آخر الأخبار

صهيل للشعر وصليل للثقافة على منصة السلع

راصد الإخباري :  
 


الاردن - راصد
كتب عبدالله الحميدي

د سهام الخفش، تكتب لاول مرة على منصة السلع، عائدة من امريكا

بين نارين، مقال رائع تحلق فيه في علياء المثل الغربية، والامريكية تحديدا، بين ما تفعله هنا، وما تمارسه هناك،،
 
وتقول، 
سمعت هذا المصطلح أكثر من مرة واعتقدت بالبداية أن المقصود هو: الكنافة بين نارين، لذيذة الطعم والمذاق، ولكن تبين أن الوصف لمذاق مر وآخر أشد مرارة ..
المغتربون  في أمريكا وتحديدًا في شيكاغو  حيث قضيت جزء من  إجازتي  الصيفية  هناك - بضيافة ابنتي الحنونة منال وزوجها الشهم شاهين- 
لا أريد التحدث عن جمال الولاية والرحلات والمناظر  والغابات والحدائق الخلابة لأنها ليست الزيارة الأولى لي.
(بين نارين) أفضل ما يمكن لوصف الحال للأسر المغتربة من أصول عربية من مختلف الجنسيات سواء  منها: الفلسطينية، أو الأردنية، والسورية، والعراقية، واليمنية وغيرها... تلك الدول التي  ساهمت أمريكا العظمى بتخريب أوطانهم، وتجويع شعوبهم، وتشريدها .. حيث تستقبلهم وتؤمن لهم الاحتياجات الضرورية للحفاظ على كرامتهم الإنسانية.!
أمريكا التي تُعنى بحقوق الإنسان وكرامته، وتحترم الصغير قبل الكبير، وتحمي الضعيف والقوي والغني والفقير، هي أمريكا ذاتها التي عاثت في وطننا العربي الفساد والدمار والقتل والتجويع والتشريد ..أمريكا العظمى  ومن يتبعها هي  التي تدمر الأجيال، وتفسد الأطفال  والشباب، في نشر ثقافة الشذوذ الجنسي ومجتمع ( الميم ) في المدارس ومحاربة القيم، وإضعاف دور الاسرة في التربية والتوجيه. 
(بين نارين) معاناة الأسر المغتربة بين هذا الواقع المدمر الذي ينافي كل  العادات والتقاليد  والديانات  السماوية  والطبيعة الإنسانية , وبين  لقمة العيش والعودة إلى أوطان مدمرة ممزقة، أغلقت أبوابها أمام أبنائها وشبابها بسبب الحروب والفساد والدمار .. 
(بين نارين) حقيقة تكوي بنارها غالبية الأسر المغتربة وتحديدًا الأسر التي ما زال أبناؤها في سن المدرسة ..  هذه الظاهرة التي أصبحت منتشرة وتمتد كالمرض الخبيث  في أوطاننا -وأصبحت تأخذ بعدًا حقوقيًا وإنسانيًا - لتحمل شعار ألوان قوس قزح - هذه الألوان الجميلة الزاهية- الذي أرادوا تلويثه  بالقيم الساقطة.
للأسف نجد من يدافع عن  ( مجتمع الميم ) وبقوة لنيل حقوقهم والاعتراف بهم وقبولهم في مجتمعاتهم دون تمييز أو اضطهاد..نحن أمام ظاهرة تتنافى مع كل القيم وغير خاضعة للعقل البشري الطبيعي ..وإن كان البعض يُرجع هذه الظاهرة إلى عامل وراثي أو خلل هرموني، إلا أن الطب النفسي يشير الى أن الأسباب مكتسبة، ويمكن علاجها وضبطها، وأن للأسرة دورًا كبيرًا في التنشئة الاجتماعية السليمة 
 كذلك الضوابط المجتمعية ..
إذن نحن أمام ظاهرة مكتسبة مستورة ممنهجة ..لها أبعاد سياسية واجتماعية وأخلاقية  علينا التصدي لها وبقوة، وإلا سنواجة جيلًا مدمرًا ومجتمعًا بلا قيم ولا أخلاق وخارج عن الطبيعية الإنسانية.
يبدو أن مفهوم الحرية الشخصية وحقوق الإنسان ما زال عاجزًا عن تفسيره وفهمه بالطريقة الصحيحة ..الأبناء هم مسؤوليه الأسر بالدرجة الأولى وجهودها مضاعفة عما كانت عليه سابقًا ، خاصة أمام الفضاء الواسع والرحب  من الانترنت والتواصل الاجتماعي .الذي ساهم  مساهمة كبيرة  في جعل أبنائنا خارج السيطرة. حمى الله الوطن وأبناءهً وأبعد عنا كل مكروه يتنافى مع عادتنا وتقاليدنا ..

وتنقل راصد قبسات من مهرجان الرمثا للشعر العربي الذي اختتمت فعالياته الاسبوع الماضي، اذ شارك الشاعر والكاتب العربي  د.محمد ناجي عمايرة في فعاليات  المهرجان  التاسع عشر في منتدى زي الثقافي في السلط والذي استمر اسبوعا 

وشارك في هذا المهرجان الشعري (٣٠ ) شاعرا وشاعرة من الدول العربية بالاضافة إلى الاردن.

وفي حفل الختام شارك ثمانية من الشعراء الاردنيين والعرب هم د. محمد ناجي عمايرة و د. راشد عيسى وعائشة الحطاب من الاردن. ومن العراق الشاعرة ريم قيس كبة. ومن سورية سمية صالح. ومن اليمن الشاعرة هدى أبلان ومن السعودية حسن القرني. ومن سلطنة عمان الشاعران د. محمود بن مبارك السليمي وعبدالرزاق الربيعي.

وقد أجاد الشعراء والشاعرات في شعرهم حيث تناولوا موضوعات متنوعة وطنية وغزلية وغيرها

والجدير بالذكر ان هذا المهرجان يختتم فعالياته ومنذ عدة سنوات  في منتدى زي الثقافي في السلط.

وفي نهاية الحفل كرم د. محمد ناجي عمايرة أمين عام وزارة الثقافة الأسبق الشعراء والشاعرات المشاركين بدروع تذكارية قدمها منتدى الرمثا الثقافي وبحضور رئيس منتدى الرمثا محمد الزعبي ورئيس منتدى زي الثقافي يوسف عمايرة.

وفي بداية الحفل أشار رئيس منتدى زي الثقافي إلى أن المنتدى قد فقد ثلاثة من أعضائه البارزين والمهمين وهم نائب رئيس المنتدى د. خالد عمايرة والشاعران الكبيران عيد النسور ود. حارث ابو سليم واللذان كان لهما اسهامات ومشاركات كبيرة في المنتدى.

حضر الأمسية الشعرية أعضاء اللامركزية ود. سليمان الازررعي وجمهور من محبي الشعر.

وخاطرة للاديب جميل التويجر، عن الخضر جاء فيها 

أتساءلت يوما لماذا كل هذا الإصرار أن يصل سيدنا موسى عليه السلام لبلوغ المكان الذي سيلاقي فيه سيدنا الخضر عليه السلام؟؟ 
 ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾

*و لماذا سيدنا موسى تحديدا الذي قدر له من بين جميع الأنبياء و الرسل أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علما و رحمة؟* 
الأكيد أن هذه القصة تحديدا تختلف تماما عن كل القصص ، قصة موسى و العبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص

علم القدر الأعلى علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة ، كما أسدلت على مكان اللقاء و زمانه و حتى الإسم ﴿ عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا ﴾ ، هذا اللقاء كان استثنائيا 
*لأنه يجيب على أصعب سؤال يدور في النفس البشرية منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها

أهم مواصفات القدر المتكلم أنه رحيم عليم أي أن الرحمة سبقت العلم . 

فقال النبي البشر ( موسى ) : 
﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ﴾ 
يرد القدر المتكلم ( الخضر ) :
﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾ فهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري ولن تصبر على التناقضات التي تراها 
يرد موسى بكل فضول البشر :
﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ﴾ 

هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل القدر؟ 
يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب ..
تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت للمساكين في القارب المثقوب .. 
معاناة ، ألم ، رعب ، خوف ، تضرع .

جعل موسى البشري يقول 
﴿ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ﴾ .. 
*عتاب للقدر كما نفعل نحن تماما* أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟ أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل ؟ يارب لماذا كل هذه السنوات في السجن ؟
يارب أنستحق هذه المهانة ؟ 

ويمشي فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي و يعاتب بلهجة أشد .. ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾ 

تحول من إمراًة إلى نكراً و الكلام صادر عن نبي أوحي إليه..
لكنه بشر مثلنا .. 
و يعيش نفس حيرتنا ..

يؤكد له الخضر مرة أخرى
 ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ 

ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل .. 

فيذهبان إلى القرية فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى ..

و هنا ينفجر موسى .. 

*فيجيبه من سخره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة_القدر* 
﴿ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا ً﴾

هنا تتجلى حكمة الإله و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة .. 
الشر نسبي .. 
*و مفهومنا كبشر عن الشر قاصر*
لأننا لا نرى الصور الكاملة ..

*القدر أنواع ثلاث*
شرا تراه فتحسبه شرا فيكشفه الله لك أنه كان خيرا فما بدا شرا لأصحاب القارب اتضح أنه خير لهم 
و هذا هو *النوع_الأول*
و هذا نراه كثيرا في حياتنا اليومية و عندنا جميعا عشرات الامثلة عليه

*النوع_الثاني*
مثل قتل الغلام .. 
شرا تراه فتحسبه شرا .. 
لكنه في الحقيقة خير .. 
*لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك* 
*فتعيش عمرك و أنت تحسبه شرا* 
هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث؟ 
هل أخبرها الخضر؟
الجواب لا .. 
بالتأكيد قلبها انفطر و أمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الغلام الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله و يمضي .. و بالتأكيد .. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول..
وأن الأول كان سيكون سيئا
﴿فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً﴾ 
  
وتتغنى شاعرة الاردن ريما البرغوثي، باسم سيدنا الحبيب فتقول

تلك الحروف تعشّقتْها مُهجتي
وروتْ بقلبي يابسَ الأغصانِ

فالميمُ مالَ القلبُ نحوَ ظلالِها
يهفو لبردِ جِنانِها وِجداني

والحاءُ حُمِّل في ضلوعي حبُّها
والروحُ ذابت في حُلى إيماني

والميمُ ثانيةً محوْتُ بحُلوِها
 مرَّ الهمومِ فنُقّيتْ أركاني

والدالُ دامتْ في الفؤادِ قطوفُها
تزهو بدنيا الحبِّ والإحسانِ

#فمحمدٌ جلّتْ حروفُ نسيمِهِ
وتناغمت كالروحِ في الريحانِ

يا أيها الهادي سكبتَ بعمقِنا
حبًّا تجلّى في ذرى الأكوانِ

ولحسن ناحي الاديب الاردني،  وقفة مع اللطائف سرد منها

سألوا محششاً فهيماً: ماهو التعريف الأكثر واقعيةً للعولمةِ؟
فقال: موت الأميرةِ ديانا !!!
سألوه: كيف ذلك!!؟؟؟
فأجاب: 
أميرة إنكليزية،
مع عشيق مصري،
بحادث اصطدام في نفق فرنسي،
داخل سيارة ألمانية،
تعمل بمحرّك هولندي،
يقودها بلجيكي،
كان مخموراً بالويسكي الإسكتلنديِ،
ملاحقة مِن مصورين و صحفيّين إيطاليين،
على دراجات بخاريةٍ يابانية،
عولجوا مِن قِبل طبيبِ أمريكيِ، 
يَستعملُ أدويةَ برازيليةَ.
و الآن ... يُرسَلُ هذا الخبر إليك مِن قِبل عربي،
يَستعملُ تقنيةَ بيل جتس الأمريكي،
وأنت َتقْرأُ هذا على جوالك الذي يَستعملُ رقائقَ الكترونية تايوانية 
و شاشة كورية
جمّعَ مِن قِبل عُمّالِ بنغلاديشيينِ 
في مصنع سنغافوري
ونُقلَ بباخرة صينية 
طاقمها هندي 
إلىٰ ميناء إماراتي 
ثم نقل مِن قِبل سائقِ شاحنةِ باكستاني.
و هنا .. 
انتهت لفافة الحشيش الأفغاني،
فنهض ليجهز رأس معسل بحريني،
ليشربه بأركيلة تركية،
مع كأس عرق و مازا لبنانية،
على أنغام أغاني شعبية سورية! 

اما الشاعرة المغربية، رشيدة العسري،  فتكتب نبضات قلبها على منصة السلع وتقول 

بين الحياة والموت ،
نبضة قلب  فقبضة روح.

على الأرض نحن منعدمون
جسد من طين
يرمم نفسه كل حين
روح تهرب من الواقع
إلى الخيال
تلاحق الحقيقة
لتفهم لاحقا أن الموت
هو الملاذ الوحيد
الصادق .
الموت لا تنافقنا كما الحياة

قبضة واحدة 
تكفي ،
لكي تُزهَق الروح
لكنها
رحمة لا نظير لها
راحة لها
وللنفس الحائرة
والقلب العليل.
الموت حقيقة،
تهمس بها في أذن من عشِقَت
الموت تربت على أجسادنا الباردة ،
كأنها تُخدِّر مواطن الألم فيها.
تتحسس نبض القلب ثم تُسكِت أنينه المتواصل
لتهمس للروح أنها حرة طليقة...
طيري حيث الحرية،
والجنان موطن الخلود!
ما عادت الجدران والقضبان تزاحمك بعد اليوم،
ذلك السجان 
تم القبض عليه 
كفنَّاه بثوب البراءة
علَّه يغتسل مرتين
قبل النوم
في ليل لا قمر فيه ولا نجوم
فقط تراب يتوسده
ونومة أبدية.

المؤلم 
أننا لا نستشعر معنى الحب إلا لو فقدنا المحبوب
أننا لا نتلمس العذر إلا بعد فوات الأوان
أننا لا ندرك محاسن الشخص حتى يموت
هل الروح السجينة تبتلع براءة النفوس 
عقابا للسجان؟!

أم أن الجسد هو فتنة النفس التي تُدَنِّس طهارة الروح التي لا حول لها ولا قوة؟!

أم أن الجسد والنفس والروح معا في صراع أبدي، يُقحم الإنسان في صحراء تعتليها العواصف لتفتِن جمالها ونقاءها الذي خُلِقَت منه؟!

لكنه الخالق جلّ وعلا، 
وحده يطلع على ما في الصدور، 
وحده يعلم حقيقة الأشياء ،
وحده لا غير

وتخت عنوان كُنَّا نَسْتَحِي، اورد الوزير السابق الاديب د فيصل الرفوع المشرف الاعلى للملتقى ، بعضا من تلك القيم التي مات بعضها، ولا يوال بعضها الٱخر متوارثا وفيها يقول

كنا نستحي أن يغني المغني في عرس أو مناسبة بالتزامن مع رفع الأذان

 كنا نستحي أن يحتفل طالب توجيهي بنجاحه ويوجد زميل له او جار او قريب راسب أو كانت علاماته متدنية

 كنا نستحي ان يستمر العرس في حال وجَد وفاة في الحي أو القرية بل كنا نستحي عندها من تشغيل التلفزيون لمدة اسبوع وكان الأهل في هذه الحالة يغطون التلفزيون بل ويديرون وجهه للحائط

كنا نستحي أن تظل امرأة او ختيار واقفا في الباص بينما من هم أصغر منه سنا جالسون

كنا نستحي أن يجلس شباب في صدر المجلس دون أن يُجْلِلسوا من هم أكبر منهم سِنَّاً

كنا نستحي حين نحلق حول المنسف كضيوف ان نأكل إلا قليلا ونحسب حساب اهل البيت والجيران ليأكلوا جميعا

 كنا نستحي على ضعف ذات اليد ان نرتدي الشورت أمام الأهل فما بال رجال متزوجون اليوم يجوبون بالشورت الأسواق 

 كنا نستحي أن يكون الشخص لديه أغنام يحلبها وجاره او قريبه او ابن بلده ليس عنده اغنام فيرسل له عدد من الأغنام ليحلبها في الموسم (منوحة)

 كنا نستحي أن نطبخ طبخة ولا يأكل منها الجيران

كنا نستحي ان نأكل السندوش في الشارع 

 كنا نستحي أن يرتفع صوت المرأة في بيتها لئلا يسمعها الجيران

 كنا نستحي أن يفعل الواحد منا فعلة غير لائقة في الحي أو البلدة

كنا نستحي أن يظهر احدنا بملابس البيت ليستقبل أحد الداخلين من جيران او ضيوف وكان ابي رحمه الله فور طرق الباب يلبس الشماخ والعقال

 كنا نستحي وتستحي المرأة ان تعطي ظهرها لرجل ولو كان زوجها او ابيها أو شقيقها  أو تنحني أمامه لتلتقط حاجه وهو خلفها واليوم ترقص وتهز جسمها على الملأ  في حفلات الأعراس والتخرج 

 كنا نستحي ان يصدر منا كلمة او إشارة فيها قلة حياء تجاه اي بنت من بنات العشيرة او الحي فكلهن أخواتنا

كنا نستحي ان يدخل العريس على مكان عروسة  وتوجد امراة واحدة في المكان فكلهن يخرجن قبل وصول العريس واليوم يرقصن امامه فهذا عريس محرم لكل النساء 

كنا نستحي... ونستحي.. ونستحي

وكان الحياء صمَّام أمان للمجتمع
والحياء شعبة من الإيمان كما ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم 
فما بالنا اليوم لا.........

ويكتب الاديب د.احمد الحليسي عن  المتنبي الذي  ولد في العراق سنة 915 ميلادية و توفي سنة 965  وعاش أجمل سنوات حياته في حلب وكتب أجمل ومعظم شعره وهو في كنف سيف الدولة الحمداني أمير دولة بني حمدان التي حكمت حلب وإنطاكيا والموصل قرابة المئة سنة 
 
قال ان كل ما قاله المتنبي شعراً مازلنا نستخدمه منذ أكثر من ألف سنة وستظل حكمه ومقولاته شاهداً على مر الأزمان على عبقريته ونفاذ بصيرته 

 *هو القائل :* 
 مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ.

*وهو القائل :* 
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ.

*وهو القائل :* 
وكلُّ الذي فوقَ الترابِ ترابُ.

*وهو القائل :*
ما كلُّ ما يتمنى المرءُ يدركُهُ  تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ

*وهو القائل :*
 لا يَسلَمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى   حتى يُراقَ على جوانبِهِ الدَّمُ

*وهو القائل :*
 إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكْتَهُ  وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرَّدا

*وهو القائل :* 
أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سـرْجُ سابِحٍ ✰ وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ

*وهو القائل :* 
ذو العقلِ يشقى في النعيـمِ بعقلهِ ✰ وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ يَنْعَمُ

*وهو القائل :*
فلا مجدَ في الدنيا لمن قلَّ مالُهُ ✰ ولا مالَ في الدنيا لمن قلَّ مجدُهُ

*وهو القائل :*
خليلُكَ أنت لا مَن قلتَ خِلِّي 
 وإن كثُرَ التجملُ والكلام

*وهو القائل :*
ومِن العداوةِ ما ينالُكَ نفعُـهُ  
ومِن الصداقةِ ما يَضُرُّ ويُؤْلِمُ

*وهو القائل :*
 وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ  فهي الشهادةُ لي بأني فاضلُ

*وهو القائل :*
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهوانُ عليهِ  
ما لجرحٍ بمـيِّتٍ إيلامُ

*وهو القائل :*
وإذا لم يكنْ مِن المـوتِ بـدٌّ 
 فمن العار أن تموت جبانـا

*وهو القائل :*
إذا غامرتَ في شرفٍ مرُومٍ 
 فلا تقنعْ بما دون النجـومِ
فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقـيرٍ   كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ

*وهو القائل :* 
وعَذلتُ أهلَ العشقِ حتَّى ذُقْـتُـهُ  فعجِبتُ كيف يموتُ من لا يعشقُ

*وهو القائل :* 
فقرُ الجهولِ بلا قلبٍ إلى أدبِ 
 فقرُ الحمارِ بلا رأسٍ إلى رسنِ

*وهو القائل :* 
ومرادُ النفوسِ أصغرُ من أن ✰  نتعادى فيه وأنا نتفـانـا

*وهو القائل :*
وما الخوف إلا ما تخوفه الفتى ✰ ولا الأمن إلا ما رآ الفتى أمنا

*وهو القائل :* 
وإذا كانت النفوسُ كبـارًا ✰
 تعبت في مُرادِها الأجسام

*وهو القائل :*
إذا اعتاد الفتى خوضَ المنايا ✰ فأهونُ ما يمر به الوحول

*وهو القائل :*
فحبُّ الجبانِ النفسَ أوردَهُ التُقى ✰ وحبُّ الشجاعِ النفسَ أوردَهُ الحربا

*وهو القائل :*
أغايةُ الدينِ أن تَحفوا شواربكـم ✰ يا أمةً ضحكت من جهلِها الأممُ 

*وهو القائل عن نفسه :*
وما الدهرُ إلا من رواةِ قصائدي ✰ إذا قلت شِعرًا أصبح الدهرُ مُنشدا

*والقائل :* 
لا بقومي شرفتُ بل شرفوا بي ✰ وبنفسي فخرتُ لا بجدودي

*والقائل :*
أنا الذي نظـرَ الأعمى إلى أدبي ✰ وأسـمعتْ كلماتي مَن به صممُ
ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي  ✰  وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
ما أبعدَ العيبَ والنقصانَ من شرفي ✰ أنا الثُّريــا وذانِ الشيبُ والهـرمُ

*والقائل :* 
ومِنْ جاهلٍ بي وهو يجهلُ جهلَهُ ✰ ويجهلُ علمي أنَّهُ بي جاهـلُ

*والقائل :* 
ليس التعللُ بالآمالِ من إربي   
ولا القناعةُ بالإقلالِ من شيمي

أعجبتني أبياته فنقلتها لكم.. *دمتم وبوركتم*
*واسعدالله اوقاتكم*

ومن فقرة بعنوان ومضة تراث، كتبت التربوية د نعمات الطراونه

لم تكن الواجبات المدرسية التي نقوم بها يوميا تتجاوز  حل التمارين والأسئلة التي تلي الدرس، أو حفظ درس اللغة العربية الجديد ونسخه، وكنا نبذل جهدا أكبر إذا كان الدرس قصيدة شعرية فعلينا حفظها غيبا مع مراعاة ترتيب أبياتها فلا يجوز التقديم أو التأخير أو إسقاط أحد الأبيات أو السهو عنه، فإن حدث ذلك فأنت لم تحفظ جيدا، وبالتالي تقع عليك عقوبة القصاص وهي نسخ الدرس عشر مرات فأكثر وتقضي يومك وليلتك وأنت تكتب ولا مجال للاعتذار للمعلم في اليوم التالي عن عدم تنفيذ المهمة فهناك عقاب بدني ينتظرك حدّده المعلم أربع أو ست وأحيانا عشر ضربات في العصا على اليدين.
ومن الواجبات أيضا حفظ سور  قصيرة من القرآن الكريم وحفظ مفرداتها الصعبة، وأذكر ذاك الكتاب الذي يفسر  مفردات ومعاني الآيات الكريمة (الهداية)، هذا الكتاب الذي لا يعرف الاستقرار في حقيبة الكتب؛ لأنه لا يقتصر على صاحبه فقط، بل هو دائم الإعارة لجميع طلاب الحي على اختلاف صفوفهم، وكذلك علبة الألوان، وعلبة الأدوات الهندسية، وحذاء الرياضة، وحتى غطاء الرأس للبنات في حصة التربية الإسلامية خاصة (التلاوة)، وقاموس مفردات اللغة الإنجليزية والأطلس كلها متداولة بين الطلبة، ومن يرفض إعارتها نقول له: (حسود).
ولعدم توافر الإمكانات كانت دفاتر التعبير، وحل تدريبات اللغة الإنجليزية، وقواعد اللغة العربية، والرياضيات تنتقل من طالب لآخر، ويتم حجزها مسبقا خاصة دفاتر الطلبة المتفوقين.
لم تكن والدتي كما هو حال جميع سيدات قريتنا تعرف القراءة والكتابة، لكنها كانت تتابع دراستي جيدا، وأذكر أنها سألتني وأنا في الصف الأول ماذا أخذت في حصة الحساب (الرياضيات) ولم أعرف الرد لأن الرقم (٤) موضع الدرس جاء شرحه في نهاية الحصة، ولم أتقن رسمه، ولا أعلم ما الذي جعلني أغفل عنه، لكنها أرسلتني إلى إحدى الطالبات اللواتي كن معي لأعرف ما هو الرقم ولتدربني على كتابته، ولم يكن هذا التقصير مني هين الوقع على نفسي؛ لأنني بقيت تحت وطأة اللوم والتوبيخ عدّة أيام.
ليس هذا فحسب، فقد كانت ترسلني إلى جدي(والدها) رحمه الله الذي كان يتقن القراءة ليحفظني الدرس، وللطالبات اللواتي يكبرنني سنا ليكتبن لي كلمات درس اللغة الإنجليزية باللغة العربية حتى أحفظها، وكنت أجوب حارات القرية بحثا عمن يكتب لي موضوع الإنشاء(التعبير) في اللغة العربية، أو اللغة الإنجليزية، أو كلمة الإذاعة المدرسية خاصة إذا كان الموضوع يتعلق بمناسبة دينية أو وطنية.
كانت الأمهات على الرغم من أميّتهن شديدات الحرص على تعليم الأبناء، وكن يتفاخرن بحصول الأبناء على أكبر عدد من (الممتاز) فلم يعرفن المعدل التراكمي، بل كن يحسبن عدد المواد التي حصل بها على ممتاز(معه ثلاث أو أربع أو خمس أو ست أو سبع ممتازات)...

وكتب الاكاديمي، رئيس الجامعة، الاديب، د.محمد الحوراني بعنوان *في الكونغو*

لايغتصبون النساء لرغبة جنسية ولكن لسبب آخر !!

- أستاذ أكاديمي ليبي يكتب عن  الكونغو في إفريقيا ..

يقول الأكاديمي الليبي: 
أتيت في صباح أحد الأيام بعامل أفريقي لينظف لي سطح بيتي فاتضح لي فيما بعد إنه 
أستاذ مساعد في الجامعة بالعاصمة الكونغولية "كينشاسا" ..!

أكمل شغله معي وفي طريق عودتي به إلى جزيرة الدوران التي يجلس فيها العمالة الوافدة بدأنا نتحدث وسألته عن الاغتصاب في الكونغو فقال : 
في بلدنا من يملك الإعلام العالمي هو من يقتل البشر ..!

بلادي الكونغو كانت ولازالت مستعمرة بلجيكية في وسط إفريقيا ، وبلادي تمتلك هبات السماء من غابات وذهب وماس ومعادن وثروات تدخل في كل شيء من الصناعات من شاشات هاتفك المحمول إلى أسلاك الطائرات في القوات الجوية التي تضرب الآن في بلادكم ليبيا ثم سألني:
 هل تعرف أن تسعة ملايين إنسان قتلوا في بلادي في الأربعين سنة الأخيرة؟ وحين أجبته بالنفي ..

قال : مَن يملك الإعلام العالمي هو مَن يقتل البشر هناك ولهذا لن تسمع عن وطني الكونغو !

 ثم سألته عن دور بلجيكا في بلاده ..
فقال لي:
 ليست هناك دولة واحدة تسيطر على وطني  الكونغو .. العالم كله يسيطر علينا ، وكلٌ دولة  حسب إمكانياتها ، أمريكا بالطبع لها حصة الأسد لأنها دولة عظمى ..
كذلك فرنسا وبريطانيا والصين وبلجيكا كلهم يستثمرون في نهب ثرواتنا  وقتلنا واذلانا ..!!
لأنه لم يعد لدينا حكومة مركزية !!

ولهذا لن يأتي إلينا دعاة السلام 
ولا حقوق الإنسان رغم اغتصاب نصف مليون امرأة !!
أصبح عندنا  الرجل الذي تغتصب زوجته لن يستطيع أن ينظر في وجهها خجلاً من عدم قدرته على حمايتها وهي لن تنظر إليه خجلاً من وعدها له بالوفاء ..

وقال لي :
صدقني إنهم لا يغتصبون النساء بسبب رغبة جنسية بل لأن الإغتصاب أفضل سلاح لإحداث شرخ بين الأهل ..!
والوسيلة الأنجح للتشتت الأسري ..
سألته: 
ماذا جاء به إلى ليبيا ..؟
فقال: ميليشياتهم اغتصبوا زوجتي أمامي ، ثم قتلوا أبي وبعدها رموا أطفالي في بئر مزرعتي وربطوني عند حافة هذا البئر لأيام حتى يجبروني على سماع صراخهم وأنا أحاول أن أطمئنهم ولكنهم سكتوا عن الحياة واحداً تلو الآخر ، كم تمنيت أن أستمر في سماع هذا الصراخ لسنوات حتى يأتي مَن يُنقذهم ، ولكن كلهم سكتوا ..!

 سكتُّ أنا أيضاً ، فقال:
حين يكون هناك عدد كبير من المليشيات والشركات والدول والسياسيين الذين يريدون حصة منك ومن أرضك وثرواتك  
(كما يحدث في بلادكم ليبيا الآن) ..
لن تستطيع أبداً أن تبقى دولة واحدة بقانون واحد ومؤسسات قضائية واحدة ، لأن الدولة الواحدة ستبرم عقوداً مع دول 
أو شركات أخرى ، تتنازل فيها عن جزء من ثرواتها لقاء حمايتها وحماية أمنها !!
هناك مئات الجهات التي تريد بعض الذهب أو الماس من الكونغو ، وكل واحدة من هذه الدول تملك عصابة وميليشيات ، والسبب نحن الذين نُحدث الكابوس المُعتم في بلادنا التي تشبه الجنة ..!!

ودعته وشكرته بعد أن أوصلته .. عاد للجلوس مع رفاقه في انتظار لقمة عيش جديدة مع زبون آخر.!!

فكرت ببلادنا العربية ليبيا وسوريا والعراق واليمن وكيف أنها تتشظى وتتشرذم ،
 لأن كل جهة  تريد حصة من ثرواتها ، ولأن مَن يصنع المال 
في مكان ما ، يصنع معه تشرّداً ودماراً وجموداً ومشاكل مستقبليّة في مكان آخر ...!!

تذكرت شيئاً كنت أفكر به منذ أسابيع .. تذكرت كيف أننا انقسمنا إلى أحزاب وطوائف ومذاهب ولم يكن الوطن همنا الأول ...

بكيت من الألم على  ذلك الإنسان الكونغولي الجميل بأن يسمع صراخ أطفاله من جديد !
وضحكت بسخرية لأنني عرفت كم نحن ضحايا .. ضحايا وحمقى ..!!

هذا العامل الأفريقي جعلني أُعيد ترتيب مفاهيم حياتي الإسلامية والفكرية والعقائدية وأنا أقول :
هذا مايحدث في بلدي ، فهل أهل بلدي يعوا ذلك .