اوراق العمل الرابعة والخامسة والسادسة للندوة (١٦) كانت غنية بالمعلومات.
فقد كتب كل من د. غازي المرايات، د. فواز زعرور، والشاعر خليل الخوالده، أوراقهم حيال منصات التواصل كما يلي
د. غازي ألمرآيات كتب لملتقى السلع الثقافي حول منصات التواصل الاجتماعي، وقال :
الاخوات والاخوة الافاضل المشاركين في ملتقى السلع الثقافي ، يسعدني ان اتقدم من حضراتكم باطيب التحيات واجمل الامنيات وانتم القامات الثقافية الوطنية التي يشار لها بالبنان كما يسعدني ان ارحب معكم براعي الندوة الاخ والصديق معالي الاستاذ محمد داودية المكرم والقائمين على اخراج هذا العمل الثقافي الابداعي الى حيز الوجود وخاصة الاستاذ غازي العمريين المكرم .
ظهر الانترنت في العام 1969 في امريكا ثم انتشر على مستوى العالم كله .
الانترنت شبكة كبيرة من الاتصالات العالمية حولت العالم الى قرية صغيرة ، وتطورت حتى اصبح البث مرئي ومباشر ( صوت وصورة ) .
شبكة الانترنت اتاحت التواصل بين الافراد والجماعات بسرعة وسهولة بمعنى اختصرت الزمن والمسافات ، تطورت وسائل التواصل البشري بشكل مذهل وغير متوقع فيما مضى من الزمن .
شبكة الانترنت عالم افتراضي جديد له فوائده ومضارة واذا ما احسن التعامل فهو ينعكس ايجابا على الاقتصاد والعمل وتبادل الاخبار والمعلومات ونشر العلم والثقافة والتعليم ويخدم البشر في كل مناحي الحياة ، واذا ما اساء الناس التصرف فهو مصدر لمضيعة الوقت الثمين ونشر الاشاعة وممارسة الجريمة ، وتشويه ثقافة الامم والمجتمعات ، والتأثير سلبا على الصحة العامة للأفراد والجماعات ..... الخ .
من فوائد وسائل التواصل نشر الثقافة والادب ، ففي بداية انشار جائحة كورونا عام 2020م وما ترتب عليها من حظر شامل واغلاقات وبالتالي انعدام التواصل الوجاهي ، بادر الاستاذ غازي العمريين بإنشاء منصة السلع الثقافية ، هذه المنصة الفريدة في حينها ، والتي جاءت كاستجابة ذكية للواقع المستجد.
وقد تم تنفيذ 15 ندوة ثقافية عبر المنصة اخرها كانت وجاهية برعاية وزيرة الثقافة وكانت باستضافة جامعة الطفيلة التقنية وقد توسعت المنصة لتستقطب المثقفين من عشرة دول عربية ، تفاعلوا فيما بينهم من خلال تقديم اكثر من 160 ورقة عمل ومئات المقالات والقصائد ، والقصص والروايات وقد غطت الندوات السابقة مواضيع في غاية الاهمية ، وها نحن نلتقي اليوم في الندوة السادسة عشر وجاهيا بعنوان وسائل التواصل الاجتماعي مالها وما عليها " برعاية معالي الاستاذ والكاتب الصحفي محمد داودية .
تحياتي واحترامي لكم جميعا والسلام
وفي ورقة اخرى، قال د. فواز زعرور، انها بعنوان التأثيرات الإيجابيّة والسلبيّة لمواقع التواصل الاجتماعيّ، كانت كما يلي
تمهيد:
إن وسائل التواصل الاجتماعيّ هي عبارة عن منصة لمناقشة قضايا الناس وآرائهم. قبل معرفة جوانب وسائل التواصل الاجتماعيّ، يجب أن يعرف الناس ما هي وسائل التواصل الاجتماعيّ.
وسائل التواصل الاجتماعيّ هي أدوات رقميّة تسمح للأشخاص بالمشاركة أو تبادل المعلومات والأفكار والصور ومقاطع الفيديو وغيرها مع بعضهم البعض عبر شبكة معينة. في هذه الورقة سوف نغطي جميع جوانب وسائل التواصل الاجتماعيّ بتأثيراتها الإيجابيّة والسلبيّة، إضافة إلى التركيز على مجالات معينة مثل التجارة والأعمال والتعليم والمجتمع والشباب، وكذلك تأثير هذه الوسائط على المجتمع بطرق شتى.
المقدمة:
لقد باتت وسائل التواصل الاجتماعيّ اليوم جزءًا مهمًا، بل جزءاً لا يتجزأ من حياة المرء، من التسوق إلى رسائل البريد الإلكتروني، والتعليم، وإدارة الأعمال وغير ذلك، وتلعب دورًا حيويًا في تغيير نمط حياة الناس على كل صعيد.
كما تشمل وسائل التواصل الاجتماعيّ من جملة ما تشمل مواقع، ومدونات الشبكات الاجتماعيّة، حيث يمكن للناس بسهولة التواصل مع بعضهم البعض. منذ ظهور مواقع الشبكات الاجتماعيّة مثل تويتر وفيسبوك كمفاتيح إعلاميّة لنشرات الأخبار والصحفيين ومؤسساتهم، بحيث باتت هذه المواقع بمثابة الروتين اليومي لحياة الناس.
ويُستخدم مصطلح وسائل التواصل الاجتماعيّ بشكل أساسي للإشارة إلى تلك الأدوات والمنصات الإلكترونيّة التي يمكن الوصول إليها على نطاق واسع والتي تسهل على أي شخص نشر المعلومات، والوصول إليها، والتعاون في أداء جهد مشترك، أو بناء علاقة متبادلة.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعيّ على مجالات متنوعة
- تأثير وسائل التواصل الاجتماعيّ على مجالي التربيّة والتعليم
بحسب الاستطلاعات والأبحاث التي أجريت في هذا المجال، يستخدم 90 بالمئة من طلاب المدارس والمعاهد والجامعات شبكات التواصل الاجتماعيّ في أي وقت وفي أي مكان، وتشمل الأدوات التي تساعد في الدخول إلى هذا المواقع أجهزة كمبيوتر الجيب، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وأجهزة الديسكتوب، وأجهزة الآيباد، وحتى الهواتف المحمولة البسيطة (التي تدعم الإنترنت) وغير ذلك.
استخدام هذه التقنيات في التعليم
تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ كطريقة مبتكرة لتعليم الطلاب بطريقة أفضل في وسائط الفصول التعليميّة، ما زاد من جودة التعليم وحجم التعاون بين الطلاب بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعيّ أو المواقع الاجتماعيّة المختلفة مثل فيسبوك وأوركوت وإنستغرام وما إلى ذلك، حيث يمكن للطلاب من خلال هذه الوسائط التواصل أو مشاركة المعلومات بسرعة وسهولة أكبر. ومن المهم أيضًا التنويه إلى أن الطلاب بات بوسعهم القيام ببعض الأعمال العمليّة رقمياً بدلاً من القيام بها ورقياً، ويمكنهم أيضًا كتابة مدونات للمعلمين وكذلك لأنفسهم لتعزيز مهاراتهم المعرفيّة. ويمكن استخدام مواقع الشبكات الاجتماعيّة أيضا لإجراء الامتحانات عبر الإنترنت، الأمر الذي يلعب دورًا مهمًا في توفير الوقت والجهد والمال.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعيّ على عالم التجارة والأعمال
تشكل وسائل الإعلام الاجتماعيّة مساحةً رقميّة لا يستهان بها للمشاركة في نشاطات التسويق والاستثمار التي يقوم بها رجال الأعمال والمستثمرون والمؤسسات وكذلك بالنسبة للعلامات التجاريّة التي تساعد على إنشاء الأخبار وتكوين صداقات وإجراء اتصالات وتكوين متابعين. بالتالي، يستخدم رجال الأعمال وسائل التواصل الاجتماعيّ لتحسين أداء مؤسساتهم بطرق مختلفة، مثل إنجاز الأعمال وتحقيق الأهداف، وزيادة المبيعات السنويّة للشركة أو المؤسسة. كذلك توفر وسائل الإعلام فائدة كمنصة اتصال تسهل التواصل ثنائي الاتجاه بين الشركة وأصحاب المصالح وحاملي الأسهم الخاصة بهم. كذلك يمكن لأصحاب المؤسسات تعزيز النشاطات التجاريّة وإدارة الأعمال من خلال مواقع التواصل الاجتماعيّ بأشكالها المختلفة من خلال تقديم إعلاناتهم على هذه المواقع لجذب أكبر عدد ممكن من المستخدمين أو العملاء. ويمكن أيضاً للعملاء التواصل والتفاعل مع أرباب الأعمال التجاريّة على المستوى الشخصي باستخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ. إذا كانت المؤسسة لديها علامة تجاريّة، قد تساعد وسائل التواصل الاجتماعيّ هذه المؤسسة لتطوير العلامة التجاريّة الحاليّة الخاصة بها، وإعطاء العمل صوتًا مسموعاً أكثر. بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعيّ يمكن أن تجعل من هذه العلامة استراتيجيّة للترويج لمؤسستهم.
التأثيرات الإيجابيّة لوسائل التواصل الاجتماعيّ على التعليم
توفر وسائل التواصل الاجتماعيّ وسيلة للطلاب للوصول بشكل فعال إلى بعضهم البعض فيما يتعلق بالفصل الدراسي، والمشاريع العلمية، ومهام المجموعة، أو للمساعدة في الواجبات المنزليّة. وهنالك العديد من الطلاب ممن لا يهتمون بالتعبير عن أنفسهم في الفصل، لكنهم يشعرون أنه يمكنهم التعبير عن أفكارهم بسهولة على وسائل التواصل الاجتماعيّ.
يمكن للمدرسين النشر على وسائل التواصل الاجتماعيّ حول أنشطة الفصل، والأحداث المدرسيّة، والواجبات المنزليّة، الأمر الذي سيكون ذا فائدة عظيمة بالنسبة لهم. كذلك يوفر الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعيّ الفرصة للمعلمين لتعليم المواطنة الرقميّة الجيدة، واستخدام الإنترنت لتحسين الإنتاجيّة العلمية.
التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعيّ على التعليم
يأتي القلق الأول بشأن التأثير السلبي لوسائل التواصل على العقل، من حيث إنها قد تشكل نوعاً من الإلهاء وتشتيت الانتباه للطلاب الحاضرين في الفصل؛ وكمعلمين، لن يكونوا قادرين على التعرف إلى من يتابع أو ينتبه بتركيز إلى ما يعطى في أثناء الدرس.
تشكل قضايا الخصوصيّة مثل النشر الشخصي المعلومات على المواقع على الإنترنت أكبر عملية انهيار لوسائل التواصل الاجتماعيّ على صعيد التعليم.
في بعض السيناريوهات كان هناك الكثير من السلبيات في المعلومات المنشورة والتي قد تؤدي بالطلاب لسلوك الجانب الخطأ أو اعتماد الخيار الخطأ.
بسبب وسائل التواصل الاجتماعيّ يفقد الطلاب قدرتهم على الانخراط في التواصل الحقيقي وجهًا لوجه.
العديد من المدونين والكتاب يقدمون منشورات ومعلومات خاطئة على المواقع الاجتماعيّة التي تدفع نظام التعليم إلى الفشل.
التأثير الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعيّ على التجارة والأعمال
تحقق وسائل التواصل الاجتماعيّ فهماً أفضل للجمهور، حسب ما يحب ويكره.
تساعد وسائل التواصل الاجتماعيّ أرباب الأعمال التجاريّة على إطلاق أنشطة ترويجيّة أكثر حيويّة ونشاطاً.
تساعد مواقع التواصل الاجتماعيّ على خلق آفاق جديدة للعملاء من خلال توفير مرافق مفيدة وعلاقات أوسع نطاقاً.
تساعد وسائل التواصل الاجتماعيّ على تعزيز رؤيّة السوق والتمدد أبعد من منافسيك من خلال الشبكات عبر الإنترنت.
كما أنها تساعد في زيادة الوعي بالعلامات التجاريّة والوصول بميزانيّة ضئيلة أو معدومة إلى تحقيق نتائج غير متوقعة.
التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعيّ على التجارة والأعمال
في مجال الأعمال التجاريّة، لا تخلو وسائل التواصل الاجتماعيّ من المخاطرة، حيث إن العديد من المعجبين والمتابعين يرون بأنهم أحرار في نشر آرائهم ووجهات نظرهم حيال شركة أو مؤسسة معينة، ويمكن أن تؤدي تعليقاتهم السلبيّة إلى إلحاق الأذى بالمؤسسة وسمعتها التجاريّة.
هنالك خشيّة من وقوع العديد من المؤسسات الكبيرة ضحيّة للهاكرز والمتسللين.
يمكن أن تؤدي استراتيجيّة العلامة التجاريّة الخاطئة عبر الإنترنت إلى القضاء على سمعة الشركة، وتشويه صورتها في أعين العملاء، ووضعها في موقع اجتماعي لا تحسد عليه.
الانخراط في وسائل التواصل الاجتماعيّ ومتابعتها يستهلك وقتاً وجهداً كبيراً جدًا. إذ يتوجب عليك كمؤسسة تعيين شخص لدعم صفحاتك وملفك الشخصي بصورة دائمًا.
تواجه معظم الشركات صعوبة في قياس نتائج إعلاناتها على وسائل التواصل الاجتماعيّ.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعيّ على المجتمع
كما تعلمون، فإن تأثير مواقع التواصل الاجتماعيّ على المجتمع هو التأثير الأكثر شيوعًا نتيجة التواصل والاختلاط الكبير بين مختلف فئات المجتمع على الويب. كذلك توفر مواقع الشبكات الاجتماعيّة الفرصة لزملاء العمل والأصحاب للالتقاء وتساعدهم في تكوين صداقات جديدة ومشاركة المحتوى والصور والتسجيلات الصوتيّة ومقاطع الفيديو فيما بينهم، ما يسهم شيئاً فشيئاً في تغبير نمط حياة المجتمع.
التأثيرات الإيجابيّة لوسائل التواصل الاجتماعيّ على المجتمع
تساعد وسائل التواصل الاجتماعيّ على مقابلة أشخاص قد لا يتسنى لك لقاؤهم خارج منتديات وسائل التواصل ومنصاتها.
كما أنها تساعد في مشاركة الأفكار خارج النطاق الجغرافي المحدود في عالم الواقع.
توفر وسائل التواصل الاجتماعيّ فرصة مفتوحة لجميع الكتاب والمدونين للتواصل مع عملائهم.
من التأثيرات الإيجابيّة الأخرى لمواقع التواصل الاجتماعيّ هو إنها توحد الأشخاص على منصة ضخمة لـتحقيق أهداف محددة، وهذا يحقق ما يسمى بإيجابيّة التغيير في المجتمع.
تخلق وسائل التواصل الاجتماعيّ الوعي بين أفراد المجتمع من خلال الحملات والمقالات الإعلانيّة وأخبار العلم والتكنولوجيا، ما يساعد المجتمع على مواكبة أحدث التطورات الجاريّة في العالم على مختلف الصعد.
الآثار السلبيّة لوسائل التواصل الاجتماعيّ على المجتمع
من الآثار السلبيّة لوسائل التواصل الاجتماعيّ أنها تجعل الناس مدمنين على استخدامها تماماً كالإدمان على المخدرات، من كوكايين وهيروين وخلافه، حيث يقضي الناس الكثير من الوقت منكبين على مواقع الشبكات الاجتماعيّة التي يمكنها أن تصرف قدرات التركيز عن مهمة أساسيّة معينة إلى مهمة أخرى ثانويّة أو أقل أهميّة.
يمكن لوسائل التواصل الاجتماعيّ أيضاً أن تؤثر على الأطفال بسهولة كبيرة نتيجة مشاركتهم الصور ومقاطع الفيديو على الوسائط التي تحتوي على مشاهد العنف والكثير من الأشياء السلبيّة الأخرى التي يمكن تؤثر بقوة على سلوك الأطفال أو المراهقين وتسبب لهم مع الوقت نوعاً من الإدمان الذي قد يفضي إلى أمراض نفسيّة وعقليّة وعصبيّة، كالتوحد والاكتئاب والذهان والقلق والعدوانيّة والانفصال عن الواقع والتراجع المدرسي وغير ذلك الكثير من الأعراض الخطيرة التي يحتاج علاجها إلى الكثير من الوقت والجهد والمال.
كما أنها تسيء إلى المجتمع عموماً بغزوها لعقول الناس وأفئدتهم بصورة إجماليّة وشحنها بالكثير من الأمور والأفكار والمفاهيم السيئة والمغلوطة وتضعف الروابط الأسريّة وتسهم في تفككها والتسبب بالكثير من حالات الريبة والشك بين الأزواج والتي قد تفضي في كثير من الأحيان إلى الطلاق.
هنالك خطر داهم آخر وهو استخدام بعض الأشخاص لصورهم أو مقاطع الفيديو الخاصة بهم في مواقع التواصل الاجتماعيّ الأمر الذي يمكن أن يشجع الآخرين على استخدامها بشكل خاطئ تماماً ومسيء لأصحابها.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعيّ على الشباب
في الوقت الحاضر، باتت وسائل التواصل الاجتماعيّ عبارة عن مجموعة جديدة ومغريّة من البرامج الجذابة لإشراك الشباب في فعالياتها ونشاطاتها، حيث يعمد الكثير من الشباب اليوم إلى نسج أساسيات حياته من خلال وسائل التواصل الاجتماعيّ حتى على مستوى المدارس والكليات. فقد أظهر بحث أخبار بي بي سي لعام 2013 أن 67٪ من مستخدمي فيسبوك هم من فئة الشباب والطلاب. وفي جميع أنحاء البلاد يستخدم المراهقون الويب والهواتف المحمولة والألعاب عبر الإنترنت بشكل متكرر، للتواصل وجمع المعلومات.
الآثار الإيجابيّة لوسائل التواصل الاجتماعيّ على الشباب
تساعد وسائل التواصل الاجتماعيّ الشباب على البقاء على اتصال وتواصل مع بعضهم البعض.
يمكن تبادل المعلومات المفيدة بين الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ.
يمكن لمواقع الشبكات الاجتماعيّة أن تسمح للمراهقين بالعثور على أسباب الدعم الشخصي والنفسي والاجتماعي عبر الإنترنت، الأمر الذي قد يفتقرون إليه في العلاقات التقليديّة، وخاصة للمراهقين.
في فترة النمو والتطور الحساسة لدى المراهقين، يذهب الشباب أيضًا لمواقع التواصل الاجتماعيّ للحصول على المشورة والمعلومة التي توفر عليه حرج التوجه إلى العيادة أو الطبيب أو الأخصائي النفسي.
يمكن للشباب البحث من خلال وسائل التواصل الاجتماعيّ للحصول على الإجابات المتعلقة بأهداف حياتهم المهنيّة أو العلميّة أو الاجتماعيّة.
الخلاصة
مع نمو التكنولوجيا وتطورها، باتت وسائل التواصل الاجتماعيّ هي روتين الحياة اليوميّة لكل شخص، لدرجة أنهم باتوا أقرب إلى الإدمان على هذه التكنولوجيا، أكثر منه التعامل معها بعقلانيّة ومنطق. مع ذلك، فقد عززت مواقع التواصل الاجتماعيّ من جودة وحجم التعاون بين شتى فئات المجتمع وأسهمت في تحسين الاستخدامات التجاريّة وتحسين أداء المؤسسة بطرق مختلفة مثل تحقيق أهداف العمل، زيادة المبيعات السنويّة.
ولكن لمواقع التواصل الاجتماعيّ أيضًا بعض العيوب التي تؤثر الناس والمجتمع بشكل سلبي كما أسلفنا. حيث يمكن للمعلومات الخاطئة أن تقود النظام التعليمي إلى الفشل؛ وفي مؤسسة من المؤسسات يمكن لإعلان خاطئ أن يؤثر سلباً على الإنتاجيّة، كما يمكن لوسائل التواصل الاجتماعيّ أن تسيء استخدامها لبعض المدونات، ما يسهم في التعدي على خصوصيّة الآخرين، ناهيك عن تأثيرها على فئة الشباب بشكل خاص، هذا التأثير الذي يمكن أن تكون له تداعيات شتى سبق وتطرقنا إلى بعضها.
باختصار، استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ هو سلاح ذو حدين، مفيدٌ إذا أحسنّا استخدامه، ولكنه خطيرٌ إذا لم نحسن هذا الاستخدام.
وفي ذات الموضوع. كتب الشاعر خليل الخوالده، ورقة للعمل قال فيها
مع التطور و التسارع في كل مناحي الحياة ومع التسابق بين البشر والدول والحضارات في كافة الميادين والمجالات فقد تطور قطاع التواصل و الاتصال بشكل كبير ومتسارع وانطلق كتيار.ٍ هائجٍ مائجٍ لا يعرف الهوادة ولا البطء ولا التوقف.
وجرف هذا التيار الكثير من الناس والقيم والأخلاق كما وقدم للناس خدمةً كبيرةً باتاحة المعلومة وسهولة الوصول اليها، وأعطى لبعض الناس ممن كانوا ذوي قدرات عالية وكانوا طي النسيان اعطاهم مجالًا لاظهار قدراتهم فحظوا بما لم يحظوا به عن طريق وسائل الاتصال التقليدية لكنه في نفس الوقت اعطى أناسا المجال ليتقدموا في سباق الاتصال مع انهم اما فسدة او مفسدين او مروجين لما من شانه أن يُفسد الأمم : أمنها،أخلاقها، سياستها، دينها، قيمها، بل ويفسد الانسان نفسه
من هنا نرى ان هذه الثورة في مجال انتشار منصات التواصل الاجتماعي هي كبقية التقنيات الحديثة بل واشياء أخرى كثيرة في حياتنا تعتبر سلاحًا ذا حدين .
وللوقوف على حقيقة الامر فلا بد من موازنة الحسنات ومقابلها بالكفة الأخرى من الميزان التي تحتوي على سيئات منصات التواصل الاجتماعي ونبدأ بالايجابيات :
1-حققت هذه المنصات نقلة نوعية في حياة الناس وفي فترة قصيرة جدًا بينما لو بقينا على وسائل التواصل والاتصال التقليدية لاحتجنا ربما لقرون لنحصل على هذه النقلة النوعية بل والكمية ( كم المعلومات).
2-كانت مصادر المعرفة محصورة ومحدودة فلما بدات ثورة المنصات تعددت مصادر المعرفة وسَهُلَ الحصولُ عليها ولجميع الفئات دون قيود او رقابة او شروط.
3-مناصرة الحقيقة: – حيث لم يعد ممكنًا خداع الناس واحتكار المعلومة او الحدث او الرواية عنهم من قبل حكومة او فئة او اشخاص. الامر الذي جعل الدول المستبدة ومنها الشيوعية تواجه مشكلة في توجيه الناس حسب توجهها ورايها السياسي او فكرتها مهما كانت . ولذلك فقد صار السياسيون يترددون كثيرًا قبل اعلان أي بيان او خطة وربما فكروا كثيرًا وحسبوا الف حساب للمنصات قبل القيام باي خطوة او اتخاذ قرار سياسي وهذا حدّ من غطرسة وتسلط الراي الواحد او الفكرة او حتى الاعلام الواحد الموجه، فقد قضت هذه المنصات على الصحف والقنوات التلفزيونية التي كانت تحتكر الخبر وتتحكم باراء الناس وتوجهاتهم.
4-قرّبت المنصات الفجوات المعرفية بين الدول باختلاف تصنيفها سواءً المتقدمة او تلك الموسومة بالتخلف عن ركب الحضارة، فأتاحت للدول الفقيرة في العالم الثالث مجالًا واسعًا من الاطلاع والمعرفة حول العالم كما اتاحت للدول المتقدمة (العالم الأول) الاطلاع على ثقافة وحضارة وعادات وتقاليد وقيم الدول في العالم الثالث. وهذا الامر أزال ما كان يعرف عند الغرب والعالم المتقدم
Stereo type
او (الانطباعات النمطية السائدة ) عن الدول في العالم الثالث، وجعل الشعوب الغربية تغير نظرتها بحق شعوب العالم الثالث ولم تَعُد تعتدّ بما تمليه( سابقًا)وسائل الإعلام المُوَجَهة او صالونات السياسة ومحافل الاستعلاء والتخطيط في الظلام، وهنا تبرز نقطة مهمة وهي أن العالم الإسلامي افاد من هذه الميزة حيث تغيرت النظرة السلبية عن العالم الإسلامي من قبل شعوب الارض.
5-سهلت منصات التواصل التقاء الناس وبخاصة الذين يتبادلون نفس الاهتمامات او الهوايات او المهارات او حتى الأفكار، فيستطيع فنان في أي بقعة من العالم ان يتبادل الآراء حول الفن مع فنان آخر في الطرف الاخر من الأرض كذلك الشعراء والادباء والفنانون كافة، وحتى أصحاب المهن والحرف...وما الى ذلك.
6-من أهم ما يُحسب للمنصات أنها سهلت على كل باحث في شتى أنواع العلوم عملية البحث فوفرت لذلك المواقع والمدونات والكتب وما الى ذلك، فصار البحث العلمي اسهل وايسر.
7-الأثر الاقتصادي والأثر الترفيهي:
ساهمت المنصات في دعم الجانب الاقتصادي بشكل واضح وكبير اما بالبيع المباشر عن طريق هذه الشبكات او بالترويج اوبدعم وتحفيز الأشخاص المؤثرين والذين يحظون بأعجاب ودعم او مشاركة المتابعين بحيث تمنح هذه المنصات أولئك الأشخاص تحفيزا ماديا بقدر حجم المتابعين وهذا الامر أدى الى التنافس الشديد بين مستخدمي المنصات للحصول على أرباح مادية.
واما في الجانب الترفيهي: فقد تعددت في هذه المنصات وسائل الترفيه وتنوعت وسَهُل الوصول اليها من قبل الجميع، وهذا الامر كان له دور كبير في ظهور مواهب لم تكن في السابق موجودة او الابداع في مواهب كانت موجودة.
8-إن سهولة اقتناء هذه الوسائل وسهولة استخدامها وتوفرها في كل مكان وزمان وبكافة أوضاع الانسان في البيت او السيارة او نائمًا او قائمًا...الخ، وكذلك التنافس بين مقدمي خدمتها والذي جعل تكلفتها متواضعة وفي متناول معظم الناس ان لم يكن كلهم.
كل هذه الأمور أدت الى انتشار هذه المنصات وادت الى اقبال الناس عليها حتى صارت جزءاً من حياتهم اليومية.
هذه بعجالة بعض منافع المنصات و الشبكات الاجتماعية وفيما يلي بعض مضارها وتاثيراتها السلبية على المجتمعات والانسان والعمل والوظائف ...الخ :-
1-هدر الوقت: فقد يقضي بعض الشباب على اختلاف جنسهم وفئاتهم العمرية والفكرية وخلفيتهم التعليمية يقضون الساعات الطوال دون ان يفكروا بهدر الوقت وضياعه ولهذا اثار أخرى سيئة غير هدر الوقت و تتمثل في :
أ-الانفصال عن المجتمع وحياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم والاكتفاء بالعالم الافتراضي وصداقاته وشهرته والتواصل معه فقط
ب-التفكك الاسري وقلة التواصل بين افراد الاسرة وتقليل شان الابوين و دورهم، وانفلات الأبناء من ربقة الاسرة وقيمها و اخلاقها والميل لما يرونه في العالم الافتراضي والذي لا يمت للواقع ولا للحقيقة باية صلة.
ج-التاثيرات الصحية : النفسية و الاجتماعية والجسدية فقضاء فترة طويلة جدا على هذه المنصات يسبب امراضًا في العضلات والعمود الفقري ويؤدي الى السمنة وترهل الجسم، كما و يظهر تاثيره جليًا على النظر ومن بعده السمع أما التاثيرات الاجتماعية والنفسية : فقد يؤدي الى العزلة والتوحّد ومع ادمان هذه المنصات ينفصل المستخدم عن المجتمع وبالتالي تراه قد بدا يعاني من عدم القدرة على التواصل بشكل جيد في الواقع وغير ذلك من الامراض الاجتماعية مثل التاثر بقيم وعادات مختلفة عن قيم مجتمعه و اسرته... الخ
واما التاثير العام على المجتمع فمن الممكن ان يؤدي هذا الإدمان الى اختلاف العادات والقيم بل وربما اللغة أو اللهجة بين افراد المجتمع
(وربما الاسرة الواحدة) وهذا ما يؤدي الى الغربة والعجمة و الانفصام بين أبناء المجتمع
2-ونظرًا لسهولة انتشارها وتواضع تكلفتها فقد صارت هذه المنصات أداة قوية تؤثر في الافراد و الجماعات بشكل سلبي حيث :
أ-انتشار الرذيلة
ب-عدم الاكتراث باتخاذ القدوة في العالم الواقعي والاستعاضة عن ذلك برموز سخيفة وتافهة صنعتها هذه المنصات وجعلتها مَحَجَّاً لقلوب هؤلاء الفتيان او الفتيات
3-أدت هذه الثورة و التقدم التقني في مجال المنصات والتواصل الاجتماعي الى اهمال المصادر التقليدية للمعلومات فعزف الناس عن قراءة الكتب ومتابعة الصحافة الورقية ولهذا الامر تاثيرات سلبية منها:
أ-أن هذه المعلومات التي توفرها هذه المنصات قد لا تكون دقيقة بل ومزيفة ومزورة وربما تضلل الشباب أما من الناحية الأكاديمية فانها لا تُعتبر في معظمها معتمدةً في رسائل الماجستير او الدكتوراة او الأبحاث العلمية الدقيقة .
ب-صاحب هذا العزوف عن الكتاب (المصدر الأول للمعلومات) تدني في مستوى التحصيل العلمي لدى طلبة المدارس والجامعات وذلك لانشغالهم بالعالم الافتراضي وإهمال الدراسة والتعلم وتحري الدقة في المعلومات و الأبحاث العلمية.
4- أدَّتْ هذه المنصاتُ الى انقلاب أخلاقي واجتماعي و سياسي و فكري في معظم المجتمعات ولعل هذا يفسح لنا المجال للقول بأن ضرر هذه المنصات اكبر من نفعها.
5-ظاهرة الإدمان التقني او الالكتروني : حيث ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة خطيرة وهي ادمان الناس على هذه المنصات وتاثيراته السلبية على النواحي الاجتماعية والفكرية والنفسية والصحية و العادات والتقاليد والقيم والأخلاق.
فقد رصد باحثون هذه الظاهرة ورأوا انها لا تقل خطورة عن ظاهرة الإدمان على المخدرات حيث تؤدي كلاهما الى التاثير على سوية العقل و النفس البشرية وتجعل الانسان انسانًا مختلفًا عن ذاته ومجتمعه و اسرته وعاداته وتقاليده كما يضحي اسيرا لهذه التقنيات..
وفي كلتا الحالتين فقد يضر الانسان نفسه بكافة الاشكال من حيث لا يشعر فكم نقلت الاخبار العالمية صورًا لاشخاص سقطوا في حفر الشوارع وهم يستخدمون هذه التقنية.. او اصطدموا بعمود كهرباء او جدار او ساق شجرة دون أن ينتبهوا للطريق... بل وكم أمهات سلت عن أبنها او ابنتها وانشغلت بالتقنية ففقدته في الشارع او المتنزه ولم تنتبه الا بعد ان نبهها المحيطون بها..... وكم من سائق اودى بحياته او بحياة الاخرين وهو يعاني من هذا الإدمان الالكتروني.
6-شُحُّ الضوابط القانونية والأخلاقية على هذه المنصات وان وجدت فإنها منحازة
8-الاستخدامات السياسية والاقتصادية من قبل رجال الاعمال واستغلال أصحاب النفوذ على هذه المنصات للتاثير بافكار واراء الناس، ومثل ذلك ينطبق على أصحاب الفكر والثقافة والميول الحزبية و السياسية والإقليمية...الخ
أخيرًا إن منصات التواصل الاجتماعي كما اسلفنا تعتبر سلاحًا ذا حدين فان اردنا ان نفيد منها فيجب أن نوجد لها ضوابط أخلاقية وقانونية يجري الاحتكام إليها، وأن نستخدم هذه المنصات الاستخدام الأمثل وان تكون هناك توعية بمضارها وتاثيراتها السلبية على الافراد والجماعات و الدول والمجتمعات. وبهذا فاننا نكون قد جنينا ثمارها الجنية واستخداماتها السوية وافدنا من انتشاراتها القوية وحافظنا على انفسنا، وابنائنا ومجتمعاتنا وديننا و ثقافتنا و قيمنا.
إن هذه المنصات كالإمارة (خزيًّ و ندامة إلا من أخذها بحقّها وادى حق الله فيها) ، فيجب ان ناخذها بوعي وانتقاء و نؤدي حق الوطن والإنسانية والمجتمع فيها.
هذه نشلة قدر، و بوحة صدر، وإن أحسنتُ فلله الشكر و ان قصرت فمنكم العذر ولكم التحية و التقدير والاحترام .