفلتهم أوبرا عبر مؤسستها الخيرية قبل أكثر من ربع قرن ..
 ولم تتابع إلى أين وصل بهم الحال  وقد جاءوا من كل حدب وصوب ليقولوا لها ( شكراً أوبرا ) ..
هؤلاء جميعاً قدمت لهم أوبرا منحا دراسية وحياة كريمة غير منقوصة وبلا منّة ودون أن يعرف أحد ذلك وهي أشهر إعلاميي أميركا والعالم..
ذهلت أوبرا من المشهد وجاء أبناؤها بمطربة أميركية تغني لها 
 وأثناء ذلك خرج لها أربعمائة وخمسون طالباً ممثلين لهذا الجمع يسيرون بشمع في منظر بالغ الدلالة كأنها شموع أوبرا لهم في أول حياتهم ترد لها..
 ثم تحدث خمسة علماء هم نخبة هذا الجمع الكبير وقد أصبحوا أساتذة بجامعة هارفارد وباحثين وقادة مجالاتهم بأميركا اليوم وقد تبرعوا بثلاثمائة ألف دولار لمؤسستها الخيرية..
قال أحد العلماء: لولا أوبرا ربما كنت في مكان غير هذا الذي أنا فيه ..

 لن أقول هنا كم أوبرا لدينا؟
 ولكن لا تمزقوا آذاننا أن المجتمعات الغربية  الكافرة لا خير فيها ..
ولا تكاتف بينهم.
 وأننا خير أمّةٍ قد أُخرِجَت للناس..
 فما فعلته أوبرا ضالة كل مسلم ثري..
بمفردها قد فعلت مالم تفعله دولة
ولا اي ثري من اثرياء المجمع الاسلامي  في الوطن العربي
الاف الطلاب يحتاجون لدفعة فقط لإكمال مسيرتهم..
ٱلاف العائلات تختاج لماوى او راتب لتعيش بكرامتها..
مَن شاهد ذلك الدمع الغزير الذي ذرفته أوبرا يعلم أنه أغلى من دمع نجاحات ربع قرن من نجاحها المهني..

غنّى الراحل طلال مداح قبل ما يُقارب ربع قرن ( اعَطْني في ليل اليأس شمعة ).
 ربما هو ذات الوقت الذي قدمت أوبرا فيه الشمع للناس دون أن تشترط فيهم عِرقاً أو لوناً أو جنساً أو ديناً..
واليوم نحتاج لامثالها 

وكتب الاديب موسى صبيح تحت عنوان  أين نحن من أولئك؟ 

دخل رجل من  بني عبس  إلى سوق المدائن، فاشترى أشياء كثيرة، ثم التمس حمَّالا ليحمل له أغراضه، *فوجد رجلًا واقفًا في السوق فناداه* فقال:
 احمل لي رحمك الله!!
فجاء الرجل فحمل له أغراضه وسار بجواره ، فكلما مروا على ملأ من الناس نظروا إلى الحمّال وقالوا : *السلام عليك يا أبا عبدالله! فتعجب الرجل العبسي من هذا الحمّال الذي يعرفه أهل المدينة كلهم ويوقرونه، ويحترمونه، ويلقون عليه السلام!! بهذا الاحترام فقال الرجل للحمّال :
 من أنت يرحمك الله؟!. قال الرجل :
أنا عبد من عباد الله.*..
فمروا على جماعة فقالوا للحمّال :
السلام عليك يا أبا عبدالله. 
فأخذ الرجل بيد أحدهم وقال له:
من هذا ؟ فقال :
هذا أبو عبدالله سلمان الفارسي صاحب رسول الله (ص) وأمير المدائن*
فشعر الرجل بالحرج والحياء فقال : 
 يرحمك الله لم أعرفك ، ادفع لي أغراضي أحملها قال سلمان : 
- *لا والله حتى تصل إلى منزلك*

من تواضع لله رفعه. 
صباح الخير وصباح العطاء

وللشاعرة رشيدة اايت العسري قصيدة جاء فيها

 لم تكن أيام سعادة
غير أن البال مرتاح
لم تكن أيام حزن
غير أن الدمع مِلحاح
لم تكن أيام حب
غير أن النبض رنّاح
لم تكن أيام عِلم
غير أن الحكمة مفتاح
لم تكن أيام نور
غير أن الحدس مصباح

كانت أيام فطرة
و العقل سلاح
كانت أيام أمان
والمنجل رفيق الفلّاح
كانت أيامًا دُوَل
لصلاح وطلاح
كانت أيام صلاة
فاكهة فَلاَح
وتاج الصحاح
ورفرفة جناح
كانت لأهل المآذن
صوتا صداح
يحلق كالرماح
مع الرياح
في ليالٍ مِلاح
تحط كالبلسم على الجراح
لا أبدا لم تكن أجراس المدّاح
ولا أنياب النُّباح
بل كانت بذور لقاح
وعطور انشراح
نعم، كانت أيام أقداح
من شاي نعناع وتفاح
تطوف بها غلمان
بوجه الصباح

اما الاديبة صفاء حطاب فكتبت عن بلاد ٱدوم وقالت هل بلاد بونت الساحرة هي أرض مؤاب وبلاد آدوم؟

اكتشاف خرطوش الملك رمسيس الثالث عام 2010 في منطقة تيماء على خط التجارة الدولي في العالم القديم هل يمكن أن يكون دليلا جديدا على أن بلاد بونت الساحرة والغنية جدا، المذكورة في النقوش الفرعونية وعلى جدران المعابد، والتي بنت لها الملكة حتشبسوت معبد الدير البحري خصيصا؛لتخلد رحلتها الملكية التجارية العلمية إلى (بونت) أو ما يسمى (بأرض الإله) هي بلاد آدوم ومؤاب التاريخية فعلا؟ 
تساؤلات طرحها كفرضية علمية، كتاب للكاتب المصري سيد القمني بعنوان ” النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة ” في أربعة أجزاء، يقدم قراءة جديدة لتاريخ الشرق القديم، وفق منهجية الحفر المعرفي في علم النقوش وفقه اللغة والتحليل المقارن لتاريخ المشرق العربي طوال الألف الثانية والاولى قبل الميلاد بالاستناد الى الرسائل التي وجدت مؤخرا في العاصمة المصرية القديمة تل العمارنة.


وتكمن أهمية هذا الكتاب في إعادة اكتشاف (الأردن التاريخي) كما كتب معالي الدكتور باسم الطويسي سابقا في جريدة الغد بتاريخ 25-7-2011 مقالا بعنوان (إعادة اكتشاف الأردن التاريخي): (يقدّم الباحث (سيد القمني) النقد العلمي والموضوعي للفرضيات السابقة (عن بلاد بونت)، يعود الى تحليل الجداريات المصرية ورحلة الفرعونة حتشبسوت التي انطلقت من العاصمة طيبة واتجهت الى قفط شمالاً، ثم الى ميناء القصير عبر الصحراء الشرقية، ومن الميناء على ساحل البحر الأحمر الى بلاد بونت باتجاه الشمال وليس باتجاه الجنوب كما ادعت الفرضيات السابقة. فهناك نص واضح يثبت الباحث تكراره في الجداريات المصرية يقول "حينما أوجه وجهي الى مشرق الشمس فإني أولي وجهي الى بلاد بونت”.

وهذا الدليل المادي يؤكد أن بونت لا يمكن أن تكون في جنوب مصر أبدا، وبعد استعراض دقيق لمضامين تلك الجداريات وللمسافة التي قطعت في الرحلة الفرعونية والدروب التي سلكتها يتوصل الباحث في كشف جديد يملك من الأدلة واليقين العلمي اكثر من الفرضيات السابقة أن بلاد الإله / بونت تقع في منطقة في شمال بلاد الحجاز الحالية شرقي سيناء في بلاد أدوم ومؤاب التاريخية. أي شرق الأردن، ويعود الباحث ليستند الى تقرير مسؤول حكومي عاش خلال الأسرة السادسة الفرعونية، يقول انه زار بيبلوس (جبل يقع في جنوب لبنان) وبونت (أحد عشرة مرة). وعبر هذا العمل الشاق وطوال أربعة أجزاء ضمن (1200 ) صفحة يحتل الحديث عن الجغرافيا التاريخية والحضارية المتعلقة بإعادة اكتشاف ” الأردن التاريخي” حوالي نصف هذا العمل).

 وكانت البعثات المصرية حسب النقوش على جدران المعابد الفرعونية تتجه إلى بلاد بونت المهمة في عهد الأسرة الخامسة والسادسة وأيام الدولة الوسطى ثم في عهد حتشبسوت، وقد وصل إليها تحتمس الثالث وامنحوتب الثالث وحور محب وسيتي الأول ورمسيس الثاني ورمسيس الثالث، وكانت تلك البعثات تجارية أكثر منها حربية إذ اعتاد المصريون أن يستوردوا من تلك البلاد المر والصمغ والتوابل والعطور الثمينة والنحاس والقار وغير ذلك مما يحتاجونه في طقوسهم الدينية وعلى الأخص لتحنيط موتاهم، وكانوا يسمونها (بلاد الإله).

وقد عثر علماء آثار على خرطوش مزدوج للملك رمسيس الثالث بالقرب من واحة تيماء التاريخية عام 2010 في المملكة العربية السعودية، وهو اكتشاف يضيف وزناً أكبر للنظرية القائلة بأن بونت هي أرض مؤاب وبلاد آدوم والتي قد يكون زارها الفرعون رمسيس الثالث بنفسه عبر طريق تجاري مباشر يربط وادي النيل بتيماء التي كانت إحدى المحطات التجارية المهمة في العالم القديم، والذي استخدم في عهد الفرعون رمسيس الثالث، في القرن الثاني عشر قبل الميلاد. وفي الكتابة الهيروغليفية المصرية، فإن الخرطوش هو شكل بيضاوي يشير إلى أن النص المرفق هو اسم ملكي. ويُعتقد حسب الباحثين أن مثل هذه النقوش نُحتت فقط في حضور الفرعون نفسه، وسنبقى بانتظار الجديد من العلماء الآثاريين المتخصصين حول هذا الموضوع