انتقد رئيس الوزراء الاسبق عبدالرؤوف الروابدة، تزايد أعداد الاحزاب في الأردن حتى باتت تقارب الـ 70 حزبا لـ 7 ملايين أردني.
وقال أن الإصلاح والتطوير ضرورة حياتية، فظروف الأشخاص والأوطان متغيرة وعندما تكون الأوضاع صعبة والحياة ضنكة، والمواطن يعاني ضعف العيش والهموم من كل جانب والشباب تائه بين البطالة والفراغ، يصبح الإصلاح السياسي وحده ملهاة ولا تلبي أهتمامات الوطن والمواطن، تبحث عن مصالح أو تتلهى بالحوارات الفكرية.
وقال الروابدة خلال حوارية في مركز الشرق الاوسط للدراسات الإعلامية والسياسية إن من ينظر للحزبية اليوم لم يمارسها يوما، وكان من اشد خصومها، فنحن نطعن بالفساد ولا نتكلم أو نتعامل إلا مع الفاسد.
وبين الروابدة، أن قوانين الانتخاب تتكرر في كل انتخابات ولا يعرف مصدرها، وليست على مقاس ظروفنا، ونظّر لها فرقاء هبطوا على المهمة بالمظلات ودعمتهم قوة وهمية، تصدوا لمن خالفهم وأدانوه وأبعدوه، وبعدها لم يصلوا للنتائج المتوخاة فهاجموا ما سَّنوا، ودعوا للتطوير فكرروا وما زالوا.
وأضاف، أن قوانين الاحزاب نحتت وطبل لها الكثير لمصلحة تنظيمات محددة ثم تلاشت، فتكرر اللجوء إلى تشريعات متعددة أضاعت البوصلة فأصبحت الأحزاب تقترب من 70 حزباً لـ7 ملايين أردني، وعجباً ممن ينظّر للحزبية لم يمارسيها يوماً، فكان من أشد خصومها وما زال الرعب يشغل فكره، همه وضع الروابط لها.
وقال: نريد أن تتطور المرحلة الحزبية ونخشى ان تشكل الأغلبية الحكومة الحزبية، لكننا نخشى تلك الحكومة فنضع الكوابح على ممارساتها، ويحاول البعض أن ينقد إيجابية بعض ما يُطرح؛ واردف: البعض يحاول أن يدعي العصمة وأن يعطي لآرائه قدسية، ويحاولون الاستفراد بالوطن بالمئوية الثانية كما الأولى، يقفزون على المناصب دون تجزئة فليس من حق الأوفياء المنجزين نقدهم أو منافستهم.
وشدد على ان الولاء للوطن ونظامه ليس سلعة لتجار المناصب والمصالح الخاصة، فهذا الوطن لكل أهله، ويحبه ويخدمه من يعارض بصدقية فيطرق الرأي البديل دون تخوين، وها الوطن لطرفي المعادلة وليس لأحدٍ أن يتاجر بالولاء أو المعارضة.
وأضاف، أعتقد جازماً أننا ندخل مرحلة أسلوب حكمٍ جديد، فك أرتباطه القانوني والإداري بالمئوية الأولى كما تجاوز العقد الاجتماعي الي ترجمناه بالدستور، إذ تم إخراجه عن سياقه التاريخي من نظام برلاماني مكتمل الأركان إلى نظام رئاسي لم تكتمل أركانه بعد، التعديلات الدستورية تحتاج لإستفتاء شعبي أو هيئة خاصة لهذه الغاية.
وذكر أن الوطن بحاجة إلى عملية إصلاحٍ شمولي، فالإصلاح السياسي تكرر عدة مرات والمنظرون هم نفسهم والعجيب أن حملة هذه التوجهات من حمل السلاح يوماً ضد النظام، وهو ليس معارض لأن المعارض الحقيقي هو ناقد لا ناقم، ومصلح لا مشوه، وأصبح بعضهم واجهات المسؤولية وصناع قرار.
وختم قوله: غداً ستتحرك القوة الظلامية وسيقولون أن الروابدة أنتقل إلى المعارضة بعد أن تجاوز المناصب وهرم … كذبوا، فولائي للأردن ونظامه قد يساويه فيه البعض ولكن لايسبقه فيه أحد، ترجم هذا الولاء عشقاً ومواقف، ويقول للجميع أنه على عهد عرار و وصفي ما زالوا على علاته أردني حوراني وإن المطايا لا تسير إلى غاياتها إن علاها غير الفرسان.وكالات