ونُلبس في حفلة انبعاث بقيةَ الأشجار الحبلى بأمنيات الربيع، باروكة الأمل
هكذا قالت لي صديقتي التي رقصت على حد السيف،
ما بين وجع الخريف ووعد الأم الذي رددناه رافعين الكف اليمين
مقاليد الحياة لم تعد بالجافية!
مادام الترميم زينة النساء
والكذب حيلة الرجال!
والباقيات الصالحات معلقة في عنقي
ووصايا الجدة عالقة في حلقي
أرددها:
"المغالاة في المثاليات تعني أن صندوق الأخلاق مخترق بألف ثقب"
لا صحو ولا كدر،
وهلست نبية لكنني آخر القديسات على الأرض!
تغرق صديقتي في حبرها،
وأغرق أنا في طيف الخريف
تكتب وأكتب،
ونطفو على قارب من حروف
رتلناها في محراب الشعر
ونسجنا من قوافيها بالونات هواء للنجاة والحرية.
وفي قصة جميلة، اشار د.احمد الحليسي، الى ان أحد الآباء اتفق مع سائق (توكتوك) لتوصيل أولاده يوميًا إلى المدرسة وإعادتهم ، وبعد أسبوع سأل الأب ابنه الأكبر عن السائق ، فأجابه الابن :
-رجل على خلق ويأتي في الموعد لكن ...
قال الأب بقلق :
-لكن ماذا ؟
-في كل مرة يصطحب معنا ابنه صاحب العامين .
قال الأب :
-لا مشكلة يا ولدي ربما عنده بعض الظروف هذه الأيام فلنترك له فرصة .
بعد يومين يسأل الأب ابنه فيجيبه الابن أن السائق لازال يصطحب طفله معهم ، التقى الأب مع السائق يسأل أحواله بطريقة لبقة :
-شكرًا لك أولادي يمدحون فيك وفي أخلاقك .
يقول السائق على استحياء :
-شكرًا هم أحبابي والله يعلم .
يسأل الأب بهدوء :
-هل يأتي معهم طالب آخر ؟
يجيب السائق :
-طالب آخر !
ثم يردف :
-تقصد ابني !
ثم يغطي الحزن وجهه ويقول :
-ابني شديد التعلق بي وقد تُوفيت أمه قبل عام ونصف ، وللأسف الحجرة التي أسكنها أعلى سطح إحدى البيوت ليست آمنة للحد الذي يجعلني أترك ابني وحده فيها صباحًا ، لذا أصطحبه معي طوال الوقت .
ثم قال في حزن أكبر :
-هل يضايقهم ذلك يا باشا ؟
بسرعة قال الأب الذي انفطر قلبه وهو يرفع عنه الحرج :
-لا لا أبدًا بالعكس هم يحبون الولد كثيرًا لدرجة أنهم قاموا بشراء ملابس وألعاب له وأردت سؤالك عن أهله لنرسل له الهدايا ، وبما أنه ابنك سيقوم الأولاد بتسليم الهدايا لك .
كاد الرجل يبكي من فرحته قائلًا :
-اللهم بارك في اولادك .
ارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء
ونقل لنا الشاعر خليل الخوالده فائدة لغوية جديدة مما كتب د. حمدي المارد استاذ اللغة العربية العراقي المبدع
كتابة الاسم المبدوء بهمزة الوصل في حالة نقله من الاسمية إلى العلمية، نحو: "اثنين" ، أو نقله من الحرفية، نحو: "ال" أو الفعلية، نحو: "اعلم" إلى الاسمية، وضرورة تصحيح من خالف في كتابتها مذهب جمهور علماء النحو واللغة...!
اتصلتُ بالصديق الأستاذ "محمد سلمان" المقيم في ألمانيا وصاحب مشروع جمع المواد الأساسية في المعاجم العربية القديمة في معجم جديد يقدم فيه للمحتاج ما يريد دون العودة لجميع المعاجم، فأخبرني أنّه وجد "الاثنين" عند مجيئها علمًا قد كتبت في المعاجم القديمة بهمزة وصل مخالفة للقواعد الحديثة التي أقرَّت كتابتها بهمزة قطع. فقررت مراجعة هذه المسألة في كتب اللغة التي هي الحكم الفصل، وعند العودة وجدتُ حقائق استدعتني لكتابة هذا الموضوع:
*أولًا: قاعدة الإملاء الحديثة في كتابة "اثنين" وما يماثلها: وضع الذين اهتموا بكتابة قواعد الرسم الإملائي الحديث قاعدة تقول: إنَّ اسم العلم إذا كان منقولًا من لفظ مبدوء بهمزة وصل إلى اسم علم، فإنَّ همزته بعد النقل تصير همزة قطع، وذكروا مثالا على ذلك اسم علم "الإثنين"، التي كتبوها بهمزة قطع بحجّة انتقالها إلى العلمية. أمّا إذا لم تكن علمًا فهي تكتب بهمزة وصل "اثنين"، وكتبوا المصدر "انشراح" إذا أصبح علمًا بهمزة قطع "إنشراح" وعمّموا قاعدتهم هذه على الأسماء المشابهة. وتكتب: "أل" علمًا لأداة التعريف بهمزة قطع، وإذا لم تكن علمًا فتكتب بهمزة وصل "ال"، وإذا اطلق المصدر" انشراح" علمًا لامرأة فنكتبه بهمزة القطع "إنشراح" ... وعمّموا قاعدتهم هذه على كلّ ما يشبه ذلك إذا نقل إلى اسم علم.
**ثانيًا: قاعدة جمهور النحاة واللغويّين في كتابة "الاثنين" وكلّ كلمّة منقولة من أصلها إلى العلميّة:
1ــ نصّوا على كتابة ذلك على قاعدة واضحة تقول: إنَّ الكلمة المبدوءة بهمزة وصل إذا نُقِلَت من معناها العام إلى الدلالة على اسم شيء معيّن، أي "اسم عَلَم" لها الحالات الآتية:
إذا كانت منقولة من اسم مبدوء بهمزة وصل كُتِبَت همزتها همزة وصل كما كانت في الأصل، فمثلا إذا سُمِّيَ شخص بـالمصدر "انتصار" كُتِب الاسم كما هو في الأصل بهمزة وصل " انتصار". ويكتب اسم العلم "الاثنين" أيضًا بهمزة وصل على ما كان عليه في الأصل.
ب ــ إذا كان اسم العلم منقولًا من فعل مبدوء بهمزة وصل كُتِبَت همزته همزة قطع فمثلا إذا سُمِّيَ شخص بـ "اعْلَمْ" فعل الأمر، فتكْتِب همزته همزة قطع "إعْلَمْ".
ج ــ إذا كان اسم العلم منقولًا من حرف، نحو تسمية "ال" كقولنا "أل التعريف"، فتكتب بهمزة قطع.
وإذا كانت الكلمة همزتها في الأصل همزة قطع تبقى على حالها عند تحويلها للاسمية، نحو: إحسان، أو "أكرم"، لأنّها همزة أصلية متحركة يُنطَق بها في كل موضع تجيء به في أول الكلمة، وعند وصلها، وتُرسم فوقها الهمزة أو تحتها من أجل التفريق بينها وبين همزة الوصل، فإذا كانت مضمومة أو مفتوحة رُسِمت الهمزة فوقها، نحو: أُخت وأَب،ط. أما إذا كانت مكسورة رُسمت الهمزة تحتها نحو:" إِسلام".
***ثالثًا: أهمية هذا المذهب ومصداقية حججهم:
أهمية هذا المذهب: تكمن أهميته بسهولته ويسره، وهو يمثل رأي الجمهور، وفيه التفاصيل الآتية.
انتقال الاسم إلى العلميّة: فكلمة "الاثنين" الدالّة علم أحد أيام الأسبوع تكتب همزة وصل كما كانت في الأصل؛ لأنّ هذه التسمية نقلت من اسم إلى اسم عَلَم لذلك لا تغيّر الهمزة، وكذلك المصادر التي شاعت التسمية بها في العربية الحديثة، نحو: "انتصار". وسبب عدم التغيير، لأنَّ التسمية لم تنتقل من أصلها إلى أصل آخر، ولم تتأثر بأي شيء سوى تحولها من النكرة إلى المعرفة، ولم تغير في استحقاق اسميتها وحكمها، ولذلك لم يغيروا في أصل همزتها إلى همزة قطع حملًا على الغالب من الأسماء قبل النقل إلى اسم العلم، ولو استساغوا التغيير لفعلوه قبل النقل.
التسمية بالأفعال والحروف: وهذا يعني الانتقال من حقل الفعلية أو الحرفية إلى حقل الاسمية، وهذا التحول من حيّزهما وخصائصهما الأصلية إلى الأسماء ذات الخصائص المختلفة عنهما، وضريبة هذا التحول الذي أدخلهما في عالم الاسمية جعلنا نقطع همزة اسميتهما للإشعار بدخولهما إلى عالم غير عالمهما الأصلي.
رابعًا: بعض أقوال علماء النحو واللغة المهمة وضوابطهم في ذلك:
أقوال النحاة:
قال سيبويه(ت على الراجح 180هـ): "وإذا سمَّيت رجلاً بـ "اضْرِبْ أو "أقْتُلْ" أو "اذْهَبْ" لم تصرفه وقطعت الألفات حتَّى يصير بمنزلة الأسماء؛ لأنَّك قد غيِّرتها عن تلك الحال، ألا ترى أنّك ترفعها وتنصبها، وتقطع الألف؛ لأنَّ الأسماء لا تكون بألف الوصل، ولا يحتج باسمٍ، ولا ابن؛ لقلّة هذا مع كثرة الأسماء...[الكتاب:3/199ـ تحقيق: عبدالسلام هارون، ط/ الخانجي]. وقال: "وإذا جعلت "اضْرِبْ" أو "اقتلْ اسمًا لم يكن له بد من أنْ تجعله كالأسماء؛ لأنّك نقلت فعلًا إلى اسم، ولو سميتَهُ انطلاقًا لم تقطع الألف؛ لأنك نقلت اسمًاإلى اسم " [المصدر نفسه الكتاب:3/198].
قال أبو اسحاق الزجَّاج (241 هـ - 311 هـ) :"فأمَّا(إستبرقٍ) في قوله تعالى:(مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ)[الرحمن:54] فإنّما صرف لأنّه نكرة. والألف مقطوعة، وإنّما قطعتَ الألف لأنّك: نقلت الأفعال إلى الأسماء، وأصل ألفات الوصل الأفعال، فلمّا أخرجتها إلى الأسماء أخرجتها إلى باب غير ألفات الوصل. فإنْ سميته "اسْتخرَاجٌ" أو "اسْتِضْرَابٌ" وصلت الألف، لأنَّ هذه الألف كانت في المصدر موصولة كما كانت في الفعل موصولة، فنقلت اسمًا فيه ألف وصل من معنى إلى معنى، وكلا المعنيين اسمان فتركت الألف على حالها.
وإذا سمَّيتَ رجلاً " ابنٌ "، وصلتَ ألفَه؛ فقلتَ: " هذا ابنٌ قد جاء " [ ينظر: "ما ينصرف وما لا ينصرف"، تحقيق: هدى محمود قراعة، القاهرة1971م: ص: 19].
قال أبو محمد الحريري القاسم بن علي(ت 516 هـ): " ومن جلةِ أوهامِهِم أنَّهَم إذا ألحقوا لامَ التَّعريفِ بالأسماءِ التي أولها ألِفُ وَصْلٍ، نحو:
وكذَلِكَ الحكمُ فيما يَلحَق بأسماءِ المصادرِ التي أوّلها همزةُ الوصلِ من لامِ التَّعريفِ في إسقاطِ الهمزةِ وكسرِ لامِ التعريفِ، كقولكَ: الاقتدارُ والانطلاقُ والاحمرارُ، للعلَّةِ التي تقدَّمَ ذكرُها ... " إلى آخِرِ ما قالَهُ...[ينظر:" درة الغواص في أوهام الخواص":1/231، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.]
وقال أبو البركات الأنباري (513 هـ - 577 هـ):" كما أنَّ الفعل إذا سمي به، فإنه تقطع همزة الوصل منه، نحو: اضربْ واقتلْ، تقول: جاءني إِضربْ...، وجاءني أُقتُلْ... بقطع الهمزة؛ ليدلّ على أنَّها ليست كالهمزة التي كانت في الفعل قبل التسمية، وأنّها بمنزلة حرف من نفس الكلمة"[ينظر: الإنصاف في مسائل الخلاف: 1/277 ، المكتبة العصرية، ط/ الأولى].
هـ ــ وقال أبو البقاء العكبري(ت 616 هـ): "في قوله تعالى: (مِنْ إِسْتَبْرَقٍ)[الرحمن:54]: أصل الكلمة فِعْلٌ على اسْتَفْعَلَ ["اسْتَبْرَقَ" وهو ماض سداسي بوصل الهمزة على وزن اسْتَفْعَلَ. ]، فلما سمي به قُطِعت همزته".[ينظر: التبيان في إعراب القرآن:2 / 1200 سورة الرحمن
قال ابن مالك (ت672هـ): " إذا سمي بما أوله همزة وصل، قطعت الهمزة إنْ كانت منقولة من فعل... فيقال في فعل الأمر "اعلم" إذا سُمِّي به يصبح "إِعلم"...، ويقال "في "اخرج" إذا سمي به: "أُخْرُجْ" ويقال في المسمى بـ"اقتراب" و "اعتلاء": هذا اقتراب، ورأيت اقترابًا... لأنّه منقول من اسمية إلى اسمية، فلم يتطرق إليه تغير أكثر من التعيين بعد الشياع، بخلاف المنقول من الفعلية إلى الاسمية؛ فإن التسمية أحدثت فيه مع التعيين ما لم يكن فيه من إعراب، وغيره من أحوال الأسماء، فرجع به إلى قياس الهمز في الأسماء و هو القطع".[ شرح الكافية: 3/1466 لابن مالك، تحقيق: عبدالمنعم أحمد هريدي/ جامعة أم القرى، ط/ الأولى].
قال السمين الحلبي(ت ٧٥٦
هـ):" فعل الأمر يجب قطع همزته إذا سمي به، نحو: إِشْرَبْ؛ لأنه ليس لنا من الأسماء ما همزته للوصل إلا أسماءٌ عشرة)[ ينظر: الدر المصون في علوم الكتاب المكنون: 5/538 ــ 539، تحقيق: أحمد محمد الخراط، الناشر: دار القلم، دمشق.].
قال ابن هشام الأنصاري(ت 761 هـ): ومن هنا قلْتُ: حرف التعريف "أل” فقطعت الهمزة؛ وذلك لأنك لما نقلْتَ اللفظ من الحرفية إلى الاسمية أجريتَ عليه قياس همزات الأسماء، كما أنك إذا سميت بِـ "اضرب" قطعت همزته وإذا جعلت "إضرب" أو "أقتل" اسمًا لم يكن له بدٌّ من أن تجعله كالأسماء، لأنَّك نقلت فعلا إلى اسم. ولو سمَّيته انطلاقا لم تقطع الألف، لأنَّك نقلت اسما إلى اسم".[ مغني اللبيب: 1/873، ط/ دار الفكر– دمشق].
قال محب الدين محمد بن يوسف بن أحمد المعروف بناظر الجيش(ت ٧٧٨ هـ) في شرح التسهيل: وهو يشرح قول الشاعر الراعي:
أشلى سلوقيّة باتت وبات بها بوحش إصمت في أصلابها أود
أشلى: أغرى، وسلوقيّة: نسبة إلى سلوق قرية باليمن تنسب إليها السيوف والكلاب، والضمير في باتت يرجع إلى سلوقية، وفي بات يرجع إلى الصائد." و "إصمت" فعل أمر سميت به فلاة بعينها نقل من فعل الأمر وسمي بها... فسمي المكان بالفعل خاليا من الضمير، ولذا أعربه ولم يصرفه للتأنيث والتعريف... وأمّا قطع الهمزة، فلأنَّ القاعدة أنَّه متى سمي بفعل، وفيه همزة وصل.[ ينظر: كتابه" شرح التسهيل" تحقيق: أ.د.علي محمد فاخر، وأصحابه ــ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع:2/8].
2 ــ المعاجم اللغوية العربية: وسأذكر بعضها، فيما يأتي:
الصحاح للجوهري
(ت ٣٩٣هـ): مادة "ثني": ويوم الاثنين لا يثنى ولا يجمع، ولأنه مثنى، فإن أحببت أن تجمعه كأنه صفة للواحد قلت أثانين . وقولهم: هذا ثاني اثنين، أي هو أحد الاثنين". وفي مادة" صمت": لَقيتُهُ بِوَحْشِ إصْمِتَ، ولقيته ببلدةِ إصْمِتَ، إذا لقيتَه بمكانٍ قفر لا أنيسَ به". فعندما سُمي المكان القفر بفعل الأمر قطعت همزته كما لاحظنا.
المحكم والمحيط الأعظم لابن سيدة المرسي(ت408هـ): وكتب "الاثنين" بهمزة وصل في مادة "ث ن ي" ثم ذكر: والاثْنانِ: من أَيَّامِ الأُسْبُوع؛ لأَنَّ الأَوَّلَ عندهم الأَحَدُ. والجمع: أَثناء، وحكى المُطَرِّزُ عن ثَعْلَبٍ أَثانِين. وحَكَى سِيبَوَيْهِ عن بعضِ العَرَبِ: اليوم الثِّنَى. وقال: أَمّا قَوْلُهم : "الاثْنانِ". فإِنَّما هُو اسمُ اليَوْمِ... يَعْنِي أَنه صارَ اسْمًا غالبًا. وقال ابن سيدة: في مادة "صمت": وَعِنْدِي "إصمت" أَنَّهُ الْفَلَاةُ أي اسم علم للأرض
القَفْر التي لا أَحدَ بها. قال أَبو زيد وقَطَع بعضهم الأَلفَ من "إِصْمِتَ" ونَصَبَ التاءَ فقال بوَحْشِ الإِصْمِتَيْن له ذُنابُ، وقال كراع إِنّما هو ببلدة "إِصْمِتَ".
القاموس المحيط الفيروز آبادي(ت817هـ): ضبط "بهمزة الوصل، وقال : و"الاثنان" يوم في الأسبوع، وجمعه:" أثْناء وأثانين"، وجاء في الشعر: يوم اثنين. بلا لام.
د ــ تاج العروس من جواهر القاموس للزَّبيدي(ت:٢٢٠٥هـ): في مادة "ثني" كتب اسم العلم "الاثنين" بهمزة وصل. وفي مادة "وحش" ذكر أنّ " إصمت" بمعنى اسكت: منقول من فعل الأمر "اصمتْ" وقد جرد عن الضمير، وقُطعت همزته، ليجري على غالب الأسماء، هكذا جميع ما يسمى به من فعل الأمر. واحتمل أن تكون تسمية هذه الصحراء بهذا الفعل للغلبة؛ لكثرة ما يقول الرجل لصاحبه إذا سلكها: اصمت.
*****خامسًا: فوائد تتعلق باسم العَلَم ليوم من أيّام الأسبوع: " اثنان أو اثنين":
الاثنان أو الاثنين: هو عَلَمٌ بالغلبة على يومٍ من أيَّام الأسبوع؛ ولذا تُقْطَعُ همزتُهُ، لأنَّ الأول عندهم الأحد، والألف واللام فيه غير زائدةٍ، وإنّما جاز دخول اللام عليه؛ لأنَّ فيه تَقْدِيرَ الوصف؛ لأنَّ معناه: اليومُ الثاني
وكذلك أيضا اللام في الأحد والثلاثاء والأربعاء ونحوها. والجمع أثناء، وهو لا يُثَنى ولا يجمع لأَنَّه مثنّىً، فإِنْ أَحببت أَن تجمعه كأَنَّه صفة الواحد، وفي نسخة كأَنَّ لَفْظَه مبنيٌّ للواحد، قلت: "أَثْناء"، وحكى مطرز عن ثعلب "أَثانين"، وقال ابن بري: أَثانين ليس بمسموع. وإِنَّما هو من قول الفراء وقِياسِه، قال: وهو بعيد في القياس؛ قال: والمسموع في جمع الاثنين "أَثناء" على ما حكاه سيبويه، قال: وحكى السيرافي وغيره عن العرب أنَّ فلانًا ليصوم الأَثْناء، وبعضهم يقول ليصوم الثُّنِيَّ على فُعول مثل ثُدِيٍّ، وحكى سيبويه عن بعض العرب اليوم الثِّنَى، قال: وأَمَّا قولهم اليومُ الاثْنانِ، فإِنّما هو اسم اليوم، وإِنَّما أَوقعته العرب على قولك اليومُ يومان واليومُ خمسةَ عشرَ من الشهر، ولا يُثَنَّى، والذين قالوا "اثْنَيْ" جعلوا به على الاثْن، وهي الأرض التي كثُر ثِنُّها وإِنْ لم يُتَكلم به، وهو بمنزلة الثلاثاء والأربعاء يعني أَنَّه صار اسمًا غالبًا.
قاعدة التعامل مع اسم العلم" الاثنان أو الاثنين": ومن المعروف في قواعد اللغة العربية أنَّ اسم العلم إذا جاء على صيغة المثنى، أي يطلق على أي شيء ليكون علمًا نحو: "اثنين" اسم علم ليوم من أيام الأسبوع، أو يطلق اسم علم على أحد الأشخاص، نحو:" محمدين، أو حسنين"، وعند إضافته تحذف النون، وفي إعرابه لغات:
أنْ نجعله ملحقًا بالمثنى، ونعربه إعرابه ، نحو: الاثنان اليوم الثاني في الأسبوع، فالاثنان: مبتدأ مرفوع بالألف لأنّه ملحق بالمثنى. و" تجاوزنا الاثنين، مفعول به منصوب بالياء لأنّه ملحق بالمثنى. و"سافرت يوم الاثنين". مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بالمثنى.
أو أنْ نجعله بالألف مطلقًا، ونتعامل معه كاسم العلم المفرد، ونمنعه من الصرف، نحو: الاثنان اليوم الثاني في الأسبوع، فالاثنان: مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، وهو ممنوع من الصرف. و" تجاوزنا الاثنان"، منصوب بالفتحة، لأنه ممنوع من الصرف. و"سافرت يوم الاثنان". مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ملحق بالمثنى.
ج ــ أو أنْ نجعله بالياء، نحو:" البحرين"، ونتعامل معه كاسم العلم المفرد ونمنعه من الصرف، نحو: الاثنين اليوم الثاني في الأسبوع، فالاثنين: مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، وهو ممنوع من الصرف. و" تجاوزنا الاثنين، منصوب بالفتحة، لأنه ممنوع من الصرف. و"سافرت يوم الاثنين "، فالاثنين: مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ملحق بالمثنى. والله أعلم.
اما الشاعرة هيام خريسات، فكتبت
في جوفي بركان ثائر
وفي عينيَّ طوفان
طفل يهزم كيد كافر
ويفجر برج الطغيان
وفي قلبي نبض سافر
يجوب كل مكان
يبحث عن مجد داثر
يصرخ في وجه العربان
مسرى الرسول الطاهر
تنعق فيه الغربان
والصخرة بيت عامر
ناحت فيها الاحزان
يا أقصى ياتيك زائر
او مشتاق من لبنان
ويالمْ للجرح الغائر
احرار من .. رُبى عمان
الا هبي فالموت دائر
ياكل نخوة الاوطان
واسحقي جيش الغادر
في غزة، وكل البلدان
ولصاحبةالومصات، الدكتورة الاديبة والقاصة نعمات الطرا نه تحت عنوان خاطرة اليوم جاء فيها
يا بُني .. إن كنت تبكي على الكُتب المُحترقة فاعلم أنّ للأفكار أجنحة و هي تطيرُ بها إلى أصحابها، لكن لو كنت تبكي على حال العرب و المُسلمين فأعلم أنّك لو حوّلت بحار العالم لدموع.... فلن تكفيك)......الفيلسوف ابن رشد
سَقطت الأندلس يوم أُحرقت كتب ابن رشد , و بدأت نهضة أوروبا يوم و صلتهم أفكاره ...
العالم والطبيب والفقيه والقاضي والفلكي والفيزيائي الأندلسي ( ابن رشد )، واحداً من أبرز و أكبر و أشهر فلاسفة الإسلام.
أول قاعدة حوّلت الإسبان والأوربيون صوبَ النّور....
مقولتهُ التى حسمت العلاقه مع الدين :
( الله لا يُمكن أن يُعطينا عقولاً، ثم يُعطينا شرائع مُخالفه لها )
أمّا القاعدة الثانية، فهي مقولتهُ التي حسمت التّجارة بالإديان :
( التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المُجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردتَ التحكم في جاهل ، عليك أن تُغلّف كلّ باطل بغلافٍ ديني ..
أصدرَ رجالُ الدّين فتاواهم بحرق جميع كتبه، خوفاً من تدريسها لما تحتويه من مفاسد و كُفر و فجور و هرطقة على حدّ قولهم , و بالفعل زحف الناس إلى بيته وحرقوا كتبهُ جميعاً حتى أصبحت رماداً .. حينها بكى أحد تلامذتهُ بحرقة شديدة ...
فقالَ ابن رشد جملته الشهيرة :
( يا بُني .. إن كنت تبكي على الكُتب المُحترقة فاعلم أنّ للأفكار أجنحة و هي تطيرُ بها إلى أصحابها، لكن لو كنت تبكي على حال العرب و المُسلمين فأعلم أنّك لو حوّلت بحار العالم لدموع لن تكفيك).....
وتحت عنوان قرار بهدم بيت العباس، نقل الاديب ا.جميل التويجر لنا القصةالتالية
المسؤول عن الدولة
عمر بن الخطاب يُصدِر قراراً بهدم بيت العباس بن عبدالمطلب وتعويضه ببيتٍ خيرٍ منه فى مكانٍ آخر.
والسبب هو توسعة بيت الله الحرام..
اسمع رد العباس قال : لا ياعمر لن تهدم بيتى
*فقال عمر: ياعباس إنه من أجل بيت الله
قال العباس : لن أسمح لك ياعمر.
فقال عمر: فلنلجأ الى القضاء
فقال عمر : اختر لك قاضياً يحكم بيننا ياعباس.
فقال العباس : أختار القاضي شُريح
فقال عمر وأنا موافق
فرد العباس: أحضره لنا يا أمير المؤمنين.
*فقال عمر : القاضي لايذهب الى أحد بل نحن من نذهب إليه. فذهبا إلى القاضي وعندما تكلم القاضي وقال لعمر : ياأمير المؤمنين !
رد عمر قائلا : لاتناديني بأمير المؤمنين لأننا فى دار القضاء !
ناديني بعمر.
فقال القاضى ياعمر: إن أبعد البيوت عن الحرام هو بيت الله.. ولا يحق لك أن تهدم بيت العباس وتعوضه مكانه إلا برضاه.
فماذا كان رد عمر ؟؟ قال له ونِعم القاضي أنت ياشريح..
فقام عمر بترقية القاضي إلى وزيرٍ فى دار القضاء.
*ثم قال العباس لعمر : إني قد تنازلت عن بيتي برضاي ياعمر من أجل الله.*