آخر الأخبار

اوراق لمنصة السلع تكتب صلة المراة بالرواية

راصد الإخباري :  


الاردن - راصد
من عبدالله الحميدي

لعلنا ما زلنا في اطار الندوة (١٨) لمنصة السلع الثقةفية، التي رعاها المثقف العربي ا.سميح المعايطة

ونسجل هنا لعدد من الادباء اوراقهم البحثية لكل من الشاعر د.فواز زعرور، وهيام الخريسات
والدكتور محمد المعايعه، وخلود الجرابعة، والشعراء خليل الخوالده وعز الدين الضبيبي من اليمن الغالية

 د. فواز أحمد زعرور، كتب في ورقته التالي

مفهوم المرأة؟
المَرأة، هي أنثى الإنسان، وعادة ما تطلق كلمة "امرأة" على الأنثى البالغة، بينما تُطلق كلمة "فتاة" أو "بنت" على الإناث غير البالغات أو غير المتزوجات. وفي بعض الأحيان يُستخدم مصطلح المرأة لتحديد هوية الأنثى، بغض النظر عن عمرها، كما هو الحال في عبارات مثل "حقوق المرأة".
يتفق عدد هام من النقّاد والمفكرين العرب على أنّ رواية "زينب" لمحمد حسين هيكل هي أول رواية عربية أنثوية بالمواصفات التقنية والأدبية الشاملة، في حين تذهب بعض الأصوات المناهضة إلى اعتبار الكاتبة اللبنانية زينب فواز هي الرائدة برواية "حسن العواقب" التي ألفتها سنة 1899 أي قبل 15 عاما من صدور "زينب". 

استطاع العديد من الكاتبات أن يصنعن أسماءهن فى الوسط الأدبي، وأن يتصدرن قوائم الأديبات الأكثر تأثيرًا، وفى العصر الحديث كان هناك العديد والعديد من بنات حواء اللواتي صنعن أسماء كبيرة وبارزة فى عالم الثقافة والأدب.
 ويحتفل العالم باليوم العالمى للمرأة في 8 مارس من كل عام، وهو مظهر احتفال سنوي يقام للدلالة على الاحترام العام وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية والنضالية، وهو مناسبة للاحتفال بأعمال النساء وشجاعتهن وثباتهن فى أداء أدوار استثنائية فى تاريخ بلدانهن ومجتمعاتهن.. ومن السيدات اللواتي استطعن أن يصنعوا أسماء كبيرة فى عالم الثقافة والأدب وفرضن أسمائهن على الأوسط الثقافية العربية، هناك سبع سيدات، وهن:
مي زيادة
رائدة من رائدات الأدب العربي، وصاحبة واحد من أشهر الصالونات الثقافية فى مطلع القرن الماضي، واستطاعت عبر مسيرتها أن تقدم للمرأة صورة جديدة تتقاطع مع عنوان أحد أشهر كتبها وهو "بين الجزر والمد"، وكذلك كانت حياتها. مي زيادة (1886-1941) أديبة وكاتبة عربية ولدت فى الناصرة عام 1886، اسمها الأصلي كان ماري إلياس زيادة، أبدعت مي فى مجال الصحافة، وكانت تنشر مقالاتها فى الصحافة المصرية، وكان لها دور فى الدفاع عن حقوق المرأة، والمطالبة بالمساواة كما أنها استحقت أن تكون رائدة من رائدات النهضة النسائية العربية الحديثة.
نازك الملائكة
نالت نازك الملائكة (بغداد 23 أغسطس 1923- القاهرة 20 يونيو 2007)، شهرة عالمية فى تاريخ الأدب، وربما لا يعلم أحد أن السبب وراء تفردها، هو أن والدتها السيدة سلمى عبد الرزاق، كانت تكتب الشعر وتنشر قصائدها فى المجلات والصحف العراقية باسم أدبى هو "أم نزار الملائكة".
وتعد نازك الملائكة،  كما يعتقد البعض، أول من كتبت الشعر الحر فى عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماة "الكوليرا" من أوائل الشعر الحر فى الأدب العربي.
 نوال السعداوي
طبيبة وكاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص، كتبت العديد من الكتب عن المرأة، واشتهرت بمحاربتها لظاهرة الختان، وهى إحدى الشخصيات الأكثر إثارة للجدل، وكتبت نوال السعداوي أكثر من خمسين عملا متنوعا بين الرواية والقصة والمسرحية والسيرة الذاتية.
أسيا جبار
واحدة من أشهر روائيات الجزائر ومن أشهر الروائيات فى شمال أفريقيا، وكان أول سيدة عربية تحصل على عضوية أكاديمية اللغة الفرنسية، وهى أعلى مؤسسة فرنسية تختص بتراث اللغة الفرنسية، وبفضل كتابتها التي لامست قلوب الكثير رشحت لنيل جائزة نوبل فى الآداب عام 2009، هي الأديبة الجزائرية الكبيرة آسيا جبار، أو فاطمة الزهراء.
ولدت آسيا جبار عام 1936 وأمضت سنوات مراهقتها فى ذروة أحداث حرب الاستقلال الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي، وهى كاتبة مقالات وروائية وأكاديمية، عرفت فى جميع أنحاء العالم بسبب آرائها الأنثوية والمناهضة للاستعمار فى المجتمع الجزائري، ومن أهم أعمالها روايتها الأولى "العطش" المنشورة عام 1957.
رضوى عاشور
واحدة من أبرز الكاتبات المصريات فى العقود الأخيرة فى الرواية والنقد، وتراوحت أعمالها النقدية، المنشورة بالعربية والإنجليزية، بين الإنتاج النظري والأعمال المرتبطة بتجارب أدبية معينة، وتمت ترجمة بعض أعمالها الإبداعية إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية.
 ورضوى عاشور (26 مايو 1946 - 30 نوفمبر 2014) قاصة وروائية وناقدة أدبية وأستاذة جامعية مصرية، تقاطعت أعمالها باستمرار مع تاريخ بلدها وانعكست بشغف تجاهه، ومن أشهر أعمالها "غرناطة" وهى ثلاثية عادت فيها إلى فترة التعايش العربي الإسباني فى الأندلس.
غادة السمان
 غادة السمان (1942) كاتبة وأديبة سورية، ولدت فى دمشق لأسرة شامية، ولها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. 
 أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" فى العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن فى تلك الفترة، مثل كوليت خورى وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت أن تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الإطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى آفاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.
أحلام مستغانمي
كاتبة وروائية جزائرية، من مواليد عام 1953، تعد واحدة من أشهر الكاتبات العرب وأكثرهن جماهيرية بين مختلف الفئات العمرية.
 صنفت روايتها "ذاكرة الجسد" الصادرة عام 1993، ضمن أفضل مائة رواية عربية، كما فازت بجائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1998، وميدالية الرواد اللبنانيين تكريمًا لها على مجمل أعمالها، وميدالية الشرف التي قلدها إياها الرئيس الجزائري بو تفليقة عام 2006، بالإضافة إلى ذلك، منحها مركز دراسات المرأة العربية فى باريس ودبى لقب أكثر النساء العرب تميزًا لعام 2006..
ومن المناضلات العربيات اللواتي خلدهن التاريخ والأدب والرواية هنالك المناضلة رحمة حموش، مغربية، من مواليد 1906 لعبت دوراً مهماً في الصراع ضد المستعمر الفرنسي عندما فتحت بيتها مخزنا للأسلحة التي كان يغنمها المقاومون من معسكرات المحتل. وهنالك أيضاً المناضلة البطلة مجيدة بوليلة، تونسية الأصل، من مواليد 1931 عرفت بمناهضتها للاستعمار الفرنسي، حيث داهمت الشرطة الفرنسية منزلها في 1952 واقتادتها إلى السجن وعذبتها، وكانت وقتها حاملاً وتوفيت في العام نفسه بعد ولادة ابنتها. ولا ننسى أيضاً التاريخ المجيد للمناضلة الجزائرية البطلة جميلة بوحيرد، من مواليد 1935 التي عرفت بنضالها ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر في 1954، وفي 1957 قبض عليها الفرنسيون وعذبوها وخرجت 
وعلى هذا تُقاس جودة الرواية فنيًا بمدى قدرتها على تقديم مجموعة من الشخصيات: أساسية كانت أم ثانوية - هذه الشخصيات يجب أن تكون قادرة علي أن تقنع القارئ بصدق الحياة القصصية التي تصورها، تلك الحياة ( المتخيلة)- في الرواية - تجسِّد قضية، يريد الروائي أن يطرح من خلالها: موقفًا فكريا ورؤية خاصة، إزاء واقع محدد، تعيشه شخصياته الروائية.
من هنا يتحتم ضرورة توضيح صورة الزمان والمكان في الرواية، لا باعتبارها خلفية للأحداث فحسب، وإنما لكونهما عاملين مؤثِّرين في تحديد شكل حركة "الشخصيات" في الرواية. وإذا كان طموح الفن دومًا إلى رصد الواقع والتعبير الجمالي عنه وعكس حركته، فإن الرواية الحديثة- أقرب إلي عوالم الأدب إيحاء بعكس حركة الواقع وتقديم صورة حية له- قد أعطت(المرأة) بعضًا مما أعطاه الواقع لها.
فالمرأة نصف المجتمع، ومعظم الأدباء والفنانين رجال.. لكنهم كانوا – في الغالب- أكثر ديمقراطية وتقدمية من الواقع الذي عايشوه؛ فاحتفوا بالمرأة حفاوة بالغة منذ بدأ الإنسان يبدع ويتفنن حتي اليوم. فقد كانت المرأة- في الفن كما هي في الحياة- ملهمة.. وراعية.. وشريكة حياة.. ودافعة للحرية.. ومحركة للآمال.. كما كانت لدى البعض أيضًا مصدرًا للآلام والأحزان.
وفي دراسة للدكتور طه وادي بعنوان ( صورة المرأة في الرواية العربية) ، تناول بالدراسة والتحليل التغيرات السياسية والاجتماعية والفكرية والأدبية التي انعكست في الرواية باعتبارها وثيقة الصلة بالواقع.
ومن خلال الدراسة تبرز ملامح هذه التغيرات لا من خلال التطور العام للرواية في هذه الفترة، وإنما من زاوية خاصة هي زاوية الصورة الفنية للمرأة. ذلك أن حركة المرأة والمجتمع في مصر كانتا متوازيتين في طريق التحرر: تقدمًا وانتكاسًا، وكان رأي الأديب في الرواية
أما عن الرواية فهي تتصل عن قرب شديد بنهضة الوطن وتحرر المرأة، بل إننا نستطيع أن نذهب إلي أن الرواية تُدين لهذين العاملين قبل غيرهما من أسباب وجودها وازدهارها في مصر. لقد عرفت مصر الرواية مترجمة مع عصر محمد علي ،ثم انتقلت إلي طور الاقتباس والتمصير في نهايات القرن التاسع عشر، ومع نمو الوعي القومي ونضج الشخصية المصرية كانت الرواية الرائدة لمحمد حسين هيكل( 1914) معبرة عن اعتزاز المصري بمصريته وتمسكه بأن تكون مصر للمصريين.
كذلك ارتبط الازدهار الحقيقي للرواية في الثلاثينيات من القرن العشرين بتعلم المرأة وتحررها. ولا شك أن هذه المواكبة الجماعية لنهضة الوطن وتحرر المرأة وازدهار الرواية كانت من أهم العوامل التي دفعت إلي هذه الدراسة من ناحيتين:
الأولي: أنه لا توجد دراسة كاملة تستوعب تاريخ الرواية المصرية بين الثورتين (1919- 1952).
الثانية: أنه يعالج الرواية من زاوية خاصة لم يسبق إليها، هي زاوية الصورة الفنية للمرأة في الرواية ودلالتها الفكرية، وعلاقتها بالواقع المنعكسة عنه.
وتقع الدراسة في مدخل عام وبابين كبيرين. يتحدث المدخل عن الجذور الاجتماعية للانتقالات الأساسية في التاريخ المصري الحديث، ومذاهب التعبير الأدبي المواكبة لها بين الثورتين. كما يوضح تطور قضية المرأة في الفكر والواقع إلي قيام ثورة 1952.
ويأتي الباب الأول من الكتاب بعنوان ( الصورة الفردية للمرأة في التيار الرومانسي)
ويقع في ثلاثة فصول. في فصله الأول يتحدث الكتاب الازدهار الرومانسي والصورة النامية للمرأة ،ويتناول الروايات الاجتماعية التي صدرت حتي سنة 1944.
ويرى الكاتب أن الروائيين كانوا يجمعون على وصف المرأة بجمال الخلقة والتكوين، وذلك إلى مثاليتهم الرومانسية الحالمة، وإلى تأثرهم بالحكايات الشعبية التي تصور البطلة دائما على أنها ست الحسن والجمال.
أما من حيث علاقة الصورة بالمجتمع، فقد كانت القضية التي تتحرك في إطار المرأة تمثل أزمة الأديب ذاته وتجسد مشكلة العصر من وجهة نظره.
فالروايات تبدأ بالحب ومشكلاته، ثم تتطور إلى نوع من الاحتجاج الفردي على بعض أزمات التفاوت الطبقي ومشكلات العصر السياسية، وقد أدى هذا إلى صورة المرأة في الرواية قد عكست بعض ملامح الواقع المعبرة عنه والعصر الذي كُتبت فيه.
والفصل الثاني: ( أزمة الرومانسية والصورة السلبية للمرأة): ويدرس الروايات الرومانسية بين سنتي 1944-1945.
ويرى الكاتب أن الأزمة الحقيقية لمن سماهم" الرومانسيون الجدد" تنبع أساسًا من أزمة البرجوازية الصغيرة كجماعة أحست أن الوطن مضيع سياسيًا، وأنهم مضيعون اجتماعيًا، ومن هنا كان التعبير عن الحب الحزين تجسيدًا لأزمة الضياع هذه، وكانت صورة المرأة في الرواية ( والرجل من باب أولي) سلبية هروبية؛ لأنها أحسَّت بالعجز وعدم القدرة على التصدي للواقع الذي تتحرك فيه.
وننتهي إلى أن هذه الصورة منسلخة عن مجتمعها وما يمور به من حركات فكرية واجتماعية وسياسية. وانحصرت أزمتها في موقف عاطفي حزين يعزلها عن واقعها الحقيقي، ولهذا جاءت الصورة لا تحمل تقدمًا فكريًا ولا عمقًا فنيًا. ومن هنا تتأكد علاقة الشكل بالمضمون، وتتضح أزمات الأشكال الفنية على أنها أزمات فكر لا يواكب الواقع ومتطلباته بالدرجة الأولي.
في الفصل الثالث الذي يحمل عنوان صورة المرأة في الرواية التاريخية، يدرس الكاتب الروايات التاريخية في مصر بين الثورتين (1919-1952). ومع أن الرواية التاريخية، التي هي أحد اكتشافات المذهب الرومانسي، تدين له بالوجود وتقترن بطريقته 
ومرورًا برواية ( صرعى البؤس) لأحمد محمد عيش(1940)، ويُطلعنا فيها المؤلف علي مظاهر البؤس الاجتماعي التي يتعرض لها صغار الفلاحين والعمال.
ويُعد عادل كامل بروايته ( مليم الأكبر) الصادرة عام (1944) من المؤصلين للاتجاه الواقعي في الأدب والفكر الاشتراكي في مصر، ويعتبر حلقة الوصل بين الرومانسية والواقعية. ففكره –عن طريق أبطاله - يموج بالجدل المادي وجبرية التاريخ وصراع الأجيال، ولكنه يعالج فكرة النضال بالخيال الرومانسي الحالم.
أما صورة المرأة في روايات الواقعية النقدية فيمثلها الروائي نجيب محفوظ، الذي ترجع أهميته إلى أن له أكبر الأثر في تطوير الرواية العربية، ولم يهتم بأن يقصر تجارب "الناس" في رواياته علي تصوير العواطف فحسب، ولكنه ربطها بكافة العوامل التي يتأثر بها الفرد في المجتمع. ولذلك تبدو صورة المرأة عنده إيجابية متفاعلة، على أن الذي يجب أن نؤكده بالنسبة لصورة المرأة خاصة، والناس عامة،  في الرواية عنده، أنه يقف بهم عند حدود طبقته ( البرجوازية الصغيرة)، وإذا ما حاول تصوير بعض الفئات الاجتماعية العليا أو الهابطة ،فإنه يبعدهم عن دور البطولة في الرواية.
ويشير الكاتب إلي صورة المرأة المكافحة عند نجيب محفوظ في شخصيات: إحسان شحاته) في ( القاهرة الجديدة) و حميدة في ( زقاق المدق) ونفيسة في ( بداية ونهاية). كما نجد المرأة البرجوازية كما في صورة نوال في ( خان الخليلي) وبهية في( بداية ونهاية). والصورة الأرستقراطية كما في تحية حمديس في رواية ( القاهرة الجديدة) وكريمة أحمد يسري في ( خان الخليلي). 
وفي نهاية الفصل يرصد الكاتب مقارنة بين صورة المرأة بين الرواية الرومانسية والواقعية، ويحدد السمات العامة لصورة المرأة عند أدباء الرومانسية الجدد، وعند الأدباء الواقعيين من خلال ( موقفهم الفكري) من قضية المرأة في المجتمع؛ وما يبرر هذه المقارنة أن أصحاب التيارين كانا معاصرين لفترة زمنية واحدة، كما أن النموذج الذي يركز عليه الأدباء في المدرستين نموذج واحد، هو المرأة - البرجوازية الصغيرة.

في الفصل الثالث يمثل لنا نجيب محفوظ صورة المرأة في ثلاثية وامتدادات النموذج السوي للمرأة في الرواية الواقعية بُعيد ثورة سنة 1952. وتمثل الثلاثية ثلاثة أطوار فكرية مر بها المجتمع المصري من حيث تكوينه السوسيولوجي والأيديولوجي: ف (بين القصرين) تمثل مرحلة الإيمان المطلق والخضوع الكامل له، ابتداء من الإيمان بالله في مجال الدين وبسعد زغلول في ميدان السياسة، وبالأب ( البطريرك) في محيط الأسرة. فالتوحيد والإيمان هنا مطلق لا تشوبه شائبة شك.
و(قصر الشوق) تمثل مرحلة التردد بين الشك واليقين، الحيرة بين الدين والعلم
و(السكرية ) تمثل الانتماء لموقف لا يحيد عنه الإنسان بالنسبة لكل القيم والمبادئ
وتقدم الثلاثية في شبه إحصاء تسجيلي النماذج النسائية المختلفة التي زخرت به
وإن تأخر ظهور هذه النموذج الإنساني المساوي للرجل دليل على أن الواقع لم يكن يقدم هذه الصورة، وحين بدأت التغيرات الاجتماعية والسياسية تُطوِّر وجه الحياة في المجتمع، واكب الفنُّ الحياة، وبدأت الرواية تصور هذا النموذج وتقدمه. وإن كان هذا لا ينفي أن بعض الروائيين قد سبق عصره حين استشرف ملامح هذا النموذج الذي لا يتحقق إلا في إطار اشتراكي حر يعامل المرأة بنفس المقياس الذي يعامل به الرجل، وسوف تمضي حركة المستقبل إلى الأمام من أجل تطوير الحياة في الأدب، ومن أجل غد اكثر حرية للإنسان العربي، برجاله ونسائه.
لكن أكثر ما جسد الشخصية النضالية للمرأة العربية في الرواية المعاصرة كانت الرواية العربية الفلسطينية، حيث امتازت الرواية النسائية الفلسطينية عن غيرها من الروايات النسائية في بلاد الشام، بحضور واسع بدئي إيجابي للمرأة وهو نموذج المرأة المقاتلة جنباً إلى جنب مع الرجل. وقد ارتبطت هذه الخصوصية بالأوضاع التي تعرضت لها فلسطين من احتلال للأرض وتشريد للأهل، الأمر الذي حدا بأهلها قاطبة للانخراط في مقارعة المحتل، وأرخت لمراحلها وتطوراتها، كما في عدد من روايات الكاتبة اللبنانية ليلى عسيران، ورواية "دمشق يا بسمة الحزن" للروائية السورية ألفة الأدلبي. 
ويمكننا أن نقف على هموم الرواية النسائية الفلسطينية من خلال تأملنا لعناوين عدد من تلك الروايات، من مثل "صوت الملاجئ"، و "فتاة النكبة"، و "إلى اللقاء في يافا"، و "شجرة الصبير"، و "عرو س خلف النهر"، و"تشرق غرباً"، و "عيناك نافذتان على الوطن". 
وقد امتازت تلك الروايات التي تنتمي في غالبيتها إلى تيار الواقعية التسجيلية بأن بطلاتها من النساء، وبأنهن يشاركن في العمل النضالي والفدائي، ويدفعن ثمن هذه المشاركة دون تذمر. ونلاحظ هنا أن الهموم النسوية التي عودتنا على طرحها رواية المرآة في الأدب العربي، قد تراجعت إلى حد كبير، وأن النساء العربيات الماجدات  بتن دائماً على استعداد للتخلي عن أنوثتهن التي تعيق سبيل مشاركتهن في النضال الوطني، وكأن المرأة تستبطن أنها لا يمكن أن تتقدم في نضالها إن ظلت مقيدة بصورة المؤنث الثقافي، وأنها لكي تكسب اعتراف الرجال، لابد أن تبدو شبيهة بهم، وأن تتخلى عن أي رغبات خاصة، وتترفع عن أي نزوة أو هفوة، حتى تحظى بلقب المرآة المناضلة عن جدارة واستحقاق؛ فنضالها ضد العدو لا يكون إلا بالتعاون والاندماج مع الآخرين ( الرجال / المجتمع). لذلك نجد البطلة في رواية "عروس خلف النهر" و (زهرة) في رواية "الآتي من المسافات" لا تفقدان الأمل أو الإيمان بقضيتهما، على الرغم من استشهاد الحبيب، بل، على العكس، نجد أن ذلك يزيدهن إيماناً بأهدافهما وإحساساً بنبل موقفهما.  
                                                                                                                                                              تقدم لنا البطلة إذاً في روايات المرآة المناضلة جزءاً من إحساس جماعي عام، يتجاوز ماهو فردي، إلى ماهو عام، وتذوب في نيرانه الهموم الذاتية؛ فبطلة الرواية الفلسطينية النسائية الأولى "صوت الملاجئ" هي شخصية تجريدية، لا نملك من ملامحها سوى صوت احتجاجها، وصدى خطواتها المتجولة في المخيمات، تنقل لنا مآسي الشعب المجرد. أما بطلتا روايتي "إلى اللقاء في يافا" و "تشرق غرباً" فتندمجان في نشاطات الكفاح إثر تعرض عائلتيهما لهجمات الاحتلال، فيبدو شروعهما في العمل الوطني كأنه رد فعل لأخذ الثأر والانتقام؛ فصورة الفدائي البطل تظل تطغى على حضورهن، وتستقطب مساحة السرد، كما في روايتي "عروس خلف النهر" و "الآتي من المسافات"، حيث تُظهر هاتان الروايتان، كما الروايات الفلسطينية عموماً، صورة ذات صلة حميمة بالواقع، وطبيعة الحياة في المجتمع العربي عموماً، والفلسطيني على وجه الخصوص، فتجتمع بذلك في داخل المرآة محاربتان: الأولى تحارب العدو الخارجي (الاحتلال)، والثانية تحارب العدو الداخلي (التمييز والازدواجية)، حيث تزداد صعوبة الطريق، وتضطر المرأة إلى التنكر لأنوثتها، مفضلة عليها ارتداء البنطلون الكاكي، رمز النضال والكفاح. وكذلك نجد صورة المرآة في روايات "الصبار" و "عباد الشمس" حيث تعمل سمر باحثة اجتماعية في شؤون المرأة، لكنها تنتمي في الوقت ذاته لقلب "باب الساحة النابض بالانتفاضة"، وتدافع عن حارتها بيدها وأسنانها.
عموماً، تنطوي صورة المرأة البطلة أو المناضلة في الرواية العربية المعاصرة على أبعاد تصلح معها أن تكون دليلاً ساطعاً على حركية التقدم الاجتماعي، وطبيعة الهموم الواقعية التي تحاصر المرأة، وتكشف هذه الصورة عبر تنوعها عن مراوحة الإشكاليات والهموم الاجتماعية التي تعانيها المرأة، وعن إحساس عميق بالغربة تعيشه المرأة المثقفة، وخيبة أمل مريرة في التقدم نحو التغيير الاجتماعي الذي يعيد الاعتبار إلى إنسانيتها ويمنحها الفرصة لتكون ذاتاً متكاملة غير منقوصة الحقوق، قادرة على اتخاذ القرارات وخوض التجارب والقيام بالتواصل الاجتماعي البناء، حتى في أكثر حالاتها تطرفاً ورفضاً وانسحاباً. لذلك لا نرى أن البطلة المناضلة بانغلاقها على نفسها في الرواية العربية المعاصرة تستعلي على واقعها، وتنزع إلى تخطيه أو تقويض أركانه، أو تتذرع بنضالها بدافع كراهية متأصلة للرجال، أو تحد لهم، كما توحي سلوكياتها الظاهرية، بل هي في الحقيقة تنزع نحو مجتمع أفضل، ترفض فيه النقص والخلل، كما يرفضه أي أدب جاد أو موقف ثوري.  ولا يفوتنا هنا أن ننوه إلى أن العديد من الروايات النسائية المعاصرة التي تتحدث عن نضال المرأة العربية تصلح لأن تدرس باعتبارها روايات تعليمية تثقيفية نحسب أن أجيالنا الشابة في أمس الحاجة إليها وتمثل قضاياها.
[٢١/‏٣ ٩:٢٦ ص] Ghazi: وفي ورقتها في الندوة، كتبت الاديبة خلود الجرابعة تقول 

لاجل الثقافة التي تعشقها منصة السلع، ولاجل اباستفادة مما تثيره ندوات ابمنصة من ثقافة واسعة، فقد وجدتني اقرا وابحث لاحصل على معلومات تفيدني بموضوع الندوة ابمتعلقة بالمراة وما فعلته الرواية العربية لها
فقد عاشت المرأة عبر تاريخها مراحل مختلفة من الاضطهاد والتمييز الذي أثر سلباً على حريتها وحقوقها، تارةً لأسبابٍ دينية، وأخرى لمعتقدات اجتماعية ثقافية بعيدة عن الدين.

وجسدت الكثير من الروايات الأدبية قضايا المرأة وهمومها، فتناولت أوجهاً عدة لمعاناتها ولمست مشاعرها، قبل أن تتجاوزها للدفاع عن حقوق "حواء".

وفيما يلي أبرز الكتب والروايات العربية التي تحدثت عن المرأة:

وراء الفردوس:
تناولت الروائية المصرية منصورة عز الدين من خلال روايتها "وراء الفردوس" صورة لا تختلف عن الصورة التي قدمت بها معظم الروايات العربية المعاصرة بنون النسوة، فعرجت من خلال نصوص سردية على واقع المرأة في العالم العربي؛ كنظرة المجتمع إلى المطلقة.

كما قاربت الرواية قلة تجربة المرأة الشرقية جنسياً، وعدم معرفتها بحاجياتها وفشلها في مسايرة رغبات الشريك، كما عرضت مسألة تزويج القاصرات.

بروكلين هايتس:
تعتبر الرواية الرابعة للكاتبة المصرية ميرال الطحاوي، والتي رشحت لجائزة البوكر العالمية. وتدور أحداثها حول امرأة مصرية يتخلى زوجها عنها، فتقرر الرحيل مع طفلها الوحيد إلى نيويورك، لتبدأ قصتها وسط حي بروكلين.

وتجد بطلة "بروكلين هايتس" متنفساً وفرصةً لإطلاق أفكارها دون تردد أو خوف، وتندمج بقوة مع الثقافة الغربية متجاهلة المبادئ العربية التي نشأت عليها إلى درجةٍ أفقدتها هويتها.

من صورة المرأة في القصص والروايات العربية:

أولت الكاتبة والروائية لطيفة الزيات اهتماماً خاصاً بشؤون المرأة وقضاياها، فوضعت خلاصة تجربتها النقدية الطويلة في صورة المرأة بالقصص والروايات العربية، موظفةً خبراتها الثقافية والسياسية في خدمة منظورها النقدي.

ألماس ونساء:
حاولت الروائية السورية لينا هويان الحسن رسم مصائر عدد من النسوة السوريات اللاتي توطّن في المهجر الأمريكي اللاتيني والباريسي عشية الحرب لأسباب متباينة، إما هرباً من المجاعة أو البؤس أو الخيانة أو الطموح أو اليأس والحرمان، لتبدأ بسبر أغوار القضية النسوية وذلكَ عبر الرجوع إلى المرويات الشعبية والصور المتبقية عن مراحل زمنية.

لحظات لا غير:
وهي للكاتبة والشاعرة المغربية فاتحة مرشيد، وترصد الرواية حساسية التعامل مع المجتمع الغربي وثقافته من خلال بطل الرواية العربي الذي ذهب إلى فرنسا لإتمام دراسته واشتبك مع مجتمعها من خلال عدة مناحي قاسية على فكره ووجدانه، كالانضمام إلى الحلقات النقاشية العاصفة، والتورط في علاقة حب مع فتاة يكتشف أنها مثلية.

هكذا استطعت لملمة بعض الافكار التي دونتها روايات عربية للمراة، بقليل من التركيز، علها تكون خفيفة الظل عليكم قراء منصة السلع

وجاء في ورقة الاديبة هيام خريسات أن المجتمع لايكتمل بناؤه الا بعنصرين رئيسين هما المرأة والرجل، فلا يوجد رجال دون إناث، ولا يوجد إناث دون رجال، فكل منهما ضروري لوجود الآخر، فإذا كان الرجل نصف المجتمع فإن المرأة نصفه الآخر. 
وحديثي في هذه الورقة البحثية يتناول صورة المرأة المناضلة في الرواية العربية المعاصرة.
المرأة تعيش في المجتمع وتسورها عاداته وتقاليده وأحكامه الايجابية والسلبية في كل النواحي، الأسرية، الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، العلمية ،السياسية، وغيرها. فإما ان تندمج وتنصهر فيها وتسير طوعا او كرها،وتعيش كل تفاصيلها السيئة والحسنة ، وتؤدي دورها كزوجة او ام، وتكتوي في نار الأحلام الملتهبة في داخلها، فالعين بصيرة واليد قصيرة. أو أنها تناضل وتسعى وتجاهد وتثور فتتحرر من هذه القيود وتتمرد عليها، وتحطم الاسوار القاهرة  وتتخطاها إلى حيث الحصول على مبتغاها من حقوق وأهداف خاصة بها. فتشق طريقها بنفس راضية متحدية كل العقبات والتحديات التي تواجهها. وهذا ما صورته الروايات وسطرت في طياتها صورا للمرأة المناضلة، وقبيلتها الخانعة المستسلمة. 
قالروائيون في نصوصهم اما ان يجعلوا المرأة تسير مع أحداث الرواية كما يريدون، أو انهم يدعون الرواية تجري في مسار الحقيقة، فتظهر الصورة الطبيعية والحقيقية للمراة. 
وساتناول هنا مختصرا بسيطا لبعض من صور المرأة المكافحة المناضلة من أجل العيش الكريم، والحفاظ على سمعتها وشرفها، وصورا للمرأة المتمردة على القيود الاجتماعية البالية التي تحرمها من حقوقها. وكذلك صورا للمرأة الثائرة على النظرة الدونية لها، كونها غير متعلمة ولا مثقفة. وسنرى كيف نجحت هذه المرأة عنه بثورتها وحققت ماتريد وحصلت على حقها في العلم والعمل والزواج، ووو إلخ.

*النموذج الاول*
صورة المرأة المناضلة من اجل التعليم، والنضال إلى جانب الرجل من أجل الوطن. في رواية
*(وتشرق غرباً) للكاتبة ليلى الاطرش*
فهذه الكاتبة وُلدت من رحم المعاناة من بيت ساحور /فلسطين عام ١٩٤٨. حيث النضال والكفاح، والمقاومة من أجل الوطن. 
وهنا مثالا لصورة امرأة عربية مكافحة في رواية ليلى الأطرش. 

 *هند النجار*
امرأة عربية فلسطينية متمردة. تحصل على حقها في التعليم رغم كل وسائل القمع والحرمان. المتمثلة في تمييز الاب بين الذكور والإناث، 
فقد رفض والد هند بيع ارض لتعليمها، *" شــو بيقولوا الناس؟ شـكري النجار باع أرضه علشـان يعلم بنت "* ولم تقف المعاناة هنا فحسب بل عانت *هند* في الحصول على  حقها في اختيار زوجها الذي احبته والذي رفضته عائلتها بسبب اختلاف الدين. وهذا في نظر اخوتها الذكور مخالف للعادات والتقاليد، وفيه إساءة إلى سمعة العائلة، فما كان من *هند* الا الخضوع والانصياع لرغبة وتقاليد عائلتها. لكن بركان الجهاد والمقاومة والتمرد والتحدي للظلم لم يهدأ في داخلها، جاهدت هند وتحدت، وانضمت إلى حركة المقاومة الفلسطينية وازداد إحساسها بقيمتها وأهمية وجودها، وادركت ان تحرير المرأة لايكون الا بنضالها وكفاحها إلى جانب الرجل، حيث تذوب هنا الفروقات، وتنصهر المعتقدات السيئة التي تفرق وتميز بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات.

*النموذج الثاني*
كفاح امرأة ثارت على النظرة الدونية من قبل زوجها، وعلى الظروف القاسية التي تحيط بها. 
 فتجارب الحياة وخبراتها، والظروف القاسية، والتقاليد السلبية، والعادات الظالمة، قد تكون دافعا قويا للمرأة التي تعيش وسطها، وقد تساعدها على الكفاح والنضال للحصول على حقوقها وبلوغ أهدافها وتحقيق رغباتها، فتتمرد عليها المرأة وتواصل شق طريقها للتحرر من لعنة هذه الظروف، وهذا مايلمسه القارئ المتجول بين ثنايا وسطور رواية *لست امرأة عادية* للكاتبة الفلسطينية *آلاء حسونة* صغيرة السن وافرة الفكر، بارعة السرد. وهذا تستمده من الواقع الذي تعيشه. 
ففي  روايتها قدمت الكثير من النصائح مستشهدة بآيات من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف في سرد الأحداث، والتي تروي قصة امراة اسمها *فريهان* وهي زوجة  ضعيفة الشخصية، مسلوبة بل مقيدة الارادة، لاتحصل على ابسط حقوقها،لااهمية لها عند زوجها الذي يسيء معاملتها، وتحملت الظلم  والاستبداد، وعانت من القهر والتسلط، ونظرة  الدونية لها لأنها غير متعلمة وغير مثقفة، ولا تناسب مركزه الاجتماعي.
وكانت دائما تحاول نيل رضا زوجها، لكنها تبوء بالفشل في كل مرة، وساءت واستحالت الحياة بينهما وانتهت بالانفصال والطلاق. 
ولكن البطلة *فريهان* لم تستسلم للفشل والذل، فقد تحركت فيها القوة الكامنة، وتحولت إلى شجاعة وإقدام وحركت الأقدام خطوة خطوة إلى الأمام، واستمرت في الكفاح والنضال للحصول على حقها في التعليم، فنجحت واصبحت فنانة تشكيلة، واحرزت شهرة وتفوقا كبيرين في الفن التشكيلي، فقد قلبت موازين حياتها وثارت على ظروفها وخرجت من قيود صمتها، وقلبت حياتها. راسا على عقب،. 
فكانت *فريهان* مثالا للمرأة المناضلة لتحقيق أهدافها ونيل حقوقها.

*النموذج الثالث*
ننموذجان للمرأة الايجابية في رواية *ميرامار* للكاتب الكبير *نجيب محفوظ*
*زهرة ومعلمتها*
  
 فقد صور المرأة في صورة إيجابية ، فهي المناضلة والمكافحة من أجل أن تعيش بكرامة، حيث كانت *زهرة بطلة"*ميرامار"* فتاة ريفية بسيطة ترفض وتقاوم استغلال الرجال لها ، حين كانت تعمل نادلة او خادمة في خان او نُزُل، وحافظت على نفسها وشرفها، وكافحت جاهدة لتحدث تغييرا في حياتها من خلال التعليم وقد نجحت في ذلك. 
 *وهناك صورة أخرى للمرأة الإيجابية* في نفس  الرواية اعتبرها من أسباب نجاح وتحول زهرة، تتمثل في تلك الفتاة من الطبقة المتوسطة والتي تعمل مدرسة، فتذهب للخان لتعطي وتعلم زهرة دروسا خصوصية ، وهي هنا تمثل انموذج المرأة المكافحة من أجل العيش بكرامة.
هاتان صورتان لكفاح المرأة العربية من أجل العيش الكريم في ظل استغلال الرجل للمرأة، ويقابله تحدي المرأة وكفاحها لتحفظ شرفها وتجد لقمة عيشها.

*الأخوة الافاضل*
هذا إيجاز بسيط لامثلة تبين كيف صورت الرواية العربية المرأة التي تسعى جاهدة لكسر قيود المجتمع الظالمة والتي تحرمها من أقل حقوقها، وتتمرد على الانظمة الأسرية البالية والتي على رأسها ثقافة العيب، فالمراة لاحق لها في التعليم، لاحق لها في العمل، حتى في اختيار الزوج شريك الحياة فهي لاتملك حرية الاختيار، وعواطفها دفينة في داخلها نار متوهجة تاكل روحها فلا تستطيع اظهارها والا قُتلت. فماهي الا زوجة وأما، أو خادمة فقط.لكنها في النهاية انتصرت. 

وبقي القول ان مِنَ الروائيين  من ركز على المرأة كشخصية رئيسة في رواياتهم، فاظهروها في صورتها الحقيقية ومعاناتها واستغلالها، وسيطرة الذكور، وسلطة الاب وتمييزه الذكور وكبح حرية المرأة. وكيف ان المرأة حطمت أسوار الظلم التي كانت تحجب عنها شمس الحق والحقيقة، فجعلوا الرواية تسير في كل المحطات خلف الحقيقة لصورة المرأة وتتابعها وتمشي خلفها إلى أن تصل بر الأمان، وترى النور، وتتنفس الحرية، آخذين بعين الاعتبار الظروف الزمانية والمكانية كعوامل مؤثرة في المرأة. 
فيما جنح آخرون إلى ترويض الصورة الانثوية واخضاعها إلى أهداف الرواية، فركزوا على شخصية المرأة وأظهروها كما يريدون، فمرة يصنعون منها بطلة ايجابية ثائرة متمردة،  ومرة سلبية مستسلمة ، منقادة لظروف الزمان والمكان والأسرة والمجتمع. 

*اخوتي الكرام*
وضعت هذه الورقة البحثية المتواضعة بين أيديكم الكريمة، ويسرني نقدكم وملحوظاتكم. 
مع كل الشكر والتقدير لكل من اشرف واعد وقدم وساهم في هذه الندوة الثقافية الكريمة. 


وتحت عنوان  ظباءُ غزة
كتب الشاعرخليل الخوالدة قصيدته التالية

يقول قيس لم احجمت عن غزلِ... ورحت تدمن ذكر السيف والنصل؟ 

ولم ترً الكحلَ في اجفان غانيةٍ.. ولم ينالك سهمُ العينِ والمقلِ

اما يروقُك أنْ خاطبتَ خائفةً... وقد أشارتْ بطرفٍ خشيةَ الأهلِ؟

فقلت:كلا، لقد امعنتُ في غزلي.. بحيث قد صار حقا مضرِبَ المثلِ:

فقد تغزلتُ بالعين التي دمعتْ... وتمزجُ الدمَّ والأحزانَ بالأملِ

وقد تغزلتُ في ظبيٍّ تمزقُها.. حربُ اليهود ولا زالتْ على الطَّللِ

إنّي تعلقتُ في امٍّ مخلخلةٍ.. حضنتْ رضيعا لها مبتورةَ الرِّجْلِ

وهامت الرَوحُ في ليلى مهفهفةٍ.. من الحصار بلا شُربٍ ولا أكلِ

رمقتُ خدا اسيلا بعضُ زينتِه... مجرى الدموعِ على الأبناءِ والبَعْلِ

حورُ العيونِ بها دَمٌّ وَعَبْرَتُها.. كالسيفِ في صدرِ العُملاءِ كالنُّبُلِ

أهيمُ بالقَدِّ ممشوقاً به شغفي.. من ظبيةٍ تنجبُ التاريخ في طفلِ

وبالأناملِ رغم الجوعِ ضاغطةٍ... على الزِّنادِ لقتلِ الآثمِ النَّذلِ

لا نعشقُ الحربَ إطلاقا وآلتَها.. بل نعشقُ الغِيدَ عِشقَ الارضِ للطَّلِّ

أحلَّ سفكََ دمي مَرأى مُدلَّلَةٍ.. مثلَ الحَمامةِ ترجو الغَوثَ في عَجَلِ

إذا تذكرتُ مرآها وقد نُكِبتْ.. اهتزتُ الروحُ كالعصفور من بللِ

عذرا أيا قبسُ هل ليلى بِمُدرِكَةٍ... شوقي إليها وما أبدية من وَصْلِ

كلا فليلى من العشّاقِ ساخرةٌ... تبغي الشهادة، لاترضى بِمُنْخَذِلِ

تبغي خلودا ومجدا عند خالقها.. عِوضا عن الدار والأقرانِ والأهلِ

عَشقتْ حبيبا تَفوقُ الوَصفَ روعتُه.. يبادلُ الحبَّ معصوما من الزللِ

هو النبيُّ الذي بالخبِّ يأمرُنا.. من رام وصلا به يسعى إلى السُّبُلِ

انا( ابو عمر) المفتونُ يا ليلى... بالأوفياءِ وبالأوطانِ والغَزَلِ

غزلٍ تعدّىٰ حدودَ الوجدِ في دعدٍ... فيه الصبابةُ فوقَ اللومِ والعَذْلِ

اما شاعر اليمن، زين الدين الضبيبي فكتب للامة

 قافزاً من شاهقٍ العمر 
إلى قعرِ صباي
باحثاً عن ذلك الطفل 
الذي كان صديقاً للعصافير
بريئاً كالينابيعِ
يرى الأنجمَ
أوراقاً لأشجارِ السماءْ
عطرهُ ما تحمل الريحُ
من الفل التهامي،،
أيها الطفل الذي غادرتهُ
حتى أخوض المعركةْ.

ها أنا عدتُ
لكي أبحث عني فيكَ
لكن بيدٍ مرتبكةْ

كان طفلاً من نبيذٍ وجنونْ
كان ديواناً من الشعرِ
وحقلاً من مواويل الصبايا
كان في الصبح ظلالاً
كان في الليل مرايا
كان عنقوداً من الشوق
وأقداحاً من الألفةِ
في ليل الحيارى.

كان في الصيف سحاباً
ولحافاً لحبيبين إذا جُنَّ الشتاءْ.

سرقتهُ الحربُ من أحلامهِ
كان يبني عرشهُ العالي
ولكن من حصى آلامهِ.



وفي ورقته التي وقع خطا فني في نشرها المرة الماضية، ننشر  للدكتور محمد سلمان المعايعة الأزايدة، ورقته تاليا

◼️ المقدمة....
في سياق الرسالة الفكرية  والثقافية التي يضطلع بها ملتقى السلع الثقافي في إطار نشاطاته الثقافية التي تهدف إلى تنمية الثقافة والوعي والتثقيف وفتح مجالات التحاور العقلاني في مجالات العلم والمعرفة ،وذلك من خلال تعريف الأجيال القادمه بالانتاج الفكري والثقافي والأدبي لفرسان ومثقفي ومفكري ملتقى السلع الثقافي الذي يجمع نخبه من المفكرين والأكاديمين من مختلف البلدان العربية للمساهمة في تعزيز الثقافة وتجذيرها في نفوس أبنائنا وإذكاء روح المعرفة والفكر وتطوير المفاهيم وآليات التراكم المعرفي وذلك بهدف توصيل رسالة الملتقى في خدمة النهوض الفكري  والحضاري، والثقافة العربية بصوره عامة. 

أصحاب المعالي والعطوفة والسعاده أعضاء ملتقى السلع الثقافي المحترمين، الكبار في القدر، والعظماء في المكانة العلمية والثقافية والأدبية نجوم وفرسان الثقافة والأدب والفكر والشعر نخاطبكم  كلاً بأسمه ولقبه وكلكم كبار بين الكبار والنجوم بما تقدمونه من إضاءات تنويرية وتربوية تستحق الشكر والثناء على الإنجازات الثقافية والأدبية الرائعة التي تتحفونا بها من على منصات ملتقى السلع الثقافي،، هذا الصرح الثقافي الذي  فتح نوافذه للشمس و نشر أشرعته لرياح التجديد  والتغيير والإبداع ...فغدا مع الأيام منبر أدبٍ وثقافةٍ ساميةٍ وحوارٍ أنيق..بفضل إدارته الكريمة،، إن هذا الصرح الثقافي له فضاء ثقافي مهم أنجب العديد من القامات الفكرية عميقة الفكر والأثر من خلال الندوات والمحاضرات التي تُقام في رحابه.. انطلاقاً من أن المعرفة هي قوة تتم من خلال  إقامة الندوات والبحث العلمي الذي يعتبر عامل من عوامل  صناعة الوعي الذي هو مفتاح التغير وشرارة  النهضة الثقافية والحضارية والأدبية. 

 واقع المرأة المناضلة في الرواية العربية المعاصرة. 

◼️. مفهوم الرواية. 
 تعتبر الرواية منظومة فكرية إبداعية وفن أدبي واسع تتعدد  مضامينها وأنواعها؛ وهي تعتبر أهم وسيلة تأثيريه واقناعية في مخاطبة الشعوب ، وهي حكاية تعتمد السرد بما فيه من وصف وحوار وصراع بين الشخصيات وما ينطوي عليه ذلك من تأزم وجدل وتغذية،  كما أن أحداثها متشعبة وكثيرة وتقدم مواضيع عدة تعكس في مضمونها ومغزاها واقع الحال المعاش ، ثم  إن الرواية تميل إلی الحديث عن وقايع الحياة لعلاج الواقع الإنساني والنفسي والاجتماعي، فنجد الرواية التاريخية والاجتماعية والسياسية، فعن طريق سرد الروايات نتعرف على ثقافات الشعوب وعاداتها وتاريخها وإرثها المعرفي واللغوي، وتعرفنا الروايات على قضايا المجتمع المختلفة وطرق معالجة قضاياه، وبعضها يحمل أفكاراً عميقة وجميلة قد لا نجدها في كتب المفكرين وتعطينا إنارة عن مشاكل المجتمع وطرق إيجاد الحلول المناسبة لها من خلال لغة الحوار  والتصوير الإبداعي لكاتب الرواية وأحاسيسه. 
وكل هذة الروايات تقف على تفاصيل متعددة تخدم بعض الأحداث والأشخاص حيثُ تقدم رسائل عن الواقع بما فيه من معاناه ومشقة وكفاح ومقاومة لتقرير المصير ونيل الحقوق المشروعة التي تكفل الكرامه الإنسانية. 
تمثّل الرواية المعاصرة  انعطافة في فنون السرد والتي يمكن وصفها بأنها ثورية في منطلقاتها التصويرية لواقع المرأة العربية المناضلة في الدفاع عن الأوطان والتحرير والتخلص من الظلم والاستبداد والطغيان السياسي الذي يهضم الحقوق التي كفلتها الشرائع السماوية جميعها لبنى البشر دون استثناء بين الأجناس .. 
الرواية من الفنون الأدبية الحديثة والتي قدمت للعالم خدمات جليلة ، وذلك لإحداث ثورة في العالم حيث أضفت عنصر الإثارة والتشويق والذي كان غائبا عن باقي الأجناس الأدبية، ويأتي الحديث عن المرأة في الرواية المعاصرة من خلال بيان دورها في الكفاح للحصول على حقوقها جنبا إلى جنب مع الرجل  في الحياة العامة وخاصة في المجال السياسي والمشاركة في صنع القرارات، فهذا اللون من ألوان النثر الأدبي ، کان من أهم وسائل تنمية الوعي وإنضاجه، کما کان من أهم وسائل التعبير عن الدعوات الإصلاحيّة والسياسة والاجتماعية والثقافية .لذلك نشأت الرواية في الأدب العربي، وكانت ترتبط ارتباطاً مباشراً بالأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة في العالم العربي خاصة  في فترات الاستعمار والانتداب وما رافق ذلك من ظروف  صعبه وقاسية دفعت  الكثير من المثقفين  والمفكرين بالدعوة إلى المقاومة لنيل الحرية والاستقلال من خلال لغة الخطاب في الأدب والشعر والنثر والرواية بما فيهم من أفكار تستنهض همم الشعوب العربية للدفاع عن حقوقهم ونيل حريتهم واستقلالهم. 
وحينما طلعت شمس القرن العشرين بدأت النتاجات الروائية للمرأة العربية تصدر متتالية وتتقاطر من الكتاب والأدباء حسب الظروف والأحداث. 
فنجد بأن هناك سيّدات عالمات ومُتعلّمات ومُشاركات لبناء أوطانهن بما يملكنه من مقومات تعليميه وقوة نضالية، ومن هنا جاء دور المرأة العربية في الرواية  العربية المعاصرة  متأثرة بالأحداث والشخصيات المتفاعلة مع الأحداث والوسط الذی تدور حوله هذه الرواية لتصل في النهاية إلی نتيجة اجتماعيّة أو سياسيّة أو فلسفيّة تطرحها كحلول للواقع المعاش. فعند قراءة مضمون الروايات العربية فإنه لا يمكن إغفال دور المرأة الفلسطينية المناضلة في الرواية العربية المعاصرة حيث نجد بأن صورتها قد تعددت، منها المرأة الإيجابية المتمردة، والمرأة الإيجابية المناضلة كأم، والمرأة المناضلة المتعلمة التي تحمل على وزرها قضية الوطن والأرض مسلوبة الحرية..فقد قامت المرأة  الفلسطينية بدور هام في النضال الوطنيّ للشعب الفلسطينيّ، منذ صدور وعد بلفور عام 1917، وحتّى الوقت الحاضر، في مواجهة الاستعمار الاستيطانيّ على أرض فلسطين، وكافّة أشكال الاستغلال الاقتصاديّ والسياسيّ والاستلاب الحضاريّ للشعب الفلسطينيّ.
 فشکلت المرأة  صورة في الرواية  العربية المعاصرة عن الحياة والأحداث التي تقع وعملت على دفع الآخرين إلی مشاركتها ونقل تجاربها وأحاسيسها إلی العالم الخارجي بطرق مختلفة عن طريق اللغة والحوار البناء. 
وسنحاول بيان  المراحل المتعددة التي مرت بها الرواية العربية المعاصرة ودور المرأة العربية في تشكيلها. 

 دور المرأة العربية في إثراء الرواية المعاصرة 
اعتنى كتّاب الرواية العربية بواقع المرأة، فقاموا بتصويرها في أوضاع مختلفة من خلال أعمالهم الروائية، تتناسب مع المستوى المتطور الذي وصلت إليه المرأة، لذلك اهتم كتّاب الرواية العربية بتصوير واقع المرأة، فإذا نظرنا إلى دلالة المرأة في بعض الروايات كأنموذج فني، نجد أن كل كاتب من كتّاب هذه الروايات قدّم أنموذجا ذاتي للمرأة وفق معايير خاصة نابعة من المجتمع من جهة، ومن الخلفيات الفكرية والثقافية للكاتب من جهة أخرى، فقد لقيت المرأة اهتماما كبيرا من كتّاب القصة والرواية، نتج عنه تنوّع في الدلالات الفنية للمرأة في الرواية، فعلى غرار أن نموذج المرأة البطلة المناضلة موجود في أغلب الروايات إلا أن المرأة كنموذج تحمل عدّة دلالات يوظّفها الكاتب من أجل توصيل قضايا وأفكار متنوعة إلى القارئ . كما بنيت دلالة المرأة في الرواية العربية على جملة من الأفكار والأبعاد الرمزية التي ارتبطت بفكر الكاتب ورؤيته الاجتماعية، ومن خلال الأوضاع الاجتماعية والنفسية التي تعيشها المرأة في المجتمعات العربية التي تقوم على السلطة الأبوية، حيث جسّد الكتاب والأدباء صورا ودلالات مختلفة لموضوع واحد، ترجمت الواقع المعيشي المأساوي للمرأة. ومن هذه الصور والدلالات صورة المرأة الثّائرة ،صورة المرأة البدوية وصورة المرأة المعنّفة المقهورة وغير ذلك من الصور ....
انّ الرواية المعاصرة التی نقوم بقراءتها اليوم قطعت اشواطا من التطور من حيث الکتابة والمضمون إذ انها
تُعبر الرواية  عن مجموعة من الأحداث التي تصف شخصيات خيالية أو واقعية وأحداثاً على شكل قصص متسلسلة، من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث التي ظهرت على الساحة العربية.. 
يأتي أهمية دور المرأة العربية في إثراء الرواية العربية لأن المنطقة العربية واجهت أحداثا عنيفة ووقائع كبيرة في نهاية القرن الثامن عشر وحتى أوائل القرن العشرين والتي هزت كيان الشعب وبنيان المجتمع والتي أدت إلى أيقاظ الشعب والمجتمع العربي من سباته العميق ومن هذه الأحداث الحملة الفرنسية على مصر في نهاية القرن الثامن عشر، واستئثار محمد علي باشا بحكم مصر، والتدخل الأوروبي بشؤون الشرق العربي؛ 
 الذي يمثل أحد مؤسسي النهضة الحديثة، فكان يرى أن تطور المجتمع ورقيه يعتمد على تطور المرأة ورقيها .ودعا خير الدين التونسي الذي كان صدرًا أعظم في الأستانة، إلى ضرورة تعليم البنات، وهكذا نادى بها أحمد فارس الشدياق الذي عاش في لبنان ثم في تونس والأستانة، واعتقد أنه يمكن حل مشاكل المرأة عن طريق تعليمها وتربيتها. وكان الأديب اللبناني بطرس البستاني من أبرز الدعاة إلى تعليم المرأة وتحريرها، فقال إن إصلاح العالم يبدأ بإصلاح المرأة، وقد أثرت جميع هذه النداءات والدعوات والآراء والنظريات تأثيرًا كبيرًا في تغيير مسار حياة المرأة العربية، وفي مسيرة تحريرها، فتغيرت وجهة نظر المجتمع العربي في المرأة، وشجع المنظمات والجمعيات الاجتماعية والسياسية التي كانت تهتم بقضايا المرأة ومشاكلها، وإن هذه الدعوات قد مهدت الطريق في إنشاء جمعيات نسائية كافحت وناضلت في سبيل حصول المرأة على حقوقها وحريتها.فقامت المرأة العربية بتحليل مشاكل المرأة الإجتماعية وتقديم الحلول في قالب الأدب. ولا يخفى على أحد أن المرأة العربية لعبت دورا هاما في إثراء الأدب العربي خاصة في فن القصص والرواية. ويثبت التاريخ أن المرأة قد واجهت مشاكل كثيرة وتحديات عظيمة في دخول مسيرة الأدب، فعندما نحلل الأسباب التي وراء تخلف المرأة في مجال الأدب العربي نجد عوامل كثيرة  منها حرمانها من التعليم والثقافة بسبب عراقيل إجتماعية والأفكار السلبية التي كانت سائدة في المجتمع ضد المرأة، ولكن نهض من  هذا المجتمع بعض الرواد وأهل العلم مثل طه حسين في مصر الذي قام بإرشاد المرأة إلى الجامعات العربية المصرية للحصول على التعليم العالي في عام 1932، والتي أدت إلى تثفيهن وتزويدهن بالعلوم العصرية العالية مع العلوم الدينية الراسخة التي كانت بمثابة ثوابت من القيم المجتمعية التي تعدّ جزء من ثقافة المجتمع العربي ، لذلك عندما اتجهت المرأة العربية إلى التعليم خلال القرن التاسع عشر تحسّن وضعها في المجتمع وأصبح لها دور في المجتمع من حيث نشر ثقافة التربية والتعليم  وأصبحت تربى وتعلم وتأهل أبنائها لادوار مهمه في المجتمع ، وخرجت من ظلام الجهل والانحطاط، وازداد شعورها بذاتها، في حين شارك الرجال في قضايا البلاد والمجتمع، ومن ثم تطور فن الطباعة، وانتشرت الصحافة، مما هيَّأ الظروف لبداية المرأة العربية رحلتها الإبداعية القصصية وإن لم تكن بمعناها الفني الحديث في البداية.

وجدير بالذكر أن الأقطار العربية لم تعرف فن الرواية في زمن واحد بل في أزمان متباينة ومتباعدة، ونتيجة للظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الخاصة بكل بلد عربي حيث أن فن الرواية كان لايستجيب له  بعض البلدان التي ما زال اقتصادها يقوم على الرعي أو الصيد، فالروية تحتاج إلى مناخ اقتصادي واجتماعي وثقافي يأخذ بأسباب التطور والمدنية، وينأى عن الركود والثبات والانغلاق، ويتجه إلى تطوير علاقات إنتاجية وإعادة النظر في هذا اللون من الأدب والثقافة السائدة... 

لجذور التاريخية لواقع المرأة في الرواية المعاصرة 
 وبالنظر إلى الأدبيات التي تناولت قضايا المرأة وناضلها في الحصول على حقوقها وإثبات وجودها في المجتمع ، فإننا  نجد آراء متباينة في تحديد تاريخ الكتابة  عن نضال المرأة العربية في العصر الحديث، فيرى بعض النقاد والدارسين أن بدايتها كانت في أواسط القرن التاسع عشر؛ بسبب عدم المعرفة  عن نتاجات المرأة المنشورة قبل ذلك التاريخ ، بينما يعتقد البعض الآخر من الدارسين أن بدايتها كانت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، لذلك فأن باكورة إنتاجات المرأة برزت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، التي تتمثل بالرواية الأولى لعائشة التيمورية "نتائج الأحوال”، ثم "تتابعت الروايات النسوية،، فحينما طلعت شمس القرن العشرين بدأت النتاجات الروائية للمرأة العربية تصدر متتالية، فنُشرت "في مصر عام 1903م رواية خديجة بيرم "أليس”، كما أصدرت اللبنانيتان لبيبة هاشم وزينب 
 فبشرت بتغير كبير في السرد النسوي العربي، حيث أعلنت بعلبكي في هذه الرواية ثورة الفتيات العربية ضد واقعهن الراهن، وفراغ الحياة، وضد طريقة تفكير المجتمع في المرأة، كما صدرت روايتان عن نكبة فلسطين وهما: "فتاة النكبة” لمريم مشعل من الأردن، و”صوت اللاجىء” لهدى حنا من دمشق، ثم يأتي دور كوليت خوري من سوريا فتُصدر رواية "أيام معه” عام 1959م، وفي نفس العام تُصدر هيام نويلاتي من سوريا أيضًا روايتها "في الليل” مما يدل على أن سوريا أخذت تتواصل منذ الستينات مع عالم الرواية النسوية العربية الذي بقي لفترة طويلة حكرًا على مصر ولبنان تقريبًا.

وحينما نحلل الأدب النسوي فنجد أن الرواية النسوية في الدول العربية الأخرى في هذه الفترة ما زالت تواجه كثيرًا من مشاكل وصعوبات فنية، حيث 
شهد العالم العربي بعد كارثة حزيران التي  وقعت في عام 1967م نجد في الساحة الأدبية تطورًا كبيرًا وتصاعدًا ملحوظًا من حيث العدد والنوع، وعلى وجه الخصوص بين أعوام 1967 – 1973م؛ لأن نحو 89 رواية نسوية قد صدرت في هذه الفترة، وبعد ذلك ازدادت نشاطات المرأة في العالم العربي وازدهرت مهاراتها وتطورت كتاباتها نتيجة تأثيرات النشاطات العالمية والعربية التي اهتمت بقضايا المرأة في الفترة بين 1974- 1991م. "وقد بلغ مجموع ما صدر في هذه السنوات نحو 386 رواية في مختلف الأقطار العربية، مما يبشر بقوة الانطلاقة العامة في مجال الرواية النسوية العربية. هذه الانطلاقة ظهر أثرها في الفترة بين 1992- وحتى 2003م إذ صدر خلالها نحو 873 رواية نسوية.
وجميع الروايات التي تناولت قضايا المرأة من الواقع المعاش والأحداث  والظروف المحاطه بها، قد ركزت  غالبًا على القضايا المرتبطة بمفاهيم حقوق المرأة من حيث ، الحق في السلامة الجسمانية، والاستقلال، وعدم التعرض للعنف الجنسي، والتصويت، وشغل المناصب العامة، وإبرام العقود القانونية، والحصول على حقوق متساوية في قانون الأسرة، الأجور العادلة أو المساواة في الأجور، والحقوق الإنجابية، والحق في الملكية، 
لاننسى أنَّ المرأة هي نصف المجتمع لذا وجبَ أنْ تحظى بنفس حقوق الرجل وأنْ تُصان كرامتها وتُحترم كما تصان كرامة الرجل.. .فحقوق المرأة  التي تناضل من أجلها ماهي الا إستحقاقات تطالب بها النساء والفتيات، وتتمثل بالامور الواجب توفرها للمرأة كونها حقآ من حقوقها، وتتمثل بالدرجة الأولى في إمتلاك الحرية والكرامة والمساواة من منطلق الانسانية الكاملة بعيدآ عن الخوف والاستغلال، وتعتبر هذه الحقوق من ضمن القانون الدولي والوطني لحقوق الانسان والتي تساهم بتعزيز رعاية المرأة وحمايتها، تلك الاستحقاقات في بعض البلدان يكون لها طابع مؤسسي أو مدعوم من قبل القانون والاعراف المحلية وفي بلدان أُخرى يتم تجاهلها وقمعها أحيانآ.
إن تمكّين المرأة من حقوقها سيكفل لها العيش بكرامة وحرية بعيدآ عن الاستغلال وقد تم بيان هذه الحقوق بشكل واضح في القانون الدولي لحقوق الانسان من خلال بعض الاتفاقيات كاتفاقية الامم المتحدة للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة لتعزيز مكانتها ودورها في المجتمع.
ومن ناحية أخرى فقد أولى الاسلام المرأة اهتمامآ كبيرآ ونظر إليها نظرة تكريم واعتزاز بعد أن كان يُنظر إليها في عصر الجاهلية ķففي ظل حالة النمو والتقدم التي تشهدها المجتمعات نحتاج إلى كلّ الجهود والطاقات المجتمعية، فإذا جمّدنا دورها الاجتماعي فقد خسرنا نصف طاقة المجتمع . نعم نقول بأن المرأة قوة تغيير في المجتمع إذا تساوت في الحقوق وتعلمت وتأهلت وتدربت وأتقنت دورها، حيث نرى إنها قد لعبت  دورًا محوريًا في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصرًا أساسيًا في إحداث عملية التغيير في المجتمع.

إن التغيير الايجابي الذي تسعى له المجتمعات مرهون بشكل كبير بواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها في المجتمع، فهي تشغل دور أساسي في بناء أسرتها ورعايتها لهم، من خلال ما يقع على عاتقها كأم من مسؤولية تربية الأجيال، وما تتحمله كزوجة من أمر إدارة الأسرة، ومع تقدم المجتمعات وتطورها نجد أن المرأة لم تلتزم فقط بواجبها تجاه أسرتها وتربية الأبناء بل أصبح لها دورًا اجتماعيًا كبيرًا في شتى المجالات، ويأتي ذلك بناءً على مؤهلاتها العلمية والثقافية والاجتماعية وتنوع أدوارها في المُجتمع على مُختلف الأصعدة التي تشغلها المرأة في المجتمع مما مكنها بأن تكون قوة تغير ولها أثر في مراحل التنمية في المجتمع. 
وكان للأنجازات التي تحققت للمرأة في ميادين السياسة والتشريع والادارة والاعلام والاقتصاد والتعليم والبيئة والصحة وغيرها، كانت احد مصادر النشوة والتفاخر لدى المنظمات النسوية وقوى التغيير التي تقودها الحركات النسوية العربية بالمطالبه بالمزيد من الحقوق جنبا إلى جنب مع الرجل وخاصة مواضيع القيادة وصنع القرارات والمشاركة السياسية. 
وعلى اهمية تمكين المرأة في كافه الحقوق سواء المدنيه او السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فإنه أصبح للمرأة مكانه هامة في الأنظمة العربية، فنجد مثلا المرأة الاردنية موجودة في كافة المحافل، حيث تجدها فاعله في السلطة التنفيذيه والتشريعية عبر مجلسي الاعيان والنواب، وفاعلة ايضا في السلطة القضائية، وقطاعي الصحافة والاعلام تجدها حاضرة، وفي مؤسسات المجتمع المدني  وخاصة في الأحزاب السياسية ولها حضور بارز للمساهمة في المسؤولية الاجتماعية تجاة الوطن والمواطن لما حازت عليه من طاقات وقدرات إنتاجية مكنتها من تقديم مساهمات علمية وتربوية وحضارية  في بناء المجتمع ، ولم تكتفي بالركون والمراوحة  في المطالبة بقضايا محدودة،  وإنما تبادر دائما بتقديم الأفضل للمجتمع مما يسهم في تطوره وتقدمه وتحقيق التنمية والنهضة والتحديث وخاصة عندما يكون ذلك في بناء العقول والأفكار وتطوير الأداء المؤسسي ، على اعتبار  أن التقدم والازدهار والنهوض لا ينتظر المتأخرين ، فقطار النجاح  والتفوق  بحاجة إلى كافة شرايح المجتمع سواء من الرجال أو النساء ، ومن لم يلتحق بقطار النهضة والتنمية تخلف وتلف.... 
واخيرا نقول بأن  نشاطات هذا الملتقى تمثل مشروعات ثقافية في حقول مختلفه من ألوان الثقافة والأدب والتراث الإنساني لتقديم ما هو متطور وممتع، إيماناً منه بأهمية المحافظة على نشر المعرفة ، لذلك فأن  ملتقى السلع الثقافي يسعى إلى تنظيم  مثل هذه الندوات الثقافية بهدف رفع الوعي الثقافي والسياسي والاجتماعي لدى أبنائنا ليكونوا روافع بناء وإصلاح وأعمدة إنارة في أوطاننا ضد أي اختراقات فكرية لا تتناسب مع ثقافتنا وثوابتنا الدينية والأخلاقية والسلوكية، وما كان لهذه الجهود الثقافيه والأدبية أن تبصر النور من دون الدعم الفكري من الزملاء أعضاء ملتقى السلع الثقافي فجهودهم  يسّرت النتاجات الثقافية لهذا الملتقى فرتقى وتعالىت منابرة بفضل إدارته الرشيدة، وأصبح الجميع ينظر إليه كبيدر للثقافة والأدب والتراث الإنساني. 
وفي الختام لا يفوتني أن أتقدم بوافر الشكر وعظيم الامتنان والمحبة إلى سادن الملتقى الأستاذ  الإعلامي المخضرم غازي العمريين الذي يمطرنا  دائما بالمفاجآت السارة سواء أكان ذلك بطرح الندوات الثقافية والحوارات الأدبية بين أعضاء الملتقى؛ والذي جعل من الملتقى جامعه عربية مصغرة تجمع قامات فكرية وإبداعية سامقة من الوطن العربي من أهل الكفاءات العلمية والفكرية عالية القدر والمستوى الحضاري والأخلاقي مما جعل الملتقى بأطلالاتهم واحة للثقافة والأدب، فهو البحار الماهر في إصطياد النخب الثقافية من الوطن العربي وجعل من الملتقى لوحة فنية من الفسيفساء بجمالها الثقافي والحضاري.. 
والشكر الموصول لراعي الندوة معالي الأستاذ الأخ سميح المعايطة ، القامة الوطنية والثقافية والإعلامية الذي أكرمنا لرعاية هذه الندوة الثقافية مما زاد من أهميتها ومستواها الثقافي والحضاري ، فقامة بوزن وحجم  معالي الإعلامي المخضرم سميح المعايطة في شرفات ملتقى السلع الثقافي هي من البشائر بحد ذاتها.. صاحب الكلمة المؤثرة لمآ يحمله من هالات المجد والتاريخ الزاهي والفكر العميق والخبرة الناضجة والإرث الحضاري والسياسي والإعلامي العظيم، نعم إذا عرفت ان الثمار في أعالي الأشجار ناضجة وكثيرة وحلوة المذاق ، فعّلمّ بأن الجذور أصيلة وحيه نبتت في تربه صالحه، ذلك هو فارسنا معالي الأستاذ سميح المعايطة جامع المجد الثقافي والحضاري من جميع أبوابه، صانع منصات الفكر والمعرفة والإبداع .. 
أما أستاذنا الجليل معالي الأستاذ الدكتور فيصل الرفوع،، معلم القيم الإنسانية،، الأيقونة الفكرية والأكاديمية العريقة من نخب الحكماء والنبلاء والكرماء فله من الود والإحترام والتقدير أجزلهُ وأعظمهُ، معالي الدكتور فيصل الرفوع المشرف العام للملتقى الذي أعطى للملتقى الهيبة والوقار والحشمة في قلوب رواده وأعضائه، فرتفع المقام والمكان بوجوده علماً وعنوانا وراية تدلل على مكانة ذلك المحفل الثقافي والحضاري العريق - ملتقى السلع الثقافي، معالي أبو طارق الذي إذا حضر في المجالس، حضرت معه الحكمة تنطق بحروفها وبلاغتها وفصاحتها.... 
أما أنتم فرسان ملتقى السلع الثقافي المحترمين، عمالقة الفكر والثقافة والأدب والتراث الإنساني ، أصحاب المدارس الفكرية والفقهيه ، مشاعل النور والتنوير بفكركم الثرّ ونوافذكم المعرفية التي تتوسع وتتمدد كل يوم من شرفات الملتقى بأطلاتكم عليه، فلكم مني كل الاحترام والتقدير والتبجيل على جهودكم الثقافية التي تعد روافد ورافع ومنابع فكرية وإبداعية لهذا المحفل الثقافي والحضاري الممتد في زوايا الوطن بفكركم المستنير وعبقريتكم الفذة ،، فأمثالكم ثروة ونعمة لأوطانكُم تستحق الشكر للّة والثناء عليه سبحانه وتعالى..