آخر الأخبار

بحوث عربية تعلن اثار العولمة على الامة على منصة السلع

راصد الإخباري :  
 


الاردن - راصد
من عبدالله الحميدي

عالجت اوراق عمل عن العولمة عند العرب بعض الاثار السلبية في شتى الميادين 

والاوراق الجديدة لكل  من الادباء ا. اسمهان ربيحات، د.احمد الحليسي، د.محمود الكفارنه، والشاعرة رشيده العسري

وفي الورقة الاوللاديب د.الحليسي كتب يقول 

من النظريات اللغوية , نظرية الإنسياح اللفظي , وهي استخدام مصطلحات ومفردات في زمن ما ثم ينتهي استخدام هذه المفردات بمرور الزمن وتصبح غريبة على الأجيال اللاحقة .
وهناك نظرية أخرى , هي نظرية الأمواج وهي أن تطغى مصطلحات ومفردات وأنماط حضارية تستخدم بكثرة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة ومن هذه المصطلحات مصطلح ( العولمة ) والذي هو ترجمة للكلمة الإنجليزية (globalization), وتعرف العولمة بأنها عملية تطبقها المنظمات والشركات والمؤسسات بهدف تحقيق نفوذ دولي , أو توسيع عملها للتحول من محلي إلى عالمي , والتركيز على القطاع التجاري ومن ثم السيطرة على الاقتصاد العالمي ثم التحكم بالسياسة والثقافة وخاصة الإعلام والتربية والتعليم على مستوى العالم .
أعتقد أن ما يجري في العالم منذ القدم يدل على وجودها , لكنها كمصطلح هي مصطلح حديث , فعلاقات الدول والصراعات العسكرية دليل على ذلك , فالحرب بين الفرس والروم قديما كانت للسيطرة وبسط النفوذ , وكان العرب إما تحت النفوذ الفارسي أو النفوذ الروماني .
ثم جاء الإسلام وأعيدت صياغة التاريخ, وتحققت العولمة الثقافية من خلال هذا الدين العالمي والذي استوعب الحضارة الفارسية والرومانية والإغريقية وحاول أن يجعل العالم أمة واحدة تقوم على العدل والإنصاف والبعد عن الظلم والجور, فاحترم المعتقدات وترك حرية الاعتقاد, وأصبح الجميع تحت مظلة الدولة الإسلامية , ومن نتائج ذلك ساهم رعايا هذه الدولة من كافة الأطياف في بناء حضارة متميزة استفاد منها الغرب ولا يزال تأثيرها إلى الآن .
لكن دوام الحال من المحال , بعد انحسار الخلافة الإسلامية وأصبح دور العرب دورا هامشيا تكالبت علينا الأمم فغزونا في عقر دارنا واحتلوا بلادنا وأمطر الغرب على الشرق الشقاء , وحاولوا طمس الهوية وفرض الثقافة الغربية بإيجابياتها وسلبياتها .
أما في عصرنا الحالي فأخذ مفهوم العولمة أبعادا كثيرة وخاصة مع التقدم التقني وتقدم وسائل التواصل الاجتماعي فتمت السيطرة على العالم بواسطة دول متنفذة , وتفرض دورها في كل شيء , والعرب مجرد مستقبلين لا دور لهم للأسف الشديد إلا عن طريق بعض الأفراد من دولنا لفظناهم واستوعبتهم الدول المؤثرة .
 مؤثرات العولمة على العالم : أولا : التأثير الثقافي , نشر ثقافة لا تناسب المجتمعات العربية , وللأسف تتبناها بعض الدول العربية على الرغم من أن ديننا الإسلامي جعل لكل فرد في المجتمع أهمية ,وكيف يعيش وهو مكرم في مجتمعه وفي خلقه , مثل : حقوق الطفل , يستطيع الطفل أن يقاضي والديه في قانون العولمة الجديد . حقوق المرأة , زادت الأمور عن حدها وزادت حالات الطلاق .المثليين , لهم راية ولهم تجمعات وهذا لا تقبله الفطرة البشرية السليمة .... الخ .
ثانيا : التأثير السياسي , وهو التحكم في القرار السياسي وحث الدول الضعيفة وتوجيهها إلى تبني سياسات يفرضها القوي على الضعيف .
ثالثا : التأثير الاقتصادي والتجاري , وذلك لترويج بعض الصناعات والمنتجات بأسعار تجارية تنافس السوق المحلي وبالتالي تدمر اقتصاديات الدول الفقيرة , بل إن بعض الدول قد حدد لها ما هي الأصناف الزراعية التي يجب أن تزرعها وإذا تجاوزت هذه التوجهات فتحارب اقتصاديا  ومن الممكن القضاء على هذا المنتج.
إن الكثير من الحروب المفتعلة مع الدول الضعيفة كان سببها الخفي اقتصاديا والظاهر محاربة الإرهاب والقضاء على أسلحة الدمار الشامل مثل ما حصل في العراق وحصل ويحصل الآن في أفغانستان .
رابعا : التأثير الإعلامي , وهو الأخطر .
مع التقدم الإعلامي , ووجود العالم كله في بيتك بسبب القنوات الفضائية والمرتبطة بالأقمار الصناعية  , هناك قنوات إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي  دورها التوجيه والتأثير خاصة لجيل الأطفال والشباب, فنشأت أجيال منقطعة عن واقعها , مقلدة لما تشاهد حتى في اللباس وفي طريقة الأكل وفي طريقة الكلام فحدث صراع قوي بين الأجيال , بين الآباء وأبنائهم والأمهات وبناتهن حتى وصلت الأمور إلى طمس بعض العادات والتقاليد الإيجابية في مجتمعاتنا العربية التي نباهي ونفتخر بها مثل الترابط الاجتماعي والأسري واحترام الصغير للكبير وحنو الكبير على الصغير , أصبحت الدنيا للأسف لكل شخص مجتمعه الذي يسيره ,وكل هذه التراكمات ومع مرور الزمن يتسع الخرق على الراقع , وتكون أمورا لا تحمد عقباها .
نسأل الله السلامة والهداية لمجتمعاتنا وأن تكون للأمة العربية مساهمات إيجابية في هذا الكون الواسع كما حثنا الإسلام على ذلك .

وجاء في نص ورقة اخرى للاديب د.محمود الكفارنه 

الموضوع رائع وجميل ويحتاج لجهد كبير وواسع  ويحتاج لمتابعة مستمرة لكل جديد سيما نشهد تسارع في التقدم التكنولوجي والانفتاح  على الدول وشعوبها .
بادئ ذي بدء قبل الولوج لحيثيات موضوع الندوة لابد أن نعرف المقصود بالعولمة.
العولمة : هي مسار انفتاح شعوب العالم على بعضها البعض من خلال المجالات المالية والتجارية والاقتصادية والربط بين بين القطاعات المحلية والعالمية مما يجعل العالم اكثر سيما عن طريق التكنولوجيا والتجارة الحرة ، وقد رأى الباحثون أن العولمة تقوم على أربع عمليات أساسية وهي المنافسة الكبيرة بين القوى العالمية العظمى، وانتشار عولمة الإنتاج ، وتبادل السلع ، والابتكار والإبداع التكنولوجي والتحديث المستمر.
ومن هنا يظهر للعولمة مجالات عديدة  .
تتمثل مجالات العولمة : -
- العولمة الاقتصادية : وهذا يظهر جليا واضحا بالتأكيد من خلال الصندوق الدولي وتعاون جميع الدول في العالم حيث تظهر وحدة الأسواق المالية للدول ومبادلاتها التجارية  ويشهد على ذلك منظمة التجارة الدولية.
- العولمة السياسية : وهنا نشهد هيمنة الدول القوية السيادية وقوة تأثيرها على الدول النامية الضعيفة ومنها الدول العربية خدمة لمصالحها.
- العولمة الثقافية :  وهي سيطرت الثقافات القوية ونشر قيمها وهيمنتها على الثقافات الضعيفة.
- العولمة إلاعلامية : حتما وبالتأكيد ظهور سيادة قيم ومفاهيم الدولة القوية والفعالة عبر وسائل الإعلام المختلفة سيترك الأثر الفعال الكبير في المجتمع وفي كافة الميادين.
ويبقى السؤال ماهي اهداف العولمة ..؟؟
للإجابة على ذلك نلخص بعض اهداف العولمة : 
1- تجاوز جميع الخبرات والنظم والقيم والمشكلات البيئية المحلية على ان تعبر جميع الحدود السياسية والجغرافية لجميع دول العالم بأسره دون استثناء.
2- السعي لتطوير وسائل الاتصال الدولي لتسهيل كل مايراد نقله.
3- هيمنة الدول القوية على الدول الضعيفة ونقل الأفكار والمعتقدات الجديدة لها.
4- طمس جميع ثقافات وسياسات وعادات وتقاليد الدول وإحلال مكانها قيم ومبادئ دول غربية ذات نفوذ قوي وهذا أخطر هدف بنظري .
5- تهدف بشكل غير مباشر أن يتخلى الفرد عن هويته الذاتية ويعتنق أفكار ومبادئ لاتنسجم مع قيمه الأصلية.
6- الصراع اللغوي الذي يهدد اللغات الوطنية وإحلال محلها اللغات الغربية الأجنبية.
ويعصف بنا السؤال الأهم وهو لب موضوع الندوة 
هل تأثرت الدول العربية من العولمة..؟؟
الجواب  الجازم بالتأكيد نعم وبشكل كبير جدا ويمكننا الإجابة على ذلك بذكر بعض الأثار العامة للعولمة على مجتمعات الدول العربية : 
- التأثير على اللغة 
اللغة هوية ووعاء وثقافة الاتصال والتواصل لكل أمة ، ونتيجة تداخل العولمة فقد تأثرت الدول العربية باللغة الإنجليزية كونها اللغة القوية السائدة،مما جعل المجتمعات العربية تذهب الى تعلم اللغة الانجليزية واستخدامهاوتفضيلها على بعض اللغات الأخرى،وهذا الأمر أسهم في تدهور حالة اللغة العربية .
-التأثير،على طريقة اللباس
كلنا نعلم أن اللباس العربي التقليدي كان سائدا ويعكس طابع  ثقافةكل دولة عربية لكن بعد اجتياح العولمة بدأ النمط التقليدي في اللباس بالاختفاء وتم استبداله بلباس الانماط الغربية وخاصة بين الشباب والإناث إلا قليلا من هم كبار السن حيث هيمنت الثقافة الغربية بسلطان تأثيرها على الشعوب العربية وأسلوب لباسهم.
-  التأثير على الهوية 
أدت العولمة في التأثير على سلوكيات الافراد وخصائصهم مما دفع إلى هجر سمات الثقافة العربية واستبدالها بأخرى غربية.
التأثير على التراث العربي
أضرت العولمة كثيرا بالتراث الثقافي العربي حيث تم استبدال أشكاله وسماعه من فنون وأدب ولغة وطعام ولباس إلى سمات وثقافات مختلفة.
ومع كل ذلك إلا أن الدول العربية استفادت من العولمة ونذكر من بعض فوائدها :
- الاطلاع والوصول إلى ثقافات جديدة .
- انتشار التكنولوجيا 
ساهمت في الاتصال والتواصل بين مختلف دول العالم مما ساهم في تسريع التقدم التكنولوجي وتطوره.
- أدت إلى الوصول لمواهب جديدة ومتخصصة.
- بناء الهياكل الاقتصادية
والاجتماعية للبلدان والاقتصادات المتعثرة من خلال التجارة الحرة.
- إنشاء قطاعات طاقة عالمية.
-المساهمة في حل مشاكل الكوارث الطبيعية والبطالة والمرض.
-ألغت الحدود بين الدول.
- عززت التبادل الاقتصادي بين الدول.
-أوجدت أسلوب جديد في الحوار والنقاش بين شعوب العالم.
وهنا لاب ان أشير إلى بعض سلبيات العولمة: 
اضطهاد الاقتصادات الأضعف  .
- خطر فقدان الوظائف  المحلية من خلال استغلال الدول الأقل أجور  لنفس ذات العمل والمهن المطلوبة وتفضيل العمالة الوافدة .
التهرب الضريبي لشركات المتعددة الجنسيات وذلك بإرسال الإيرادات إلى الخارج لتجنب دفع الضرائب.
- ساعدت بشكل ملحوظ في نشر الكفر والإلحاد .
-فرص السيطرة السياسية الغربية على الأنظمة الحاكمة والشعوب والتحكم في مركز القرار السياسي.
- سيطرة الشركات العملاقة على الاقتصاد والعالم.
التركيز على مبدأ الحرية الشخصية للفرد دون احترام  العواطف والمشاعر والضوابط الأسرية وإهمال العلاقات الاجتماعية لأن العولمة ثقافة مادية بحته  لا مجال للعواطف فيها.

 و تساءلت الشاعرة رشيدة العسري من المغرب في ورقتها عن الاصل اللغوي للعولمة فقالت 
ما هي العولمة ؟
[ع ل م]. (فعل: رباعي متعد). عَوْلَمْتُ، أُعَوْلِمُ، عَوْلِمْ. مصدر عَوْلَمَةٌ. :-عَوْلَمَ الشَّيْءَ :- : أَعْطاهُ طابَعاً عالَمِيّاً، أي يَحْمِلُ في ذاتِهِ بُعْداً يَهُمُّ كُلَّ دُوَلِ العالَمِ. :-عَوْلَمَ الاقْتِصادَ :- :-عَوْلَمَ التِّجارَةَ.(مأخوذ من موقع معجم المعاني).
نلاحظ أن الفعل عَوْلَمَ جاء على وزن فَوْعَلَ؛ عولم الناس أي ألبسهم العالمية -إن صح التعبير- بدلالة الضغط على المرء وفرض الشيء عليه، وشمله به باستحواذية وإجبار.

هي إذن حرِّيَّة انتقال المعلومات بين دول العالم وتدفُّق رؤوس الأموال والسِّلع والتِّكنولوجيا والأفكار والمنتجات الإعلاميّة والثَّقافيّة والبشر أنفسهم بين جميع المجتمعات الإنسانيّة ، حيث تجري الحياة في العالم كمكان واحد أو قرية واحدة صغيرة، لكن هذه القرية الصغيرة لها بؤرة أو مركز أو نواة، هي أصل هذه الظاهرة التي تتطلب قوة (مغناطيسية) كبيرة للسيطرة على العالم وجذبه نحوها تدريجيا بعد أن أحكمت قبضتها اقتصاديا وتجاريا وماليا وثقافيا بل وحتى إيديولوجيا. 
أيضا  فالشركات العملاقة ترفع شعار العولمة لتستطيع التَّوغُّل داخل جميع الدُّول بلا قيد.  فالعولمة الأمريكيَّة :هي الاتِّجاه الأمريكيّ للسَّيطرة على العالم وقد نسميه أيضا "أمركة العالم"، فهي القوة العظمى المتحكمة في العالم لحد الآن، وهي النواة الرئيسية 
و عولمة رأس المال :هي تزايد التَّرابط والاتِّصال بين الأسواق المختلفة؛ 
ولتسهيل كافة المعاملات المالية كانت العملة الأمريكية الدولار هي المهيمنة عالميا ثم جاءت بعدها اليورو  للاتحاد الأوروبي.
أما عولمة الثَّقافة : فهي تزايد الصِّلات غير الحكوميّة والتنسيق بين المصالح المختلفة للأفراد والجماعات فيما يُسمَّى بالشَّبكات الدَّوليّة.
أما عولمة التوقيت الزمني: فمنذ سنوات ليست بالقليلة لجأت مجموعة من الدول العربية إلى إضافة ستين دقيقة إلى التوقيت الأصلي لبلدانها مرغمة لمسايرة و إنجاح العلاقات  والاقتصادية مع الشركات الأجنبية

ما الفرق بين العولمة والعالمية؟
العولمة فعل مفروض يتطلب انصهار الجميع في بوتقة واحدة؛ في حين تعني العالمية الخروج طواعية من قوقعة المحلية والانفتاح على كل العالم.. العولمة تتطلب الانسلاخ - ولو جزئيا - عن القيم الثقافية والمبادئ المحلية وذوبان الأمة في بوتقة الآخرين..

في حين أن العالمية هي انفتاح على العالم ، واحتكاك بالثقافات العالمية مع الاحتفاظ بخصوصية الأمة وفكرها وثقافتها وقيمها ومبادئها. هي إثراء للفكر وتبادل للمعرفة مع الاعتراف المتبادل بالآخر دون الانسلاخ عن الهوية الذاتية.
أما العولمة : فهي انسلاخ عن قيم ومبادئ وتقاليد وعادات الأمة وإلغاء شخصيتها وكيانها وذوبانها في الآخر. 

ما هي أضرار العولمة على العرب؟
بحكم استعمار الغرب للعرب، أصبح هذا الأخير أكثر دول العالم التي تعولمت وانسلخت عن هويتها العربية وصارت تابعة للغرب متأثرة به اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا بل وحتى سياسيا (فسياسة التطبيع أيضا يمكن إدراجها ضمن الطرق الأكثر جبروتا لعولمة العالم العربي سياسيا لإحكام القبضة عليه وتجريده من مبادئه وعروبته و تفريقه وزرع العداوة بين بلدانه وتحريكه بخيوط رفيعة كما الأراجوز  حسب أهدافهم وغاياتهم مقابل مصالح تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع).. 
وعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد الثياب المعتمدة أو الرسمية في المدارس وبعض المؤسسات والشركات والأبناك العربية .. هي البدلة الافرنجية، ضاربين عرض الحائط بالملابس التقليدية التي تثبت هوية كل بلد على حدة، وبتنا لا نراها إلا في بعض المناسبات الدينية أو الإجتماعية للأسف الشديد.
وترْك اللغة العربية والعزوف عن دراستها واعتماد اللغات الأجنبية كلغات حيوية أو الأكثر رواجا عالميا واقتصاديا، مثال آخر حي يجعلنا نرى مدى ابتعاد أجيالنا الصاعدة عن لغتهم، مما يشكل خطرا على أبنائنا الذين كرهوا لسانهم العربي بدعوى أنه  لا يحقق أهدافهم ولا يعبر عن توجهاتهم وآفاقهم المستقبلية. خاصة وأن بعض العائلات الميسورة يدرسون أبناءهم في مدارس أجنبية ويحدثونهم داخل البيوت باللغة الأجنبية حتى صعب تواصل الأبناء مع أجدادهم، كل هذا وهم لم يبرحوا بلدهم العربي، وهذا مثير للقلق وللغرابة؛ فكيف يعقل أن يعيش هذا العربي بكل هذا الانسلاخ عن الجذور داخل وطنه دون الشعور بالغربة وعدم الانتماء الفكري لهذا البلد؟! من هنا نفهم نفور أبنائنا من أوطانهم ولجوئهم بل هجرتهم إلى الدول الغربية لتحقيق آفاقهم التي كان بوسعهم تحقيقها في أوطانهم لولا العولمة التي سقطنا طعما في شبكتها العنكبوتية العملاقة، ولا مفر منها إلا بالتشبث بالهوية العربية واللسان العربي والمبادئ الاسلامية التي لم تترك لا صغيرة ولا كبيرة دون التطرق إليها والمسايرة لكل الأزمنة والأمكنة.

وكتبت الاديبة اسمهان ربيحات ورقة عمل خلصت فيها لنتائج هامة، جاءت كما يلي

شكرا لملتقى السلع، وللقامات العربية التي تدير وتشرف وتتابع،

وشكرا للسادن الوفي  الامين على الكلمة والانجاز، ولراعي الندوة امبن عام الثقافة السابق، وسيد الشعر والكلمة 

 ارجو ان اكون منصفة حين كتبت هذه الورقة، كاشفة عن بعص  مظاهر العولمة على عالمنا العربي

فقد لعبت عوامل مختلفة في دفع العالم العربي إلى دخول عصر العولمة من دون استعدادات كافية ومن دون أجندة جماعية أو
وطنية للتعامل مع التحديات والمخاطر الجديدة. ولهذا جاءت عولمة العالم العربي من الخارج، على شكل ضغوط متزايدة
ومتعددة الاشكال والأهداف، قلصت إلى حد آبير من هامش الاستقلالية والمبادرة العربية الإقليمية، وعملت على تصدع
الكتلة العربية وتفاقم أزمة النظم السياسية وانفلاش المجتمعات وتذرر بنياتها. 
وقد تجلى هذا التصدع في تراجع مشاريع التكتل العربي الخاصة التي عملت عليها خلال نصف قرن في إطار الجامعة
العربية، لصالح مشاريع التكتل المقترحة من الخارج، وأخرها مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي أطلقته الإدارة
الأمريكية. وهو ما ترجم على الأرض بتوسع دائرة الحروب الإقليمية والوطنية والأهلية وانتشار العنف والإرهاب على
أوسع نطاق. وآانت ثمرة ذلك تدويل السياسات الأمنية العربية، القومية والقطرية، والعودة بالمنطقة إلى ما قبل الحقبة
الوطنية، مع إعادة نشر القواعد العسكرية وتوقيع اتفاقيات الحماية والوصاية الخارجية، وفي النهاية حرمان العالم العربي
أي إرادة ذاتية أو قرار مستقل.
وبالمثل، قادت الضغوط السياسية إلى تفريغ النظم الوطنية من محتواها الاجتماعي والسياسي والثقافي. وعمل التفاهم بين
النخب الحاآمة والدول الكبرى صاحبة النفوذ منذ السبعينات على ولادة نظم تسلطية وأنماط حكم وإدارة تعمل خارج قواعد
السياسة والقانون ومعايير العقلانية الحديثة، وتتعامل مع الموارد الوطنية آما لو كانت ملكا خاصا بها. مما عمم الفساد
وأشاع الفوضى الاقتصادية والسياسية والإدارية وزاد من انتشار ظواهر الفقر والبطالة والتفكك الاجتماعي. وبموازاة ذلك
حصل تراجع آبير في نظام العلاقات المدنية، فتخلت المجتمعات أو آادت عن الرابطة الوطنية لحساب العلاقة الطائفية
والعشائرية والعائلية. 
وعلى الصعيد الثقافي دفعت الضغوط الداخلية والخارجية، ولا تزال، إلى تعميق أزمة الهوية والتراجع عن سياسة بناء
الثقافات الوطنية السابقة القائمة على تعزيز إطار بناء الكوادر الوطنية وتوطين الحداثة واستنباتها في الثقافة والبيئة
العربيتين. وتزداد في المقابل موجة التبعية الثقافية لأسواق الانتاج الثقافي الخارجية أو للثقافة الاستهلاآية. وبقدر ما تتسارع
وتيرة بناء المؤسسات التعليمية والجامعية والثقافية الأجنبية التي تدرس بلغاتها الخاصة، تتحول الحداثة من جديد إلى بنية
أجنبية أو غريبة وتحدث شرخا متزايدا بين قطاعات الرأي العام المستقطب بين ثقافة إسلامية وثقافة علمانية حديثة. ويقود
الانفتاح الثقافي من دون رؤية ولا هدف ولا مضمون، أي من دون أن يكون مرتبطا بمشروع مجتمعي واضح وواع للتنمية
أو للتحديث، إلى تذرر البنية الثقافية وتعميق التشتت الفكري والنفسي والضياع. وتزداد بالقدر نفسه هجرة الكفاءات
والكوادر الثقافية والعلمية العربية التي تفتقر لأي آفاق في بلدانها الأصلية. 
وبقدر ما ينجم التفكك العربي الراهن عن ضغوط خارجية ويرتبط بأجندة الصراعات الدولية فهو لا ينتهي إلى إعادة ترآيب
للنظم نفسها، على ضوء معايير العولمة الجديدة، بقدر ما يقود إلى تعميق أزمة المجتمعات العربية ودفعها بشكل متزايد نحو
التخبط والضياع والفوضى وبالتالي نحو زيادة الاعتماد في معالجة مشاآلها على التدخلات الخارجية.
إن لملمة الوضع العربي من جديد، وقلب الاتجاه، في سبيل تحسين فرص إعادة الترآيب واستعادة المبادرة من قبل
المجتمعات، تستدعي بلورة أجندة عربية قطرية وإقليمية معا لمواكبة العولمة تأخذ بالاعتبار:
العمل على تغيير البيئة الجيوسياسية القائمة و إعادة بناء الدولة وتعريف دورها ووظيفتها الاجتماعية. وتأآيد مبدأ
المشارآة بين الدولة والمجتمع المدني بدل المعارضة بينهما. فلن يستطيع المجتمع المدني العربي أن يكون بالفعل منظومة
عاملة في خدمة المصالح العامة والمجتمع آكل، أي أن لا يكون وسيلة لتنمية المصالح الخاصة على حساب المصالح
العامة، إلا إذا وجد المجتمع السياسي القوي. من هنا فإن إصلاح النظم السياسية ونشر الديمقراطية هما شرط النجاح في
تطوير المجتمع المدني وتنشيطه ودفعه إلى لعب دور ايجابي في إعادة هيكلة المجتمعات العربية وتهيئتها للمساهمة الفعالة
في بناء معالم المجتمع العالمي.
ويوصي التقرير بإيلاء أهمية خاصة إلى تطوير الديمقراطية المحلية وتجديد وسائل عملها وتقديم الدعم السياسي والقانوني
والمالي لمؤسساتها على طريق تعزيز مكانة المجتمع المدني. آما يوصي بالعودة إلى بلورة سياسات ثقافية عربية تساعد
على طمــأنة الهوية وإعادة بنائها من خلال توطين الحداثة الثانية في التربة العربية وتقليص حجم التبعية في الموارد
الثقافية. لكن ليس من منظور التأآيد على ماهية ثابتة أو تراث قديم، وإنما من منظور التأكيد على الذاتية بما تعنيه من وعي
وإرادة مشاركة في الحضارة الكونية.

الشكرلمدارس.
 المورغنايت،. تقديمها
 خدمات للملتقى
وشكرا للجميع