آخر الأخبار

الخوالده والحليسي في شخصيات ادبية عن السياب والسعودي

راصد الإخباري :  
 


راصد - الاردن
كتب عبدالله الحميدي

بدأت منص. السلع نشر (١١) ورقة عمل عن شخصيات ادبية. 

وجاءت ورقة الشاعر خليل الخوالدة في المرتبة الاولى من النشر، في الندوة (١٤) التي رعاها اللواء المتقاعد عاطف السعودي

وفيما تنشر المنصة الورقة التي تتحدث عن الاديب الاردني د. احمد عطية السعودي فقد جاءت ورقة الاديب د. احمد الحليسي بالمرتبة الثانية. التي تتحدث عند الاديب بدر شاكر السياب. وتاليا نص ورقة الخوالده

معالي الدكتور فيصل الرفوع المشرف العام للملتقى حفظك الله ورعاك
سادن الملتقى الإعلامي القدير الاستاذ غازي العمريين وفقك الله
عطوفة الاستاذ عاطف باشا السعودي راعي الندوة الرابعة عشر من ندوات ملتقى السلع الثقافي.. أكرمك الله وحفظك
السادة أعضاء الملتقى الكرام مع حفظ الالقاب..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
واسعد الله أوقاتكم بكل خير..

اما بعد فإنه يسرني ان أشارك في هذه الندوة بورقةٍ متواضعةٍ... وقد اخترت لها اديبا مبدعا وعالما لغويا.. وصاحب اسلوبٍ بديع في الكتابة يجمع بين طرائق القدامى المبدعين وأساليب الكتابة الحديثة.. ويضفي على كتاباته روحا من الدعابة والطرف والنوادر... وياخذك أسلوبه فتراك في عصر الشافعي والبخاري في طريق الرواية والتحقيق والتحقق.. فيكتب عن حدث عادي بسيط ويزينه بأسلوب الرواية والعنعنه(عن فلان عن فلان عن فلان..) فلا تمل مما تقرأ وتبقى تترقب كيف سيعود بك هذا الكاتب إلى عصرنا هذا بعد أن اخذك في جولةٍ عبر العصور والأزمان... ويظهر هذا الأسلوب جليا في مجموعته احماض أدبية.. وفيها يتعرض لما عم في عصرنا الحاضر من أجهزة وآلات ويجعل الحديث عنها من قبل رجل قديم...فترى للتلفاز قصة وللخلوي قصة ولكل آلة وجهاز قصة جميلة ممتعة... 
نجم ورقتي هذا هو الدكتور أحمد عطية السعودي 
كاتب وروائي كبير  له العديد من المؤلفات... عالم لغوي متميز.. وقامة تربوية ذات تاريخ وحضور.. ومتمكن من فنون اللغة العربية كلها من نحو وصرف وبلاغة..... وكل علومها وافنانها..... 
هذا العالم  أسطورة في الأدب العربي  وظاهرة أدبية مبدعة لن تتكرر وهو  خطيب مفوه في  مساجد وزارة الاوقاف منذ ( ١٣ )سنة،.. وهو محب لعمل الخير حيث يرأس لجنة زكاة بلدة بصيرا ويقدم المساعدات للفقراء والمساكين... وهو مخلص للغة العربية حيث يقدم الدكتور أحمد محاضرات في اللغة العربية في بيته لكل من يرغب.  وقد نذر نفسه لمساعدة كل من يريد تدقيق الأبحاث العلمية للدراسات العليا دون أن يطلب أجرا .... لا سيما أنه من قدامى الحاصلين على شهادة الدكتوراه في الأدب والنقد عام  (1997)م بتقدير ممتاز، والماجستير بتقدير ممتاز،  وبكالوريوس اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية، ونيل المرتبة الأولى.

يمتاز  بسعة الاطلاع، وعمق الأفق اللغوي، وبخاصة في مجال التأليف، حيث بلغت مؤلفاته المطبوعة ثمانية عشر كتابا، في حقل الإبداع الأدبي، وحقل الدراسات اللغوية، والأدبية، وحقل الدراسات الإسلامية .

 ليس هذا فحسب ، فهو حاصل على ثلاث إجازات قرآنية، في رواية حفص، ورواية قالون، ورواية ورش
وإلى جانب  سيرته العطرة المُتَّخمة من شهادات، وإنجازات ومؤلفات، ومقالات، وروايات . عرف عنه ، حبه لوطنه ، فهو على سبيل المثال يشجع على السياحة، يرسل لقطات متحركة لضانا، وسحر تضاريسها.
وفي ما يلي مؤلفاته المطبوعة:
 حقل الإبداع الأدبي:
 ليالي عابر سبيل (سيرة ذاتية). 
 أحماض أدبية (أدب ساخر). 
 مناسف أدبية (أدب ساخر). 
 أسمار جحا (أدب ساخر).
 أحلى الكلام (باقة قصصية للأطفال).
 رواية حمالة القمح.
 رواية شلال الورد.
 حقل الدراسات اللغوية والأدبية:
 شخصية الأديب المسلم والإبداع الأدبي.
(دراسة في الرؤى الفكرية، والتقنيات الإبداعية).
 ظاهرة الترخيم في الدرس اللغوي.
(دراسة نحوية تطبيقية).
 القلم والميزان. 
(دراسات في النقد، والأدب، ولغة العرب).
 جمالية الخطاب القرآني. 
(دراسات في إعجاز النص، والتذوق الجمالي لآي الذكر).
 المنظومة الٱجرومية في ثوبها الجديد.
(شرح منظومة تعليمية في علم النحو).
 الشخصية الشعبية في تراث الطفيلة وبلداتها.
 حقل الدراسات الإسلامية:
 يا أيّها الإنسان.
(دراسة تأملية في عالمية الخطاب القرآني).
 يا أيّها الناس.
(دراسة في عالمية الخطاب القرآني وجماليته).

منهاج محاسبة النفس.
(مدارسة روحانية على ضوء الكتاب والسنة).

 الصّحابة الكرام، مكانتهم، وجهودهم في حفظ السنة النبوية. 
(دراسة حديثية في التلقي والأداء).
 الشباب في القرآن، نماذجهم، وطاقاتهم، وحل مشكلاتهم
واخر نشاطات الدكتور التاليفية هو اشهاره لروايته(شلال الورد) حيث  نظم قسم اللغة العربية في كلية الاداب في جامعة الطفيلة التقنية احتفالية وندوة ثقافية في مدرج كلية الاعمال ، بمناسبة صدور  رواية شلال الورد للاديب والكاتب الدكتور احمد عطية السعودي .

وفي حفل اشهار الرواية برعاية رئيس الجامعة الدكتور عمر المعايطة نظمت الكلية ندوة ثقافية حول هذه الرواية ادارها رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة الدكتور نزار الضمور ، وتحدث فيها عميد كلية الاداب  الدكتور خالد الخلفات عن  رواية شلال الورد ،  التي صدرت عن دار المأمون للنشر والتوزيع  هذا العام وجاءت في 206 صفحات ، مشيرا الى انها  رواية تندرج في ظاهرها تحت اسم الرواية التاريخية .

واضاف ان الرواية  تتحدث عن قصة الحب العذري النقي بين قيس بن الملوح وليلى العامرية وكيف بدأت العلاقة بينهما وكيف تطورت وكيف انتهت دون أن يتزوجا  ، مثلما كانت  الرواية تجسد ديوان شعر مجنون ليلى لكن الكاتب أعاد ترتيب القصائد بما يتفق وأحداث الرواية من أولها وحتى نهايتها .

ولفت الدكتور الخلفات ،  الى إنها استدعاء جديد لشعر المجنون وشعر غيره ..وتوقفت الرواية عند العنوان كثيرا لماذا شلال الورد ..كما توقفت الرواية عند استدعاء الكاتب للشخصيات التراثية والمعاصرة وكيف تم توظيفها لخدمة النص الجديد وربط الأحداث ببعضها البعض وصولا إلى غاية الرواية ومغزاها ، ثم كيف وظف الكاتب النصوص القرآنية والأمثال والحكم والأقوال المشهورة لخدمة نصه الجديد.

كما عرجت ورقة *الدكتور _إبراهيم الياسين من قسم_* اللغة العربية على  مجموعة من العناصر المحيطة بالرواية مثل العنوان والغلاف والإهداءات والوان الغلاف باعتبارها نصوصا موازية للنص الأصيل وعتبات  يدخل منها القارئ إلى عالم الرواية وتستفزه للقراءة.. والتفاعل مع النص كمتلقي كما يقف الكاتب عند ألوان الغلاف ودلالاتها وإيحاءاتها في فهم النص..مشيرا الى  توقف الكاتب عند قصة الحب العذري بين قيس وليلى وكيفية تحول هذا الحب إلى شيء آخر أعمق دلالة..حيث تصبح ليلى رمزا للقدس التي سقطت شهيدة.

وفي ورقة قدمتها الدكتور اسماء زريقات من قسم اللغة العربية في الجامعة  بعنوان وقفة مع الرِّواية ، اذ  توقفت عند لغة الرواية واستدعاء الأشعار مشيرة الى ان الكاتب للرواية  يتمتع بحسّ سيميائي عال ... ذلك ما نجده من تراكيبية في العنوان تضعنا على عتبة عمل نصّ سينمائي، حيث المخرج والمصور يتضافران للخروج بهذا البديع، في مستهل العنوان استخدم الكاتب الحركة تلميحاً لا تصريحاً .. إذ إنَّ الشّلال يدلُّ على حركة الماء.. وفي ذات المفردة نجد التّلميح يجرنا للصوت .. فتحسّ بشمولية اللّفظ سينميائياً وبراعة الكاتب في سينمائية الانتقاء.

واضافت الى انه  انتقالا إلى الجزء الثّاني من العنوان يأخذنا الكاتب في تجربة مع الحواس حيث حاسة الشّم وحاسة النظر... فالورد مرتبطٌ بنوستالجيا الرّوائح والمناظر .. وهنا أيضاً نجح الكاتب في توظيف الحاستين بسينمياء المفردات ليصنع سينماء المشهد. وكأنّه يصوّر لنا بعدسات الكاميرا أعذب المشاهد.. وكأنَّ. كتابته لوحات فنية نقلبها، وترينا أجمل ما فيها.

هذا الكاتب الكبير الدكتور أحمد عطية وبالرغم من كل ابداعاته الا انه لم يحظى بما يليق به.. بل انه ممن غيبتهم جهالات عصر السرعة وعصر الأدب السطحي  البسيط... 
.... وقد رأيت ان اهديكم اقتباسا يليق بوعيكم الثقافي ومقاماتكم السامية.... وهو من.. كتاب ليالي عابر سبيل..   ولعل عبارات هذا الاقتباس تتحدث عن نفسها بابلغ مما قد اوصفها به فاليكموها :

ثِياب العَروس! 
  ما كان فرحُنا يبلغُ مداهُ في سائر الألعابِ وألوانِ اللهو كما يبلغُ في الأعراس، فقد كنَّا إذا سمعنا بِعُرْس في القرية لقريبٍ أو بعيدٍ نكادُ نطيرُ فرحاً، ولم يكن شيءٌ يحولُ بيننا وبين الطَّيران والتّحليق حولَ بيوت الشَّعر وأعمدتها وأوتادها إلا أولئك المتربّصون بنا القاعدون لنا عند كلّ عُرْس، إلا أولئك المعلّمون الذين يرصُدون حركاتِنا، ويُحْصون أنفاسَنا، فأين منهم الفِرار؟ أين؟
  ولكننا على الرّغم من ذلك كنَّا نتسللُ لِواذاً حتى نصلَ إلى موقد النَّار وساحة السَّمَر، ونَرْقُبُ أهل العُرْس، وهم يبنون بيوتَ الشَّعر كأنَّهم خليةُ نَحْل واحدة متماسكة، فنرى جماعةً تبني البيوت، وترشّ ساحاتها بالماء، وجماعةً أخرى تجهّزُ الحطب، وتُوري النَّار، وجماعةً ثالثة تنقلُ الماء، وتُعدّ القهوة والشَّاي.
  فإذا غرَبت الشَّمسُ أقبلَ النَّاس على أهل العُرْس يهنّئونهم ويباركون لهم، وقد حمَلَ كلّ منهم بين يديه رَطْلَ سُكّر، وكيسَ شاي، والويلُ لِمَنْ تزلّ قَدمُه أمامَ الناس، أو يعثرُ بالحِبال! 
   أمَّا أقرباء العَريس فيأتون بالخِرْفان تسعى بين أيديهم، وبأيديهم مسدّساتُهم وبنادقُهم، وقد رفعوها فوق رؤوسهم، وعَكَّروا سماءَ القرية بأزيز رصاصها، وأصوات انفجاراتها، ولكنَّها محبَّبة إلى أسماعنا، ولو أننا نضعُ أصابعَنا في آذاننا، ثمَّ نَهْجُم ونلتقطُ بقايا الرَّصاص ونتباهى به!
  ثمَّ يشتعلُ "السَّامر" وتستعرُ الأغاني والدَّبكة، ويُقَدَّمُ الشَّاي والدُّخان والقهوة.. أمَّا النساء ربَّات الحِجال فلهنَّ الحُظوة والمرْتَبة العليا، ولهنّ شطر الحُسْن، وشطرٌ من بيت الشَّعر يُغنينَ فيه بأصواتهنَّ الرَّخيمة الرقيقة، ويُطلقنَ الزَّغاريد التي تهيّج السُّمّار، وتستثيرُ بنادقهم!
  فإذا كان الصَّباح جيءَ بثياب العروس، وعُلّقتْ على الحبل الممدود بين الشَّطرين، وتباهتْ أمّ العريس بما اشترى ابنُها لعروسه من جميل الثياب، وفاخر اللباس، حتى إذا رأينا هذا المنظر مَدَدْنا أعينَنا إلى تلك الملابس الزَّاهية الملوّنة المعطَّرة، وَوَدِدْنا لو نخطفُها، ونطيرُ بها إلى عَنَان السَّماء إلى حيث يبلغُ الرَّصاص منتهاه!
  ثمَّ تُجْمعُ تلك الثياب، وتُحملُ على رؤوس "الفاردة"، وهنَّ جماعة من النسوة يذهبنَ إلى بيت العروس ليأتينَ بها مترنّماتٍ بأعذب الغناء، وأرقّ الألحان!
  وفي فجر ليلة الزَّفاف تُذبح الذَّبائح، وتوضعُ في قُدور كبيرة، وتُطبخُ بالأَقِط (اللبن الجَميد)، ويقومُ على تلك القُدور رجالٌ أشدَّاء عصبيّون كأنَّما جُمعتْ أعصابُهم على رأس دَبُّوس ثمَّ رُكّبتْ على رؤوس أنوفهم، فلا يسمحون لأحد أنْ يَنْشِلَ لحبيبه أو حفيده  مُزْعةَ لحم، أو غَرْفَةَ مَرَق! فنتحيّر ونتفكّر: ماذا نفعل لفكّ الطَّوْق المضروب حول تلك القدور؟ 
  ونظلّ ندور حول القدور المغَرْغِرة دورانَ الفئران حول الجُبْن الطَّري حتى يتوافد الناس، وتمتدُ أيديهم لتباركَ للعريس، وتضعَ في جيبه مبلغاً من المال، ثمَّ تمتدُ لتأكل "المناسف" على أصوات الرَّصاص والزَّغاريد وجَلَبَة الآكلين! 
وتمتدُ أيدينا تزاحمُ أيديهم، فيسيل المَرَق على أذْرُعنا وملابسنا، ويختلط الأُرز باللحم، والشَّراب بالتراب، والحابل بالنَّابل، ونرجعُ بثيابٍ بينها وبين ثياب العروس المعلّقة على الحبل فرقٌ في النظافة والأناقة والشَّذى كما بين الظَّبي الأغَنّ والبعير الأجْدَب الأجْرَب!
وختاما ارجو ان اكون قد وفقت فيما نقلت لكم.. متمنيا ان ينال اعجابكم ويليق بكم... ولكم أجمل وأروع وارقى التحيات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 وفي الورقة الثانية، كانت شخصية بدر شاكر السياب. هي التي وقع عليها خيار الاديب د. احمد الحليسي، وتاليا نص الورقة

بسم الله الرحمن الرحيم
أود أن أقدم الشكر إلى عميد ملتقى السلع الثقافي الأستاذ غازي العمريين , وإلى عطوفة الأستاذ عاطف السعودي المشرف على هذه الندوة .
لقد أصابتني الحيرة في اختيار شخصية أدبية للحديث عنها ,لأن الأدباء كثر في مختلف صنوف الأدب , فانحزت إلى الشعراء , وراودتني الأفكار حول الشخصية الشعرية بين شعراء الأندلس و بين ابن زريق البغدادي وبين بدر شاكر السياب , فاخترت شخصية الشاعر بدر شاكر السياب , والتي ستكون هذه الورقة حولها بعون الله , وسبب اختياري أن هذا الشاعر المجدد في القصيدة العربية , والتي حافظ على الوزن الشعري العربي والتفعيلة في شعره لكنه تحرر من القصيدة العمودية ورتابة القافية .
أحس أن قصائد هذا الشاعر تلامس الوجدان العربي , بل وتلامس قلب من يقرأ ويتذوق شعر بدر شاكر السياب . 
ولد شاعرنا في قرية جيكور في محافظة البصرة جنوب العراق عام 1926 ميلادية , وقرية جيكور قرية بسيطة ووادعة تتميز ببيئة غنية لكثرة المياه والبساتين وخاصة شجر النخيل , فكل هذا أثر في شخصية الشاعر حيث كانت هذه البيئة مرتعا وملعبا  لشاعرنا , وكان جوها الشاعري الخلاب من ممهدات طاقة السياب الشعرية وذكرياته المبكرة التي ظلت حتى أخريات حياته تمد شعره بالحياة و الحيوية , ومن حبه لقريته جيكور وقد غادرها إلى البصرة في مراحله التعليمية الأولى ومن ثم إلى بغداد حيث تخرج من دار المعلمين العالية تخصص اللغة العربية , ظلت جيكور في عقله ووجدانه حيث يقول : 
آه جيكور جيكور
ما للضحى كالأصيل
يسحب النّور مثل الجناح الكليل ؟
ما لأكواخك المقفرات الكئيبة
يحبس الظل فيها نحيبه ؟
أين أين الصبايا يوسوسن بين النخيل
عن هوى كالتماع النجوم الغريبة
أين جيكور ؟
جيكور ديوان شعري
موعد بين ألواح نعشي وقبري
لقد تعلق بمسقط رأسه (جيكور ) ولم تفتنه المدينة ومغرياتها عن هذا الهيام بجيكور واهلها .
لبدر شاكر السياب أشعار كثيرة منها ما نشر ومنها لم ينشر بعد , ومما وصلنا ديوان في جزءين نشرته دار العودة في بيروت سنة 1971 وجمعت فيه عدة دواوين أو قصائد طويلة مثل : أزهار ذابلة (1974) , وأساطير (1950) , والمومس العمياء ( 1953) , والأسلحة والأطفال ( 1955) وحفار القبور وأنشودة المطر (1960 ) والمعبد الغريق (1962 ), ومنزل الأقنان ( 1963 ), وشناشيل ابنة الجلبي (1964 ), وإقبال ( 1965) .
ريادة الشعر الحر :
قام بعض رواد الشعر في العراق ومنهم السياب بمحاولات جادة للتخلص من رتابة القافية في الشعر العربي فقد تأثر السياب بالشعر الإنجليزي ويشاركه في ذلك البياتي ونازك الملائكة , وأرادو نقل تلك الحرية التي شاهدوها في الشعر الأجنبي إلى الشعر العربي , وفي الواقع كان هناك محاولات قبل هؤلاء الثلاثة للتغيير ولكنها لم ترق إلى ما قدمه بدر شاكر السياب و البياتي ونازك الملائكة , حيث أنهم اتخذوا هذا التغيير مذهبا شعريا جديدا أصبح مذهبا لا استطرافا وأن إيمانه بقيمة هذا التحول كان شموليا لا محدودا ورأوا أن هذا الشكل من الشعر يصلح دون ما عداه لجمع التجربة الإنسانية إذا أريد التعبير عنها بالشعر والريادة الواضحة في هذا التغيير هي للشاعرين الكبيرين بدر شاكر السياب و نازك الملائكة , حيث أصبح منهجهم الشعري طريقا يتلمسه الشعراء من بعدهم ومنهم من أبدع في ذلك ومنهم من انحرف بقصائد -ان جاز التعبير- لا تصلح شعرا ولا نثرا . 
في سنة 1961 بدأت صحة السياب بالتدهور حيث بدأ يشعر بثقل في الحركة وأخذ الألم يزداد ثم ظهرت بعد ذلك حالة الضمور في جسده ويديه وضل يتنقل بين العواصم للعلاج دون فائدة وأخيرا ذهب إلى الكويت لتلقي العلاج في المستشفى الأميري في الكويت حيث قامت هذا المستشفى برعايته وأنفقت عليه خلال مدة علاجه , فتوفي في المستشفى هناك في 24 كانون الأول عام 1964 عن عمر 38 عاما ونقل جثمانه إلى البصرة وعاد إلى قرية جيكور ( في يوم من أيام الشتاء الباردة الممطرة) ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير .
هذا هو شاعرنا الكبير بدر شاكر السياب وهذا قليل من كثير حول شخصية هذا الشاعر وأعماله الشعرية