وتعرض تلخيص الرواية الى نقاشات على منصة السلع الثقافية اشارت القراءات الى قدرات الاديبة القندقجي وتجويدها للملخص النص، وتاليا ما كتبت
آلموت (عش النسور)
عندما يرتقي الإنسان لأقصى درجات المعرفة وعندما يمتلك فلسفة خاصة به ،لا يشاركه بها الا قلة قليلة وعندما يوجد لخدمة قضية واحدة يؤمن بها وتكون معتقده فسيقوم بوضع الخطط و خلق سبل تيسر له الوصول الى هدفه
حسن بن الصباح الشخصية التاريخية الفذة والذي ظل يبحث عن المعرفة منذ نعومة أظفاره استطاع بدهاءه وفكره السياسي والديني والفلسفي توطيد قلعته والامتداد لكسب قلاع ومناطق أخرى وأجبر جميع السلاطين والخلفاء أن يحسبوا له ألف حساب .
استولى على قلعة آلموت ، قلعة ذات طريق وعر وصعب لا يستطيع الاعداء اقتحامه الا بعسر وعناء شديدين حصن منيع أمام كل مغتصب
حلل الطبيعة البشرية واستنتج أن البشر ينقسمون إلى قسمين قسم لا يستطيع البحث عن المعرفة ويحبذ المسير خلف قائد يملك خرافات وأساطير ويضع نهجا يسيرون على هداه ليستطيعوا الفوز بالجائزة الكبرى وهذا النوع يجب السيطرة عليه وتسييره
أما القسم الآخر فهو الباحث عن المعرفة الذي لا يستطيع فهم الأمور على وضعها بل لا بد له من التحليل والتجربة والتفكر لكي يصل إلى أمور لا يفهمها إلا من يتمتع بالفكر والمعرفة وهذا القسم هو من يسيطر على القسم الأول ويسييره .
وضع أقصى القوانين للتحكم بمرييده وفدائييه فمن لا ينصاع لأحكامه وأحكام دعاته فالويل له لا عقاب له الا الموت .
وأما من يبدي الطاعة العمياء ويكون مستعدا على الدوام ليفديه بحياته فجزاءه أن يتنعم بنعيم الجنة التي يملك مفاتيحها المقدسة .
وهنا تظهر أفكار ه العبقرية فلديه جنة أرضية خلف جدار القلعة ، الفردوس الأعظم المليء بالثمار والورود والغواني والموسيقى الذي لا يمكن لأحد دخوله إلا إن أثبت للسيد طاعته العمياء وبعد الاستمتاع بملذات ونعيم هذا الفردوس، يخرج الإنسان منه ليجد نفسه خاضعا لمهمة فدائية تحت إمرة السيد ولا يتوانى عن التضحية بنفسه حتى إن علم أنه سيموت شر ميته لأنه إن نجى سيفتح له السيد بمفتاحه المقدس أبواب النعيم وإن مات فستأتي الملائكة لأخذه إلى الجنان
وهذه الفكرة يعتقد انها من نسج خيال الكاتب لأن التاريخ لم يذكرها ولأن الثلوج تغطي القلعة ستة اشهر فكيف يمكن للجنان أن تظهر والكاتب الايطالي ماركو بولوا قد كتب في كتابه انه رأى الجنة لكن القلعة احرقها المغول وقد كان عمر ماركو بول عندها سنتين فقط
أثبت حسن بن الصباح أن القوة لا تأتي من خلال جمع الأعداد البشرية الكبيرة حوله بل تكمن بنوعية الأشخاص المختارة
واستطاع الوصول الى اكبر السلاطين واكثرهم قوة فقد قضى من خلال فدائييه الذين لا يهابون الموت على الصدر الأعظم والسلطان في عقر ديارهم
وأرسى معاهدات وقوانين جديدة له ولمريديه وامتد إلى أراض وقلاع أخرى حتى أنه فرض على السلطان الجديد ضريبة مستفيدا من كل وضع حرج تمر به البلاد لصالحه وأبقى آلموت عشا راسخا له ولنسوره الذي لا يتوانى الواحد منهم عن قتل نفسه إن أمره السيد بذلك .
لا شك أننا أمام قصة تتكلم عن داهية تارخي قديم ولكن الرواية ابتعدت كل البعد عن جمود التاريخ فالكاتب فلاديمير أبدع بتقديم المعلومات على شكل رواية وقدم لنا شخصية السيد بكل دهائها وجبروتها ومعرفتها تقديما يفصح عن كل أفكاره ونفسيته فقد درسه وحلل شخصيته تحليلا شفافا ووضح لنا أهداف السيد وطريقة تفكيره الفلسفية العبقرية فالغاية عنده تبرر الوسيلة ولانه عاش ودعى الناس كثيرا ولم يستجب له أحد كان لا بد له من استغلال وضع كل إنسان لصالحه لأن البشر بنظره لا تفهم إلا بلغة المصلحة ولا أحد يقدم شيئا إلا مقابل شيء آخر وبالتالي إن أراد من شخص أن يقدم له حياته فلا بد للسيد من أن يعطيه شيئا مبهرا يحبس الأنفاس وله استمرارية وأبدية عوضا عن حياته الثمينة
ولكن كل هذه الأحداث لا يمكننا إلا أن نقول أنها من نسج خيال الكاتب فقد أخذ قصة من التاريخ وبدأ بنسج خياله حول شخصياتها .
كما أبدع الكاتب بإختيار الشخصيات وسرد حياة كل شخصية منها من داعي الدعاة إلى الدعاة إلى الفدائيين حتى إلى قصص الفتيات في الرياض .
ترى نفسك جالسامعهم في آلموت تحبس أنفاسك عند كل خطة ينفذها الحسن بن الصباح لترى كم الدهاء الذي يملكه وتغيب معه في سرد كل ما يهيم في روحه وأفكاره التي يحملها عن الإنسان والكون .
قصة تاريخية بمعالم وشخصيات خيالية تأخذك معها إلى تلك القلعة الشاهقة المنسية بين الجبال وتريك حقبة مضت منذ مئات السنين وتطلعك على قادة تحكموا بدهائهم بسلاطين ذاك العصر المنسي .
يبقى كل شيء ذكره الكاتب محض خيال ولا شيء منه صحيح سوى شخصية البطل والقلعة أما الأحداث فكلها مزيفة وغير حقيقية وضعها الكاتب لجذب القارئ إلى روايته .